العلاقة بين أمراض الفم والأمراض العامة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 20 مارس 2024
العلاقة بين أمراض الفم والأمراض العامة

يتأثر الفم وصحته بما يحدث في باقي أعضاء الجسم، فقد تدل بعض الأمراض الفموية على الإصابة بأمراض أخرى، وقد يكون ظهور بعض الأمراض الفموية مساعداً بشكل كبير في الكشف عن العديد من الأمراض، هذا ما دفع البعض للقول: "الفم مرآة الجسم"، فهو إلى حد كبير قد يعكس الحالة الصحية العامة؛ ويصاب بالمرض حين يصاب جسمك بالمرض، ويتعافى عندما يصبح جسمك كذلك، في هذا المقال سنتحدث عن العلاقة بين أمراض الفم والأمراض العامة.

مرض السكري والصحة الفموية

يتجلى مرض السكري بفشل الجسم بضبط نسبة السكر في الدم، إما لقلة إفرازه للأنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، أو ضعف استجابته للأنسولين، في كلتا الحالتين ترتفع نسب السكر في الدم. [1]

ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض ابتداءً من جفاف الفم، ومروراً بزيادة الإحساس بالعطش، وزيادة عدد مرات التبول، وانتهاءً بالعديد من المشاكل الكلوية والقلبية. [1]

تظهر الأعراض الفموية لمرض السكري كما يأتي: [1]

  1. جفاف الفم نتيجة قلة إفراز اللعاب.
  2. ارتفاع نسب النخور في الفم، نتيجة قلة إفراز اللعاب أيضاً.
  3. ظهور رائحة غير محببة للنفس نتيجة جفاف الفم، وخروج رائحة تشبه رائحة مزيل طلاء الأظافر (الأسيتون).
  4. التهاب اللثة وتعرضها للنزف.
  5. ضعف حاسة التذوق.
  6. تأخر في التئام الجروح.
  7. للأطفال المصابين بالسكري، قد تظهر الأسنان اللبنية أو الدائمة في وقت مبكر.

أمراض اللثة عند مرضى السكري

الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة لمشاكل اللثة، نظراً لسرعة النزيف، وبطء التئام الجروح، وضعف مقاومة اللثة للبكتيريا؛ مما يجعلها أكثر عرضة للالتهابات، ولكن ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ [1]

  1. السيطرة على مستويات السكر في الدم، واستخدام الأدوية الخاصة بك المتعلقة بالسكري وفقاً لتوجيهات الطبيب، وتغيير النظام الغذائي الحالي إلى آخر صحي، وممارسة الرياضة بانتظام تعتبر أساسيات للتحكم بنسبة السكر في الدم، مما يساعد الجسم على محاربة أي عدوى بكتيرية أو فطرية في الفم، ويقلل من جفاف الفم الناجم عن مرض السكري.
  2. تجنب عادة التدخين.
  3. إذا كنت ترتدي أي نوع من أطقم الأسنان، يجب عليك تنظيفه كل يوم؛ من أجل الوقاية من البكتيريا والفطريات التي قد تنمو عليه.
  4. التأكد من تنظيف أسنانك مرتين يومياً، بواسطة فرشاة أسنان ناعمة (Soft)، لتجنب حدوث نزف اللثة واستخدام الخيوط بين السنية.
  5. مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري لإجراء فحوص منتظمة.

أمراض القلب والصحة الفموية

  • قد تؤثر بعض أمراض القلب والشرايين بشكل مباشر على صحتك الفموية، كما أنها تتطلب تقديم عناية خاصة بالأسنان والفم من قبل الطبيب ودقة في كيفية قيامه بعلاج أسنانك.
  • هناك العديد من الأبحاث التي ربطت بين أمراض اللثة ومخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، بل والإصابة بسكتات قلبية أو دماغية، لكن لا يوجد ما يكفي من الدراسات التي تؤكد ذلك بشكل قطعي، خصوصاً أن بعضها قد نفاها.
  • تأكد أن يكون طبيب أسنانك دائماً على دراية بالقائمة المحدّثة لجميع الأدوية التي تأخذها، يجب أن تكتبها بدقة دون أن تغفل شيئاً، فينبغي أن تشمل الأدوية ذات الوصفة الطبية، والأدوية دون وصفة طبية مثل: مضادات الحموضة، كما ينبغي أن تشمل الفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى.
  • ينبغي أن توفر قائمتك هذه اسم كل دواء، والجرعات التي تتناولها، والمدة الزمنية التي تناولت هذا الدواء بها، وعلى طبيبك المختص أن يكون جاهزاً لأي استشارة يجريها طبيب أسنانك. [2]

تتجلى أعراض الأمراض القلبية الوعائية المتعلقة بصحة الفم والأسنان واللثة، فيما يأتي: [2]

  1. رائحة فم كريهة بشكل مستمر.
  2. لثة حمراء منتفخة، تنزف بسهولة عند تنظيف الأسنان.
  3. تراجع اللثة بالقرب من الأسنان.
  4. فقدان الأسنان.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية بحاجة لعناية خاصة عند طبيب الأسنان، حيث يُوصى بوصف المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) قبل البدء بالعلاجات التي قد تثير النزيف، خصوصاً عند المرضى الذين لديهم التهاب شغاف قلب، أو دسامات صناعية.
  • بعض الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم تسبب جفاف الفم، وقد تسبب خللاً في حاسة التذوق أيضاً.
  • نظراً لتداخل أمراض القلب مع صحة الفم وتحديداً اللثة، يتوجب على المريض أن يعتني بفمه جيداً، كي يتجنب هذه الأمراض قدر الإمكان، والحفاظ على أسنانه أطول فترة ممكنة، عن طريق تفريش الأسنان بانتظام، واستخدام الخيوط السنية، والاعتماد على الغذاء الصحي، والزيارة الدورية لطبيب الأسنان وإعلامه بكل جديد. [2]

مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والصحة الفموية

  • مرض الإيدز هو مرض فيروسي يهاجم الخلايا المناعية في الجسم، ويصيبها بالعجز عن الدفاع عن الجسم ضد مختلف أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات، وهو ينتقل عن طريق تماس سوائل الجسم مع بعضها بين شخص مصاب وشخص سليم.
  • أشهر طريقتين لانتقال مرض الإيدز، ممارسة الجنس، ونقل الدم من مصاب إلى سليم (أو استخدام محاقن ملوثة بالفيروس). [3]

كيف يؤثر فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) على صحة الفم والأسنان

قد يكون الفم أول ما يتأثر بهذا المرض، فبسبب العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية وضعف الجهاز المناعي، سيكون المصاب عرضة للالتهابات وغيرها من المشاكل الفموية، وهذا يمكن أن يسبب الألم وفقدان الأسنان. [3]

الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية قد تواجههم مشاكل الفم الآتية: [3]

  1. جفاف الفم.
  2. مرض القلاع.
  3. آفات بيضاء على جانبي اللسان (الطلاوة).
  4. التهاب اللثة الشديد والنسج الداعمة.
  5. التهاب اللثة التقرحي.
  6. تفشي فيروس الهربس البسيط.
  7. تقرحات منتشرة في الفم.

إن مشاكل الأسنان والفم المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب يمكن أن تكون مؤلمة، وقد تسبب صعوبة في المضغ أو البلع، مما يمنع المريض من تناول أدويته. [3]

كما يمكن أن يؤدي الفيروس إلى الإصابة بسوء التغذية، فقد يكون لدى المريض صعوبة في تناول الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية الأساسية منه بما فيه الكفاية، مما قد يؤثر على الجهاز الهضمي. [3]

كيف يمكن التعامل مع مشكلات الأسنان والفم المتعلقة بفيروس الإيدز

معظم المشاكل الصحية الفموية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب يمكن علاجها، ويجب التحدث مع طبيب الأسنان ليعطي المريض العلاج الأمثل لحالته. [3]

من أفضل الطرق لمنع مشاكل الأسنان والفم المتعلقة بمرض الإيدز ما يأتي: [3]

  1. زيارة طبيب الأسنان للفحص بمواعيد منتظمة.
  2. استخدام الفرشاة والخيط في تنظيف أسنانك مرتين يومياً لمدة دقيقتين.
  3. تناول دواء فيروس نقص المناعة البشرية في مواعيده المحددة.
  4. سؤال الطبيب إن كان المرض أو الدواء المضاد للمرض سبباً في جفاف الفم، فإذا كان الأمر كذلك يمكن استخدام اللعاب الصناعي.
  5. إذا لم يكن لدى المريض طبيب أسنان يزوره بانتظام، يجب البحث عن طبيب متخصص في مثل هذه الحالات، أو أي موفر رعاية صحية مرتبط بالموضوع، لا يجب إهمال ذلك أبداً.

الصحة الفموية والتنفسية

حتى الآن لا يوجد توافق في الآراء العلمية بشأن الفرضية التي تقول إن البكتيريا الموجودة في الفم قد تسبب أمراض الجهاز التنفسي، ومع ذلك فقد تم وضع عدد من النظريات في هذا الخصوص، ويمكن تلخيصها على النحو الآتي: [4]

  1. يمكن أن يتم استنشاق البكتيريا الموجودة في الفم، التي تستعمر البلعوم عادةً لتصل إلى الجهاز التنفسي السفلي، خاصة لدى الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة، مثل: المرضى الموجودين في المستشفيات.
  2. إن الإنزيمات اللعابية المرتبطة بأمراض اللثة قد تغير من الأسطح المخاطية على طول الجهاز التنفسي، مما يسهل مهاجمة البكتيريا له.
  3. الإنزيمات (بالإنجليزية: Enzymes) المُفرزة نتيجة لأمراض اللثة قد تدمر تلك الموجودة في اللعاب، وبالتالي يصبح القضاء على البكتيريا بواسطة اللعاب أمراً صعباً، مما يعزز من إمكانية وصول البكتيريا الفموية إلى الرئتين.
  4. ثبت وجود ارتباط بين السرطانات الفموية والسرطانات الرئوية، نظراً لكون الأوعية اللمفاوية متصلة ببعضها بشكل مباشر.
  5. العناية الفعالة بصحة الفم والأسنان قد تجنب كل ذلك، كما أن للزيارات الدورية للطبيب؛ دور حاسم في ذلك.

وفي الختام، نود أن نؤكد على أن الفم كغيره من باقي أجزاء الجسم يتأثر بها ويؤثر فيها، فالعلاقة بين أمراض الفم والأمراض العامة وطيدة، وتؤكدها دراسات عديدة، لذا يكون الاعتناء بصحته مفيداً للاعتناء بصحة كامل الجسم، كما أنه قد يكون مفيداً في الكشف عن الأمراض بشكل مبكر، لذلك يجب منحه أهمية مضاعفة ليس للوقاية من أمراضه فحسب، بل للحفاظ على صحتنا بشكل عام.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار