المرأة العُمانية: حارسة التراث وصانعة الهوية
دور المرأة العمانية في الحفاظ على التراث عبر الحرف والفنون والتعليم والمبادرات المجتمعية.
لعبت المرأة العُمانية دورًا أساسيًا في نقل الهوية الثقافية من جيل إلى جيل فهي ليست مجرد حاملة للتقاليد، بل ناشطة ومبدعة تستخدم أدواتها المختلفة للحفاظ على التراث العماني من الحرف اليدوية إلى الموسيقى والفنون أثبتت النساء أن التراث ليس مجرد ذكرى بل جزء حي من الحياة اليومية يُشكل الهوية العمانية
الحرف اليدوية وصون التراث
تلعب المرأة العُمانية دورًا بارزًا في الحرف التقليدية مثل التطريز العماني، صناعة الفضة، السدو، والخزف عبر العصور كانت النساء ينقلن مهاراتهن من الأم إلى الابنة محافظات على الأساليب القديمة والرموز العريقة التي تميز عمان عن غيرها آيشة بنت خالدان بن جميل مثال حي على ذلك.
فقد شغلت منصب رئيس الهيئة العامة للصناعات الحرفية وعملت على تطوير الصناعات اليدوية لتكون أكثر جذبًا للأسواق العالمية دون أن يفقد المنتج طابعه التقليدي العماني من خلال دعمها للمشاريع النسائية الصغيرة تمكنت من منح الحرفيات العمانيات منصة لإبراز مهاراتهن وحماية التراث من الاندثار
الفنون البصرية والهوية العمانية
تلعب الفنون البصرية دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة مريم الزدجالي الفنانة التشكيلية ومديرة جمعية الفنون الجميلة العمانية تمثل نموذجًا للمرأة التي تستخدم الفن لتعزيز الهوية أعمالها الفنية مستوحاة من الطبيعة العمانية والتقاليد الشعبية حيث تظهر الألوان والنقوش تفاصيل البيئة والتراث معارضها في الداخل والخارج تساعد على نشر الوعي الثقافي وتسليط الضوء على جمال وعراقة التراث العماني
الموسيقى والرقص التقليدي
المرأة العُمانية حافظت أيضًا على الموسيقى والرقص الشعبي من خلال تعليم البنات الأغاني التقليدية وأسلوب العزف على الآلات المحلية مثل الربابة والمردَة تمكنت من نقل الثقافة بشكل حي ومباشر هذه الفعاليات لا تقتصر على الحفاظ على التراث بل تمنح الشباب فرصة للتعرف على أصالتهم وهويتهم الثقافية بطريقة ممتعة وتفاعلية
الأزياء التقليدية والموضة المعاصرة
تلعب المصممات العُمانيات دورًا مزدوجًا في الحفاظ على التراث وتحديثه أمل الرئيسي مثال بارز حيث تدمج في تصاميمها بين التطريز التقليدي والنقوش العمانية مع قصات عصرية تناسب المرأة الحديثة هذا النهج يجعل التراث العماني حيًا وواقعيًا وليس مجرد ذكرى تاريخية ويمنح المرأة العمانية فرصة لارتداء الملابس التي تعكس هويتها وتاريخها بأسلوب عصري وجذاب
التعليم والبحث
النساء العُمانيات رائدات في مجال البحث والتعليم يساهمن بشكل كبير في الحفاظ على التراث الثقافي باحثات مثل الدكتورة فاطمة البلوشي تعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة لحفظ الوثائق والمخطوطات وتحليلها ونشرها لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم هذا النوع من العمل يضمن استمرار التراث بطريقة علمية ومنهجية ويحول المعرفة التقليدية إلى موارد تعليمية حديثة
المبادرات المجتمعية
المرأة العُمانية لم تقتصر مساهمتها على العمل الفردي بل أطلقت مبادرات جماعية لتعزيز الثقافة المحلية من خلال النوادي الثقافية وورش العمل للحرف والفنون والمهرجانات الوطنية أصبحت المرأة جزءًا من حركة أكبر تهدف إلى صون التراث ونقله بطريقة تفاعلية وجاذبة هذه المبادرات تتيح للشباب التعرف على جذورهم الثقافية وتخلق جيلًا واعيًا بهويته العمانية
الجمع بين الأصالة والابتكار
ما يميز دور المرأة العُمانية في الحفاظ على التراث هو قدرتها على الدمج بين الأصالة والابتكار فهي لا تكتفي بإعادة إنتاج التراث كما هو بل تضيف لمستها الخاصة لتجعل التراث قابلًا للعيش في العصر الحديث سواء عبر تصميم الأزياء أو الفنون البصرية أو التعليم أو الإعلام فإن المرأة العُمانية تظهر كيف يمكن للتراث أن يكون جزءًا حيًا من الحياة اليومية وليس مجرد تذكارات قديمة
يوم المرأة العُمانية
المرأة العُمانية اليوم تثبت أن الحفاظ على التراث ليس واجبًا تقليديًا فقط بل فن وإبداع ووعي ثقافي من الحرف اليدوية إلى الأزياء والفنون والتعليم تلعب النساء العمانيات دورًا أساسيًا في نقل هوية عمان للأجيال القادمة إنهن يمثلن الجسر بين الماضي والمستقبل بين الأصالة والحداثة بين الهوية الوطنية والجمال المعاصر المرأة العُمانية ليست فقط حارسة للتراث بل صانعة له ومن خلالها يظل التراث حيًا وملهمًا لكل من يعيش في عمان وخارجها.