الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

  • تاريخ النشر: الخميس، 30 مايو 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

البحرين : هي التي تبوّأت مناصب ومراكز عديدة على المستوى المحلي والإقليمي ووصولاً إلى المستوى الدولي، وحققت النجاحات تلو النجاحات على صعيد حقوق الإنسان والرعاية الاجتماعية وحقوق الطفل والمرأة والنهوض بفئة الشباب، هي مثال بارز للمرأة الناجحة البحرينية والطموحة ذاتياً والمتواضعة اجتماعياً، ولم يكن فوزها قبل أشهر بمقعد دولي في الأمم المتحدة هو آخر محطات نجاحها، حيث أنها فازت بمقعد في لجنة حقوق الطفل للفترة 2013 - 2017 وذلك في الانتخابات التي جرت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال الاجتماع الرابع عشر للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل «18 ديسمبر 2012»،  ولجنة حقوق الطفل هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل من قبل الدول الأعضاء بها .. وهذا الإنجاز لا شك أنه جاء ليعكس ما تتمتع به المرأة البحرينية من جدارة وقدرة على العطاء والإنجاز في مختلف المجالات والميادين .. وللتعرف على هذه المرأة الطموحة والناجحة وهي أمل الدوسري .. استضافتها «ليالينا» في حوار شيق وصريح واستعرضت معها موضوعات مختلفة .. فكان هذا الحوار:

الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

بداية نسأل، كيف تلقيت نبأ فوزك بمقعد لجنة حقوق الطفل في انتخابات الأمم المتحدة بنيويورك لتكوني أول بحرينية وخليجية تحظى بهذا المنصب الرفيع؟
في البداية كنت متفائلة جداً بأن أحتل مقعدا في هذه اللجنة الدولية, ولكن عند ذهابي إلى نيويورك والتقائي بالمرشحين الآخرين، رأيت أن أمامي تحدياً أكبر مما توقعته، عندها عمدت إلى انتهاج استراتيجية أخرى وهي أهمية وجود شخص مثلي ومن هذه البقعة من العالم بكل ما تحمل من تحديات أمام أطفالها في هذه اللجنة. وفي يوم الانتخابات وعند سماع اسمي واسم مملكة البحرين أدركت بأن ذلك جاء نتاج الجهود التي بذلتها حكومة مملكة البحرين في مجال حماية حقوق الطفل، هذا الفوز كان تعبيراً عن واقع معاش وعن قناعة المجتمع الدولي بأن ما حدث من إنجازات في مجال حقوق الطفل يؤهل البحرين لمقعد في هذا اللجنة عن جدارة واستحقاق.

 المطّلع على سيرتك العملية والذاتية، يلاحظ  أن جهودك واهتمامك ينصب في مجال الرعاية الاجتماعية ورعاية الطفولة وتمكين المرأة والشباب؟ ما الدافع لذلك؟ وهل للطفولة وقع خاص في حياتك؟
 أن اهتمامي وجهودي تنصب في مجال حقوق الإنسان، سواء للشباب أو الأطفال أو المرأة أو الرجل، قد يكون اهتمامي منصبّ أكثر على الأطفال والشباب بحكم منصبي ولكني حقيقة أحب اللعب مع الأطفال والاهتمام بهم، كما أستمتع بالعمل مع الشباب والاستماع إليهم، أرى في الشباب طاقة جبّارة وخلاقة بالإمكان توجيهها في أي اتجاه نرغب ولكن بشرط احترام رغباتهم واهتماماتهم مهما صغرت في نظرنا.

الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

كيف كانت طفولتك ونشأتك؟ وهل كان لحياتك في الصغر أثر في جذبك نحو الاهتمام برعاية الطفولة؟
لا أزايد وأقول بأنني ترعرعت ونشأت في أسرة مثالية، نشأت في أسرة بحرينية تقليدية، أمي هي مدرستي في التربية وأبي مصدر الحب والحنان حيث أنه وبسبب سفره المتكرر كان يغدق علينا حبه وحنانه وقت تواجده بيننا.

هل ساهم المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والمجلس الأعلى للمرأة في فتح آفاق أوسع وتعبيد الطريق أمامك للوصول لعضوية مجلس دولي كالأمم المتحدة؟
من دون شك، النهوض بالمرأة البحرينية علامة بارزة وركن أساسي من أركان المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ففي ظل إيمان جلالته المطلق بأن «تحقيق التنمية الشاملة لا يأتي من دون مشاركة فاعلة للمرأة»  بالإضافة إلى الدور الذي لعبه المجلس الأعلى للمرأة، برؤية مؤسسته سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة والتي عملت من خلال المجلس إلى شرعنة مبدأ العدالة بين الجنسين، استطاعت المرأة البحرينية إلى كسب المزيد من الاحترام  الدولي، اسهمت في تبوئها مناصب أممية يضع مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة.

الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

صفي لنا شعورك حينما التقيت بجلالة الملك وقرينته الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وقدما تهانيهما إليك بالفور بعضوية الأمم المتحدة؟
إن الشرف الذي حظيت به عند استقبال جلالة الملك وقرينته الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وسمو رئيس الوزراء  الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة  لي يعكس اهتمام جلالته وسموهما بأبناء البحرين. فرحتي كانت غامرة توجت فوزي بهذا المنصب.

 ما هي رسالتك التي تودين أن توجهيها للمرأة البحرينية، خصوصاً وأن لك جهود واضحة في ذلك؟
لا أعتقد بأنني في موقع أستطيع أن أوجه أي رسالة للمرأة البحرينية! وفي الحقيقة لا أعتقد بأن هناك أي رسالة ممكن أن توجه لها بالقدر إلى حاجتها إلى المزيد من إيمان المجتمع بقدراتها القيادية.

أنت كامرأة ناجحة، كيف ترين طموح المرأة البحرينية وآفاقها؟ وهل أنت راضية عن هذا الأفق لطموح المرأة؟
أنا متفائلة كثيرًا بالمرأة البحرينية،  لأنها تتصف بالحماس والنشاط والإبداع، فقد شهدنا في السنوات القليلة الماضية أسماء نسائية لامعة، وهذا ما يدفعنا كنساء إلى المشاركة بشكل أكبر وفي مجالات أرحب كانت غير مطروقة في السابق ومقتصرة على الرجال. نعم أنا راضية عن أفق هذا الطموح لأنه طموح لا حدود له إلا السماء.

وماذا عن رسالتك للشباب البحريني المتطلع للحياة؟
 أقول له أنت حاضرنا ومستقبلنا. بيدك وبإيمانك بقدراتك تصل أعلى القمم. تسلح بالقيم وانطلق .. حقق ما تمنيته .. لا بأس من الخطأ.. فهذا يدل على أنك تعمل شيئاً مختلفاً.

تم اختيارك أيضاً في عام 2007 عضواً في المجلس الدولي للسياسات الشبابية في النمسا الذي يتألف من 11 عضوا يمثلون مختلف دول العالم، ما هي رؤيتك بشكل مجمل للنهوض بالقطاع الشبابي؟
إشراك وتمكين الشباب من شأنه أن يسهم حتماً بالنهوض بالقطاع الشبابي. وهذا بالفعل ما حث عليه المشروع الإصلاحي لجلالة الملك  والذي ارتكز على إشراك الشباب في العملية الإصلاحية. وفي هذا المجال، جاءت الاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام 2005-2009، والتي حظيت بشرف إدارتها، لتضع مملكة البحرين على الخارطة الدولية  في مجال الارتقاء بالقطاع الشبابي والتي حصدت جائزتين دوليتين من المجلس العالمي للسياسات الشبابية. على إثر ذلك رشحت لعضوية نفس المجلس ثم انتخبت نائب الرئيس. نفخر اليوم بوجود الشباب البحريني في أعلى الهرم الإداري في القطاع الحكومي والخاص.

هل ثمة عوائق تجدينها تحول دون أن يحقق الشباب البحريني آماله وتطلعاته وينافس في مختلف المجالات والحقول؟
يتمتع الشباب في البحرين بجميع حقوقه، فالمجال مفتوح أمامه لتحقيق آماله وتطلعاته،  إلا أن النهضة الشبابية المنشودة لا يمكن أن تظهر إلا من خلال تنامي الحس الوطني لدى الشاب وشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه ومجتمعه.

كيف تقيّمين خطوات العمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية في البحرين عموما؟
العمل الاجتماعي في البحرين هو الأقدم في المنطقة وهو في تطور مستمر، فازدياد عدد مراكز الرعاية الاجتماعية والبرامج الاجتماعية في السنوات الأخيرة دليل واضح على التقدم الذي حققته البحرين في هذا المجال.

لننتقل لمحاور أخرى في الجانب الشخصي والحياتي، هل كان لوالديك في مراحل حياتك دور في توجيه اهتمامك بالطفولة والمرأة والشباب؟
أنا نتاج لتربية والديّ. أدين لهما بكل ما أنا عليه الآن.

على المستوى الاجتماعي، كيف تقضين أوقاتك مع عائلتك بعيداً عن مواقعك ومناصبك المتعددة؟
هناك أيام مخصصة في الأسبوع أقضيها مع العائلة الكبيرة، وأخرى للصديقات والواجبات الاجتماعية الأخرى .. لدي أربعة أولاد وبسبب انشغالهم بدراستهم وبالعمل طوال الأسبوع أحرص على عدم الارتباط بأي نشاط اجتماعي أو مهني في عطلة نهاية الأسبوع لاستمتع بصحبتهم.

كيف تنسّقين بين عملك الاجتماعي والإنساني والارتباطات العائلية؟
معادلة صعبة في بعض الأحيان، ولكني أحاول توزيع وقتي بين عائلتي الصغيرة وعائلتي الأكبر. استمتع بقضاء وقتي مع أمي وأبي وأخوتي. وقتي الأكبر أقضيه برفقة زوجي وهو أقرب أصدقائي.   

الفائزة بمقعد لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة أمل الدوسري: أحب اللعب مع الأطفال

هل تحبين القراءة؟
لم تعد القراءة هواية...هي ضرورة ومتطلب حيوي للبقاء على اتصال بالعالم من حولنا. منصبي الحالي يتطلب الكثير من القراءة في المجال المهني. أما اذا كان القصد هو قراءة ما أحب، فأنا أهوى قراءة الأدب.

ما هو آخر كتاب قرأته وشدَّك إليه؟
تشدني كتب كثيرة وأعود إلى قراءتها  بين الحين والآخر، يتصدرها  رواية 1984 لجورج اورويل كتبها منذ ما يقارب 60 عاما، ولكني أجدها تعكس يومنا الحالي.

 ما علاقة أمل الدوسري بالمطبخ؟ فهل أنت ناجحة فيه كما نجاحك العملي والاجتماعي؟
كانت علاقتي بالمطبخ علاقة حميمة في السابق، ولكن يجب أن أعترف بأن هناك شيء من الفتور أصاب هذه العلاقة، أزور المطبخ أحيانا في عطلة نهاية الأسبوع على أن تكون هذه الزيارة بمعية بعض أفراد عائلتي!!

 خلال رحلاتك المتعددة، كونك تتسلمين مناصب دولية، أي البلدان التي أحبها قلبك، وكانت لك فيها ذكريات جميلة؟
أحب السفر وأستمتع به في إجازاتي مع العائلة .. أعجبتني كوبا وفييتنام. أما من الدول الأوروبية أرى العاصمة الفرنسية من أجمل مدن العالم.

 بعد رحلتك الواسعة من النجاحات والإنجازات، ما الطموح الذي يراودك دائماً وتسعين إلى تحقيقه؟
الطموح لا يقف عند حد معين ولا يجب أن يقف. عندما يشعر الإنسان بأنه حقق كل طموحاته فذلك يعني بأن الرغبة في الحياة قد توقفت.

 الحكمة التي تؤمنين بها؟
تفاءلوا بالخير تجدوه.
 
كلمة أخيرة؟
آمل الا تكون كلمتي الأخيرة قريبة!

أعجب الحوار؟ لتصلك أخر المقابلات الحصرية من مجلة ليالينا إشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية