"حلوة كتير وكذابة"... نجاحٌ يكبر مع الشاشة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 يونيو 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
"حلوة كتير وكذابة"... نجاحٌ يكبر مع الشاشة

يبدو أنّ المنتج مروان حداد يرى في العامل التشويقي دوراً فعّالاً لإنجاح الأعمال. فبعدما تجرّأ منذ سنوات عدة على تحويل الحلقة الأخيرة من مسلسل "غنّوجة بيّا" الذي حصد نسبة عالية من المشاهدين، الى فيلمٍ سينمائيّ ترك بصمة خاصّة في عالم الكوميديا السينمائية، قرّر اليوم إعادة اللعبة نفسها مع مسلسل "حلوة وكذابة" ليجذب ذواقيه الى صالات السينما بفيلمٍ مزج بين الرومانسية والكوميديا بصيغة مضحكة وبخفّة ظلّ اتّسم بها أبطاله تحت عنوان "حلوة كتير وكذابة".

لم تغب عناصر الفيلم الأساسية عما كانت عليه في حلقات المسلسل إذ حافظت على روح أداء ممثليها الطبيعي وغير المبتذل بأسلوب إخراجيّ سريع الإيقاعات يبعد شبح الملل ويترك عامل التشويق عنواناً له.

وفيما استعان الفيلم بالممثل الكوميدي كريستيان الزغبي في دورٍ قد يكون هامشياً بعض الشيء، إلاّ أنّه تخلى في المقلب الآخر عن بعض أبطاله أمثال وداد جبور، مي صايغ... أما الحبكة فتسلط الضوء على داليدا (داليدا خليل)، رمزي ديب (زياد برجي)، ميمي (ناديا شربل) وجو (جان دكاش) الذي ظهر بقالبٍ طريف ومميز.

لا شكّ أنّ الفيلم لا يصنّف في خانة الأعمال النخبوية، إنما ما يحتويه من حبكة طريفة وواقعية، ساهم في الارتقاء به الى مستوى عالٍ تمكّن من كسب الرهان في وقتٍ ترزح الكوميديا تحت وطأة الابتذال والسذاجة. أما عدسات المخرج سيف شيخ نجيب فكانت سريعة ولافتة ومتناغمة مع الحبكة.

يفتتح الفيلم ستارته على مشهدٍ يلقي الضوء على الحالة النفسية الصعبة التي تعيشها داليدا بعدما كشفت لعبة حبيبها رمزي، وتبدأ عملية الانتقام بتدرجٍ دراماتيكيّ، وتدور اللعبة حول ميمي التي تبتز الطرفين المتخاصمين بنمطٍ مضحكٍ وخفيف الظلّ، وتكون بطريقة غير مباشرة عنصراً أساسياً لحلّ العقدة.

لا شكّ أن الكوميديا لعبة خطيرة قد ترفع من شأن لاعبيها أو تودي بهم الى شفير الهاوية. إلا أن كارين رزق الله كاتبة الفيلم، سجلت نقطة إيجابية في تلك اللعبة وساهمت في استقطاب عواطف اللبنانيين وإضفاء بسمة مستمدة من أرض الواقع.

عناصر الفيلم متكاملة، فداليدا وزياد أظهرا انسجاماً قوياً من حيث الأداءيْن التمثيلي والغنائي، أما الممثلان الكبار مارسيل مارينا وجورج دياب فأثريا الفيلم بنكهة كوميدية مخضرمة. أما عن أداء الممثلة الشابّة ناديا شربل فيستحق التوقف عنده، نظراً لما تحتضنه من موهبة تمثيلية وحرفية عالية ورغم دوره المقتضب، إلا أن الممثل الكوميدي كريستيان الزغبي زرع ابتسامة خاصّة في الفيلم كان يستحق مساحة أكبر مما أتيح له. أما جان دكّاش فظهر بصورة طريفة ومهنية تخوله الانتقال الى أدوار البطولة في مسلسلات أخرى.

الى كلّ من يرغب في نفض غبار المشاكل الأمنية والسياسية واستبدالها بضحكة من القلب، لا بدّ له من مشاهدة فيلم "حلوة كتير وكذابة" أما من يرغب في تفنيد الفيلم استناداً الى اعتبارات أكاديمية، فلن يجد نفسه سوى أمام حلقة من المسلسل إنما على شاشة كبيرة. ورغم ذلك، يصنّف هذا الفيلم من أفضل الأفلام السينمائية الكوميدية اللبنانية التي شهدتها الصالات المحلية، خصوصاً أنّ نهايته تنقلك الى عالم الكليبات مع أغنية دويتو بين داليدا خليل وزياد برجي يُسجّل لهما أداؤها باحترافية وإحساس عاليَيْن.
 

أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من أخبارالمشاهير على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار