عزة القبيسي.. أول نحاتة إماراتية تحوّل التراث لإبداع عالمي يتوَّج بكأس مبادلة للتنس

أول نحاتة إماراتية تنسج من الصحراء والبحر حكاية فن، وتعتلي منصة العالمية بتصميم كأس مبادلة للتنس

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 أغسطس 2025 زمن القراءة: 5 دقائق قراءة آخر تحديث: الخميس، 28 أغسطس 2025
عزة القبيسي.. أول نحاتة إماراتية تحوّل التراث لإبداع عالمي يتوَّج بكأس مبادلة للتنس

بين يديكِ حوار يفتح أبواب عالمٍ تتقاطع فيه الصحراء مع البحر، و يتناغم فيه المعدن الثمين مع سعف النخيل، حيث تتحول الخامات البسيطة إلى قطع تحمل حكايات وهوية. عزة القبيسي، النحاتة والمصممة الإماراتية، لم تكتفِ بتزيين الحياة بالمجوهرات، بل شكّلت ملامح فن معاصر متجذّر في التراث. 

من الهدايا اليدوية في طفولتها إلى تصميم كؤوس بطولات عالمية، رحلة عزة هي قصة شغف وإصرار ورسالة بصرية تنبض بروح الإمارات... في هذا اللقاء، نغوص معها في تفاصيل البدايات، نتعرف على التحديات، ونسافر بين مصادر الإلهام وأحلام المستقبل.

  • حدثينا عن بداياتكِ مع فن النحت وتصميم المجوهرات، كيف بدأت هذه الرحلة؟

بدأت رحلتي مع الفن منذ الصغر، حيث كنت أستمتع بحصص الفنون وحتى بالأنشطة الإضافية. كنت أحب أن أُعبّر عن نفسي من خلال الهدايا التي أصنعها بيدي، وكانت تلك لحظات أشعر فيها أنني حقيقية. كما أنني وجدت متعة كبيرة في جمع المواد الطبيعية خلال رحلاتي إلى الصحراء أو البحر.

وفي عام 1997، سنحت لي الفرصة لاختيار تخصصي الجامعي بعد إنهاء سنة التأسيس في كلية الفنون والتصميم، واخترت دراسة تصميم المجوهرات والفنون التطبيقية، وكان ذلك نقطة تحول مهمة. اليوم، توسعت ممارستي لتشمل النحت والفنون العامة والتصميم، لكن الجذور دائمًا تعود إلى تلك البدايات الصادقة. مجلة ليالينا تحتفي بيوم المرأة الإماراتية.

عزة القبيسي

  • هل كنتِ منذ الطفولة مولعةً بالفن والتصميم؟

نعم، كان للفن دائماً مساحة خاصة في طفولتي. كنت أستخدم المواد المتاحة لابتكار أشياء بسيطة، وكنت أحرص على حضور المعارض والفعاليات الفنية، مما غذّى شغفي وفضولي منذ سن مبكرة.

"التراث الإماراتي يُلهمني"

  • ما الذي جذبكِ أكثر إلى النحت وتصميم المجوهرات تحديداً دون غيرهما؟

أحببت فكرة تحويل الفكرة إلى شيء ملموس يمكن لمسه وارتدائه. تصميم المجوهرات منحني فرصة التعبير عن أفكاري بأسلوب شخصي، بينما منحني النحت حرية أكبر في التجريب والتعبير عن المواضيع التي تلامس هويتي وثقافتي.

  • ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في بداية مشواركِ المهني؟

أبرز التحديات كانت عدم أخذ المجال الفني بجدية من قبل البعض، حيث يُنظر إليه غالبًا كهواية وليس كمهنة حقيقية. كما أنني واجهت صعوبات في تسويق الأعمال الفنية وفهم الجمهور لها في المراحل الأولى.

منحوتات النحاتة الإماراتية عزة القبيسي

"الصحراء والبحر والخامات الثمينة… مصادر إلهام لا تنضب"

  • هل واجهتِ رفضاً أو تحفظاً من الأهل أو المجتمع بسبب اختياركِ هذا المجال؟

لم أواجه رفضًا مباشرًا، لكن والدي كان واضحًا في تحذيره لي بأن هذا المجال غير مفهوم وقد أواجه صعوبات. لكنه في الوقت ذاته أعطاني الثقة وقال: "توكلّي وادرسِي ما تحبين"، ومنحني بذلك مفتاح أول باب ذهبي في حياتي. والحمد لله استطعت أن أحقق النجاح في هذه التجربة.

  • كيف تعاملتِ مع هذه التحديات وتمكنتِ من إثبات نفسكِ؟

اعتمدت على المثابرة والتجريب والبحث الدائم عن فرص جديدة. كنت أؤمن بأن الفن رسالة، ومع الوقت بدأ الناس يدركون قيمة ما أقدمه من خلال المعارض والمشاركات المجتمعية.

النحاتة الإماراتية عزة القبيسي

  • من كان الداعم الأكبر لكِ في هذه الرحلة؟

والدي كان أول الداعمين منذ فترة الدراسة وحتى تأسيس مشروعي الخاص. وبعدها، كان لكل من اقتنى أعمالي الفنية دور في دعمي واستمراري، حيث منحوني الثقة وساهموا في تعزيز حضوري الفني.

  • ما الدور الذي لعبه التعليم والتخصص الأكاديمي في صقل موهبتكِ؟

الدراسة الأكاديمية كانت بمثابة الأساس الذي بنيت عليه تجربتي الفنية. مكنني التعليم من فهم أعمق للمواد والتقنيات، وأتاح لي الفرصة للتجريب والابتكار في بيئة داعمة.

"أبحث عن الجمال في تفاصيل الحياة"

  • من أين تستلهمين أفكاركِ عند تصميم قطع المجوهرات أو تنفيذ أعمال النحت؟

الإلهام يأتي من البيئة المحلية، من الصحراء والبحر وتفاصيل الحياة اليومية. كما استلهم من التراث الإماراتي ومن القصص التي أعيشها أو أسمعها، و أترجمها في أعمالي.

  • ما هي المواد أو الرموز التي تحبين استخدامها في تصاميمكِ ولماذا؟

أستخدم مواد متنوعة مثل سعف النخيل، العود، اللؤلؤ، والمعادن الثمينة، وكل مادة تحمل في طياتها رمزاً أو قصة. هذه المواد تمثل جزءًا من هويتي ومن البيئة التي نشأت فيها، وتعكس مزيجًا بين الماضي والحاضر.

منحوتات عزة القبيسي

  • تصاميمك تعكس جانباً من الهوية الإماراتية والثقافة المحلية، هل هذا توجه مقصود منك؟

نعم، أعتمد ذلك عن قصد. أرى في كل قطعة فرصة لإعادة سرد روايتنا الثقافية بأسلوب معاصر. أشعر بمسؤولية كفنانة إماراتية أن أساهم في حفظ ونشر هذا التراث بصوت فني حديث.

  • كيف توفقين بين الفن المعاصر واللمسات التراثية في أعمالكِ؟

أعتمد على المزج بين الخامات الطبيعية والتقنيات الحديثة، وأبحث دائماً عن توازن بصري وروحي يعكس جمالية الماضي بأسلوب معاصر يمكن للجمهور التفاعل معه محليًا ودوليًا.

  • ما أكثر عمل فني أو تصميم تعتبرينه الأقرب إلى قلبكِ ولماذا؟

كأس بطولة مبادلة سيتي دي سي للتنس له مكانة خاصة لدى، كونه يجسد حوارًا بصريًا بين الحرفية الفنية والروح الرياضية. 

وقد تشرفت هذا العام بتصميم الكأس لكل من بطولتي الرجال والنساء، بلونين مختلفين لكل فئة، وهو ما أضفى طابعًا جديدًا على الحدث.

من أعمال عزة القبيسي

"لكل امرأة إماراتية.. آمني بقوتكِ وحدسكِ"

  • كيف ترين حضور المرأة الإماراتية اليوم في عالم الفن والتصميم؟

المرأة الإماراتية اليوم تحضر بثقة وإبداع. هناك مساحة متنامية لصوتها ولرؤيتها الخاصة، والفن أصبح منصة قوية للتعبير عن طموحاتها ومشاركتها في بناء الثقافة المحلية والعالمية.

  • ما هي طموحاتكِ المستقبلية على الصعيدين المحلي والعالمي؟

أسعى للتوسع في مجال النحت والفن العام، والمشاركة في مشاريع دولية تعزز الحوار الثقافي، وتمكنني من تمثيل الإمارات على الساحة العالمية بروح أصيلة ومعاصرة.

  •  ما الكلمة التي تحبين أن توجهيها للمرأة الإماراتية في يومها؟

لكل امرأة إماراتية: آمني بقوتكِ وحدسكِ، لا تخافي من التجريب، ولا تستهيني بشغفك. الطريق قد لا يكون سهلاً، لكن الإبداع الحقيقي يولد من الشغف والمثابرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار