فوائد التمر الهندي (Tamarind)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 23 مارس 2023
فوائد التمر الهندي (Tamarind)

"ابدأ بكأس التمر الهندي" جملة تسمعها من ذويك تكراراً ومراراً عند البدء بوجبة الإفطار الرمضاني بعد فترة الصيام طوال ساعات النهار، ملحقين نصيحتهم لك بعبارة "فوائده كثيرة لصحتك"، فتتناول أنت بشكل مباشر ذلك العصير المصنوع من شجرة تحمل الاسم نفسه (تمر هندي)، فهل فكرت ما الفائدة الحقيقية من وراء هذا المشروب ذو المذاق الحلو والحامض في آن واحد، ولماذا سُمي تيمناً ببلاد الهند؟ هل تستورده بلادنا العربية من بلاد البهارات والتوابل؟ وما الفوائد التي يمدنا بها؟ هذا المقال يجيب عن جميع تساؤلاتك، فتابع القراءة.

فوائد التمر الهندي

أهم ما يتم ملاحظته في الدراسات التي أجريت على ثمار التمر الهندي أنها أكدت معظم المعتقدات القديمة حول هذه الثمار، ويبدو أن قدماء ذلك العصر كانوا بمثابة مستبصرين للمستقبل، حيث عرفوا فوائد الكثير من النباتات والثمار كالتمر الهندي وغيره دون وجود أدوات وتحاليل أو تجارب تساعدهم للتحقق من ذلك.

وفيما يأتي سنستعرض معاً أهم الأبحاث التي كشفت عن فوائده أو بالأحرى أكدت الفوائد المعروفة للتمر الهندي:

التمر الهندي مفيد لمكافحة السمنة

توضح دراسة نشرت في مجلة الطب الطبيعي عام 2012، آثار التمر الهندي كمكافح للسمنة عن طريق تجربة أجريت على فئران تعاني من سمنة مفرطة، حيث أظهرت الدراسة دور التمر الهندي في إجراء تغييرات على  المادة الدهنية وتعزيز كفاءة مضادات الأكسدة.

التمر الهندي يساعد على مقاومة السرطان

وجدت دراسة أخرى في نفس العام نشرتها مجلة (Remarkably) العلمية العالمية أن بذور التمر الهندي بمثابة عامل طبيعي مقاوم للسرطان عن طريق دوره في الحد من الخلايا السرطانية البشرية وحجم الأورام.

التمر الهندي يعمل كمضاد طبيعي للالتهاب

نشرت دراسة عام 2010 في مجلة (Science) للصناعات الدوائية تؤكد فعالية الاستخدام التقليدي لأوراق أشجار التمر الهندي كمضاد للالتهابات ومسكن للألم.

التمر الهندي يقلل الحموضة ويخفف القرحة

تظهر دراسة نشرت في مجلة علوم الصيدلة، الأنشطة القوية لبذور التمر الهندي كمضادة للقرحة المعدية؛ عبر تنظيم العصارات المعدية والحد من الحموضة في إفرازات المعدة.

التمر الهندي مفيد لمرضى السكري

أشار التقرير الصادر عن مركز ساوثمبتون لعام 2006 حول المحاصيل غير المستغلة، والعصائر المصنوعة من التمر الهندي إلى فاعلية هذه البذور القوية باعتبارها مضاد طبيعي لمرض السكري.

لب التمر الهندي مقاوم للبكتيريا

بينت دراسة عام 2008 نشرت في المجلة الآسيوية للكيمياء الحيوية وأجريت على لب التمر الهندي، بينت نشاطه المضاد للبكتيريا عند اختباره ضد سلالات (إيجابية الغرام وبكتيريا سلبية الغرام)، مثل: المكورات العنقودية والذهبية، كولاي، والزائفة الزنجارية، مما يؤكد العديد من استخدامات التمر الهندي في العلاجات التقليدية القديمة.

الاستخدامات الغذائية للتمر الهندي

استخداماته كثيرة تبدأ بتناول الثمرة طازجة، ولا تنتهي بوصفات وطرق مختلفة في استخدام الأصناف المختلفة منها في طهي الطعام:

التمر الهندي كطعام

حيث تستخدم قرونه الحامضة جداً كنوع من البهار مع الأرز والسمك واللحوم في الهند، كما يمكن استخدام زهوره في الطهي كنوع من الخضار إلى جانب الكاري في كل من زيمبابوي والهند أيضاً، حيث تضاف أوراقه وزهوره إلى الحساء.

التمر هندي كمشروب

كما يعتبر التمر الهندي المشروب الشعبي في الدول الإسلامية خلال شهر رمضان إلى جانب شراب العرق سوس، ويُباع كشراب غازي في غواتيمالا والمكسيك، وبورتوريكو وغيرها.

استخدام التمر الهندي في الصناعة

أما لب ثمرة التمر الهندي فتستخدم في غرب إفريقيا كنوع من الصباغ لتلوين جلود الماعز، أو كمادة لتنظيف أواني الفضة والنحاس الأصفر بعد خلطها بمياه البحر، ومؤخراً تم اعتماد مسحوق مصنوع من حبات التمر الهندي في صناعة المنسوجات الهندية.

التمر الهندي مصدر لرحيق العسل

يذكر أنه تم تصنيف زهور أشجار التمر الهندي كمصدر جيد للرحيق؛ الذي يصنع النحل منه العسل الطبيعي في جنوب الهند، حيث يصنع النحل من رحيقها العسل الذهبي والأصفر اللون والحامض قليلاً في نكهته.

عناصر التمر الهندي الغذائية

بالإضافة إلى الطعم اللذيذ يقدم التمر الهندي الكثير من الفوائد المتنوعة الضرورية لجسم الإنسان، وجميع هذه الفوائد سببها الرئيسي هو العناصر الغذائية الموجودة بكثرة فيه، لنتعرف معاً على هذه العناصر:

العناصر الغذائية والسعرات الحرارية في التمر الهندي

العنصر الغذائي

كميته في 100 غرام من التمر الهندي

السعرات الحرارية

239 سعرة حرارية

الكربوهيدرات

62.5 غرام

الدسم

0.6 غرام

البروتين

2.8 غرام

فيتامين A

30 وحدة دولية

فيتامين C

3.5 ميلليغرام

فيتامين E

0.1 ميلليغرام

فيتامين K

2.8 ميكروغرام

فيتامين B6

0.1 ميلليغرام

الكالسيوم

74 ميلليغرام

الحديد

2.8 ميلليغرام

المغنيسيوم

92 ميلليغرام

الفوسفور

113 ميلليغرام

البوتاسيوم

628 ميلليغرام

الصوديوم

28 ميلليغرام

النحاس

0.1 ميلليغرام

الزنك

0.1 ميلليغرام

السيلينيوم

1.3 ميكروغرام

الماء

31.4 غرام

خرافات عن التمر الهندي واستخداماته الغريبة

استخدم القدماء ثمار التمر الهندي بحكمة وذكاء، لكن هذا لا يعني خلو بعض تلك الاستخدامات من دروب السحر والخرافات، ومنها ما يأتي:

  • في جنوب الهند، كانت النساء يخلطن كمية من التمر الهندي مع جوز الهند ليضعنها في فم الرضيع فور ولادته، اعتقاداً منهن بأنها ستجعل منه إنساناً حكيماً مع مرور الزمان.
  • كانت النساء قديماً ينقعن الذرة بالمياه مع أوراق شجرة التمر الهندي؛ لتساعد الدواجن في العودة إلى قنها (بيت الدجاج) في حال تعرضت للسرقة أو تاهت عن الطريق.
  • من أساطير الهندوس، أنهم كانوا يعمدون إلى تزويج أشجار التمر الهندي من أشجار المانجو قبل تناول الأخيرة لمباركتها، إذ كان التمر الهندي يعتبر من الأشجار المقدسة، التي يجب الحصول على مباركتها قبل تناول ثمار الأشجار القريبة منها.

أصل تسمية التمر الهندي

تعرف أشجار التمر الهندي (بالإنجليزية: Tamarind) بالوسط العلمي النباتي باسم (Tamarindus Indica) أو (الأنديكا)، أما لقب التمر الهندي فيُظن بأن أحد التجار العرب أطلقه على هذه الأشجار ومعناه بالعربية (تاريخ الهند).

حيث تمتد جذور التمر الهندي عميقاً في تاريخ وقصص الماضي الهندي، إلا أن أصل الشجرة ليس هندياً أو حتى آسيوياً، بل هي من مواليد القارة السمراء (إفريقيا).

وبشكل أكثر تحديداً من السودان ونيجيريا والكاميرون، ثم انتقلت عبر خطوط التجارة إلى المصريين واليونانيين بعد فترة طويلة من زراعتها في إفريقيا، حيث يُعتقد بأن جذور أشجار التمر الهندي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

كما يعتبر التمر الهندي من الأشجار المعمرة بطيئة النمو، وقد يصل طولها في ظل الظروف المناخية المناسبة الدافئة إلى 24-30 متراً، أما جذوعها فقد تمتد إلى نحو 7.5 متر، حيث تمتلك فروعاً مقاومة للهواء.

كما يُدرج التمر الهندي في قائمة الفواكه إلى جانب اعتباره أحد أنواع البهارات في الهند، أما أشجاره فتعتبر من فصيلة القرنيات، مثل: الفاصوليا والفول بسبب الشكل الذي تأخذه ثمرتها كقرون طويلة نسبياً ذات قشرة قاسية من الخارج مملوءة بلب لزج من الداخل هو التمر.

تاريخ زراعة التمر الهندي

تُعدّ شجرة التمر الهندي من الأشجار الأصيلة في القارة الإفريقية وخاصة في أراضي السودان، التي يعتقد بأنها كانت تزرع التمر الهندي منذ القرن الثامن قبل الميلاد؛ ولم تصل إلى الهند إلا بعد مرور العديد من السنين.

إلا أنها سرعان ما تحولت إلى واحدة من المحاصيل الرئيسية وفقاً للسكان الأصليين في الهند، حيث تصنف الهند كأكبر منتج للتمر الهندي في أيامنا هذه على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة حول الإنتاج لغياب الهيئات المختصة بذلك.

إلا أنه وفقاً لتقديرات بنك البنجاب الوطني (Punjab National Bank) فإن ولاية (Madhya Pradesh) الهندية تنتج وحدها نحو 500 ألف طن، وتتنافس الهند مع تايلاند في إنتاج التمر الهندي.

كما أن تايلاند تتميز بتطويرها لأحد أنواع التمر الهندي حلو المذاق، كما عرف قدماء المصريين والإغريق التمر الهندي في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم ما لبث أن انتشر انطلاقاً من المناطق الإفريقية الاستوائية وصولاً إلى المناطق الآسيوية المدارية.

وفي عام 1615، وصلت شجرة التمر الهندي إلى المكسيك عبر سفن التجارة الإسبانية، حيث كانت من المؤن المفضلة للبحارة خلال رحلهم الطويلة بين آسيا والقارة الأمريكية الجديدة.

ومن المكسيك انتقلت إلى هاواي، حيث سُجلت زراعة أول شجرة تمر هندي في عام 1797، وتزرع أشجار التمر الهندي اليوم؛ على جوانب الطرق في ولاية فلوريدا الأمريكية لظلها الوارف وخضرتها الدائمة.

كما استقدمت وحدة الزراعة وبحوث البستنة في ولاية ميامي نوعاً جديداً من أشجار التمر الهندي المعروف بحلاوته من تايلاند عبر السفارة الأمريكية هناك، نظراً لقدرة هذا النوع من التمر الهندي المعروف باسم (مانيلا الحلوة) على مقاومة الملوحة في التربة وإمكانية زراعته بالقرب من الشواطئ.

ختاماً، رغم أن التمر الهندي يحمل اسماً معناه (تاريخ الهند) التي تعتبر المُنتج الأكبر له، إلا أن المنشأ الأصلي لهذه الثمار هو القارة الإفريقية، وهناك العديد من القصص والأساطير التي نُسجت حول هذه الأشجار وقدرتها الروحية والطبية، كما أن هناك دراسات أثبتت بعض العلاجات التقليدية التي استخدم فيها التمر الهندي ودوره في علاج مرض السكري ودوره كمضاد حيوي في القضاء على بعض أنواع البكتيريا.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار