فيلم البلدة The Town : بن آفلك أمير اللصوص

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
The town movie

عساف الروسان - جخه موفي

الفيلم هو الثاني لـ بن آفليك كمخرج ولا يقل جودة عن الفيلم الأول والمفضل لدي شخصياً (ذهبت الطفلة ذهبت)، في هذا الفيلم يعود بنا بن آفليك مرة أخرى الى بوسطن المدينة التي نشأ بها، في فيلم جريمة مقتبس عن رواية الكاتب تشاك هوغن، أذكر أن الناقد الأمريكي الأسطورة روجر أبيرت قد كتب مرة أن أفلام الجريمة في بوسطن مختلفة عن أي مدينة أخرى ففي بوسطن الشخصيات أكثر غضباً، والجروح لا تندمل والأحقاد لا تموت وكل شخص يعرف الآخر وطبيعة عمله. وهنا لا يبتعد بن آفلك في الفيلم عن هذا الوصف الدقيق عن ثقافة الجريمة في بوسطن

دوغ ماكراي (بن آفليك)، القادم من عائلة ضليعة في سرقة البنوك في منطقة شارلستون في بوسطن. يخبرنا الفيلم أنه في هذا الميل المربع، يحوي أكبر عدد من لصوص البنوك مقارنة بأي مكان آخر في البلاد. آفليك يتزعم فريق من أربعة أشخاص أبرزهم جيم (جيرمي رينر)، هذه العصابة تخطط بشكل دقيق ويستطيعون محو آثارهم بحرفية ابتداءاً من كاميرات الأمن وحتى الدي أن آي. لكن جيم سريع الغضب والإنفعال يقدم على المحظور في إحدى المهمات ويتسبب في إصابة  مدنيين و يأخذ رهينة، كلير (ريبيكا هول)، يطلقون سراح كلير دون أن تصاب بأذى، ليتبين فيما بعد أنها تعيش في شارلستون فيصاب جيم بالذعر، لرصد مدى جدية الموقف وما إذا كانت كلير تشتبه بهم يقوم دوغ ماكراي بالتعرف عليها بالصدفة (المخطط لها) وعلى غير المتوقع يقع في حبها. ليبحث عن فرصته للخروج من اللعبة تحت ضغط تاريخه وعائلته الذي يدفعه باتجاه الجريمة، وملاحقة فريق الـ أف بي أي بقيادة العميل جون هام.

ومع أن الفيلم مستند على (رواية أمير اللصوص لـ تشاك هوغن) و بن آفلك الحاصل على أوسكار عن كتابته لفيلم ويل هانتنغ الطيب، إلا أنه لم يكن هناك فسحة كافية للاقتراب من الشخصيات أو محاولة للتعمق في الدوافع وقد يكون السبب الميزانية المحدودة لهذا النوع من الأفلام في هوليود التي تضحي بمشاهد متابعة الشخصيات في سبيل استمرار القصة و مشاهد الحركة والأكشن. ومع ذلك قدم لنا بن آفليك القصة بطريقة جميلة ومختلفة نوعاً ما،  فهنا الشخصية الأكثر إثارة للاهتمام هي شخصية جيم، سلوك غير سوي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، مندفع في عمل يتطلب الانضباط ، صديق وفي لكن يستمر بمشاحنة  دوغ ماكراي، لذلك عندما يكتشف العلاقة بين دوغ والمرأة التي بإمكانها أن توجه لهم اصابع الإتهام، نراه يتصرف بودية تزيد من توتر الموقف. ثم هناك شخصية دوغ الشخصية المركزية والقائد في هذا الفريق والأكثر ذكائاً،  نراه في منتصف الفيلم أمام جيم دون حيله، مسلوب الإرادة  ومستسلم للنهاية، ومع ذلك، ما يزال قادر على كل شيء.

بن آفليك لديه كل ما يلزم ليضع اسمه بقوة بين أهم المخرجين هذه الأيام. المدينة (ذي تاون) فيلم مشوق يوصلنا إلى نقطة نشعر فيها بالقلق والتوتر وهو بحد ذاته دليل أن المخرج أدى مهمته بشكل موفق، يعرف آفليك كيف يتعامل مع الممثلين ويسلط الضوء على جميع الشخصيات لدرجة تجعلنا نهتم بهم وما سيحصل لهم، ولديه احساس رائع بالوقت والسرعة اللازمة للانتقال بين المشاهد ليحظى بتركيزنا دون الوقوع في فخ الملل أو الإطالة.