عيد الاستقلال في جيبوتي

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 15 فبراير 2023
عيد الاستقلال في جيبوتي

أحد بلدان القرن الإفريقي، لُقبت بـ(الصومال الفرنسي)، ثم (إقليم عفار وعيسى الفرنسي)، قاومت الاحتلال الفرنسي لعدة عقود، فكانت النتيجة الاستقلال، إنها دولة جيبوتي، في هذا المقال سنتعرف معاً على عيد استقلال جيبوتي ومسيرتها نحو الاستقلال وكذلك نشيدها الوطني والعلم الوطني الخاص بها.

الاحتفال بعيد استقلال جيبوتي

يحيي الشعب الجيبوتي ذكرى استقلال بلدهم في السابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران من كل عام، حيث يستذكرون تضحياتهم ومقاومتهم للاحتلال الفرنسي، من خلال زيارة المتاحف، وإقامة الاحتفالات، رافعين العلم الوطني لبلدهم.

كما يزينون شرفات المنازل والسيارات والمحال التجارية بألوان العلم الوطني، كذلك يطلقون الألعاب النارية، فهي مناسبة جاءت بعد تضحيات جسام لاحتلال سعى بكل الوسائل للبقاء في هذا البلد لأطول فترة ممكنة. [1]

النشيد الوطني لجيبوتي

اعتمد النشيد الوطني لجيبوتي عند استقلال البلاد، كتب كلماته الشاعر آدم علمي ولحّنه عبدي روبله، وتتمثل كلمات النشيد فيما يأتي: [1]

انهضوا بقوة إلى حيث رفعنا رايتنا

تلك الراية التي كلفتنا الغالي والنفيس

مع مزيد من العطش والألم

رايتنا بألوانها التي أخذت أبد الدهر

أخضرها من الأرض، وأزرقها من السماء

والأبيض لون السلام، وسطه النجم الأحمر بلون الدم

يا رايتنا، كم تبعثين على الفخر!

العلم الوطني لجيبوتي

اعتمد العلم الوطني لجيبوتي في يوم الاستقلال في السابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1977، إذ يتألف العلم الوطني من قسمين، الأعلى لونه أزرق سماوي يرمز إلى السماء، والثاني لونه أخضر يرمز إلى الأرض، مع مثلث متساوي الساقين لونه أبيض يرمز للسلام، في منتصفه نجمة خماسية حمراء ترمز إلى الوحدة. [1]

جيبوتي حصة فرنسا من القرن الإفريقي

تمتعت جيبوتي بموقع استراتيجي هام لقربها من مضيق باب المندب، كجزء من القرن الإفريقي الذي يضم أيضاً الصومال وإرتيريا، كانت جيبوتي جزءاً من الإمبراطورية الحبشية، حتى دخلها المسلمون في القرن الثامن الميلادي.

إذ أصبحت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم العهد الراشدي، فالأموي فالعباسي، ثم خضعت للاحتلال العثماني في القرن التاسع عشر.

قررت الدول الأوروبية في مؤتمر برلين عام 1884 تقاسم الصومال، حيث حصلت بريطانيا على جزء من الصومال لقبته "الصومال البريطاني"، كما احتلت إيطاليا الجزء الثاني وسُمي "الصومال الإيطالي".

فيما حصلت فرنسا على "جيبوتي"، وأصبحت تعرف باسم (الصومال الفرنسي) حتى عام 1896، فبقي هذا الاسم متداولاً حتى الثالث من شهر تموز/يوليو عام 1967 حيث أطلقت عليها الإدارة الفرنسية (الإقليم الفرنسي للعفر والعيسى). [2]

جيبوتي من النضال السياسي إلى الكفاح المسلح

بدأ الشعب الجيبوتي مواجهة الاحتلال الفرنسي منذ بدء الاحتلال، حيث أخذ الحراك السياسي شكله المنظم عام 1945، عندما انتخب محمود حربي رئيساً لفرع حزب وحدة الشباب الصومالي في جيبوتي.

أنشأ أول نقابة للعمال وانتخب رئيساً لها في عام 1947، تحولت النقابة إلى قوة سياسية لها اعتبارها، ازداد توسعها فشكلت حزب الاتحاد الجمهوري الذي نادى باتحاد جميع أجزاء الصومال في جمهورية واحدة.

أجبر نضال شعب جيبوتي السياسي الفرنسيين على السماح بقيام مجلس تشريعي، على أن يكون نصف أعضائه من الصوماليين والنصف الآخر من المستوطنين الأجانب، بناءً على ذلك أجريت انتخابات في كل أنحاء جيبوتي.

إذ فاز جميع مرشحي حزب الاتحاد الجمهوري بعضوية المجلس، الذي تحوّل إلى قاعدة لانطلاق الكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وتمكنت المقاومة من تدمير بعض المنشآت الفرنسية. [2]

محطات مهمة في مسيرة جيبوتي نحو الاستقلال

حصلت تغييرات مهمة خلال مسيرة جيبوتي لنيل الاستقلال، تتمثل فيما يأتي: [2]

  • المحطة الأولى عام 1956، نتيجة العدوان الثلاثي (الفرنسي، البريطاني والإسرائيلي) على مصر، واستمرار الكفاح المسلح والسياسي ضد الاحتلال، أصدرت فرنسا قانوناً يمنح جميع المستعمرات الفرنسية بما فيها جيبوتي حق تشكيل حكومات محلية، بناءً على ذلك حُلَّ المجلس التشريعي، وأجريت انتخابات جديدة شارك فيها حزبا الاتحاد الجمهوري والحزب الوطني، فاز بها الاتحاد الجمهوري بجميع المقاعد، وشكلوا أول وزارة صومالية بزعامة محمود حربي، حيث كان جميع أعضائها من الصوماليين للمرة الأولى أثناء الاحتلال.
    في عام 1958، استلم الرئيس الفرنسي شارل ديغول السلطة في فرنسا، ووضع دستوراً جديداً معلناً فيه حق أية مستعمرة فرنسية ترفض هذا الدستور، الحصول على استقلالها، عندها قاد محمود حربي حملة دعاية واسعة النطاق ضد الدستور الفرنسي، فحاولت السلطات الفرنسية استمالته بشتى الوسائل، وعندما فشلت، حاولت القضاء على حزب الاتحاد الجمهوري من خلال منع الاجتماعات والمظاهرات الوطنية، فكانت نتيجة الاستفتاء أن رفض الجيبوتيون الدستور بنسبة 75%، لكن فرنسا ادعت أنه حظي بتأييد سكان جيبوتي.
  • المحطة الثانية عام 1966، استفاد الجيبوتيون من زيارة الرئيس الفرنسي شارل ديغول إلى جيبوتي، فقامت المظاهرات تطالب بالاستقلال، فسمحت الحكومة الفرنسية بإجراء استفتاءٍ لتقرير مصير جيبوتي، إما البقاء ضمن الجمهورية الفرنسية أو الاستقلال، وجاءت نتيجة التصويت بنسبة 60% لصالح بقاء جيبوتي ضمن فرنسا، فغيرت فرنسا اسم جيبوتي من (الصومال الفرنسي) إلى (إقليم عفار وعيسى الفرنسي) وذلك عام 1967.
  • المحطة الثالثة عام 1977، استجابت الحكومة الفرنسية لمطالبات جيبوتي المتكررة بالاستقلال، فأجرت استفتاءً آخرَ حوله في شهر أيار/مايو، أيد فيه غالبية الجيبوتيين الاستقلال، فتأسست جيبوتي في السابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1977، وأصبح هذا اليوم عيداً وطنياً لجيبوتي.

رؤساء جيبوتي منذ الاستقلال حتى الآن

تعاقب على حكم جيبوتي ذات النظام الجمهوري، شخصيتان هما: [2]

  • حسن جوليد أبتيدون (Hassan Guled Aptidon)، استلم السلطة منذ الاستقلال في السابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1977 حتى الثامن من أيار/مايو عام 1999.
  • إسماعيل عمر جيله، استلم السلطة منذ الثامن من أيار/مايو عام 1999، وما زال رئيساً لها حتى الآن.

في الختام، على الرغم من أن اللغة الرسمية لجيبوتي ليست العربية بل الصومالية، لكن نتيجة صلاتها القوية مع العرب، انضمت إلى جامعة الدول العربية، وأصبحت تدافع عن قضايا العرب، وتقف ضد ما يعيق مصالحهم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار