مرض السكري النمط الثاني

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 15 نوفمبر 2023
مرض السكري النمط الثاني

هناك نوعان من السكري، إلا أن السكري نمط 2 هو الأكثر شيوعاً بين الأفراد في جميع أنحاء العالم، كان يدعى السكري من النوع 2 سابقاً بالسكري الكهلي أو الشيخي، بسبب الاعتقاد بأنّه يصيب الأشخاص المتقدمين بالعمر فقط. كما يطلق على هذا النمط اسم السكري غير المعتمد على الأنسولين. سوف نتعرف في هذا المقال على أهم المعلومات عن هذا النوع من السكري وكيفية التعامل معه وعلاجه.

السكري من النمط الثاني أقل خطورة

غالباً ما يكون مرض السكري من النمط 2 أخف شدةً من النمط 1، لكن يبقى احتمال تعرض المصاب به لمضاعفات صحيّة احتمالاً موجوداً وبشكل قوي.

تشمل الأهداف الأساسيّة لعلاج الداء السكري نمط 2 السيطرة على الداء السكري والحد من تغيرات نمط حياتك، ومنع حدوث اختلاطاته الحادّة والمزمنة، كما أن الضبط الجيد لسكر الدم يمكن أن يؤخر أو يمنع ظهور الاختلاطات الناجمة عن إصابة الأوعية الدمويّة الصغيرة كاعتلال الشبكيّة والقصور الكلوي واعتلال الأعصاب.

بينما يجب التحكّم بضغط الدم الذي يرتفع لدى المرضى السكريين من أجل إنقاص احتمال حدوث الأمراض القلبيّة الوعائية التي تشكل القاتل الأكبر في مرض السكري. [1]

السيطرة على المرض والعيش حياة طبيعية

إذا قمت بالتعاون مع طبيبك من أجل تحقيق ضبط ممتاز لسكر الدم والسيطرة على عوامل الخطر القلبيّة الوعائية الأخرى فسوف تعيش حياةً صحيّة وسليمة تماماً. وستتأخر الاختلاطات المزمنة لديك (على مستوى الكلية والشبكيّة والأعصاب) لمرحلة متقدّمة من عمرك، وقد لا تظهر أبداً.

والقيم التالية تشكل هدفاً علاجياً لدى المرضى السكريين:

  1. معدل السكر التراكمي (HbA1C) أقل من (6.5%).
  2. سكر الدم يجب أن يكون بين (80-120ملغ/100مل) قبل تناول الطعام، وتحت الـ (140ملغ/100مل) بعد الوجبات بساعتين.

إن الكلفة الاجتماعية والاقتصادية العالية لمضاعفات السكري المزمنة (من تطبيق الكلية الصناعية إلى علاجات الليزر العينية إلى حالات بتر الأطراف والإعاقة الناجمة عنها) تبرر عدم التهاون مع الخطة العلاجية أو استغلاء الكلفة المادية اللازمة والجهد المطلوب منك لتأمين ضبط سكر الدم. [2]

علاج الداء السكري نمط 2 بتغيير نمط الحياة

تشمل الوسائل المتبعة لعلاج مرض السكري نمط 2 العديد من الخطوات اللازم اتباعها تحت إشراف ومراقبة الطبيب المعالج ونبدأها مع تغيير نمط الحياة والتدابير الغذائية التي سيتبعها مريض السكري من النمط الثاني.

مارس التمارين الرياضيّة

إذا لم تكن شخصاً نشيطاً فإنه الوقت المناسب حتى تبدأ، ليس عليك أن تذهب لنادي اللياقة البدنيّة وأن تقوم برياضات أخرى بنفس الوقت، فقط يجب أن تقوم بأداء التمارين الرياضيّة، قم بالمشي أو ركوب الدراجة أو حتى لعب ألعاب الفيديو التفاعليّة.

يجب أن يكون الهدف الذي تريد تحقيقه هو 30 دقيقة من النشاط الفيزيائي حتى تبدأ بالتعرق وتشعر ببعض الصعوبة بالتنفس في معظم أيام الأسبوع. [2]

إنّ كون أسلوب حياتك نشيطاً يساعدك في التحكم بمرض السكري عن طريق خفض أرقام السكر في الدم، كما أن لذلك دور في تقليل فرص إصابتك بأمراض القلب، كما لا ننسى أهميّة التمارين الرياضية في خفض الوزن وتخفيف التوتّر النفسي.

اهتم بالفحوصات الدورية

عليك أن تزور الطبيب مرتين في السنة على الأقل، فالتحديد المبكّر لوجود الاختلاطات مهم جداً، لأنّ العلاج المناسب في هذه المرحلة له دور حاسم في منع تطور الآفة، تشمل الفحوصات التي ننصحك بإجرائها الأعضاء التالية:

  1. العينان: يجب أن تقوم بإجراء فحص قعر العين مرّةً كل سنة.
  2. القدمان: ابحث عن وجود آفات، وتحرّى الحالة الوعائية وسلامة أعصاب قدميك على الأقل مرّة في السنة في حال كانتا طبيعيتين، أما في حال وجود حالة مرضيّة ما قم بفحصهما عند كل زيارة للطبيب.
  3. الكليتان: القيام بفحص البول في كل سنة من أجل الكشف عن وجود تسريب خفي لبروتين الألبومين في البول.
  4. الشحوم: فحص الشحوم يجب أن يجرى مرّة كل سنة إلا إذا كنت تخضع للعلاج الخافض لشحوم الدم.

اهتم بصحتك النفسية

يرتفع سكر الدم عندما تتوتّر وتغضب، كذلك قد تعاني من مشاكل ضبط السكر عندما تكون قلقاً، وأيضاً فإنّ الكرب النفسي يجعلك تنسى أن تتمرّن أو تأكل بشكل صحيح وحتى أن تتناول أدويتك.

حاول أن تجد طريقة ما لتسيطر على توترك، ربّما يساعدك في ذلك.. التنفس العميق، ممارسة اليوغا، وحاول أن تقوم بالهوايات التي تحبّها وتشعرك بالراحة.

توقف عن التدخين

كما ذكرنا سابقاً إنّ السكري يزيد من خطر تعرضك للمشاكل الصحيّة كأمراض القلب والعينين والكليتين والسكتة الدماغيّة، أمراض الأوعية الدمويّة، اعتلال الأوعية الدمويّة ومشاكل القدمين.

إذا كنت من المدخين فأنت تمتلك فرصةً أكبر من المرضى السكريين الذين لا يدخنون، بالإضافة إلى أن عادة التدخين تجعل قيامك بالتمارين أمراً أكثر صعوبة، تكلّم مع طبيبك لبحث حلول تساعدك في الإقلاع عن التدخين. [2]

لا تستهلك الكثير من الكحول

سيكون ضبط سكر الدم أسهل إذا لم تكن تتناول الكثير من البيرة، النبيذ، أو الخمر، فإذا ما قرّرت أن تشرب الكحول حاول أن لا تفرط في ذلك، إذ أنه عند مريض السكري نمط 2 المضبوط جيداً؛ بحسب الجمعيّة الأميركيّة للسكري (ADA) يمكن السماح بتناول كميات قليلة جداً من الكحول تعادل 20 غرام في اليوم كحد أقصى.

قد يرفع تناولك للكحول من أرقام السكر الدموي بشكل كبير أو قد يخفضها عن الحد الطبيعي أيضاً، فتحقّق من قيمة سكر الدم لديك قبل أن تشرب الكحول واتخذ الخطوات اللازمة لمنع سكر الدم لديك من الانخفاض.

فإذا كنت من مستخدمي الأنسولين أو الأدوية الأخرى لتدبير مرض السكر قم بتناول الطعام أثناء شرب الكحول، بعض أنواع المشروبات كالنبيذ المبرّد قد تحوي قيماً أعلى للحريرات، فخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عندما تقوم بحساب الحريرات التي ستتناولها.

السيطرة على السكري بالغذاء الصحي

تناولك للطعام الصحيح يسمح لك بالحفاظ على قيم سكر الدم ضمن الحدود الطبيعيّة، إضافة الأغذية التالية لقائمة الطعام له تأثير مفيد جداً، كما سنذكر الأطعمة التي قد تكون ضارةً لك.

إصابتك بالداء السكري من النمط 2 لا يعني أن تستغني عن كل أنواع الطعام التي تحبّها، فستبقى قادراً على الاستمتاع بكميّة كبيرة من الأطعمة، وأفضل الحميات الغذائية هي الحميات المتوازنة التي تضم كمَّاً واسعاً من النشويّات والشحوم والبروتينات الصحيّة.

وتتجلّى الطريقة الأفضل لتحقيق التوازن بتناولك لمجموعة من الأطعمة التي تدعم استقرار قيم سكر الدم ضمن المجال الهدف الذي يوصي به طبيبك، وبتجنّب التقلّبات الكبيرة لنظامك الغذائي التي قد تسبب ظهور أعراض السكري (تعدّد مرّات التبوّل، العطش الشديد، التعب والدوخة والصداع...وغيرها).

حتى تتبع حمية غذائيّة صحيّة عليك أوّلاً أن تعلم كيف تؤثر الأغذية المختلفة على مستوى سكر الدم، حيث تتحطم النشويات في الجسم بشكل أسرع من بقيّة أنواع الطعام إلى غلوكوز (سكر الدم) مما يرفع من مستواه.

تتواجد النشويات في البقوليات والخبز والحليب والمعكرونة والحلويات والفواكه وبعض أنواع الخضراوات. كلا البروتينات والشحوم لا يؤثران على السكر بشكل مباشر وسريع، لكن عليك أن تستهلكهما بشكل معتدل. [2]

أفضل وأسوأ الخيارات الغذائية لسكري نمط 2

البروتينات

الخيار الأفضل: تنصح الجمعية الأمريكيّة للسكري بتناول المأكولات ذات البروتين المنخفض والحاوية على كميّةٍ قليلةٍ من الشحوم المشبعة مثل السمك أو الديك الرومي.

حاول أن تتناول المأكولات البحريّة مرتين أو ثلاث مرّات كل أسبوع، بعض الأسماك مثل السلمون تقدم فائدةً إضافيةً في الحفاظ على صحة القلب باحتوائها على شحوم أوميغا-3 (omega-3fats).

أما بالنسبة للبروتينات ذات المصدر النباتي فقم بتجريب الأنواع المختلفة من الفاصولياء مع إضافة المكسرات لها التي تحوي على البروتين وتشكل مصدراً للشحوم الصحيّة والغنيّة بالطاقة، لكن انتبه إلى كميّة الجزء البروتيني في الوجبة فهي غنيّة جداً بالحريرات.

الخيار الأسوأ: تحوي اللحوم المعالجة (المرتديلا- اللحوم المجففة أو المدخنة) والنقانق على كميات كبيرة من الشحوم والصوديوم، ما قد يرفع خطورة تعرّضك لارتفاع ضغط الدم، فالأزمة القلبيّة والسكتات الدماغية تعد من الاختلاطات الشائعة لدى مرضى السكري، وهنا نذكِّر بأهميّة المراقبة الدوريّة لضغط الدم. [3]

البقوليّات

الخيار الأفضل: عندما تختار بين البقوليّات تأكد من أنّها كاملة، ومن البقوليّات الكاملة الرز البري، الكينوا (Quinoa)، الخبز الكامل الخشن (مع نخالة)، الحبوب الحاوية على الألياف، فمن فوائد الأطعمة السابقة أنّها تساعد على تحقيق هضمٍ صحيٍّ وسليم، كما أنّ الحبوب الكاملة تحوي الفيتامينات والمعادن المفيدة.

الخيار الأسوأ: لا يحتوي الدقيق الأبيض المكرّر على نفس الفوائد الصحيّة للحبوب الكاملة، ومن الأطعمة المعالجة المصنوعة من الدقيق الأبيض حبوب الإفطار والخبز الأبيض والمعجنات، حاول تجنّب هذه الخيارات وابتعد عن الرز الأبيض والمعكرونة.

منتجات الحليب

الخيار الأفضل: يشكّل لبن الزبادي مسحوب الدسم خياراً صحيّاً عندما لا يتجاوز النشاء فيه ال8غ، يمكنك إضافة بعضاً من التوت إليه واستمتع به كطبق تحلية أو عند الإفطار، كما تستطيع أيضاً أن تستخدمه كبديل للكريما الحامضة التي تحوي نسباً عاليةً من الشحوم المشبعة.

الخيار الأسوأ: تجنب كل منتجات الحليب ومشتقاته الكاملة الدسم خصوصاً شوكولاتة الحليب المعلبة؛ لاحتوائها على كميات إضافية من السكر. [3]

الخضراوات

الخيار الأفضل: الخضراوات غير النشوية مثل الخضر الورقيّة، البروكلي، القرنبيط، الهليون والجزر فقيرة بالنشويات وغنيّة بالألياف والمغذيات الأخرى.

تستطيع أن تتناول هذه الخضراوات بوفرة حيث يجب أن يحتوي نصف طبقك على خضروات غير نشوية، إذا كنت ترغب بتناول البطاطا المهروسة فقم بإعطاء القرنبيط المهروس الفرصة ليكون بديلاً عنها.

الخيار الأسوأ: الخضار النشويّة كالذرة والبطاطا والبازلاء، تعد من الخضار المغذّية لكن يجب الاعتدال بتناولها، وتُصنّف هذه ضمن البقوليات حسب الجمعية الأمريكية للسكري بسبب محتواها العالي من الكربوهيدرات. [3]

الفواكه

الخيار الأفضل: تستطيع الفواكه الطازجة أن تلبي رغبتك بتناول الحلويات، كما تقدّم لك الألياف والمواد المضادة للأكسدة بالوقت نفسه، يعد التوت خياراً رائعاً لأنك تستطيع أن تتناول كميّات كبيرة منه ما يعطيك شعوراً أكبر بالرضى.

الخيار الأسوأ: تجنب الكميّات الإضافيّة من السكر عبر تقليل تناولك لعصير الفواكه المعلّب، وانتبه إلى أن الفواكه المجفّفة تحوي تراكيزً كبيرةً من السكر، كذلك فإن عصير الفواكه يملك قيماً أعلى من السكر وأقل من المغذيّات التي تحويها الفواكه قبل أن تُعصر، لذلك حاول أن تعتدل بشربها.

الدهون

الخيار الأفضل: إن بعض أنواع الشحوم تقوم بحماية قلبك، اختر الأطعمة التي تحوي شحوم وحيدة عدم الإشباع (MUFA) (أي التي تحتوي على رابطة كيميائيّة وحيدة غير مشبعة) كالأفوكادو واللوز وجوز البقان.

أو الشحوم متعدّدة عدم الإشباع (PUFA) التي نستطيع إيجادها في زيت عباد الشمس، ما يساعد على خفض مستوى الكولسترول السيء لديك.

الخيار الأسوأ: ترفع الشحوم المشبعة من الكولسترول السيء؛ لذلك قم بتقليل محتوى طعامك من الزبدة والجبنة وصلصة اللحم والطعام المقلي، وحاول أن تجعل نسبتها 10% من حريرات الوارد الغذائي اليومي لا أكثر.

كما أن الشحوم المتحولة أسوأ من الشحوم المشبعة؛ لذلك تجنّبها ما أمكنك ذلك، ابحث عن مصطلح مهدرج على علب الطعام المعالج كبعض الوجبات الخفيفة المعلّبة، المخبوزات والبسكويت. [3]

الأدوية المستخدمة في علاج السكري نمط 2

يستطيع بعض المرضى بالداء السكري نمط 2 أن يحافظوا على مستوى سكر الدم ضمن الحدود الطبيعيّة باتباع الحمية الغذائية والتمارين الرياضيّة فقط، لكن العديد منهم يحتاجون للعلاج بالأدوية الخافضة لسكر الدم أو العلاج بالأنسولين.

يوجد لدينا اليوم ترسانةٌ هائلةٌ من هذه الأدوية، ويعتمد اختيارنا للدواء المناسب للعلاج على عدّة عوامل منها أرقام سكر الدم لديك والمشاكل الصحيّة الأخرى التي تعاني منها، وقد يقوم طبيبك بمشاركة عدّة أدوية من مجموعات مختلفة حتى تحقّق ضبطاً أكبر لسكر الدم، نذكر من هذه الأدوية.

لا تتناول أي من هذه الادوية بدون استشارة الطبيب

الميتفورمين (Metformon)

بشكل عام فإنّ الميتفورمين يُعتبر الدواء الأوّل في مواجهة الداء السكري نمط 2، يعمل هذا الدواء عن طريق زيادة حساسيّة مستقبلات الأنسولين الموجودة في الأنسجة له ما يرفع من فعاليّة الأنسولين.

كما أن الميتفورمين يخفض من استحداث السكر في الكبد، قد لا يستطيع الميتفورمين أن يخفض سكر الدم لوحده، لذلك سيقترح طبيبك قيامك بإجراءات مساعدة تتعلق بتغير نمط حياتك كتخفيض وزنك وزيادة نشاطك الفيزيائي.

ليس للميتفورمين تأثير خافض لسكر الدم لدى غير السكريين، كما أنه لا يسبب نوبات نقص سكر الدم لدى السكريين، وهو بجرعات عالية قاطع للشهية ومحسّن للمعطيات الشحميّة LDL,HDL.

  • التأثيرات الجانبيّة: أهمها الأعراض الهضميّة كالغثيان وحدوث إسهال لا سيما إذا أُعطيت الجرعة العظمى دون بدء تدريجي، غالباً ما تزول هذه الأعراض خلال فترة قصيرة من بدء تناول الدواء.
  • موانع الاستعمال: القصور الكلوي، القصور الكبدي، حالات نقص الأكسجة (قصور القلب الشديد)، لدى الكحوليين.
  • الجرعة: تُعطى الجرعة اليوميّة من الميتفورمين على دفعتين أو ثلاث مع الوجبة لتقليل الأعراض الهضميّة، وتبلغ الجرعة القصوى منه 3 غرامات. [4]

مجموعة السلفونيل يوريا (Sulphonylurea Analogues)

يتركز التأثير الرئيسي لهذه الأدوية على مستوى خلايا بيتا في جزر لانغرهانس حيث تحرّضها على إفراز الأنسولين، أهم وأشهر أدوية هذه المجموعة هي (Gliclazide) (Glibenclamide)(Glimperide) (Glipizide).

  • الآثار الجانبيّة: نادراً ما تسبّب ارتكاساً تحسّسياً، بينما قد تسبب نوبات نقص سكر الدم لا سيما لدى المسنين والمصابين بالقصور الكلوي، ومن مساوئها أيضاً أنها قد تسبب زيادة وزن لذا فإن الحمية الغذائية مهمة جداً.
  • موانع الاستعمال: الإرضاع، القصور الكبدي الشديد، القصور الكلوي الشديد، إذا كنت تأخذ دواءً مضاداً للفطور.
  • الجرعة: أغلبها يمكن أن تعطى كجرعة وحيدة في اليوم لأن مدة تأثيرها تمتد من 14-24 ساعة، لكن الفروق الفردية في الاستجابة موجودة وبعض المرضى يحتاجون لجرعة كل 12 ساعة ما عدا الأشكال الصيدلانيّة الحديثة مضبوطة التحرّر مثل الغليكلازيد المديد والغليبنكلاميد، يجب تناولها قبل الطعام. [4]

مجموعة الميغليتينيد (Meglitinide Analogues)

تمتلك هذه الأدوية آلية تأثير مشابهة لمجموعة السلفونيل يوريا عن طريق تحريض البنكرياس على إفراز الأنسولين، لكنها ذات تأثير أسرع ومدّة بقاء تأثيرها الخافض لسكر الدم أقصر.

فهي تفيد في تدبير ارتفاع سكر الدم التالي للوجبة، فهي بعد تناولها عن طريق الفم قبل الوجبة تحرض إفراز الأنسولين بعد 45-60 دقيقة ويستمر هذا التأثير لساعتين أو ثلاث فقط، وأهم هذه الأدوية (Repaglinide) (Nateglinide).

  • الآثار الجانبيّة: ليس لها تأثيرات جانبية مهمة (سوى بعض حالات الارتكاس التحسس كالحكة أو الشري)، كما ربما تسبّب لك زيادة في وزنك.

مجموعة التيازوليدينديون (Analogues Thiazolidinediones)

بشكل مشابه لعمل الميتفرومين تزيد أدوية هذه المجموعة من حساسيّة مستقبلات الأنسولين له، التأثير الدوائي يتأخر لعدة أسابيع (2-3 أسبوع)، تم ملاحظة وجود علاقة قوية بينها وبين كسب الوزن وحبس السوائل.

وحتى مشاكل أكثر خطورة كزيادة خطر الإصابة بقصور القلب والكسور العظميّة، فبسبب هذه المخاطر لا يتم تصنيفها ضمن أدوية الصف الأول، الـ (Pioglitazone)، والـ (Rosiglitazone) (الذي سُحب مؤخراً بسبب زيادة نسبة الوفيات به لأسباب قلبيّة) تُعد أدوية من هذه المجموعة.

لا يعطى البيوغليتازون للأطفال ولا للمصابين بالقصور الكبدي أو الموضوعين على التحال (جهاز الكلية الصناعيّة).

مثبطات أنزيم دي بيبتيديل بيبتيداز 4 DPP-4 inhibitor

تساعد هذه الأدوية على خفض سكر الدم، لكنها ذات تأثير متواضع. أهم هذه الأدوية هي الـ (Sitagliptin)، ( Saxagliptin)، (Linagliptin). [4]

منبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاكون GLP-1 receptor agonists

تقوم هذه الأدوية بإبطاء إفراغ المعدة وبالتالي تثبيط الشهية وتخفيض سكر الدم، يرتبط استعمالها غالباً بالحالات التي نحتاج فيها لخفض الوزن، ولا ينصح باستعمال أدوية هذه المجموعة لوحدها وإنما بالمشاركة مع الأدوية الأخرى.

  • الآثار الجانبيّة: الغثيان وزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.

أدوية (SGLT2 inhibitors)

هي أحدث أدوية السكري الموجودة في الصيدليات حالياً، تعمل عبر منع إعادة امتصاص الكليتين للسكر وعودته للدم، بدلاً من ذلك يتم طرح السكر بالبول. بعض الأمثلة عنها تتضمن (Canagliflozin)، (Dapagliflozin).

  • الآثار الجانبية: إنتانات السبيل البولي بالفطور، زيادة كميّة البول وانخفاض الضغط الدموي.

كل الأدوية السابقة تدعى خافضات سكر الدم الفمويّة؛ لأنها تعطى عن طريق الفم.

العلاج بالأنسولين لداء السكري الثاني

كان يُستخدم الأنسولين فيما سبق كملاذ أخير في تدبير الداء السكري من النمط 2، لكنه يوصف اليوم بشكل أكبر لامتلاكه عدداً من الفوائد، إن الأنسولين يتخرّب بفعل حموضة المعدة لذلك يجب إعطاؤه بطريق الحقن.

ونظراً لحاجتك من الأنسولين قد يقوم طبيبك بوصف خليط من أنواع الأنسولين بشكل حقنة صباحاً وأخرى مساءاً، غالباً ما يبدأ مرضى السكري من النمط 2 باستعمال حقنة وحيدة من الأنسولين مديد التأثير ليلاً.

يوجد اليوم العديد من أنواع الأنسولين التي تعمل بآليات مختلفة عن بعضها، وهي:

مستحضرات سريعة وقصيرة مدّة التأثير

مثل الأنسولين النظامي أو العادي Insulin R وهو الوحيد الذي يمكن إعطاؤه بشكل إسعافي، مدّة تأثير الأنسولين النظامي بعد حقنه تحت الجلد تتراوح بين 6-8 ساعات، ويبدأ تأثيره بعد 30-60 دقيقة.

كذلك يوجد الأنسولين (Lispro) أسرع تأثيراً من الأنسولين العادي، بعد الحقن تحت الجلد يبدأ تأثيره خلال 5-15 دقيقة، وله مدّة تأثير أقصر من سابقه حيث لا تتجاوز 3-4 ساعات. [4]

مستحضرات متوسطة مدة التأثير

(Insulin Isophane- Humulin N, Novolin N)، مدة التأثير 10-15 ساعة، وبدء التأثير بعد الحقن تحت الجلد بـ 2-3 ساعات.

مستحضرات مديدة التأثير

(Insulin Glargine -Lantus)، بدء التأثير بعد ساعة ونصف ومدة التأثير 24 ساعة، يتصف بالحفاظ على مستواه في المصل حتى انتهاء فعاليته (دون ذروة امتصاص وتناقص تدريجي)؛ لذا فإن نوبات نقص سكر الدم نادرة.

مستحضرات أنسولين مختلطة

فيها 30% أنسولين عادي +70% أنسولين متوسط التأثير.

يستطب إعطاء الأنسولين لمرضى الداء السكري من النمط 2 في الحالات التالية:

  1. في حالات الشدة (الإنتان والجراحة... واحتشاء العضلة القلبية)، ويمكن العودة بعدها للعلاجات الفمويّة.
  2. لدى فشل التدابير الغذائيّة وتغيير نمط الحياة والخافضات الفمويّة في تحقيق الضبط المطلوب لسكر الدم حسب كل حالة.
  3. كمشاركة مع خافضات السكر الفموي (كجرعة مسائيّة).
  4. لدى حدوث نقص وزنٍ واضحٍ مع ارتفاع سكر الدم، وربما تشكل أجسام خلونيّة (أجسام ناتجة عن استقلاب الشحوم كمصدر للطاقة لعدم دخول الغلوكوز للخلايا)، وفي هذه الحالة يتحول المريض إلى النمط 1 أو أنّ تشخيص نمط 2 من البدء كان خاطئاً.
  5. أثناء الحمل؛ لأن الحمل ما يزال من خافضات السكر الفموية، وإن كان هناك من يشيد بسلامة بعضها كالميتفورمين أثناء الحمل. [4]

فيما يلي بعض الملاحظات الأوليّة الهامة لتطبيق المعالجة بالأنسولين:

  • يُعطى الأنسولين حقناً تحت الجلد بواسطة محاقن خاصة.
  • الطريقة المثلى للحقن هي بقبض الجلد بين الإبهام والسبابة لتشكيل ثنية جلدية ثم تغرس الإبرة بشكل عمودي.
  • لا توجد جرعة موحدة للجميع، بل تختلف من شخص لآخر؛ لأن هناك إفراز من الأنسولين يدعى بالأنسولين المتبقي يختلف من شخص لآخر.
  • يمكن حقن الأنسولين تحت الجلد على مستوى البطن أو العضد أو الفخذ.
  • هناك عوامل تؤثر في امتصاص الأنسولين من موقع الحقنة تحت الجلد:
  1. العوامل المسرعة للامتصاص: النحافة، الجهد العضلي، الحمام الساخن، التدليك.
  2. العوامل المبطئة لامتصاص الأنسولين: زيادة الوزن والبدانة، التدخين، البرد، التجفاف.
  • ليس هناك داعٍ لدخولك المشفى من أجل بدء تطبيق علاجك بالأنسولين، إلا في بعض حالات التخلون (تركيز الغليكوز في الدم) أو الحالة العامة السيئة، كما يفيد الاستشفاء في أخذك المعلومات الكافية عن الداء السكري وتعلّمك كيفيّة حقن الأنسولين ومراقبة سكر الدم بأجهزة معايرة سكر الدم المنزلية.

جراحة البدانة في علاج الداء السكري نمط 2

إذا كنت مريض سكري من النمط 2 ومشعر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 35 (مشعر كتلة الجسم=الوزن/مربّع الطول) قد تكون مرشحاً لإجراء جراحة تخفيض الوزن (جراحة البدانة).

حيث تعود قيم سكر الدم إلى الطبيعي لدى 55-95% من الأشخاص السكريين بعد إجراء الجراحة وبحسب نوع العمل الذي تم القيام به أيضاً، الجراحات التي تعتمد على استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة لها فعالية أكبر في خفض سكر الدم من الأنواع الأخرى من جراحات البدانة.

وذلك دون أن ننسى الكلفة العالية لهذه الجراحة والمخاطر الناجمة عنها متضمنة خطر الموت، وقد تحدث اختلاطات على المدى الطويل كنقص بعض المواد الغذائيّة وترقق العظام، كما أنها تتطلب تغييراً جذرياً في نمط الحياة.

علاج السكري نمط 2 بالطب البديل

تبدي بعض الإحصائيات أن بعض وسائل الطب البديل المتبعة مثل التداوي بالأعشاب وتمارين الاسترخاء وغيرها تحسّن من حساسيّة مستقبلات الأنسولين.

بينما في إحصائيات أخرى لا يوجد أي فوائد من تطبيق الطب البديل في السيطرة على سكر الدم وخفض قيم الخضاب الغلوكوزي A1C، وبسبب هذه النتائج المتضاربة؛ لا يُقترح الطب البديل كوسيلة علاجية للداء السكري.

إذا قرّرت أن تجرّب الطب البديل لا تتوقف عن تناول الأدوية التي وصفها الطبيب، وتأكّد من أن تناقش استخدام أي من هذه العلاجات مع طبيبك لتتأكّد من عدم تعرضك لأي أثر ضار أو حدوث تداخل مع الأدوية التي تأخذها.

طرق الوقاية من مرض السكر

عندما يتعلق الأمر بالداء السكري نمط 2 -النمط الأكثر شيوعاً من الداء السكري؛ عليك أن تعطي الوقاية من السكري أوليّة كبرى خصوصاً عند امتلاكك واحداً أو أكثر من عوامل الخطر للإصابة بالسكري نمط 2 مثل الوزن الزائد أو وجود قصّة عائليّة للمرض.

لم يفت الأوان لبدئك بالقليل من التغييرات البسيطة على نمط حياتك مثل تناول الطعام الصحي وزيادة نشاطك البدني وإنقاص وزنك عدّة كيلوغرامات.

ستساعدك هذه الخطوات البسيطة على تجنب اختلاطات صحيّة خطيرة قد يسبّبها الداء السكري لك في المستقبل إذا ما أُصبت به كضرر أعصابك وعينيك وقلبك وكليتيك، فيما يلي بعض النصائح التي تقدّمها الجمعيّة الأميركية للسكري للوقاية من هذا المرض:

زد من نشاطك البدني

يوجد العديد من فوائد القيام بالتمارين الرياضيّة بشكل منتظم كمساعدتك على:

  • خسارة بعض الوزن.
  • إنقاص السكر في الدم.
  • زيادة حساسيّة مستقبلات الأنسولين، ما يدعم من استقرار سكر الدم ضمن المجال المقبول.

تناول الكثير من الألياف

قد يكون الأمر صعباً وغير محبّب للأغلبيّة، لكنّه مفيد للغاية، فهو جيد في:

  • تخفيض خطر إصابتك بالداء السكري عبر إنقاص قيم سكر الدم.
  • تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • تخفيض الوزن، فالألياف تعطيك شعوراً بالامتلاء والشبع.

فالفواكه والخضروات والفاصولياء والحبوب الكاملة والمسكرات ذات محتوى عالي من الألياف.

تناول الحبوب الكاملة

من غير المعروف حتى الآن السبب الكامن وراء الفائدة التي تقدمها الحبوب الكاملة في تخفيض خطر إصابتك بالداء السكري ومساعدتك على ضبط قيم السكر، حاول أن تجعل نصف طبقك على الأقل من الحبوب الكاملة.

حافظ على وزن صحي

كلّما خسرت كيلوغراماً من وزنك الزائد كلّما تحسّنت صحتك، ستتفاجأ بالكم الهائل من التحسن الذي ستلقاه، ففي إحدى التجارب التي أُجريت على مجموعة كبيرة من الأشخاص انخفض خطر إصابتهم بالداء السكري بنحو 60% بعد فقدانهم عدة كيلوغرامات-حوالي 7%من وزنهم- بالتزامن مع قيامهم بالتمارين الرياضيّة بشكل منتظم.

تجنّب الحميات الرائجة، فقط اجعل خياراتك صحيّة

الحميات ناقصة الكربوهيدرات، والحميات ناقصة السكر، وغيرها من الحميات الرائجة قد تساعدك على خسارة بعض الوزن في البداية، لكن لا يزال هناك بعض الجدل عن إذا ما كانت فعّالة في الوقاية من الداء السكري مع عدم وجود تأثيرات مفيدة لها على الأمد الطويل.

فعندما تقوم بالاستغناء عن مجموعة طعاميّة كاملة كالنشويات أو غيرها قد تخسر فرصة الاستفادة من المغذيات الموجودة فيها، بدلاً من ذلك حاول أن تضيف وجبات غذائية متنوعة ومضبوطة إلى مخطط الطعام الصحي الذي تتبعه.

نذكر بأن الداء السكري نمط 2 مرض مزمن ولا يوجد علاج جذري له، وفي هذا الوقت الذي قرأت به المقال هناك المئات من الأطباء الذين يعملون على إيجاد أدوية أكثر جودة وحلول أفضل لهذا المرض وربّما يتوصلون لحل نهائي.

لكن حتى ذلك الوقت التزم بأدويتك وبنظام غذائي صحي وواظب على التمارين الرياضيّة، فقليل من الجهد يوفّر عليك كثيراً من الألم والضرر الذي ينجم عن اختلاطات المرض إذا ما حصلت.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار