دليلك لتربية أطفالك أثناء سفر الأب

  • تاريخ النشر: الجمعة، 15 يناير 2021 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
دليلك لتربية أطفالك أثناء سفر الأب

لا شيء مثل الغربة في قسوة آثارها النفسية والاجتماعيةعلى الزوجة، قد يكون زوجك مضطراً للسفر سواء للعمل أو للتعلم، لكن الأسوأ ألا تكوني قادرة على اصطحاب الأبناء والسفر معه لأي سبب، فتجدين نفسك مضطرة لتحمل مسؤولية الأبناء وحدك، والاضطلاع بكافة متطلباتهم النفسية إضافة إلى أعبائهم المادية والتعليمية، في التقرير التالي دليلكِ لتربية الأبناء أثناء سفر الزوج ونصائح للتعامل مع أبنائك في ظل غياب والدهم.

دراسة عن نفسية الأطفال وعلاقتهم بالأب

تشير الدراسات النفسية كافة إلى أهمية دور الأب في حياة أبنائه، والتي لا يمكن أن تقتصر على المسؤولية المادية. فوجود الأب في حياة أطفاله ركيزة مهمة من ركائز تطورهم ونموهم النفسي والاجتماعي، وقد يترك غياب الأب آثارا نفسية مزمنة صعبة الشفاء عند أطفاله.

بالإضافة لما يحمله من ضغوط على كاهل الزوجة التي يصبح عليها القيام بدوري الأب والأم سوياً، إضافة إلى افتقادها الدعم والإحساس بالشراكة وعدم تلبية احتياجاتها النفسية والجسدية نتيجة غياب الزوج.

أثار نفسية تصيب الأم والأطفال بعد سفر الأب

عليكِ أن تتعلمي كيفية حماية أطفالك من الآثار النفسية القاسية لغياب أبيه، تعرفي على مظاهر القلق عند طفلك وتعلمي كيفية التعامل معها:

نوبات قلق واضطراب وصراخ عند الأطفال

يصاب أغلب الأطفال عقب التغييرات الفجائية الكبيرة في نمط الحياة ومنها سفر الأب بتغير مفاجئ في نمط السلوك، قد يلجئوا لسلوكيات غير معتادة مثل نوبات الغضب المفاجئة، التبول اللاإرادي، قضم الأظافر، البكاء الهيستيري والصراخ بلا سبب واضح، والعناد المستمر. كلها سلوكيات يقوم بها الطفل للتنفيس عن إحساسه بالقلق من غياب أبيه.

بالتأكيد تشكل هذه التصرفات عبئا نفسيا جديداً يضاف على كاهلك. تذكري دائما ما تعانينه من قلق وتذكري أن طفلك يشعر بأضعاف هذا القلق، وما يفعله مجرد وسيلة للتنفيس عن غضبه وقلقه من غياب أبيه. استوعبي تصرفاته وتكلمي معه بهدوء، لا تقومي بلومه وتوبيخه وبالتأكيد لا تضربيه. وتأكدي أنها مسألة وقت قبل أن يعود لطبيعته، عليك أن تهتمي بتوفير إحساس الأمان لكي يتجاوز قلقه بسرعة.

رغبة في العزلة عن المجتمع

بعض النساء تشعر بالخوف بعد غياب الأزواج فيقمن بالانعزال وإغلاق العالم على أنفسهن وعلى الأبناء وتجنب الاختلاط بالآخرين. سيزيد هذا من توترك وسيؤدي إلى انعزال أبنائك وإصابتهم بالانطواء والتأثير على مهاراتهم الاجتماعية.

قومي بإيجاد دائرة دعم ممن تثقين بهم من الأقارب والأصدقاء، وشجعي أطفالك على خلق صداقات وعلاقات في أطر صحية، ولا تقومي بعزلهم عن الآخرين.

ضعف الصلة بين الأب وأبنائه

ويحدث هذا عادة عندما تطول مدة سفر الأب، فتضعف الصلة بينهم ويصل الأمر ببعض الآباء لأن يصبحوا مجرد اسم في شهادات ميلاد أبنائهم لا يعرفونهم حقا، تأكدي دائما من تقوية أواصر الصلة بين زوجك وأبنائه. لا تقومي بعزله عن مشاكلهم بحجة عدم إقلاقه، شاركيه في تفاصيل حياتهم اليومية كأنه يعيش بينكم.

العصبية الشديدة للأم

تصاب أغلب الأمهات في حالة غياب الزوج بالعصبية الشديدة والتوتر والانفعال الزائد حتى على أبسط الأسباب، ويعاني البعض من إسقاط العصبية على الأطفال فتصبح الأم عنيفة مع أبنائها وقد تضربهم أو ترفع صوتها وتثور عليهم دائما، ذكري نفسك دائما بأن أبنائك لا ذنب لهم ولا يمكنك تحميلهم مسؤولية خياراتك أنت وزوجك.

تدخل الأهل في تربية الأبناء

قد تعانين من تدخل الأجداد والأعمام والأخوال في حياتك، قد تجدين الجميع فجأة يحاولون فرض وصايتهم عليك وعلى أبنائك بحجة الخوف عليكم ومساعدتكم. تأكدي من فرض حدود صارمة فيما يختص بتربية أبنائك، وكوني حازمة بذكاء بحيث تفرضين حدودك الخاصة دون أن تفقدي دعم العائلة الذي ستحتاجينه بالتأكيد.

هوس الشراء

يحاول بعض الآباء تعويض غيابهم عن طريق إغداق الأموال على الأبناء على سبيل التعويض المادي، فيصاب بعض الأبناء بهوس الشراء، مما يؤدي لحدوث خلل في قدرتهم على إدارة مواردهم المالية فيما بعد، لذلك احرصي على تعليم أبنائك أسس الإدارة المالية وخلق حياة متوازنة قدر الإمكان.

التدليل المفرط أو القسوة المفرطة 

بعض الأمهات تفرط في تدليل الأبناء ظناً منهن أنهن يقمن بتعويض غياب الأب عن حياتهم، والبعض على العكس يتعاملن مع الأبناء بقسوة مفرطة كي لا يفسدهم غياب الأب. كلا الأمرين لا يؤدي إلى نشأة الأطفال بشكل سوي ويؤثر على الأبناء بشكل سلبي، حاولي أن تكوني متوازنة.

فزاعة الأب

تستخدم بعض الأمهات الأب كفزاعة لتهديد الأبناء حين يقومون بتصرف لا يعجبهن، فلا تستخدمي صورة الأب كفزاعة للتخويف؛ فهذا يزيد الفجوة بين أبنائك وبين زوجك.

نصائح للتعامل مع أطفالك أثناء سفر الأب

وحتى تسير الأمور على ما يرام تتمكنِ من إدارة المنزل بشكل جيد عليكِ القيام ببعض الخطوات المنظّمة في تربية أطفالك بعد سفر الأب ومنها:

  • وضع برنامج يومي ثابت والالتزام به، يتضمّن جدولاً منظّماً لأوقات الوجبات ومواعيد النوم، وأوقات الأنشطة والنزهات، مما ساعد طفلك على أن يشعر بالأمان والاستقرار.
  • وضع حدود في المنزل، والتحدث باحترام بعضهم مع بعض، وعدم الصراخ، والانتهاء من المهام في وقتها، وتحديد وقت لمشاهدة التلفاز و الألعاب الإلكترونية.
  • تخصيص وقت يومي للجلوس معًا إما للتحدّث أو اللعب أو قراءة القصص، الأمر الذي يساعدك على تقوية علاقتي بهم ومعرفة ما يحدث معهم خلال النهار.
  • المحافظة على الاتصال اليومي بزوجك وإشراكه بأحداثنا اليومية وبالمشاكل التي تحدث مع الأبناء، والتحدّث معه عن كل تفاصيل حياتنا وكأنه يعيش معنا.
  • وللمحافظة على دور زوجك ومكانته بيننا، شجعي أطفالك على التكلم مع والدهم يومياً، وإخباره ما حصل معهم من أحداث، واستشارته في بعض الأمور وطلب موافقته مثلاً  ممّا يولد لديهم الإحساس بالأمان وبوجود والدهم معهم دومًا حتى وإن كان بعيدًا عندهم بالمكان.

وأخيراً،  تربية أطفالك وحدك قد يعرضك لفترات من المشاعر السلبية،  مثل الاكتئاب أحيانا والإجهاد من المهام الكثيرة والغضب على أطفالك والخوف من المستقبل والإحباط في بعض اللحظات لذلك حاولي الاهتمام بنفسك حتى تتمكني من الاهتمام بأطفالك وذلك عن طريق تخصيص وقتاً لك لممارسة الرياضة والاعتناء بمظهرك وبصحّتك، وحافظي على علاقتك بأصدقائك، وتخصيص بعض الوقت للقيام بأنشطة معهم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار