حافظ علي علي: جائزة " IWC " للمخرجين تدعم صناعة السينما

و"البحث عن دانة النجوم" مغامرة شرقية بطابع عالمي

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 آخر تحديث: الأربعاء، 23 نوفمبر 2016
حافظ علي علي:  جائزة " IWC " للمخرجين تدعم صناعة السينما

مرشحاً لجائزة "آي دبليو سي للمخرجين" في مهرجان دبي السينمائي 

"البحث عن دانة النجوم" مغامرة شرقية بطابع عالمي

قبل أكثر من أربع سنوات، بدأ المخرج القطري حافظ علي علي العملَ على فكرة فيلم رسوم متحركة، يحمل طابعاً عالمياً، وفي الوقت عينه ينقل صورةً شرقيةً من التراث القطري، حين كان صيد اللؤلؤ أبرزَ تجارة في الخليج؛ فكانت فكرة فيلم "البحث عن دانة النجوم"، على نحو تبدو فيه حكايةُ العمل جزءاً من خلاصة الماضي، ولكن بأسلوب المغامرة والتشويق، وبحبكة ذكية تجعل لكلّ ثانية في الفيلم قيمتها، حين تشدّ المتابع وتحرّك حواسه وأفكاره.

مرَّت الحكاية بتعديلات مختلفة، لتصل إلى النسخة الجاهزة، تزامناً مع إطلاق مسابقة "آي دبليو سي للمخرجين". وبعد اطلاع النقاد والخبراء على النص، تمَّ ترشيح نصّ "البحث عن دانة النجوم" ليكون واحداً من ثلاثة نصوص ستدخل المسابقة في مهرجان دبي السينمائي الثالث عشر.

يمتلك المخرج حافظ علي علي الأدوات التي تجعله قادراً على ابتكار أفلامه بطريقةٍ يمكن القول إنها مذهلة؛ إذ لا يمتلك عين المخرج الثاقبة فحسب، بل في جعبته تجربةٌ سينمائية ومسرحية وتلفزيونية اكتسبها من خبرته أولاً، ومن خلال الدراسة الأكاديمية ثانياً، عندما حصل على بعثة لدراسة التقنيات المسرحية في الولايات المتحدة وتخرّج بتقدير امتياز، وعندما حصل على بعثة دراسية لنيل درجة الماجستير في الإخراج التلفزيوني والسينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية أضافت له معارف جديدة، مستفيداً من خبرات الآخرين في صناعة السينما. وكان المخرج حافظ علي عملَ في قسم الإخراج في تلفزيون قطر وقام بإخراج عدد من البرامج، كما أنَّ له عدداً من الأفلام الروائية هي: "لك وحدك"، و"أنا في المنزل"، و"سائق الأجرة"، و"قرنقعوه". 

حاز حافظ علي جائزةَ الإخراج المتميّز، كما حصل فيلم "عودة المها" على أفضل فيلم وثائقي في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس 2007، والآن يتحضّر للمشاركة في مسابقة فيلم "البحث عن دانة النجوم" المرشح للفوز بجائزة "آي دبليو سي للمخرجين" التي ستنطلق فعالياتها في ديسمبر المقبل.

"ليالينا" التقت المخرج حافظ علي علي، وكان الحوار التالي:

 ما الذي دفعك إلى التفكير في إخراج فيلم رسوم متحركة؟

بعد العمل على العديد من الأفلام الوثائقية والتلفزيونية، كانت لديّ الرغبة في دخول مجال إخراج الأفلام الروائية للطفل عن طريق التحريك، وأن يحمل الفيلم طابع العالمية، وكان فيلم "البحث عن دانة النجوم".

كيف تمَّ ترشيحك لجائزة "آي دبليو سي للمخرجين"؟

 بعد أن تبلورت فكرة الفيلم حصلت العام الماضي، ومن خلال المشاركة في مهرجان قمرة، على دعم التمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام. وخلال المهرجان، قمنا بجلسات حوار ونقد للنص مع عدد من الخبراء والمحكمين، الذين كانت ردود أفعالهم إيجابية اتجاه فكرة الفيلم والنص. ومن خلال المحكمين انتشرت فكرة أنَّ هناك نصاً جيداً جاهزاً بفكرة معينة، ومن ثم تمَّ التواصل معي من قبل القائمين على المهرجان، وطلب مني إرسال النص للبحث في مدى إمكانية ترشيحه إلى جائزة "آي دبليو سي للمخرجين"، وهي جائزة يقدّمها مهرجان دبي السينمائي، لدعم صناعة السينما في منطقة الخليج، والمساهمة في تطوير صناعة الأفلام العربية. وبعد إرساله تمَّ التواصل معي مجدداً وأخبروني أنَّ المشروع تمَّ ترشيحه إلى الجائزة لاستحقاقه ذلك، وكنت سعيداً لأنَّ الفيلم لاقى استحسان الخبراء الذين يمتلكون القدرة على تمييز النص الجيد، وأسعدني أنه بات بالإمكان أن يرى الفيلم النور؛ ما أعطاني دافعاً أكبر للسير في المشروع.

ما هي المراحل التي مرّت بها الفكرة قبل أن تصبح نصاً سينمائياً جاهزاً؟

بدأت بالفكرة الرئيسة التي تدور حول حكاية والد وابنه يواجهان الصعوبات للوصول إلى أكبر جوهرة في العالم، وقمت مع الكاتب دايفيد إبروموفيتش بالعمل على سيناريو الفيلم، وبعد عامين من العمل وعدة مسودات تبلورت الفكرة التي عُرضت على عدد من الخبراء في النصوص السينمائية، حيث أحبوا الفكرة المستوحاة عن صيد اللؤلؤ وقدَّموا لي بعض النصائح؛ ما دفعني إلى عمل بعض التعديلات في النص. وقمت فعلاً بإجراء تعديل على الفكرة، ليكون البطلُ فتىً في السابعة عشرة من عمره، وهو غوّاص لؤلؤ من الدوحة يكتشف خريطةً إلى دانة النجوم (أثمن حجرٍ كريم على سطح الأرض)، فيبحر مع ثلاثة من أصدقائه بحثاً عنها، حيث يواجهون على طول الطريق صعوبات عدة ويخوضون مغامرة قوية تتحدَّى مهاراتهم. وتمَّ التعاون مع كاتب آخر لكتابة السيناريو، وأصبح النص جاهزاً بعد معالجته، حيث استغرق نحو ثلاث سنوات. ومن خلال حصوله على دعم التمويل من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام، نعمل الآن على قطع دعائي تسويقي للفيلم مدته دقيقتان، ليرى الناس ماهية روح الفيلم والخطة التسويقية والتوزيع، وهو إنتاج مشترك بين قطر ودول أوروبية. وإن فاز النصّ بجائزة آي دبليو سي للمخرجين سيستطيع الفيلم كاملاً أن يرى النور ويُعرض للناس وأن يترجم إلى العديد من اللغات.

في رأيك ما أهمية تنفيذ الفكرة بطريقة صحيحة بعد انتهاء النص؟

لا تقلّ أهمية تنفيذها عن الفكرة بحدّ ذاتها، بل يجب أن تكون انعكاساً حقيقياً للنصّ، وهو ما دفعني إلى السفر والبحث عن أفضل الشركات التي تستطيع نقل الروح الموجودة في الفيلم  بطريقته الفكاهية، وبما يحمله من مغامرة.

هل ينتمي الفيلم إلى طابع الأفلام الفكاهية إذاً؟

 أفلام الرسوم المتحركة "الأنيميشن" يجب أن تحمل طابع المغامرة والفكاهة والآكشن والحزن في آن معاً، فتخاطب خلجات المتابع وأحاسيسه وتجذب المشاهدين من جميع الفئات العمرية خلال مدة عرضه التي تصل إلى ساعتين، وفي النهاية يجب أن نستخلص العبرة ونستفيد من النهاية أو المقولة التي نسعى إلى إيصالها من خلال مغامرة الشخصية الرئيسة.

وإن تمَّ إنتاج الحكاية كما ذكرنا سيترجم الفيلم إلى عدة لغات، ولاسيما أنَّ الحكاية تنتمي إلى أكثر من بيئة، من خلال تنقّل الشخصية الرئيسة عبر الدول والمحيطات بقالب الإثارة والتشويق.

ما أهمية مشاركة فيلم قطري في المسابقة، ومن خلال فيلم رسوم متحركة لأول مرة؟

هناك فقر في السينما، فيما يخصّ الأفلام الجماهيرية التي تحصل على قبول عالمي، لذا من المهم أن يحظى فيلمٌ عربي بفرصة المشاركة في مهرجانات عالمية، وأن تتابعه فئات عمرية مختلفة؛ ما سوف يسهم في نشر جزء من التاريخ العربي يتمثّل في صيد اللؤلؤ في قطر، إذ تنطلق الرحلة منها.. وسوف تكون نقطة تحوّل إذا ما استطعنا ذلك.

حافظ علي علي:  جائزة " IWC " للمخرجين تدعم صناعة السينما

 كيف نصنع فيلماً عالمياً دون أن يكون محصوراً ببيئة معينة؟

من خلال الإنتاج المشترك مع عدة دول؛ فالسينما لغة عالمية، كما أنَّ كل ثانية في الفيلم محسوبة ويجب مراعاتها لتقدّم شيئاً مهماً.

 ما الذي يميّز فيلم التحريك عن غيره؟

كلُّ لحظة في الفيلم محسوبة ويجب عملها بدقة؛ إذ لا يمكن إعادة المشاهد هنا، وبالتالي يأخذ الأمر وقتاً أطول في تطوير النص وتطبيقه.

 يعتمد الفيلم الوثائقي على الأرشيف والواقع، فما هي نسبة الخطأ في عرض وجهة نظر معينة؟

في الأفلام الوثائقية من الجيّد عرض أكثر من وجهة نظر؛ فالتباين يشكّل أمراً إيجابياً يمنحه الصدقية. فنحن هنا لسنا أحاديي الفكرة، والهدف ليس توجيه المتابع إلى فكر معين، وإنما طرح الفكرة كما هي. ويبقى الحصول على المواد الأرشيفية صعباً؛ فمن الصعب إقناع الأشخاص أحياناً في قول شيء ما أو التكلم عن موضوع معين. ويبقى هناك من يتفهم طلبنا ويتقبّل ذلك، من خلال الثقة بيننا وبينهم؛ فهي أهمّ شيء يدفع شخصاً ما إلى قول كلمته، وهي سبب نجاح الفيلم الوثائقي. 

ما هي أصعب لحظة مهنية مرّت في حياتك؟

كانت في أمريكا إذ واجهتنا صعوبات كثيرة، من خلال محاولة الحصول على تصريح التصوير، حيث يتمّ دفع مبالغ عليه، ومن ثم مبالغ أخرى على المكان الذي سيتمّ التصوير فيه، وبالتالي كل لحظة محسوبة علينا، وعلينا أن نلتزم بالوقت في كلّ لحظة وندخل خلال ذلك في دوامة سباق الوقت واستغلال كل دقيقة ولحظة. ولكن كان لهذه الصعوبة جانب إيجابي؛ إذ دعمت لدينا حبَّ التنظيم واستغلال الوقت والدقة ومراعاة كل لحظة.

إذاً ما هي أجمل لحظة؟

 حين يتمّ عرض الفيلم بعد الجهد والتعب، ونجد ردود فعل إيجابية تُشعرك بالفخر، ولاسيما عندما تكون صادرة عن أشخاص تعرّفوا للتوّ إلى ثقافتك وحياتك من خلال الفيلم، وحين نستطيع بالتالي نقل رسالة معينة من خلاله.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

نعمل على نصّ فيلم روائي طويل "جينات الحب" مع مؤسسة الدوحة للأفلام، وإننا على وشك الانتهاء. وهو فيلم له علاقة بتبادل الثقافات والحضارات بأسلوب روائي جميل يتكلّم أكثر من لغة. الفيلم ذو طابع اجتماعي درامي يروي حكاية شخصين من إقليمين مختلفين (قطر وأمريكا)، وتقوم الشخصيتان بالبحث عن بعضهما، وسط ظروف صعبة فيها المغامرة والتوهان والمسامحة.

ما أهمية جائزة "آي دبليو سي" في صناعة السينما؟

خطوة جديدة ومهمة أن تحصل على شركات تدعم صناعة السينما وتخصّص لها مبالغ لدعم الإنتاج السينمائي، كما أنها سوف تشجع الشركات الأخرى والجهات المعنية للالتفات إلى السينما. فهناك مؤسسات تدعم الأفلام، ولكن ليس بشكل كلي، وربما بمستوى معين فقط، والسينما بحاجة إلى دعم كامل.

حافظ علي علي:  جائزة " IWC " للمخرجين تدعم صناعة السينما

 بدأت من التمثيل، هل يمكن أن تعود إليه؟

أعتبر التمثيل جزءاً من الخبرات التراكمية التي استفدت منها لاحقاً؛ إذ يمكن التعامل بصفتي مخرجاً مع الممثل وأنا متفهم طريقة تفكيره وردود أفعاله، وأستطيع أن أدير الحوار معه للوصول إلى أفضل النتائج. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفنون الأخرى التي عملت فيها ومنحتني الخبرة، كالعمل في المجال التلفزيوني وغيره. يجب أن تكون متمرّساً في كل جوانب الفنون، لتكون مخرجاً جيداً.

 ما الذي تقوله إلى جيل الشباب؟

التكنولوجيا اليوم تساعدكم كثيراً، وتتوفر لديكم جميع الأدوات التي تحتاجون إليها في صناعة السينما. لذا أشجع كلّ من يمتلك الموهبة والرغبة في أن يدخل هذا المجال ويستغلّ الفرصة ليكون جزءاً من صناعة السينما العربية؛ فالسينما باتت جزءاً من حياة الناس، وهي ثقافة وفن، ومن الرائع أن نكون جزءاً من صناعة هذه الثقافة بكلّ أشكالها كتابةً وإخراجاً.

ما هي الأفلام التي تحبّ مشاهدتها شخصياً؟

أحبّ الأفلام التي تحمل قصة غير اعتيادية، ينقلها المخرج بطريقة سلسة، ولاسيما تلك الدرامية المحبوكة بطريقة مميزة.

 ما الذي تعنيه لك الكلمات التالية:

الحبّ: الوالدان.

قطر: العالم كله.

الكاميرا: الرؤية. 

الخوف: الحذر.

الفوز: النجاح.

الشهرة: وسيلة وليست هدفاً.

الكتاب: معرفة.

حافظ علي علي:  جائزة " IWC " للمخرجين تدعم صناعة السينما

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار