عيد النوروز

بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 21 مارس 2024

فهرس الصفحة

تُقسم كلمة نوروز (Nowruz) إلى "Now" تعني (الآن – الجديد) و "Ruz" تعني (يوم)، مما يعني حرفياً "اليوم الجديد"، اليوم الذي يعود وفق التقويم الشمسي إلى 21 آذار/مارس؛ أول يوم من أيام فصل الربيع، حيث يتساوى طول الليل والنهار. تعرف على عيد النوروز وكيفية الاحتفال به.

النوروز عيد إيراني فارسي

يعتبر "عيد النوروز" عيداً إيرانياً زرادشتياً، والاحتفال به لا يعد احتفالاً دينياً أو وطنياً أو عرقياً حتى،وهو يتوافق مع عيد الأم المعتمد في الكثير من بلدان العالم.إنما هو احتفال للشعور بالانتماء باعتباره ينبوع استمرارية الثقافة الإيرانية، وقد تم تسجيله في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي عام 2010، هناك أعياد تشابه عيد النوروز في البلدان العربية كالاحتفال بالثافسوت في الجزائر، عيد "الدخول" في العراق، عيد "شم النسيم" في مصر، كما ويحتفل الأكراد حول العالم بعيد يسمى عيد "النيروز/النوروز" وبذات التاريخ، لكن لمرجعيات وأسباب مختلفة عن أسباب عيد النوروز الإيراني، فهم يعتبرونه عيداً قومياً ووطنياً يجسد الظلم والقهر الذي مر به الشعب الكردي، كما أن أسطورته تختلف عن أسطورة عيد النوروز الإيراني. ^[1]

النوروز عيد قديم تم الاحتفال بها منذ آلاف السنين، وهو يعود لأسطورة "أن هناك ملكاً كان يدعى بالملك "جمشيد" استطاع أن يقي السكان في بلاد فارس من قساوة فصل الشتاء وبرودته إلى أن أتى فصل الربيع في التاريخ المذكور وتربع الملك على العرش في 21 آذار/مارس بفضل محبة الناس له لجهوده في إنقاذهم".

طقوس عيد النوروز

كأي عيد من الأعياد، يحتفل الإيرانيون بعيد النوروز بعادات وتقاليد أخذوها عن أجدادهم ليجسدوا الثقافة الإيرانية والفارسية القديمة، ويمارسون الطقوس المختلفة تعبيراً عن فرحهم وبهجتهم بهذا العيد، يستمر الاحتفال لمدة 13 يوماً من تاريخ العيد، ومن طقوس الاحتفال:

مأكولات عيد النيروز السبعة

كأي عيد يتم عمل وليمة للعيد وتناول سبعة مأكولات طوال أيام هذا العيد، تبدأ كلها بحرف السين وترمز إلى معاني مختلفة، وهي:

"سبزه" العدس والشعير والقمح، والتي ترمز إلى التجديد والخصوبة.
"سنبل" أي نبات الخزامى، ترمز إلى الجمال.
"سنجد" أي الفواكه المجففة، ترمز إلى الحب.
"سير" أي الثوم، الذي يرمز إلى الطب والصحة.
"سيب" أي التفاح، يرمز إلى البهجة.
"سماغ" أي توت السماق، ويرمز إلى شروق الشمس.
"سركه" أي الخل، الذي يرمز إلى الصبر.

وتكون الوجبة التقليدية لعيد النوروز طبقاً من الأرز مع السمك الأبيض والأعشاب الخضراء مثل: البقدونس والكزبرة.

تزيين المنزل والزيارات أثناء النوروز

هناك بعض التقاليد الأخرى التي ترافق أجواء الاحتفال بعيد النوروز، كتنظيف المنزل وتجديد الأثاث والألوان واعتماد اللون الأخضر ومشتقاته في تزيين المنزل كونه يدل على فصل الربيع.

طاولة العيد

تكون عبارة عن طاولة صغيرة توضع في أحد أرجاء الغرفة، ويقوم الإيرانيون بوضع مرآة صغيرة على الطاولة لتعبر عن التأمل في الماضي، وحوض سمك بداخله سمكة ذهبية لتدل على الحياة الجديدة، إضافة إلى برتقالة داخل وعاء من الماء للدلالة على الأرض، وعدة بيضات مزينة للدلالة على الخصوبة، مع بعض العملات النقدية لترمز إلى الرخاء في المستقبل، بالإضافة إلى كتب عن الشعر الكلاسيكي وكتاب القرآن الكريم للدلالة على الروحانية.

الزيارات خلال العيد

تشمل مراسم الاحتفال أيضاً زيارة الأقرباء والمعارف وتقديم التهنئة بالسنة الجديدة، وإعطاء الأطفال الحلويات والنقود ليستمتعوا بالعيد، بالإضافة إلى زيارة قبور الموتى لتلاوة القرآن وطلب الرحمة والمغفرة لهم.

إشعال النار

خلال أيام عيد النوروز هناك ليلة تسمى ليلة "جهارشنبه سورى" أي ليلة إشعال النار، والتي يستمد منها الإيرانيون طاقتهم ذاكرين مساوئ فصل الشتاء وأهمية النار في تكيف الإنسان مع الطبيعة ومدّه بالدفء والنور، وذلك استناداً إلى الأسطورة سالفة الذكر.

العم نوروز

يجول في شوارع إيران شخص متنكر خلال عيد النوروز ويدعى "العم نوروز"، مجسداً شخصية تشبه شخصية "بابا نويل أو سانتا كلوز" يحمل الهدايا للأطفال ويقوم بطرق الطبول والغناء لهم لتعم الفرحة والبهجة في نفوسهم.

اليوم الثالث عشر

بما أن عيد النوروز عبارة عن 13 يوماً، وبما أن العدد 13 بالنسبة لهم يولد الحظ السيء، يحاول الإيرانيون عدم البقاء في منازلهم في آخر يوم من العيد فيذهبون لنزهات في الحدائق وزيارة الأرياف للتخلص من عقدة اليوم 13؛ وتقوم بعض الفتيات العزباوات بتشكيل عقد من العشب في الحدائق كدلالة على الارتباط بين الرجل والمرأة متمنيات العثور على زوج صالح قبل عيد النوروز المقبل. ^[2]

النوروز بعد الثورة الإسلامية الإيرانية

ذكرت مؤسسة السلام في الولايات المتحدة الأمريكية (Institute of Peace) في مقال لها عام 2015 أنه وبعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حاول بعض المتشددين قمع عطلة عيد النوروز كونها تعود لأصول الإمبراطورية الفارسية أي ما قبل الإسلام، لكن المرشد الأعلى "آية الله الخامنئي" صرح عام 2008 أن عيد النوروز جزء لا يتجزأ من عادات وتقاليد الثقافة الإيرانية وأن الإمبراطورية الفارسية تعتبره مصدراً للفخر بالنسبة للإيرانيين.

تعرفنا من خلال هذا المقال على عيد النوروز في التقويم الشمسي عند الإيرانيين، وأهميته بالنسبة لهم، بالإضافة إلى التعرف على أهم الطقوس التي يتم ممارستها هناك احتفالاً بهذا العيد لتعم الفرحة جميع أرجاء البلاد.

المصادر والمراجع