الدكتورة هالة جمال:أحب العطاء والعمل بصدق ومحبة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 14 أغسطس 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
 الدكتورة هالة جمال:أحب العطاء والعمل بصدق ومحبة

رغم زواجها المبكر، ورغم تنقلها في أكثر من بلدٍ نظراً لطبيعة عمل والدها وزوجها، إلا أن ذلك لم يمنعها ولم يحد من طموحها بأن تصبح امرأة في قمة التميز والنجاح على أكثر من صعيد ومستوى سواء الأكاديمي أو الاجتماعي، فهي الواثقة في خطاها وعطائها اللامتناهي، وهي صاحبة العضويات في أكثر من تخصص، والمتحدثة البارعة في المؤتمرات المحلية والدولية، فضلاً عن أنها مؤلفة وكاتبة، وليس انتهاءً بنجاحها وتميزها كسيدة أعمال زرعت ريحان الانجازات في بساتين الطموح الدافق، وهي الحاصلة على الكثير من الدروع والشهادات التقديرية.. ولا زالت في طموحها تسعى لتحقيق ما هو أكبر.. إنها سيدة الأعمال والناشطة الاجتماعية هالة جمال التي كان لـ (ليالينا) معها هذا الحوار الممتع:
 

ناشطة اجتماعية، وسيدة أعمال، ومؤلفة، وناجحة على مستويات عدة، ماذا يمثل إليك كل ذلك؟

نجاحي الأساسي أعتبره في أسرتي وعائلتي أولاً، فبالرغم من زواجي المبكر، إلا إنني سعيت واجتهدت، وما وصلت إلى ما وصلت إليه في هذه المرحلة كان هو البداية بالنسبة لي، ووصول أبنائي لمراحل من النجاح في دارستهم، هو ما يمثل لي الإنجاز الحقيقي.

وحقيقة، أنا أؤمن بالعمل التطوعي والاجتماعي بشكل كبير جداً، فقد أنعم الله علينا بقدرات وطاقات لابد من الاستفادة منها في خدمة المجتمع، وأنا تركيزي غالباً ما ينصب على المرأة والشباب، وأتمنى أن أرى المرأة البحرينية بشكل خاص والخليجية والعربية بشكل عام في أعلى المناصب، وأن تقوم بالدورالكبير الذي حباها الله به.


بالنسبة للتأليف، كانت لدى عدة كتابات  سابقاً، ولم تكن هناك فرصة سانحة لنشرها أو طباعتها، ولم أنشرها نظراً لأمور عدة من ضمنها الانشغالات والأسرة، لكن في الفترة الماضية رأيت إني أستطيع أن أنشر بعضاً مما كنت أكتبه من أعمال، وكتابي الذي طُبع مؤخراً هو البداية، وإن شاء الله ستكون هناك كتابات جديدة أخرى.

ما الدافع الذي جعلك تنخرطين في مجالات عدة، خيرية، وثقافية وإجتماعية؟

كوني امرأة، نجد أن عالمنا اليوم في مجتمعاتنا بشكل عام هو عالم ذكوري، والمرأة اليوم تحتاج للمرأة لتساندها، فالمرأة أثبتت أنها قادرة على الإنجاز ولديها الكثير من القدرات والمزايا في مختلف المجالات، ونحن الآن في عصر تمكين المرأة، ولا نقول أن المرأة تحتاج إلى أن تنهض، لأن المرأة أصلاً ناهضة، وأثبتت جدارتها، ولكن لابد أن نتكاتف لإعطاء مجالات أوسع للمرأة، على أن نضع نصب أعيننا أن تحافظ المرأة على كينونتها وأخلاقها ومكانتها التي وهبها إياها ديننا الحنيف وسنته الشريفة.

ومن الضروري أن يتم توعية الرجل (رفيق الدرب في هذه الحياة) بأن المرأة قادرة ولديها الجدارة لكي يساندها وأن تسانده ويكونا شريكين معاً في الحياة ويكون لكل منهما دوره وعطاؤه. وبالنسبة للشباب، فأنا أؤمن أن الشباب هم المستقبل الواعد، فإذا كان لدينا شباب واعٍ ومثقف ومتعلم، يعرف كيف يستفيد من طاقاته ومواهبه وشبابه وإبداعه، فإننا بإذن الله سنرتقي بالمجتمع بشكل أفضل نحو بناء مجتمع أرقى بفضل هؤلاء الشباب الواعد المسلح بالعلم والأخلاق والإيمان. من هنا وجدت نفسي مساندة للشباب، ووجدت نفسي في العمل التطوعي والاجتماعي معهم. وأنا أؤمن بالعمل بروح الفريق الواحد وتبادل الخبرات، وأؤمن بأننا نكمل بعضنا البعض في المجتمع، فالعمل الاجتماعي هو كالسلسلة المترابطة مع بعضها، فلو كان هناك توافق وانسجام وترابط ومحبة صادقة بين الجميع، سيصبح مجتمعنا اليوم من أفضل المجتمعات، وبفضل من الله تتوفر كل هذه المقومات في المملكة حيث أن البحرين بشكل خاص تعتبر أرضاً خصبة جداً لهذا العمل، فالإنسان الذي لديه قدرات أو مزايا وبإمكانه أن يخدم ويقدم، يجب علينا أن ندعمه ونسانده لتقديم أفضل ما يمكن أن يقدمه في هذا الإطار أو ذاك. ويجب أن ننوه أن وجود جمعيات عديدة في البحرين سواء النسائية منها أو الشبابية أو التخصصية إنما هو أمر صحي جداً.

والتخصص في العطاء مطلوب أيضاً، حيث أجد نفسي مثلاً في النواحي الثقافية، ودليل على ذلك أن معظم ما انخرطت فيه من عضويات كنت أتقلد مجالات لها علاقة بالثقافة غالباً، وهذا ما وجدته خصباً في المملكة، فأردت استثمار ذلك، والحمد لله خلال السنوات الماضية عرفت أين وكيف أتوجه، وفي أي مكان أكون، وماذا أستطيع أن أنجز وأين يمكن ان أفيد المجتمع. وأحمد الله أن الآخرين أيضاً آمنوا أن لديّ قدرات أستطيع أن أقدم من خلالها عطاء أكثر، وأنا منفتحة على كل الآراء لتبادلها وتبادل الخبرات وتبادل الثقافات حتى مع غير العرب، حيث أني عضوة أيضاً في احدى الجمعيات الأجنبية في البحرين، ومن خلال تعاملي وتعامل الأخوات مع هؤلاء الضيوف القادمون من بلدان العالم، أستطعنا وبفضل من الله أن نثبت لهم مدى انفتاحنا على الثقافات الأخرى، وكيف أن الانسان البحريني إنسان متسامح ويؤمن بالتعايش السلمي، وإن طيبته وتسامحه مع كل مع يعيش على أرض المملكة يجب أن يسجل بأحرف من نور في التاريخ، ويجب أن يصبح نموذجاً للتسامح والتعايش ضمن محبة الغير، واحترام جميع الأديان والأعراق هو شعار الجميع حكومة وشعباً. وهذا من شأنه أن يجعل الجميع فخورين بهذا الانجاز الرائع لكل من يعيش على أرض المملكة الغالية.

كيف كانت طفولتك ونشأتك؟ وهل ساهم ذلك في توجيه عطائك نحو هذه المجالات؟

أنا ابنة أسرة منخرطة جميعها في العمل التجاري والاجتماعي، وهذه ميزة نهلتها من والدي ووالدتي أيضاً، فوالدتي حفظها الله حافظة للقرآن ولديها حكمة وبصيرة ورأي، وحتى الآن أنا أستشيرها في أمور كثيرة، وهي مرجعي الأساسي في كل شيء، وبالنسبة لوالدي وأخواني حسن وخالد رحمة الله عليهم جميعاً، كانوا تجاراً ناجحين أيضاً، فهذه الأمور كلها ربما ورثتها عن عائلتي، وبذلك وجدت نفسي أنهل التميز بالوراثة من عائلتي التي أوجدت لي الخطوة الأولى نحو التميز والعمل الاجتماعي والتطوعي والتجاري، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقال، وبالإصرار والعزيمة والرغبة الصادقة يستطيع الإنسان أن يصل إلى ما يتمناه ويعمل ويفيد كل من حوله.

كناشطة اجتماعية، ما هي أقرب الأعمال إلى قلبك؟

من حرصي على حسن الاختيار ومعرفة أفضل الأماكن التي يمكن أن أعمل وأفيد فيها، انخرطت في عدة جمعيات، مثل جمعية الرفاع الثقافية، جمعية رعاية الطفولة والأمومة، جمعية النور للبر، وجمعية المستقبل الشبابية، بالإضافة إلى عضوية في مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية، وهذه ثقة كبيرة أعتز بها، حيث أن جمعية سيدات الأعمال تعتبر من الجمعيات الرائدة التي تقوم بعمل كبير لتطوير ومساندة المرأة البحرينية، وكذلك رائدة العمل البحرينية الشابة، من خلال المشاركات في اللجان المختلفة وحضور ورش العمل والمنتديات والمؤتمرات داخل وخارج البحرين.

ولدينا العديد من سيدات الأعمال البحرينيات اللواتي حصلن على مناصب عالية في شركات ومؤسسات، كذلك كرمت العديد من سيدات الاعمال في البحرين والعالم مثل منى المؤيد وأفنان الزياني وهدى جناحي. أما عن أحب الأنشطة إلى قلبى فهو إنني رئيسة لجنة تطوعية في جمعية أجنبية في البحرين تقوم بفعاليات وأنشطة متنوعة ونوعية، ووجدت لجنة ضمن لجان الجمعية شدتني للهدف السامي الذي تقوم به. وهي لجنة مختصة بتنظيم زيارات داخل البحرين لعضوات الجمعية لمختلف الأماكن الصناعية والسياحية والثقافية والتراثية والاجتماعية، فتسلمت رئاسة هذه اللجنة منذ 6 سنوات لأني أؤمن بدورها وهدفها النبيل، وقمت بتغطية وزيارة معظم الأماكن في البحرين مثل المتاحف والقلاع والاماكن الأثرية في المحرق وغيرها وحتى الشركات الكبرى داخل المملكة مما يدل بوضح على ثراء مملكة البحرين الحضاري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي على مر العصور، وكان هدفي من ذلك تعريف غير العرب من عضوات الجمعية واللواتي ينتمين لأكثر من 40 دولة في العالم، بأن البحرين غنية بتراثها وحضارتها وإنها تتميز بتاريخها العميق، وهي في اعتقادي رسالة مهمة بالنسبة لي لإيضاح الثقافات المتعددة والمتعاقبة على مملكة البحرين.

ولشدة اعجاب ضيوف المملكة بالأماكن التي نزورها، ارتأيت إنه عند زيارة أي مكان في احدى المحافظات الخمس بالمملكة أن أنظم زيارات للشخصيات المهمة في تلك المحافظات مثل المحافظ أو رئيس البلدية وغيرها، ولقد رأيت مدى اعجاب الضيوف بهذه المقابلات التي تركت عميق الأثر بأن المسؤولين في البحرين قريبون من الناس، وجاهزون لإستقبالهم ولإجابتهم على كل ما يريدون معرفته عن البحرين وأصالتها، وكل ذلك من أجل التعرف على كل ما يتعلق بعبق الأصالة وعمق التراث في البحرين، وهي ميزات لا تتمتع بها دول أخرى. وفي هذا الإطار حالياً أقوم بإعداد كتاب خاص عن هذه الجولات والزيارات أسميته «جولاتي في مملكة الحضارات»، وأعد المراجع من الوثائق لكي يضيف الكتاب قيمة غنية في هذا المجال.  

أما عن تطوعي في برنامج (ديسكفر بحرين) مع جمعية (الكلمة الطيبة) فأعتبره شرف كبير لي لأنه برنامج دبلوماسية شعبية. وقد رافقنا فيه وبكل شفافية ممثلون عن 24 دولة من العالم لمدة أسبوع حسب برنامج موضوع بعناية، تتنوع أيامه بين يوم التاريخ والحضارة ثم الاقتصاد، ثم اليوم الديني والاجتماعي، يليه المرأة والإعلام ثم الصحة وأخيراً الشباب والرياضة، بما فيه من الاحتكاك ومقابلة أبناء البحرين وبعض المسؤولين. ونحن الآن بصدد الانتهاء من كتيب البرنامج وفيه أجمل تعبيراتهم عما شاهدوه في المملكة من رقي وحضارة وانفتاح على الأديان والشعوب والحضارات وتمكين المرأة ورعاية الصحية، والأهم التسهيلات المتوفرة للاستثمار الاقتصادي في المملكة.
 

كيف ترين طموح المرأة في البحرين؟ وهل هو سقف مُرضي بالنسبة إليك؟

لابد أن أقول هنا كلمة حق في المرأة البحرينية، فالمرأة البحرينية فعلاً امرأة مثقفة وواعية ولديها الرغبة في تطوير ذاتها، وأنا فعلاً أعجبتني نماذج عديدة من سيدات من مختلف المستويات الاجتماعية الثقافية وغيرها، فوجدت في كل مكان أن المرأة قادرة على العطاء والإنجاز والإبداع، وهذا دليل على أن المرأة البحرينية واعية ومسؤولة، وهي على مقدرة وجدارة أن تتبوأ أعلى المناصب سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي أو الثقافي، ولديها حب للعمل الاجتماعي، وفي مختلف المجالات، فالمرأة البحرينية هي قيمة كبيرة جداً في المجتمع البحريني. وأرى أن طموح المرأة البحرينية لا نهايته له، فالمرأة البحرينية إنْ وضعتها في منصب عالٍ أو مراكز معينة تجدها رائدة وقائدة وتطمح في أن تنجز وتطور، وهي ميزة موجودة في المرأة البحرينية، ويجب العمل على بلورتها بشكل أوضح وأكبر وتوجيهها، فهناك طاقات وقدرات لدى المرأة البحرينية وعند كل العناصر الأنثوية بمختلف الأعمار، فكلٌ منهن يستطيع أن يعطي في مجاله وموقعه سواء كنَّ نساء أو فتيات.

حدثينا عن كتابك (القيادة وصناعة القرار التربوي) الذي صدر لك مؤخراً؟

يتحدث الكتاب بشكل عام عن القيادة وعن القرار التربوي، ويهدف إلى تحديد أهم المعارف والمهارات الإدارية والمعرفية والشخصية والإنسانية اللازمة للقيادات التربوية، ويعتمد بشكل أساسي على الأسس والنظريات المفسرة والاتجاهات المعاصرة وكيفية توظيفها والإستفادة منها في إدارة المؤسسات التربوية، والتي سيعود نجاحها بالدرجة الأولى على السياسة الناجحة للقائد التربوي وقدرته على صناعة واتخاذ القرار المناسب، وتعامله مع المشكلات بطرق إبداعية، وكذلك دوره الاجتماعي الذي يقوم به أثناء تفاعله مع غيره من أفراد المؤسسة التربية، وعلى الرغم من أن الكتاب تربوي، إلا أنه يمكن أن يستفد منه كل قائد ومسؤول عند اتخاذ القرار في أي مجال من مجالات الحياة.

ما الأمور الدافعة إليك للكتابة في مجال القيادة والقرار التربوي؟

يعتبرموضوع القيادة والقرار التربوي من المواضيع التي لا تهمني أنا فقط، ولكن تهم كل شخص يسعى للتطوير والتغيير في المجتمع الذي يعيش فيه. وقد توجهت لهذا المجال في رسالتي للدكتوراه. ويهمني كباحثة وكأم أن أتكلم عن التعليم والمدارس والمناهج والإدارة والمعلمين وكل ما يهم التربية، وأرى أن البيت هو الأساس لأي إنسان في هذا الوجود، والمدرسة هي المكمّل لدور البيت، فالمدرسة لديها دور كبير في تشكيل أو تهيئة جيل المستقبل، فإذا قمنا بتهيئة الإدارة المتميزة والناجحة والواعية والمثقفة في المدارس، فنستطيع من خلال هذه الإدارة أن نشكل الجيل المتميز والمبدع الذي سنراه بعد 20 سنة، وهذه الإدارة إذا كانت فعلاً واعية بارعة في صنع القرارات ثم تنفيذها وتطويرها فهي الادارة التي نبحث عنها. والمعلم المتميز يلعب دوراً أساسياً ومكملاً لدور الإدارة، ولا أنسى دور المجتمع والعلاقات الأسرية والأصدقاء، ولكن إذا استطعنا فعلاً أن نكوّن بيئة مدرسية صالحة لأطفالنا الذين هم أساس المستقبل وجعلهم أشخاصاً ذوي صفات قيادية منذ البداية، ستكون مخرجاتها نخبة من القياديين المتميزين القادرين على الإنجاز ، وهذا ما رأيناه في كل دول العالم مثل اليابان وغيرها، ونحن لا نقول أننا دول لم ننجز، أبداً، ولكن نتمنى أن نحصل على إنجاز أفضل، ونحصل على مخرجات من التعليم بشكل أفضل.
 

هل طموحك وأحلامك توقفت عند هذا الحد؟ أم لا زال الطريق أطول؟

الطموح لا نهاية له، إنني الآن في أول خطوة من طموحاتي التي كنت ولازلت أحلم بها، ولكن الحمد لله استطعت أن أثبت لنفسي ولعائلتي ولمن حولي بأنني قادرة على الإنجاز، وقادرة على تحقيق بعض طموحاتي، ولكن الطموح لا نهاية له، ولا يوجد إنسان في العالم يقول بأن طموحي انتهى إلى هنا.. فأنا أجد طموحي مستمراً، وإن شاء الله فإن طموحي مع طموح أسرتي أكبر، لأننا مكملون لبعضنا، وأتمنى أن أرى الدور الذي أقوم به حالياً يظهر بشكل أكبر في أبنائي، ويسعون للتغير إلى الأفضل.

دعينا ننتقل للمحور الشخصي والاجتماعي، هل تساهمين في وضع تصورات المستقبل لأبنائك؟ أم تتركين الخيار لهم كل حسب ميوله وطموحه وتوجهه؟

أقول أنني حاولت، ولم أنجح، ففي مرحلة الثانوية يحدد أبنائي مساره كلٌ حسب ميوله، لكن في مجال التخصص والدراسة الجامعية حاولت أن أوجههم، وكنت أتمنى أن يتخصص أحدهم في مجال المحاماة، لكن لم أجد أحداً يساعدني نظراً لرغباتهم، وحاولت توجيههم، لكني في النهاية خضعت لتوجهاتهم واختياراتهم وميولهم، لم أحاول أن أجبرهم على خلاف رغبتهم، وهم في النهاية من يحددون مسار مستقبلهم وأي التخصصات يطمحون أن يبدعوا فيها.

أهم النصائح التي توجهينها لأبنائك من واقع خبرتك في الحياة؟
استفدت من والدتي حين أقوم بعمل لابد من إنجازه بشكل جيد ومتقن، ودائماً أقول لأبنائي: حينما تقومون بعمل ما، كونوا على قدر من المسؤولية بأنكم ستنجزونه بإتقان، وإلا لا تقوموا به، ولابد أن القيام بالعمل بصدق ومحبة وإتقان من أجل الوصول للنتائج المرجوة منه.

هل لديك وقت لممارسة الهويات؟
أحب القراءة، لا أدري لماذا؟ منذ طفولتي، كنت كلما آخذ مبلغاً من أهلي لمصروفي الخاص أذهب لأقرب مكتبة لأشتري كتاباً أو قصة، فمنذ كان عمري عشر سنوات لدي كتب خاصة بي ومكتوب عليها تاريخ شرائها واسمي، بل حتى كتبي المدرسية لا زلتُ أحتفظ بها، لأني أؤمن أن القراءة هي سلاح للإنسان، في تنمية ثقافته ووعيه، ونحن أمة - لسوء الحظ -  قليلاً منا من يقرأ.
لدي أيضاً هوايات أخرى وفي فترة من الفترات كنت أحب عمل الأشياء الفنية اليدوية التي لم يعد لديّ الوقت الآن للقيام بها، وأحب كذلك تغيير ديكور منزلي  إضافة إلى السفر والرحلات.

أي الدول التي تحبين السفر إليها؟
ليست هناك دولة معينة، لكن معظم الدول الأوروبية تتمتع بريف جميل ومتميز، فالأرياف خضراء ورائعة الجمال.

ماذا يمثل إليك شهر رمضان؟ وكيف توزعين أوقاتك فيه؟

شهر رمضان هو شهر العبادة والصيام والغفران، ونسأل الله أن يعيده علينا وعلى المسلمين بالخير وبالبركات، فهو من الشهور المتميزة بالروحانية، وأنا أحب أن أقضيه أما في البحرين أو السعودية، لأن الأجواء مهيأة فيها من نواحي كثيرة، فضلاً الزيارات والمجالس الرمضانية والغبقات التي نقوم بها والتي تعكس التواصل الاجتماعي وحالة من الألفة والمودة بين الناس، وتتميز فيها البحرين بالذات.

كيف تعرّفين التالي؟

التواضع: شعاري
العمل الاجتماعي: رسالة مقدسة
الحقد: موجود، نتمنى زواله
الأبناء: أمل مستقبل

كلمة أخيرة؟

أوجه كلمة لكل السيدات في العالم عموماً والبحرين خصوصاً، وأقول: أتمنى من أي إمراة أن تعرف أنها صاحبة دور كبير في المجتمع، وتؤمن بقدراتها، ويكون لديها ثقة كبيرة بما تستطيع أن تنجزه من الأعمال الصالحة، ولا تحتاج إلا الى الإصرار والإرادة والعزم، وإن شاء الله تصل لمراكز عالية تفيد فيها مجتمعها، وأسرتها، وذاتها أيضاً، وتترك بصمة تجزى عليها في دنياها وتثاب عليها في آخرتها.

اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر المقابلات الحصرية من ليالينا على البريد الإلكتروني.
 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار