أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال

  • تاريخ النشر: الأحد، 31 ديسمبر 2023
أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال

يحتاج الأبوان في التعامل مع أبنائهم إلى اتباع أساليب مختلفة من التهذيب لتقويم بعض السلوكيات أثناء رحلة التربية. إلا أن أساليب التهذيب يكون منها ما هو إيجابي وما هو سلبي. ولحرصنا الدائم على بناء علاقة أكثر إيجابية بينك وبين طفلك، سنتحدث الآن عن أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال بالتفصيل، فتابعينا.

أدوات واستراتيجيات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال

تتعدد أدوات التهذيب الإيجابي واستراتيجياته التي يُمكنكِ اتباعها مع طفلك. إلا أنكِ ستجدين كلاً من هذه الأدوات مناسبًا للاستخدام في موقفٍ دون الآخر. ومن أهم أدوات التهذيب الإيجابي:

  • الإلهاء: يُعد الإلهاء أداة جيدة لتهذيب الطفل في مرحلة عمرية مبكرة. فبمجرد محاولة تشتيت انتباهه بشيء مضحك أو مثير للانتباه أثناء بكائه أو صراخه لسبب غير مقبول، تكونين قد استخدمتِ أداة تهذيب إيجابي ناجحة لتخطي الموقف.
  • إعادة التوجيه: وهي أداة تهذيب إيجابية معترف بها عالميًّا ضمن مجموعة أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الطفل. وفيها نخبر الطفل بما نريد منه القيام به بدلاً مما لا نريده منه؛ فبدلاً أن تقولي لطفلك: "لا تلعب الكرة في المنزل"، يُمكنك قول: "دعنا نخرج إلى مكان يُمكننا لعب الكرة فيه بأمان". وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تهذيب سلوك الطفل بشكل إيجابي.
  • منح الخيارات: فمن أدوات التهذيب الإيجابي يأتي منح الخيارات كأداة فعالة وعملية جدًّا في الكثير من المواقف. إذ يُمكنك عزيزتي تقديم خيارين أو أكثر مقبولين بالنسبة لكِ، ليختار طفلك من بينهم. وهنا يكون عليك الموافقة على اختياره، مما يُكسبه المزيد من الثقة بالنفس، ويسهل تدريبه على السلوكيات التي ترغبينها بمرونة ويسر.
  • توضيح عواقب الأمور: إذ يُعد توضيح العواقب وسيلة جيدة لإقناع الطفل بالاتجاه إلى السلوك الأفضل وترك السلوك الذي سيؤدي به إلى عواقب غير مرغوب فيها. كأن تقولي لطفلك مثلاً: "إن لم ترتدي سترتك، ستُصاب بالبرد" أو "إن لم تترك الهاتف الذكي الآن، فلن تتمكن من استخدامه غدًا".
  • التعاون على حل المشكلات: يُمكن اعتبار التعاون النشط بين أفراد الأسرة على حل المشكلة إحدى أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الطفل؛ إذ تجلس الأم وطفلها، ويُفضَّل كل أفراد الأسرة، للتفكير في حلول لإحدى المشكلات، وطرح الحلول المختلفة، ووضع الخطط لتنفيذها.
  • الوقت الإيجابي: ولتنفيذ هذه الاستراتيجية، يُمكنكِ إتاحة وقت للطفل يقضيه في مساحة مريحة بالنسبة له، يستطيع فيها الوصول إلى الأدوات والقيام بالأنشطة التي تُريحه وتُساعده على تهدئة مشاعره.
  • التحفيز: إذ يُعد استخدام التحفيز على عمل السلوك المرغوب فيه أداة تهذيب إيجابي للطفل فوق عمر الثلاث سنوات. وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها مع اختلاف طريقة التحفيز من موقفٍ لآخر.

ماذا يعني التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال

يُعرف التهذيب الإيجابي بصفته أسلوب يستطيع الآباء من خلاله تعليم أطفالهم التمييز بين السلوكيات المناسبة والسلوكيات غير المناسبة، مع معرفة ما يترتب على اتباع الطفل لأيٍّ من هذه السلوكيات بطريقة إيجابية، أي دون إيذاء الطفل أو تعنيفه أو إجباره على شيء.

وقد عملت على تطوير هذا الأسلوب الدكتورة جاين نيلسن، مستشارة الزواج والأسرة والطفل ومؤلفة كتاب "التهذيب الإيجابي". وقد أثبت هذا الأسلوب فعاليته وفائدته في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل، فضلاً عن تنمية قدرة الطفل على حل المشكلات وتعزيز ثقته بنفسه.

أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال

ما مبادئ التهذيب الإيجابي

وفقًا لما ذُكِر في كتاب "التهذيب الإيجابي" لجاين نيلسن، يعتمد التهذيب الإيجابي على خمسة مبادئ أساسية هي:

  • التهذيب الإيجابي يجب أن يجمع بين اللطف والحزم في الوقت ذاته.
  • يُساعد التهذيب الإيجابي الأطفال على الشعور بالانتماء، كما يجعلهم يشعرون بأهميتهم في الأسرة والمجتمع.
  • تستمر فعالية أسلوب التهذيب الإيجابي على المدى الطويل، ويظل يؤثر في شخصية الطفل حتى يكبر.
  • يُساعد الطفل على تعلم قيم حياتية واجتماعية مهمة تجعل منه شخصاً مهذباً وحسن الخلق.
  • كما يُعزز التهذيب الإيجابي قدرة الطفل على اكتشاف قدراته الشخصية واستغلالها بطريقة إيجابية. [1]

أهمية ممارسة التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال

تتعدد الأسباب التي تجعل التهذيب الإيجابي مهمًّا في تربية الأطفال، وترجع أهميته إلى أنه:

  • يعلم التهذيب الإيجابي الأطفال تحمل المسؤولية، من خلال معرفة أن أفعالهم لها عواقب، وأنهم مسؤولون عن اختياراتهم وما يترتب عليها من تبعات.
  • يشجع الأطفال على التفكير بشكل مستقل، بدلاً من أن يكونوا مجرد تابعين يتلقون الأوامر وينفذونها.
  • يُساعد التهذيب الإيجابي الأطفال على فهم الحدود التي يضعها الدين والمجتمع، والتمييز بين ما هو متاح وما لا يُمكن أن يكون متاحاً.
  • ينمي التهذيب الإيجابي الانضباط الذاتي لدى الطفل، ويسمح له بالتعلم من أخطائه دون أن يشعر بالخجل من الوقوع في الخطأ.
  • نظرًا لأن التهذيب الإيجابي يعتمد بشكل أساسي على التعليم بدلاً من العقاب، فإنه يُساعد الأطفال على فهم أفضل لسبب كون بعض السلوكيات غير مناسبة أو غير مقبولة. [2]

مخاطر التهذيب غير الإيجابي

بعد أن تعرفنا على أدوات التهذيب الإيجابي لتربية الأطفال وأهمية استخدام مثل هذه الاستراتيجيات والأدوات في تنشئة الطفل، نتعرَّف سريعًا على مخاطر الاعتماد على أساليب التهذيب الأخرى القائمة على النقد والإيذاء. فمن أهم مخاطر التهذيب السلبي أو غير الإيجابي أنه:

  • يُصيب الأطفال باضطرابات ومشاكل نفسية، فنجد بعضهم يُعاني من اضطرابات النوم، وبعضهم الآخر يُعاني من التأتأة أو التبول اللاإرادي أثناء النوم، وغير ذلك من المشكلات التي يرجع السبب ورائها إلى تعرض الطفل لضغط نفسي شديد ومستمر.
  • يؤثر سلبًا على التطور العقلي للطفل. فقد أجريت بعض الدراسات على الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني، فوجدوا لديهم تضرر في بعض أجزاء الدماغ التي تؤثر بشكل كبير على الإدراك الاجتماعي والتطور العاطفي.
  • يتسبب في ضعف شخصية الطفل ويؤدي إلى شعوره الدائم بالخوف والنقص.
  • ينتج عن عقاب الطفل عقابًا سلبيًّا باستخدام التوبيخ أو النقد اللاذع أو الضرب تنمية السلوك العدواني لدى الطفل، فيبدأ في استخدام العنف مع الأطفال المحيطين به في المدرسة أو في العائلة.

مواضيع ذات صلة

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار