لقاء ليالينا مع أصغر مصممة مجوهرات سعودية.. ليليان إسماعيل من جدة إلى منصات العالم

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 8 دقائق قراءة
لقاء ليالينا مع أصغر مصممة مجوهرات سعودية.. ليليان إسماعيل من جدة إلى منصات العالم

ليليان إسماعيل، أصغر مصممة مجوهرات سعودية، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا بارزًا في عالم التصميم بفضل شغفها المبكر وحبها للتفاصيل. بدأت رحلتها من جدة، حيث مزجت بين التراث السعودي العريق واللمسات العصرية، لتقدم قطعًا تحمل بُعدًا جماليًا وقصصيًا في آن واحد.

اليوم، تُعتبر من أبرز الأسماء السعودية التي تضع بصمتها عالميًا وتُلهم جيلًا كاملًا من الشابات السعوديات بأن الحلم يمكن أن يبدأ صغيرًا لكنه قادر على أن يلمع كالذهب.

وفي عالم تتنافس فيه الأسماء العالمية، نجحت ليليان إسماعيل في أن تضع بصمة سعودية استثنائية على خريطة تصميم المجوهرات.

منذ بداياتها كمراهقة تحلم بتحويل شغفها بالفن إلى واقع، وحتى إطلاق علامتها الخاصة عام 2013، أثبتت أنها ليست مجرد مصممة، بل حكاية إبداعية تمزج بين التراث الحجازي واللمسة العصرية، لتقدّم قطعًا تحمل قصصًا وذكريات بقدر ما تحمل فخامة الذهب والأحجار الكريمة.

ليليان إسماعيل

  • متى بدأت رحلتكِ مع تصميم المجوهرات؟ وهل كان هذا الشغف موجودًا منذ الطفولة؟

شغفي بالفن والتصميم وُلِد معي منذ الطفولة، فقد نشأت في بيئة إبداعية غذّت فضولي وحبّي للتفاصيل الجميلة. لكن دخولي إلى عالم المجوهرات فعليًا جاء بعد المرحلة الثانوية، حين اخترت أن يكون مشروع تخرّجي عبارة عن مجموعة مجوهرات تعكس رؤيتي الخاصة.

ومن هناك بدأت الحكاية؛ ففي عام 2013 أطلقت علامتي الخاصة في وقت كان السوق السعودي يفتقر إلى مصممات سعوديات في هذا المجال، لأثبت أن الشغف قادر على التحول إلى هوية وعلامة تحمل اسم الوطن.

"إلهامي الأول يأتي من التاريخ والتراث السعودي"

  • ما هي أول قطعة مجوهرات صممتِها؟ وماذا تمثّل بالنسبة لكِ اليوم؟

أول تجربة حقيقية لي كانت من خلال مشروع التخرج، حيث قدمت مجموعة كاملة تضم سبع قطع. اليوم، حين أنظر إليها، أراها بمثابة الباب الأول الذي فتح لي طريق هذا العالم الساحر.

ورغم بساطتها إذا ما قورنت بتصاميمي الحالية، إلا أنها تحمل قيمة خاصة جدًا بالنسبة لي؛ فهي خطوة شجاعة لبداية الحلم، وذكرى لبذرة صغيرة نمت لتصبح علامتي التي أفخر بها اليوم. تصفحوا مجلة ليالينا وعدد خاص بمناسبة اليوم الوطني السعودي.

مجوهرات من تصميم ليليان اسماعيل

  • كيف ساهمت دراستكِ وخلفيتكِ الأكاديمية في تطوير مهاراتكِ في هذا المجال؟

دراستي في جامعة برات بنيويورك كانت محطة محورية في مسيرتي، فقد طوّرتني على المستويين الحرفي والفني وفتحت أمامي منظورًا أوسع أرى من خلاله أن المجوهرات ليست مجرد سلعة للتزين، بل عمل فني يحمل قصة ورسالة.

كما أن تعلمي صياغة المجوهرات عمليًا منحني القدرة على فهم أدق التفاصيل، من التصميم إلى الإنتاج، مما ساعدني على تطوير أسلوبي الخاص وضبط جودة كل قطعة تحمل اسمي.

"كل قطعة مجوهرات هي حكاية صغيرة"

  • من أين تستمدين إلهامكِ في تصاميمكِ؟

إلهامي الأول يأتي من التاريخ والتراث السعودي والعربي الغني بالتفاصيل والرموز، وأحرص دائمًا على مزجه بلمسة معاصرة تربط الماضي بالحاضر. 

كذلك أستلهم من هويتي الشخصية وتجربتي الخاصة، وكل ما يلمسني من الثقافة والفن من حولي. بالنسبة لي، كل قطعة مجوهرات هي حكاية صغيرة تعكس هذا المزيج بين الأصالة والحداثة.

  • كيف تعكس تصاميمكِ الهوية السعودية والثقافة العربية؟

أحرص دائمًا على أن تحمل أعمالي بصمة الهوية السعودية وعمق الثقافة العربية. لذلك تجدين في تصاميمي استلهامًا من عناصر التراث مثل الجدائل، العملات القديمة، المخطوطات الفلكية، والعمارة الحجازية. لكني أعيد صياغتها بروح عصرية تجعلها جزءًا من لغة الموضة العالمية.

هدفي أن تكون كل قطعة امتدادًا لقصتنا وثقافتنا، وفي الوقت نفسه قادرة على المنافسة في ساحة التصميم الدولية.

مصممة المجوهرات ليليان إسماعيل

  • ما القطعة الأقرب إلى قلبكِ بين مجموعاتكِ، ولماذا؟

من بين مجموعاتي، تبقى مجموعة "1441هـ" الأقرب إلى قلبي، فهي مستوحاة من جدة القديمة وتحمل في تفاصيلها جزءًا من ذاكرتي الشخصية وملامح مدينتي التي نشأت فيها.

كذلك أعتز كثيرًا بمجموعة "الجنيهات"، لأنها أعادت صياغة إرث حجازي عريق بلمسة معاصرة، لتجعل من التراث لغة حية يمكن ارتداؤها والتزين بها اليوم.

"تصاميمي دائمًا تحمل لمستي الخاصة"

  • ما أبرز التحديات التي واجهتكِ كمصممة شابة في سوق المجوهرات الفاخرة؟

بداياتي كانت مليئة بالتحديات، خصوصًا أنني انطلقت في سن صغيرة ومن دون خبرة إدارية كافية. أصعب ما واجهته كان الموازنة بين دراستي في نيويورك وإدارة علامتي التجارية الناشئة، وهو أمر تطلّب جهدًا مضاعفًا. 

كما أن غياب المرشدين في المجال جعل الطريق أكثر صعوبة؛ فاضطررت لاكتساب الخبرة بالطريقة الأصعب، من خلال السفر بنفسي، والبحث عن الموردين، والتعلّم من التجربة المباشرة. هذه التحديات، رغم صعوبتها، شكّلت جزءًا أساسيًا من رحلتي وصقلتني كمصممة ورائدة أعمال.

  • كيف تعاملتِ مع المنافسة في هذا المجال على المستوى المحلي والعالمي؟

المنافسة بالنسبة لي جزء أساسي وطبيعي من أي صناعة، وهي ما يدفعني دائمًا للتطور. أحرص على مواجهتها بالتجديد المستمر وبناء هوية خاصة لعلامتي تجعلها مميزة وسط الزخم. 

كما أن الجمع بين الإبداع والجودة كان سر استمراري لأكثر من عقد من الزمن، رغم التغيرات السريعة التي يشهدها السوق محليًا وعالميًا. أؤمن أن التصميم الحقيقي لا يقتصر على الشكل، بل على القدرة على تقديم قيمة مميزة تعيش طويلًا.

مجوهرات بتصميم سعودي

  • ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأنكِ حققتِ نقلة نوعية في مسيرتكِ المهنية؟

إحدى أهم المحطات التي شكّلت نقلة نوعية في مسيرتي كانت انضمامي إلى مبادرة 100 Saudi Brands. هذه التجارب فتحت أمامي أبواب العرض في عواصم الموضة الكبرى مثل ميلانو وباريس، ومنحتني منصة عالمية أعرّف من خلالها الجمهور الدولي على هويتي الإبداعية.

بالنسبة لي، لم يكن ذلك مجرد إنجاز شخصي، بل خطوة لأثبت أن التصميم السعودي قادر على الحضور والمنافسة عالميًا.

شاهدي أيضًا: لقاء مجلة ليالينا مع أول سعودية تتسلق قمة إيفرست.. رها محرق 

  • هل تصمّمين وفق ما يفرضه عالم الموضة أم تتبعين إحساسكِ ورؤيتكِ الخاصة؟

أتابع بلا شك اتجاهات الموضة العالمية لأبقى قريبة من ذائقة الجمهور وتوقعاته، لكنني لا أسمح لها بأن تُملي علي هويتي.
تصاميمي دائمًا تحمل لمستي الخاصة وتعكس إحساسي وقصصي الشخصية. أؤمن بأن نجاح أي علامة لا يقوم على التقليد، بل على الصدق مع الذات وصياغة رؤية متفردة تميزها عن غيرها.

"صناعة المجوهرات في السعودية مقبلة على ازدهار كبير"

  • كيف ترين مستقبل صناعة المجوهرات السعودية خلال السنوات القادمة؟

أرى أن صناعة المجوهرات في السعودية مقبلة على ازدهار كبير، بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المتنامي بالمواهب المحلية. اليوم، باتت المملكة بيئة خصبة للمبدعين، حيث تتوفر البنية التحتية والفرص، إلى جانب جمهور متعطش للإبداع.

المستقبل في رأيي يحمل آفاقًا واسعة للتوسع عالميًا، مع تصاميم سعودية قادرة على المنافسة والتميّز في الساحة الدولية.

  • هل لديكِ خطط للتوسع عالميًا؟ وما الأسواق التي تستهدفينها؟

بالتأكيد، نحن نعمل حاليًا على توسيع حضورنا من خلال شراكات مع متاجر عالمية مرموقة. حلمي أن تصل تصاميمي إلى عواصم الموضة في أوروبا وأمريكا، لأثبت أن المجوهرات السعودية ليست فقط جزءًا من تراثنا المحلي، بل لغة إبداعية يمكنها أن تلمع عالميًا وتلهم جمهورًا واسعًا.

  • ما النصيحة التي تقدمينها لكل شابة سعودية تطمح لدخول عالم تصميم المجوهرات؟

نصيحتي أن تؤمن كل شابة بموهبتها، وألّا تكتفي بالشغف فقط، بل أن تجمعه مع الدراسة والتدريب العملي. الفهم التقني والصياغة الحرفية أساس لا غنى عنه في هذه الصناعة، أما المثابرة فهي العنصر الذي يصنع الفارق الحقيقي ويحوّل الحلم إلى واقع.

مجوهرات

  • كيف تصفين أسلوبكِ الخاص في التصميم بثلاث كلمات؟

تراثي – معاصر – جريء.

"المجوهرات السعودية ليست فقط جزءًا من تراثنا بل لغة إبداعية"

  • هل تفضلين استخدام مواد معينة أو أحجار كريمة محددة تحمل رمزية خاصة؟

الفيروز هو الحجر الأقرب إلى قلبي لأنه يعيدني إلى طفولتي ويذكرني بمجوهرات والدتي. أما على مستوى التصميم والإنتاج، فأعتمد بشكل أساسي على الذهب عيار 18 لما يحمله من قيمة وجودة تليق بالهوية التي أطمح أن تعكسها علامتي.

  • كيف توفقين بين الجانب الفني والجانب التجاري في علامتكِ؟

أسعى دائمًا لأن تحمل كل قطعة بعدًا فنيًا وقصة تلهم من يرتديها، فهذا ما يمنح المجوهرات روحها الخاصة. وفي الوقت نفسه، أوازن بين الإبداع واحتياجات السوق من حيث التكلفة والجودة ومتطلبات العملاء، لأضمن أن تبقى تصاميمي قريبة منهم وقادرة على مواكبة الطلب والاستمرار.

  • هل لديكِ خطة لتصميم مجوهرات خاصة بالرجل؟

نعم، الفكرة حاضرة بالفعل، وأنا أعمل حاليًا على استكشاف طرق تعبّر عن هوية علامتي بأسلوب يتناسب مع الرجل المعاصر.

هدفي أن تكون التصاميم الرجالية امتدادًا لروح العلامة، تحمل الطابع الفني نفسه الذي يميزني، وتمنح الرجل قطعة فريدة تعكس شخصيته بثقة وأناقة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار