قبل وفاة البابا فرنسيس: 5 أفلام تناولت محطات من حياته

برحيل البابا فرنسيس عن عمر ناهز الثامنة والثمانين، يعود الضوء إلى ما تركه من أثر عميق في الكنيسة الكاثوليكية، وفي الضمير الإنساني العالمي، من خلال عدد من الأعمال السينمائية والوثائقية، اختار صناع السينما تسليط الضوء على شخصيته، وأفكاره، ومسيرته التي انطلقت من أحياء بوينس آيرس وصولاً إلى كرسي الفاتيكان.

فيما يلي خمسة أفلام قدمت البابا فرنسيس بصورة درامية أو وثائقية، ونجحت في رسم ملامح شخصيته ومسيرته من زوايا متعددة.

1. البابا فرنسيس: رجل يحمل كلمته (2018)/ Pope Francis: A Man of His Word

البابا فرنسيس رجل يحمل كلمته فيلم وثائقي من إخراج فيم فندرز صدر عام 2018، ويعتمد على أسلوب مباشر يضع البابا في مواجهة مع المشاهد دون وسطاء.

في هذا العمل لا نرى إعادة تمثيل لوقائع أو مشاهد درامية، بل نسمع البابا نفسه يخاطبنا بلغته الخاصة، متحدثًا عن قضايا كبرى تمس مصير البشرية مثل التغير المناخي والعدالة الاجتماعية وأزمات اللاجئين والحروب التي لا تنتهي. الفيلم يمنح مساحة واسعة لصوته وأفكاره دون تدخل أو تعليق من طرف ثالث، وهو ما يجعله أقرب إلى شهادة بصرية حية عن فلسفة البابا وموقفه من العالم.

تظهر في الفيلم مشاهد أرشيفية لزياراته حول العالم ولقاءاته مع العامة والقيادات السياسية، مما يعكس قربه من الناس ورغبته الصادقة في أن يكون بابا للجميع، لا فقط لرجال الدين أو الأثرياء. أسلوب فندرز هنا يتميز بالبساطة والصدق والاحترام، ويبتعد تمامًا عن التجميل أو التهويل، ليقدم صورة واقعية لرجل دين غير تقليدي.

2. الباباوان (2019)/ The Two Popes

الباباوان فيلم درامي صدر عام 2019 من بطولة جوناثان برايس في دور الكاردينال خورخي ماريو برغوليو وأنتوني هوبكنز في دور البابا بندكت السادس عشر، ويعتمد على حوارات عميقة بين شخصيتين تمثلان رؤيتين مختلفتين لمستقبل الكنيسة الكاثوليكية.

الفيلم لا يسعى إلى الإدانة أو التمجيد لأي من الطرفين، بل يستعرض الصراع الفكري بين رؤيتين، الأولى تقليدية محافظة يمثلها بندكت، والثانية تقدمية متفتحة يمثلها برغوليو.

تدور أحداث الفيلم في سياق استقالة بندكت وصعود برغوليو إلى سدة البابوية، لكنها في العمق تفتح نقاشاً أوسع حول دور الدين في العصر الحديث وحدود السلطة الكنسية والتجديد داخل مؤسسة عمرها قرون.

رغم أن معظم أحداث الفيلم تدور في مكان واحد هو الفاتيكان، إلا أن الحوارات العميقة والممثلين الاستثنائيين يمنحان العمل طاقة فكرية وإنسانية هائلة.

يُظهر الفيلم الجانب الإنساني في كل من الشخصيتين، ويكشف كيف يمكن للاختلاف أن يتحول إلى حوار لا إلى صدام، في درس إنساني وسياسي وأخلاقي بالغ الأهمية.

3. نادِني فرانسيس (2015)

يسرد هذا الفيلم الدرامي السيرة الذاتية لخورخي برغوليو قبل أن يصبح بابا الفاتيكان، يبدأ من شبابه في الأرجنتين، ويتابع تحوله من رجل عادي إلى قائد كنسي يحمل همّ الفقراء والمهمشين.

العمل يعرض مراحل التحول الروحي والاجتماعي التي مر بها، ويبرز التزامه بالمساواة والعدالة الاجتماعية.

4. الكونكلاف (2006)

رغم أن أحداث هذا الفيلم لا تتناول البابا فرنسيس بشكل مباشر، إلا أنه يُعد مدخلاً ضرورياً لفهم السياق الذي جاءت فيه انتخاباته. يستعرض الفيلم كواليس اختيار البابا في القرن الخامس عشر، عبر جلسات مغلقة واتفاقات معقدة داخل جدران الفاتيكان.

الفيلم يتيح للمشاهد تأمل ديناميكية اتخاذ القرار في أهم منصب ديني كاثوليكي.

5. فرانسيس: البابا القادم من العالم الجديد (2013)

صدر هذا الفيلم الوثائقي بعد انتخاب البابا فرنسيس مباشرة، ويعتمد على شهادات من مقربين له في الأرجنتين. يرسم العمل صورة صادقة عن رجل بسيط، متواضع، ومتشبث بخدمة الناس.

يتوقف عند لحظات إنسانية مؤثرة في حياته، ويسلط الضوء على قضايا دافع عنها بشدة، مثل حقوق اللاجئين، والعدالة الاجتماعية، ودور الدين في خدمة الإنسان.