بسام مرتضى لـ "ليالينا": السينما تحتاج بيئة مستقرة... والمبدعون بلا مساحة آمنة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 21 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
بسام مرتضى لـ "ليالينا": السينما تحتاج بيئة مستقرة... والمبدعون بلا مساحة آمنة

حوار: سالي فراج

في مشاركته هذا العام ضمن لجنة تحكيم مسابقة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46، قدّم المخرج بسام مرتضى رؤية واضحة وصريحة عن واقع السينما، وما يشهده المهرجان من تنوع وقوة تنافس، وما يواجهه صُنّاع الأفلام المستقلة من أزمات ممتدة.

وخلال حواره مع "ليالينا"، فتح مرتضى ملفات مهمة تتعلق بسوق العرض، الحرية الإبداعية، ومعايير تقييم الأفلام، وصولاً إلى موقفه الإنساني الذي عبّر عنه برفع علم السودان على السجادة الحمراء في افتتاح مهرجان القاهرة هذا العام.

تنوع غير مسبوق في دورة هذا العام

أشار بسام مرتضى إلى أن الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي تشهد تنوعاً لافتاً على مستوى الأفلام المشاركة، موضحاً أن خليط التجارب بين صُنّاع أفلام يخوضون أعمالهم الأولى وآخرين سبق أن مرّوا بمهرجانات عالمية كـ"برلين" و"فينيسيا" يضع لجنة التحكيم أمام مسؤولية ثقيلة.
وأضاف أن هذا التنوع يمنح اللجنة متعة خاصة، لأنه يتيح لهم مشاهدة مدارس سينمائية مختلفة وتجارب تعمل عليها فرق منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن الاحترافية الظاهرة في أغلب الأعمال تجعل المهمة صعبة ولكن ممتعة.

أزمة السينما المستقلة مستمرة بلا حلول

وأوضح مرتضى خلال حواره مع "ليالينا" أن السينما المستقلة ما زالت تواجه أزمات متراكمة لم تتغير كثيراً على مدار السنوات، وأن التحديات الأساسية ما زالت متعلقة بالإنتاج والتوزيع والرقابة، وأشار إلى أن المخرجين يعودون إلى عزلة إنتاجية بعد انتهاء المهرجان، رغم حماس الجمهور داخل القاعات، مؤكداً أن هذا التفاعل الحي يختفي بمجرد انتهاء الفعاليات.

ونفى مرتضى الاتهام المتكرر بأن "الأفلام المهرجانية" هي التي تواجه مشاكل في السوق السينمائي بمفردها، موضحاً أن الأزمة عامة وتشمل الإنتاج التجاري نفسه.
وقال إن دور العرض أصبحت قليلة، والجمهور غير مضمون، والمخاطرة المالية في السوق أعلى بكثير من السابق، معتبراً أن المشكلة ليست في طبيعة الأفلام بل في البنية الكاملة للصناعة.

بسام مرتضى بالعلم السوداني من افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي 2025

الحرية قبل الدعم… شرط الإبداع الحقيقي

وشدّد مرتضى على أن السينما تحتاج إلى حرية حقيقية قبل الدعم المادي، موضحاً أن الإبداع لا يكتمل في ظل ضبابية المشهد الرقابي، مضيفاً أن المخرج يجب أن يملك مساحة للتعبير عن غضبه، شغفه، أفكاره، ووجهة نظره، مؤكداً أن أي تضييق على حرية الخيال ينعكس مباشرة على جودة الأعمال.

أزمة التذاكر… وحنين لسينمات وسط البلد

وتطرق مرتضى إلى أزمة حجز تذاكر المهرجان ونفادها السريع، خاصة العروض الأولى للأفلام المصرية معتبراً أنها مشكلة تتكرر سنوياً، مشيراً إلى ضرورة توسيع شاشات العرض وإعادة إحياء دور السينما التاريخية في وسط البلد مثل "مترو" و"كوزموس" و"أوديون"، قائلاً إنها كانت جزءاً أساسياً من ذاكرة المهرجان ولا يجوز أن تظل مغلقة.

معايير تقييم الأفلام… "اللغة السينمائية الأهم"

وعن معاييره في تقييم الأفلام، قال مرتضى إنه يبحث عن اللغة السينمائية وبصمة المخرج الخاصة قبل أي شيء آخر، مضيفاً أن القصة ليست بالضرورة جديدة، لكن المهم هو "النحو السينمائي" والروح التي تجعل الفيلم يبدو وكأنه لا يمكن أن يصنعه سوى هذا المخرج تحديداً.

بوستر فيلم زنقة مالقة

فيلم مغربي قوي… ومفاجأة مصرية

وأشاد مرتضى بعدد من الأفلام المشاركة، مشيراً إلى أن الفيلم المغربي الذي فاز بجائزة الجمهور في "فينيسيا" قدّم تجربة قوية تستحق التوقف عندها، مضيفاً أن الفيلم المصري "شكوى رقم 713317" للمخرج ياسر شفيعي كان بالنسبة له "مفاجأة الدورة"، لما يحمله من لغة خاصة وجاذبية جماهيرية واضحة.

البوستر الرسمي للفيلم المصري شكوى رقم 713317

نصيحة خاصة للشباب

أما عن نصيحته للشباب المبتدئين في المجال الفني فقد نصحهم بألا يخافوا، مؤكداً على أنه إذا عاد إلى بداياته لنصح نفسه بالتوقف عن البحث عن الكمال، قائلاً: "اعملوا أفلام… حلوة أو وحشة. اتفرجوا عليها مع الجمهور".

رفع علم السودان… موقف إنساني صادق

وفيما يتعلق برفعه لعلم السودان على السجادة الحمراء، أكد مرتضى أن هذا الفعل كان نابعاً من موقف إنساني بحت، موضحاً أن ما يتعرض له الشعب السوداني يمثل "مأساة منسية" تحتاج إلى تسليط الضوء، مضيفاً: "طبعاً كلنا مع فلسطين، لكن لازم كمان نقول للسودان إنكم مش لوحدكم".

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار