روني باسم: حنيني للوطن يقودني إلى الإبداع الموسيقي

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 يناير 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
روني باسم: حنيني للوطن يقودني إلى الإبداع الموسيقي

من المنفى بعيداً عن وطنه لبنان لأكثر من 30 عاماً، انبثقت مؤلفاته الموسيقية وموهبته الفنية النابعة من شوقه وحنينه للبنان، هو الكاتب والمؤلف الموسيقي الشهير روني باسم، التقيناه ليكون لنا معه حديث خاص يكشف عن حياة روني وأسرار نجاحه وتميزه بين كتاب الموسيقى العالميين.

من هو "روني باسم" – دراستك – وظيفتك – مسيرتك المهنية؟
أصف نفسي بالمشرد من دون مأوى يسعى لاقتلاع تراث لبنان من خلال مد أجنحته لجلب الحرية الى داخله. ويبقى التناقض الذي يكمن بين التسمية الاميركية " روني" والتسمية اللبنانية " باسم" مرتبط بتطور شخصيتي في محاولة للطموح العالمي.
تلقيت دراستي الدنيا في المدرسة الاميريكة في طرابلس، قبل أن أتم دراستي العليا في الولايات المتحدة الاميركية من جامعة "جورح مايسون" حيث درست علم الاقتصاد القياسي. كم أن مهووس بالارقام !!

بين 1983 و 2000 شغلت منصب المدير المالي لشركة عالمية في واشنطن فعملت لديهم في دول عديدة كألمانيا، انكلترا، النمسا والمملكة العربية السعودية. توجهت الى العراق عام 2008 فترة 18 شهر قبل أن تأخذني عالم الارقام الى افغانستان، بلد الحرمان والتشنج، لكنها أنعمت علي باشياء لم أكن أتوقعها، فخلال تواجدي في العزلة في العراق وأفغانستان، بدأت رحلة البحث عن "الروح" فاكتشفت أنه الكتابة والتأليف الموسيقى هما المتنفس الوحيد للقيام بأمور عجيبة تحملني الى عالم آخر بعيداً عن قوقعة العيش المحدود.  لذلك أنا أتابع هذا الطريق على أمل مغادرة بلد المهنة، والخروج من أفغانستان ليحط بي الرحال إلى لبنان.

روني باسم: حنيني للوطن يقودني إلى الإبداع الموسيقي

متى انطلقت بمسيرتك المهنية وأين ؟
كان عام 1997 بالنسبة لي كمحطة ابداعية أولى في مجال الموسيقي، لكنها لم تصب بخانة الاحتراف بل أعدت من خلال موهبتي التي اكتشفتها منذ 17 عاماً. لكن وبعد أن مكثت في أفغانستان وبعد أن اتخذت قرار النقمة في حياتي بما أن العيش في تلك الجولة كان كارثياً، تحولت تلك النقمة الى نعمة بعد أن اتخذت قراري ببناء استوديو خاص في تلك "الزنزانة " الذي بعث لي الامل بل افرز طاقاتي الابداعية، حيث كان نتاج 9 البومات موسيقية خلال فترة عامين كافياً لتمسكي بالتأليف الموسيقي على حساب العزلة.

لماذا اخترت الموسيقى الى جانب مهنتك ؟
خلال طفولتي ومع فقداني لابي العزيز، كنت قد ترعرعت مع 6 من أخوالي الذين كانوا بمثابة آباء حقيقيين حتى أن تأثيرهم على مسيرتي كان كبيراً. كل واحد منهم كان رفيقي الروحي مما أثر ايجاباً على تأليفي للموسيقى التي كانت مختلفة من ناحية الذوق والاداء. لطالما جذبتني كلاسيكيات فيروز، وتميز ازنافور الى غربيات اينغلبرت، قبل أن تأسرني روحية ال "بي جيز". حتى أن رحلتي مع المدرسة الموسيقية القديمة كانت محور اهتمامي فكم أحببت محمد عبد الوهاب وعبد المتطلب حينها وكم أستعيد موسيقاهم بين حين وآخر. أما من شجعني على البقاء في طريق الابداع الموسيقي هو الملاك "غابرييل" الذي أشعر وأنه يرافقني في كل لحظة من حياتي.

ما هو الذي يجعل موسيقتك مختلفة عن الاخرين؟ وكيف تقيم موسيقاك؟
أنا لا اصف موسيقتي مع أي موسيقي آخر حتى يتم مقارنتي بغيري. كل ما أقوم به هو ترجمة حقيقية عما يمكث في داخلي، أشعر وكأني أريد أن ابعثها من داخلي لأنشرها الى الناس. وبما أني ضليع في لغة الارقام، ساهم هذا بالقيام بعملية تنسيق البرمجات الموسيقية بل مزجها في إطار منظم ومحكم قبل أن أختم أي عمل موسيقي. لذا، كل ما أشعر به أترجمه عبر لمساتي على لوحة المفاتيح. وبأن الموسيقى هي لغة الروح لذا فأنا قريب جداً من الجوانب الروحية، فكم انا مستاء من النفوذ الغربي ومدى تأثيره على موسيقى الراب في مجتمعاتنا المحلية والعربية. ما أصبو اليه هو أن يعي الشباب العربي ان الغرب هم الذين سرقوا تراثنا بل أكلوا عقولنا. فأدعوهم ألا يقلدوا حثالة الشعوب في الموسيقى والغناء.    

ما هي برأيك العوامل التي دفعتك للوصول الى تلك الموسيقى المبتكرة ؟ وما هي الصفات التي تتمتع بها ساهمت بتطور موسيقاك؟
ان العامل الوحيد الذي يقودني الى الابداع الموسيقي يكمن فقط الى مدى حنيني وشوقي الى لبنان، علما اني كنت في المنفى لأكثر من 30 عاما والتي شهدت تراكمات كثيرة من الألم، لكن كنت دائما أتطلع الى النتيجة والتي هي الفرحة التي تملي حياتي. فاختياري لكي أفرح هو وراء حنيني الى لبنان.

لدي القدرة على اختيار العودة الى الوطن، لقد ضحيت ما يقرب 7 سبع سنوات متنقلا بين أحضان العراق وأفغانستان، وكلها لغرض واحد هو العودة الى الوطن وأمل أن تحدث فرقا. وأنا أتحدى أي لبناني يعيش في الخارج، سواء في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأستراليا، إذا كان يعرف معنى السعادة والفرحة. يمكن لأي شخص ولد في أرضنا المقدسة يجول العالم بأسره كما فعلت، ولكن لا يمكن أن يجد النعيم دون العودة إلى وطنه الام.

ما هي خططك المستقبلية ؟ وما هي الاهداف التي تأمل تحقيقها ؟
هناك المزيد من الاهداف للمستقبل القريب، كم أنا متحمس لفكرة اطلاق شركتي الخاصة تحت اسم "او" من خلال مساعدة أهل الخير حولي. الهدف من وراء تأسيس تلك الفكرة هو نشر الوعي بين الشباب لإيجاد   الوسائل اللازمة للتحدث إليهم والتقرب منهم، وليس فقط مع الموسيقى ولكن مع بعض المحاضرات التي أود أن أنشرها بينهم بشأن جوهر لبنان والتأثيرات السلبية للقوى الخارجية. وبعد اجتماعي بهيلاري كلينتون، وبعد أن عملت وافد على العقود العسكرية الأمريكية خلال مسيرتي، يتيح لي الفرصة لتصوير بعض الحقائق التي بحاجة الى مناقشتها.

روني باسم: حنيني للوطن يقودني إلى الإبداع الموسيقي

نرى في موسيقاك حنين الى لبنان، ماذا تقول للذين هاجروا بلدهم وليسوا بوارد العودة ؟
تماما كما ذكرت سابقاً، إذا لم يكن لدى لاي مغترب أو مهاجر أي خطة للعودة الى الوطن، فهم لن يتطلعوا لحياة هنيئة وسعيدة. أقول هذا مع اليقين أن اللبنانيين تاقوا للمجيء الى لبنان ، تماما مثل الأم التي افتقدت طفلها. لم يكن لديهم أن يضيعوا 30 سنة مثلي لإيقاظ للأمر الواقع، وهو العودة، ليس فقط من أجلهم، ولكن الأهم من أجل لبنان الذي بحاجة قصوى وملحة لعودتهم.

كيف تصف المرأة في عملك الموسيقي؟
هناك شيء دائماً ما يحيرني في المرأة من "المكياج"،تزيين الشعر" وانتعال "الكعب العالي"، لذلك كتبت أغنية لبنانية بعنوان" موال سكربيني". بغض النظر عن المشاعر وراء أي إنتاج الموسيقى، أعتقد أن هناك رؤية خاصة للأمرأة على كل  رجل أن يتمتع بها إذا أراد تلك المرأة أم ذاك. هذه المرأة يمكن أن تكون أمه، شقيقته، أو حبيبته حتى زميلته الروحية. "إذا اختفت المرأة من الوجود، فواجب على الموسيقي أن تتوقف" فالمرأة والموسيقى يشكلان فراغا اعمق من الجحيم اذا لم يتواجدا بيننا.

نرى " التكنو" في موسيقتك، ما الذي اخذك الى هذا النمط من الموسيقى ؟
إن موسيقى  التكنو هذه هي البهجة بحد ذاتها بمفهوم إيجابي للغاية من الطاقة. إذا استمعت إلى دي جي تيستو فأنت لست بحاجة إلى اكتشاف نشوة أخرى.هذا نوع معين من الموسيقى لديه أعلى "تردد الذبذبات" من أي شيء آخر. مثل هذا التردد يمكن أن يجعلك تتخطى الجسد المادي وتتمتع بشعور رائع. ومع ذلك، ليس كل تكنو هو البهجة بل عندما تطوره من خلال التحولات المناسبة فهو يرفعك الى منزلة لا يمكن لأحد الوصول اليها.

هل لديك أي طموح سياسي أو مهني معين ؟ وهل تعتقد بأن موسيقى تستحق بأن تحظى باهتمام اكبر؟ لماذا ؟
كل ما هو موجود على الفيسبوك يمثل ما أطمح اليه:

أود أن أذكر سياسيينا أن لدينا زيارة قصيرة الى هذا العالم الصغير ورحلة وداعنا ستكون طويلة. كم أتمنى أن أذكرهم  بأننا جئنا الى هذا العالم أطفالاً أبرياء ونخرج منها رجالا هشة، فسوف ننسى هذا النقاء بين زياراتنا للحياة والوداع منها. قد تكون تلك العبارة بأن كل ما يطمحون اليه في حياتهم جوفاء ولا يمكن نقلها ألى قبورهم. لذلك هم بحاجة إلى الاستيقاظ لتشذيب نفسهم لبدء رحلة  صادقة إلى لبنان وشعبه

نعم بواسطة الموسيقى بمكننا أن نعتمد على شكل من أشكال التعبير العالي وبالتالي يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للصحوة.

روني باسم: حنيني للوطن يقودني إلى الإبداع الموسيقي

نصيحة تود اعطائها للبنانيين ولذواقي موسيقاك ؟
من فضلكم لا تغنوا الراب باللغة العربية عن سرقة المال من والدتك لشراء المخدرات. يرجى عدم ارتداء الملابس الداخلية الخاصة بهم شنقا وفوق الجينز الخاص. هل تحاول تقليد أسوأ شيء موجود لدى الثقافات الغربية؟ إذا كان الأمر كذلك، دعونا نزجك الى السجن كمجرم لا يعرف الحقيقة.
يرجى عدم التأشير بأبهامك الايمن والسبابة. "يو يو" هي خطوة تقوم بها مع أصابعك يعني: "أقل من صفر وأكبر من صفر علامات في وقت واحد.  فهذا يعني حالتك هي دائما في نقطة الصفر، وسوف تحصل في أي مكان في الحياة على صفر. لما لا نعلم الغرب لدينا الدبكة. هو أكثر تعقيدا من الرقص القرد بل الأهم هورجولي وأكثر أناقة. لما لا نعلمهم اصل المومسيقى المتجسدة الرحابنة وأغاني فيروز والسماح لهم مقارنة كلماتنا بكلماتهم الغيرالمرغوب، ليستمعوا الى أناقة اليسا وراغب وعاصي وغيرهم.

كم جميل هو اسم مجلتكم، أعاد بي الى الذاكرة حيت ألفت اول عمل موسيقي تحت عنوان " ليالينا":

العيون السود تجرحني

والبسمه البريئة تدبحني

هاجر عني حبيبي

وتركني للأيام

مش عارف شو نصيبي
 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار