أثر المشروبات الغازية على الأسنان

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 01 مارس 2023
أثر المشروبات الغازية على الأسنان

من منا لا يستمتع بتناول المشروبات الغازية أو لا تنعشه، خصوصاً في الأيام الحارة؟ في الحقيقة هذه المشروبات تخفي خلف هذا الطعم الرائع اللذيذ ما هو أكثر من ذلك، حيث إن الكثيرين قد سمعوا أو قرأوا عن ضررها على الصحة؛ خصوصاً كونها تحتوي كميات كبيرة جداً من السكر، لكن ماذا عن ضررها الكبير على الأسنان؟ ذلك ما نجيب عنه في هذا المقال.

ما هو المشروب الغازي وما مكوناته

نستطيع القول بأن أي مشروب يحتوي على الغازات هو بطبيعة الحال مشروب غازي، فيما يبقى الاختلاف الأساسي بين أنواعها وشركاتها المصنعة والمنكهات التي تضاف إليها، وفيما عدا ذلك لا يوجد أي فارق جوهري في صناعتها أو تركيبها.

ويتركب أي مشروب غازي من المكونات الآتية: [1]

  • الماء العادي.
  • السكر (تعادل الكمية 10 ملاعق سكر كبيرة لكل 330 مل من المشروبات الغازية)، وتستبدله بعض الشركات بمحليات صناعية أخرى.
  • الأحماض مثل حمض الستريك.
  • منكهات وملونات.
  • الكافيين.
  • ثنائي أكسيد الكربون (وهو المركب الذي يعطي هذه المشروبات الغاز الذي نشاهده يتصاعد من أسفل الكأس).

أضرار المشروبات الغازية على صحة الجسم

  • في البداية يجب الإشارة إلى نقطة مهمة جداً، وهي أن المشروبات الغازية خالية إلى حد كبير من القيمة الغذائية، فلا يوجد بها بروتينات أو معادن أو فيتامينات، فقط كميات كبيرة من السكر والكافيين.
  • بناءً عليه يجب القول إن هذه المشروبات تحتوي على سعرات حرارية (بالإنجليزية: Calories) بكميات كبيرة جداً دون أي قيمة غذائية، مما يتطلب الكثير من الجهد لحرق كل هذه الطاقة، وهو غالباً ما لا يحدث نظراً لقلة النشاط الحركي لدى الكثيرين، مما يجعل المشروبات الغازية من أهم مسببات السمنة.
  • للمشروبات الغازية تأثير سلبي على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، بسبب احتوائها على حامضي الفوسفوريك والستريك اللذين يتحدان مع الكالسيوم الموجود في غذاء الإنسان ليصبح من المستحيل امتصاصه من قبل الأمعاء، وهذا بدوره قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الناتجة عن نقص الكالسيوم التي يأتي في مقدمتها ترقق العظام.
  • نقص الحديد الذي يسببه التناول المفرط للمشروبات الغازية، وما يحمله ذلك من عواقب وأمراض مثل: فقر الدم بعوز الحديد، وذلك يحدث نتيجة احتوائها على كميات كبيرة من الكافيين الذي يتحد مع الحديد ليشكل مادة يصعب امتصاصها من قبل الأمعاء.
  • بالإضافة لذلك ضرر المشروبات الغازية على عمل المعدة بسبب تأثيرها السلبي على خمائر المعدة (الأثر السلبي لغاز ثنائي أكسيد الكربون)؛ مما يؤدي لعسر هضم في كثير من الحالات، بخلاف ما يعتقد البعض أنه مشروب يساعد على الهضم إذا شُرب أثناء تناول الطعام. [2]

الخطر الحقيقي للمشروب الغازي على الأسنان

  • بعد حديثنا عن الأضرار التي تلحقها المشروبات الغازية بالجسم، ليس من المستبعد أنها أيضاً ضارة لأول جزء يستقبلها قبل أن تدخل المعدة، ونقصد الفم والأسنان.
  • تحتوي المشروبات الغازية بشكل أساسي على عنصرين يضران بصحة الأسنان والفم عموماً، وهما حامض الفوسفوريك والستريك، وأيضاً الكمية العالية من السكر.
  • إذا اعتبرنا أن المكون الأساسي لميناء الأسنان هو الكالسيوم، فأثر الأحماض عليه سيكون كبيراً جداً وسيؤدي إلى تآكله (بالإنجليزية: Erosion) مع تناول هذه المواد بشكل متكرر، أضف إلى ذلك كون هذه الأحماض مواد مهيجة (بالإنجليزية: Irritate) للنسج الفموية من لسان ولثة وباطن الخدود وغيرها، مما قد يسبب التهابها.
  • بالنسبة للسكريات، فتأثيرها سيئ على صحة الإنسان، وكونها مسببة لنخور الأسنان ليس خافياً على أحد، إذ تقوم الجراثيم الموجودة في الفم باستهلاكها، وتحويلها إلى أحماض تضر بدورها بصحة الأسنان.
  • من جهة أخرى، يجب الوضع في عين الاعتبار احتواء المشروبات الغازية على ملونات عديدة، بالرغم من كونها ملونات غذائية، لكن هذا لا يعني أنها لا تؤثر على لون الأسنان مسببة تصبغها واصفرارها. [1]

هل يمكن للمشروبات الغازية إذابة الأسنان بالفعل

لربما سمع الكثيرون بمثل هذه الأقاويل، أو شاهدوا مقاطع فيديو تدعي بأن المشروبات الغازية قادرة على حل أو إذابة سنٍ تماماً، إذا ما تُرك مغموراً بكأس مليء بالمشروب طوال الليل.

إن الجواب على هذا السؤال هو بالطبع لا، فبالرغم من احتواء هذه المشروبات على كميات كبيرة من الأحماض إلا أنها غير قادرة على فعل ذلك فبنية السن أقوى من ذلك بكثير.

إضافة إلى ذلك أنه يحتوي على مواد أخرى غير الكالسيوم تساعد في البقاء متماسكاً، إنما الخوف الحقيقي هو من تكرار تناول هذه المشروبات بشكل كبير وعلى المدى الطويل. [3]

خطر المشروبات الغازية على أسنان الأطفال

نقصد هنا أن الاستهلاك المتزايد لهذه المشروبات بات يشكل تهديداً حقيقياً لصحة الفم والأسنان لدى المجتمع بشكل عام، وخصوصاً لدى الأطفال والذين يبدؤون للأسف باستهلاك هذه المشروبات في عمر مبكر.

لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار إطلاق حملات توعية حقيقية حول مخاطر الإكثار من تناول هذه المشروبات، حيث ثبت أنها مسبب حقيقي للنخور السنية وأمراض اللثة، كما أنها تزيد من احتمالية حدوث ذلك، إلى جانب سوء العناية بصحة الفم والأسنان إلى أضعاف. [3]

طرق الوقاية من أضرار المشروبات الغازية

  • بالطبع الخيار الأول هو أن تتوقف تماماً عن تناول المشروبات الغازية، وفيما يجد الكثيرون هذا أمراً صعباً أو مستحيلاً عليهم، حاول أنت على الأقل تخفيف تناولها وحدّه بشكل كبير.
  • استخدم القشة (بالإنجليزية: Straw) لشفط الشراب، إذ إنها تساعد كثيراً في منع التلامس المباشر بين المشروب والأسنان، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأسنان الأمامية.
  • اشرب بسرعة! كلما قل زمن تعرض أسنانك لهذه المشروبات، كان ذلك أفضل.
  • اغسل فمك بالماء بعد أن تنتهي، إذ إنه من شأن ذلك أن يزيل معظم السكريات والأحماض العالقة بين أسنانك، ويعادل حموضة الوسط الفموي (PH).
  • قد يكون تناول المشروبات الخالية من السكر تلك المستخدمة في الحميات الغذائية أقل ضرراً من غيرها، نظراً لعدم احتوائها على أية سكريات. [2]

ختاماً، بقي أن نقول بأنه ليس مطلوباً من أحد أن يمنع نفسه تماماً عن تناول المشروبات الغازية، بل يكفي أن يعي ضررها وأن يفكر جدياً في حد تناوله لها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأولئك الذين يشربونها بكثرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار