فضل ليلة الإسراء والمعراج

  • تاريخ النشر: الخميس، 11 مارس 2021 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022
فضل ليلة الإسراء والمعراج

تعتبر ليلة الإسراء والمعراج هي من أكبر المعجزات التي حصلت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهي الليلة التي أسري بها الله عز وجل نبيه من مكة المكرمة إلى البيت المقدس من أجل الصعود إلى السبع سماوات بروحه وجسده، حيث قام جبريل بالرحلة من خلال دابة البراق وهي دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار، حيث صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما في بيت المقدس وصعد إلى السماء حيث وصل إلى سدرة المنتهى وبعدها إلى البيت المعمور.

أسباب القيام برحلة الإسراء والمعراج

عند ماتت السيدة خديجة ثم مات عم النبي أبو طالب، حزن النبي كثيرا فهم كانوا يسنداه ويواسياه في مسيرته ورسالته، حيث ضاقت به الدنيا وبدأ في الشعور بالحزن والألم من حيث اطلق على هذا العام هو عام الحزن بالنسبة له.

فحين ذهب إلى الطائف لدعوتهم إلى الإسلام قاموا بطرده ورميه بالحجارة، حيث دعا محمد صلى الله عليه وسلم دعوة الي ربه شاكياً بها حاله : "اللهم إلى من تكلني ..." فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم الجبال فيقول الرسول الرحيم "لا - لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله"، فهنا كرم الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برحلة الإسراء والمعراج من أجل تخفيف شعوره بالوحدة والحزن، فجاء في سورة الإسراء قوله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

فضل رحلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج هي من معجزات الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاءت الكثير من الآيات في القرآن الكريم بتثبت ما حدث في هذه الليلة حيث قال الله تعالى :" أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىعِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)

أمر الله المسلمين بالصلاة وفرضها على النبي من فوق سبع سماوات، وهذا يعتبر دليل قوي على أهمية الصلاة فهي تربط العبد بربه وعظمة ادائها، حيث فرضت في بادي الأمر خمسين صلاة ولكن تم خفضها إلى خمس صلوات فقط.

حادثة شق صدر وهي واحدة من أهم المعجزات التي حدثت في هذا اليوم، حيث تتناسب بشكل كبير مع الرسالة التي بعثها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت بداية تأهيله لما سوف يشاهده او يتعامل معه في هذه الرحلة، بشكل معنوي وبشكل جسدي حيث قام الملكين بشق صدر النبي وإخراج قلبه وغسله بماء زمزم، فقد جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ)، فإن صَلُح القلب صَلُحت باقي الأعضاء، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).

دابة البراق كانت من أعظم الأشياء التي كرم الله بها نبيه في هذه الليلة حيث أرسل جبريل عليه السلام ليقوم النبي بركبها َتحمله الي المسجد الأقصى، حيث كرمه الله من خلال ركوب الدبابة والتي لا يركبها إلا من يسمح لهم بدخول الجنة حيث يدخل الجنة المؤمنين وهم يركبون هذه الناقة، وقام النبي بعد النزول منها يربطها لكي لا تفلت وهذه ايضا تعلمنا عدم التوكل والاعتماد على الغير.

ويشير وجود النبي في المسجد الأقصى وهو على أن دعوة سيدنا محمد هنا دعوة عامة لكل البلاد لا تقتصر على بلد واحدة فقط، حيث يقوم النبي بالصلاة بكافة الأنبياء وهذا دليل على أن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء والرسل لجميع الأديان السماوية، حيث تدل هذه الإمامة على الاقتداء، وهذا ما حصل عندما صلى خلفه جميع الأنبياء والرسل، وكانت كافة دعوتهم إلى الإيمان بالله وحده عز وجل والابتعاد عن الشرك به، حيث ربطت الرحلة من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، للذهاب إلى هذا المكان المقدس وتطهير من كل شرك يوجد به.

صعد محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكلمة الله عز وجل، حيث جاءت الآيات بقول الله تعالي : "، ثمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ"، فهو تأكيد على وجود الله عز وجل، ومن خلال مواساته في عام الحزن وشعور الفقد والحزن، حيث كانت هذه الرحلة نوع من التخفيف على النبي من الله عز وجل والربط على قلبه.

كانت هذه الرحلة نوع من العزيز الشعور بالأبوة والتعامل معها وإظهارها حيث كان النبي يشعر بالفرح والحزن الذي يشعر به الأخرين من حوله، وهذا ما يشعر به الأب تجاه أبنائه، وأيضًا تعزيز قول الحق مهما كانت النتائج المترتبة عليه، حيث قام الرسول بإبلاغ قومه ما حدث في هذه الليلة، وبالرغم من عدم تصديقهم له أو تكذيبهم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار