المخرجة القطرية "حصّة المير": طموحي لا حدود له لكنني بحاجة إلى دعم كبير

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 أبريل 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
المخرجة القطرية "حصّة المير": طموحي لا حدود له لكنني بحاجة إلى دعم كبير

منهم من اختار القلم كي يكتب سطوراً عن رحلة الحياة، ومنهم من اختار الريشة والألوان كي يرسم تفاصيل محطاتها، ولكنها اختارت عدسة الكاميرا كي تجسّد لحظات مهمة كي لا تمرّ مرور الكرام..

"حصّة المير" مخرجة قطرية للحديث معها معنى آخر كما للنجاح الذي حققته، "ليالينا" كان لها وقفة في محطات "المير" العملية والعائلية والتي تعمل حالياً كمخرجة أفلام وثائقية في قناة الدوري والكأس...

يقال "الصحافة مهنة البحث عن المتاعب" لماذا اخترت دراسة هذا القسم، وهل تعتبرين أنّ هذه المقولة صحيحة في مسيرتك العملية؟

يمكن إسقاط هذه المقولة على الصحافة السياسية، فهي مليئة بالمخاطر وتفرض على الصحفي خطوطاً حمراء كثيرة، ولكنّ في مجال عملي كمخرجة أفلام وثائقية فإنني بعيدة كلّ البعد عن هذه المصاعب فعملي يتطلّب حسّ إبداعي وذوق وهو يعتمد على الصورة أكثر من اعتماده على الكلمة.

ولكن لا يخلو هذا العمل من مواقف تستدعي المخرج بأن يكون على قدر كبير من المسؤولية وأن يتمتع بمهارات قيادية خاصّة أنه مسؤول عن فريق عمل كامل يجب عليه تحفيزهم وإقناعهم بفكرته كي ينجح لأنّ سر نجاح العمل الوثائقي يكمن في العمل الجماعي.

ما هي أقرب المواضيع إليك في المجال الوثائقي؟

تجذبني المواضيع السياحية وخاصة تلك التي تبرز العادات والتقاليد القطرية، وأميل أيضاً إلى المواضيع ذات الطابع الإنساني ولي عمل في هذا المجال بالقريب العاجل.

هل هناك موضوع محدد تجدين أنّه من الضرورة تسليط الضوء عليه؟

نعم هناك مواضيع كتيرة ومختلفة، وخاصة الإنسانية منها، على سبيل المثال يجب تسليط الضوء على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من التوحد لدمجهم في المجتمع ويجب ألا ننظر نحوهم نظرة شفقة فكلّ إنسان فينا لديه نقطة ضعف وجميعنا نعاني من نقص ما.

هل شاركت في مهرجانات سينمائية؟

شاركت في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية، وتقدّمت إليه بفيلم "زمان أول" وهو كان مشروع تخرجي من الجامعة، لاقى صدى كبير في المهرجان لعدة أسباب أهمها كونه أول فيلم صامت يشارك في المهرجان يتحدّث عن حياة المرأة القطرية في الماضي ويعتمد على الموسيقا والمؤثرات الصوتية، ومن بين 500 فيلم مشارك كان فيلمي ضمن قائمة أفضل عشر أفلام.

كيف تقيّمين وضع قطر على خارطة الأفلام الوثائقية العربية؟

هناك ضعف كبير في مجال الأفلام الوثائقية القطرية، وبإمكاننا القول أنه شبه معدوم فعلى سبيل المثال لا توجد أفلام تتحدّث عن قطر من الجانب السياحي،

فالمخرجون القطريون بحاجة لدعم مادي ولجمعية أو مؤسسة تجمعهم تحت سقفها.

وهنا أرغب في الإشارة إلى نقطة مهمة جداً وسلبية في مجال الأفلام الوثائقية القطرية،وهي اللجوء إلى كوادر أجنبية لإنجاز أفلام أو إعلانات عن قطر الأمر الذي ينعكس على العمل وخاصة في المجال التراثي لأنه يتم تقديم العمل بروح غير قطرية.

بالنسبة لعملك في قناة الدوري والكأس في المجال الرياضي ألم تواجهي صعوبة كونك أنثى في هذا المجال؟

واجهت صعوبة كبيرة وخاصّة أنني كنت أول فتاة قطرية تدخل مجال الإخراج الرياضي، بعدما تخرجت من الجامعة صممت على العمل كمخرجة ولكن الأبواب أوصدت بوجهي، تلفزيون قطر عرضوا علي العمل كمذيعة أما قناة الجزيرة وافقت على عملي معها لكن كصحفية، فمن وجهة نظرهم يجب أن يتدرج الصحفي قبل العمل في مجال الإخراج.

ولكنني لم أشعر باليأس وسعيت لتحقيق حلمي تقدّمت إلى قناة الدوري والكأس، وافق المدير على إعطائي فرصة لإثبات نفسي كمخرجة من خلال إنجاز 15 فيلم وثائقي عن شخصيات رياضية مشاركة في بطولة كأس الخليج بمهلة لا تتجاوز الشهرين، سارعت بالعمل وأنهيت خلال شهر واحد 12 فيلماً نالت إعجاب المدير ووقعت العقد مع القناة التي بدأت العمل فيها منذ 2008 حتى اليوم.

ماذا يعني لك عملك كأول مخرجة في المجال الرياضي؟

العمل الرياضي هو عمل للرجال، وعندما بدأت العمل فيه كنت الفتاة الوحيدة والأصغر سناً أمام خبرات كبيرة ومهمة في هذا المجال، واجهت تحديات كبيرة وإزعاجات مختلفة لكنني شخص أملك إرادة وتصميم كبيرين ولا أتيح المجال لأي عوائق تبعدني عن تحقيق هدفي.

ما هي خصوصية الأفلام الوثائقية الرياضية؟

الأفلام الوثائقية الرياضية ذات طابع وشكل واحد ويكمن الإبداع فيها من خلال تاريخ الشخصية، لذلك على المخرج قبل البدء بالتصوير الحصول على أرشيف الشخصية بتفاصيلها.

يجب على المخرج استيعاب الشخصية قبل التصوير كي يتمكن من إخراج ما بداخلها، فمهمة العمل الوثائقي هي تقديم الجديد.

من خلال تجربتك ما هي معايير نجاح الفيلم الوثائقي؟

يجب أن يكون للفيلم فكرة ومضمون وهدف ورسالة، وأن يتخصص في مجال معين لكي يؤثر بالآخرين وينال قبولهم.

كم للدراسة والدورات التدريبية دور في العمل الإخراجي؟

لها دور مهمّ جداً ولا غنى عنه، حيث يجب أن يلمّ المخرج بكافة الجوانب الإخراجية مع مبدأ التخصص، فأنا كمخرجة أستطيع اكتشاف الأخطاء الإخراجية ومعرفة أنّ من يقوم بالعمل ليس متخصصاً بالإخراج.

إلى أين يأخذك طموحك في هذا المجال؟

طموحي لا حدود له لكنني بحاجة إلى دعم كبير، حيث أشعر أنني مقيدة على الرغم من الطاقات الكبيرة التي أملكها والتي تمكنني من إنجاز فيلم أنافس فيه عربياً وعالمياً، ولكنني بحاجة إلى تلك الفرصة.

لدي عتب كبير على الدولة لعدم اهتمامها بالكوادر الإعلامية القطرية، والعتب الثاني لوجود أشخاص بعيدين كلّ البعد عن المجال الإعلامي وهي تتبوأ اليوم مراكز قيادية في مؤسسات إعلامية قطرية مهمة، هذا الأمر يحزنني لأنه يؤثر  سلبياً على صورة المؤسسة التي تمثل قطر.

وهنا أذكر تلفزيون قطر الذي انعكس التطوير الذي قام به مؤخراً بشكل سلبي ولم يقدّم ما كنا ننتظره منه، فخسر جمهوره من كبار السن الذين كان لهم ولاء وتعلق كبيرين في برامجه المختلفة، فلم نعرف لمن يتوجه اليوم بعدما خسر فئة كبار السن وفئة المثقفين وحتى فئة المراهقين، وكلّ ذلك من وجهة نظري يعود لعدم وجود أشخاص مؤهلين لاستلام الإدارة واتخاذ القرارات الإعلامية، على الرغم من وجود كوادر إعلامية قطرية تستحق ذلك.

 تلفزيون قطر لم يقدّم الدعم للقطريين، على الرغم أنه ظاهرياً يدّعي ذلك ولكن على أرض الواقع من يعمل في القناة هم من غير قطريين وليسوا من أهل التخصص.

لكل مخرج بصمة تميّزه عن غيره، ما هي بصمتك وأسلوبك؟

أفلامي كشخصيتي تماماً تدخل إلى القلب كما يصفها الآخرون، فهي من النمط الخفيف التي تدخل القلب مباشرة حيث يمكنني وصفها بأنها من النوع "السهل الممتنع".

إنّ الوصول إلى العالمية هو هاجس لدى الكثيرين، هل ينطبق هذا الأمر عليك؟

أمنيتي الوصول إلى العالمية وهو أمر يحلم به أي إنسان، أحلم بالوصول إلى القمّة سواء أكان ذلك في المستقبل القريب أم البعيد، حتى تفتخر بلادي بإنجازاتي.

أنت والعائلة..

إن خيّرت بإنجاز فيلم وثائقي عن أحد أفراد عائلتك من تختارين؟

سأختار والدي، فهو رجل أعمال يعمل في مجال السجاد وهو أمر لطالما اشتهرت به عائلة "المير"، يمتاز والدي بشخصيته الدبلوماسية، طيب، يتمتع بأخلاق عالية، محبوب، مؤمن، من يجلس معه لا يملّ حديثه، مستمع جيد، يراعي مشاعر الناس لا يجرح أحد، حتى عندما يشعر بالحزن لا يدع من حوله يشعرون بذلك، لذلك لاشك أنني سأختاره لإنجاز فيلم وثائقي عنه.

من هو- هي قدوتك في العائلة؟

والدي ووالدتي، وجميع أخواتي وإخوتي حيث قدّم الجميع لي دعماً كبيراً، ما جعلني أعيش بسلام داخلي وخارجي انعكس على عطائي في العمل.

عادةّ، عندما تشعرين بالضيق لمن تلجئين؟

ألجأ لأختي فهي صديقتي وهي الشخص الوحيد الذي بإمكاني البكاء أمامها وخاصة أنّ دموعي غالية جداً نادراً ما أذرفها.

كم لمظهر السيدة دور في عملها؟

مظهرها أمر هام فالمرأة يجب أن تهتم بأنوثتها، ويجب أن تكون جميلة بعيون نفسها وبعيون الجميع.

اليوم ظهرت على الساحة القطرية مصممات أزياء كثيرات، من يصمم لك عباءاتك؟

أختي نادية فهي مصممة أزياء، وهي التي تختار عباءاتي وتصممها لي.

بكلمات:

من أكثر شخص قدّم لك الدعم؟

في البداية التوفيق هو من الله سبحانه وتعالى، ومن ثمّ إرادتي وتصميمي.

ما هي أكثر اللحظات نجاحاً مررت بها؟

أول فيلم وثائقي أنجزته وهو مشروع التخرج، حيث كانت أول لحظة نجاح لي في مجال عملي، كل فيلم أنجزته عشت لحظة نجاح مميزة وآخرها فيلم "العساس".

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار