دلال البناي: " آركي كامب " يعلم ثقافة تنمية المجتمع من خلال الهندسة

 - مجموعة من طلبة الثانوية أعادوا تصميم منطقة الشامية خلال برنامج آركي كامب.

-  العلاقات الشخصية عنصر أساسي لتسويق وإنجاح المشاريع التجارية وغيرها

- أحلم وأسعى لتأسيس معهد خاص للبرامج التدريبية.

 

في خلال أسبوعين فقط غيرت المفهوم العام للتدريب الأكاديمي و قدمت للكويت نموذجاً ناجحاً . و بجدارة استطاعت من خلاله ترسيخ فكرة أن الحلول ممكنة و كل ما نحتاجه هو التعليم بطريقة مبتكرة..."ليالينا" التقت  المهندسة  دلال عبدالوهاب البناي مؤسسة آركي كامب و أجرت معها الحوار التالي: 

 

عندما انتقل الكويتيون الأوائل من منطقتي جبلة و شرق للسكن في المناطق النموذجية كانت الشامية هي المنطقة السكنية الأولى في الكويت و عليه أردنا أن نعطيها قدراً من الإهتمام واخترنا جزءاً من الشامية لنقدم حلاَ لمشاكلها بإعادة التصميم. و كان من الممكن أن أعلمهم تصميم مبنى على أرض فضاء ، ولكن اخترت أن أعلمهم ثقافة تنمية المجتمع من خلال الهندسة.

 

الجزء المختار من هذه المنطقة مزدحم جداً، فهو يحتوي على مبنى كلية التربية الأساسية، وفرع للجمعية، وحديقة عامة، مسجد، جسر مشاة، محطة باص، بالإضافة إلى المنازل السكنية.

و ما لفت انتباهي بشدة هو تحويل جزء من الحديقة العامة إلى حضانة و إزحام المنطقة أكثر بدلاً من إيجاد الحلول للمشاكل الموجودة حالياً مثل (الاحتقان المروري، نقص في مواقف السيارات، نقص المساحات الخضراء، و عدم الاهتمام بالمرافق العامة) كل هذه الأمور تمت معالجتها من خلال برنامجنا التدريبي.

 

معظم البرامج لفترة الصيف ترفيهية و أنا وجدت ذلك كدافع و ليس كتحدٍ ، ونوعية البرنامج جديدة، و لم تقدم من قبل في الكويت كما أن طبيعة مجال التصميم المعماري وما يحويه من تطبيق عملي ممتع في التصاميم وورش العمل التي تساعد في تنشيط الذهن واستخراج الأفكار الخيالية والمبدعة.

 

حب و شغف الطلبة المشتركين ساعد على إخراج المشروع بمستوى أعلى من مستواهم كطلاب وطالبات في الثانوية ، فقد حرصوا في الأسبوع الأول على تقديم مادة تساعدهم و تؤهلهم لتقديم المشروع النهائي عند نهاية البرنامج التدريبي.

 

لمست التجاوب منذ البداية , العديد من الطلبة كانوا راغبين بإبراز مواهبهم منذ فترة التسجيل و الجميع التزم بالحضور في مواعيد المحاضرات و عندما يستدعي العمل بقاءهم لفترة أطول كان الجميع يرحب بذلك.

 

تخرجت من الجامعة الكاثوليكية، في الولايات المتحدة الأميركية بدرجة البكالوريوس والماجستير في التصميم المعماري ، وأعمل حالياً مدرساً مساعداً في كلية الهندسة قسم المعمار بجامعة الكويت. التحقت بعدد من البرامج التدريبية وعملت في مجال إدارة و تصميم المشاريع في شركة بروجاكس و المزايا العقارية و اليسرة.

 

تعد العلاقات الشخصية عنصراً أساسياً لتسويق وإنجاح المشاريع التجارية وغيرها، وأنا حرصت على اكتساب علاقات جيدة خلال فترة العمل... و من العلاقات الشخصية المكتسبة هم محاضرون في البرنامج التدريبي وهم مهندسون ولديهم شركاتهم الخاصة شاركوا بها تجاربهم مع المتدربين.

كما أنني استعنت بطلبه وخريجين متطوعين من القسم الذي أعمل به في الجامعة حالياً لمساعدتي في توجيه الطلبة والرد على استفساراتهم عند التمارين العملية كما قام أحد الطلبة بتعليمهم مبادئ الرسم الحر وغيرها مما تعلموه في الكلية.

ولا شك أن التسويق يشكل نسبة 50% من نجاح أي مشروع ، احتوت الخطة على تمحيص الفكرة أولاً وتحديد الشريحة المستهدفة ثم تحديد الأدوات المناسبة للوصول إلى تلك الشريحة، انطلاق المرحلة الأولى كان رائعاً من تأسيس الموقع الإلكتروني وتوزيع البروشور على طلبة الثانوية وبعض المقابلات الصحفية ، وتواصلنا مع الجمهور خلال البرنامج بتغطيته عن طريق الشبكات الاجتماعية كانستجرام وتويتر، واختتمنا الحدث بتغطية خاصة من تلفزيون الوطن والصحف المحلية.

 

أحلم وأسعى لتأسيس معهد خاص للبرامج التدريبية في هذا المجال وبجميع أنواعه وليس الاكتفاء فقط بالمعمار كما أنني في طور الاستعداد لإقامة برنامج آركي كامب الثاني في شهر يناير القادم.

 

آركي كامب برنامج مخصص لطلبة و طالبات الثانوية، لتعليم مبادئ التصميم المعماري.. كانت مدة البرنامج أسبوعين، فالأسبوع الاول يتضمن محاضرات و ورش عمل يلقيها و يشارك بها نخبة من المعماريين في الكويت، اما الاسبوع الثاني عباره عن تطبيق ما تعلموه بالاسبوع الاول على مشروع عملي.

يهدف البرنامج الى تأهيل الطلبة الراغبين في دراسة المعمار للمرحلة الجامعية من خلال المحاضرات وورش العمل و الزيارات الميدانية، وتنمية و تطوير الحس المعماري لدى المتدربين، بالإضافه إلى التعرف على المعماريين الناجحين و من له اهتمام في نفس المجال، مما يبث روح المنافسة بين المتدربين في تقديم أفضل تصميم لخدمة المجتمع الكويتي.