روزان الشاعر: حدودي السماء

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 يناير 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
روزان الشاعر: حدودي السماء
مهما عبّرنا بالكلمات فلن نفي حق روزان الشاعر التي تتميَّز بشخصية استثنائية جعلتها اليوم واحدة من أبرز سيدات المجتمع. هي امرأة تتّسم بالبساطة وعملية بامتياز ومن الأشخاص الذين يؤمنون بأنَّ النوعية هي التي تجعل المرء ناجحاً وليس كميّة الوقت التي يمضيها في العمل. هي إيجابية الى أبعد الحدود، وتمتلك القدرة على تحدّي أي مشكلة تعترضها بمجرد البحث عن الجانب المشرق من هذه المشكلة. روزان الشاعر صاحبة وكالة " Muse Advertising Agency" وصاحبة الابتسامة الدائمة ها هي ضيفة عزيزة على غلاف مجلة ليالينا في هذا الحوار. 
 
 
أخبرينا عن وكالة " Muse" وكيف تطوَّرت مع مرور السنوات؟ 
هي وكالة تختص بكل ما له علاقة بصناعة الإعلانات بمختلف فئاتها، بدءاً من ابتكار الشعارات الى بطاقات العمل والإعلانات المصوَّرة، فضلاً عن تنظيم الحفلات الضخمة، وغيرها من الأمور التي لها صلة بعالم الإعلانات بحيث نهتم بكل التفاصيل. هذا وبالنسبة لزبائننا فنتعاون معهم بناء على عقد سنوي، وتكون مهمتنا الأساسية تولّي كل مشاريعهم المرتبطة بالإعلانات والتسويق، بحيث نحدِّد خطّتهم الإستراتيجية والرؤية التي نراها الأنسب لهم، فضلاً عن تحديد كل خطواتهم المستقبلية. 
 
اليوم كيف تصفين نفسك كسيدة أعمال؟ 
كوني سيدة أعمال، فمن الضروري أن أتابع كل شاردة وواردة. أضف الى ذلك اختصاصي في العلاقات العامة والذي ساعدني بشكل كبير في إدارة الشركة وبالتالي أحرص دوماً على متابعة كل التفاصيل من الألف الى الياء، لهذا السبب أنا شخص عملي يتّبع الدقّة في عمله، وربما يعود السبب في ذلك الى علاقتي المباشرة مع المدراء العامّين وليس مع قسم التسويق، فضلاً عن خلفيَّتي المهنية وعلاقتي الشخصية مع الزبائن بحيث نصبح عائلة واحدة، وفي بعض الأحيان تتحوّل هذه العلاقة الى صداقة.  
هذا وأرغب بالإشارة الى نقطة في غاية الأهمية، هي أن عملي الأساسي في وكالة "Muse" لا يدخل في إطار العلاقات العامة والإعلانات، إنما هو بالدرجة الأولى يرتبط بمواقع التواصل الإجتماعي، النشاطات الإجتماعية، فضلاً عن ابتكار العلامات التجارية وإيجاد الحلول العملية المناسبة. بالنسبة اليّ هذه هي الأمور الأساسية التي يرتكز عليها عملي ودوري كسيدة أعمال، وأتمنى بالتالي أن أكون دوماً عند حسن ظنّ زبائني ونحافظ على الثقة التي بيننا.  
 
الى أي حدّ تعكس وكالة "Muse" شخصيتك؟ 
في الواقع هي تعكس شخصيتي بشكل كبير، وقد جاءت تسمية  "Muse" إنطلاقاً من الصفة التي كان ينسبها لي أحد الأشخاص بحيث كان يعتبرني "مصدره الروحي". ولا شك في أنَّ الشركة هي مصدر للإلهام والوحي لذا من الطبيعي أن تعكس شخصيتي، خصوصاً أنني امرأة تبحث عن الدقة في عملها الذي تحرص على تنفيذه على أكمل وجه، فوكالة " Muse" مميَّزة ولا تشبه غيرها من الشركات ومع ذلك بمقدورنا منافسة الشركات المماثلة. 
 
كيف تحرصون كشركة Muse  على منافسة الشركات الأخرى؟ 
كما سبق وذكرت من خلال تميّزنا عن غيرنا والخدمة التي نقدّمها، فضلاً عن  الخصوصية التي تعطيها الشركة لكل زبون وإثباتها للأخير قدرتها على تحمّل كل الضغوطات وتخطّي كل المشاكل، كما قدرتها على تحمّل كافة الحسابات، بحيث استطعنا أن نعطي كل حساب كلّ ما يحتاجه من أجل  الولوج في السوق، سواء الجمهور أو الشخصيات الإجتماعية الراقية. برأيي الشخصي أعتقد أننا تمكنّا من تحقيق ذلك.  
 
ما أبرز ما يميّز العلاقة التي تجمعك بموظّفي الشركة؟
هي قبل كل شيء علاقة تسودها الصداقة، فنحن عائلة واحدة في الشركة. أنا في طبيعتي امرأة ودودة واجتماعية، وأعتقد أن هاتين الصفتين هما ما تميّزان شخصيتي، هذا والابتسامة لا تفارق ثغري حتى في الأوقات التي يكون فيها مزاجي عكراً. لا أنكر أنه في بعض الأحيان يتغيّر مزاجي بشكل مفاجئ، لكن سرعان ما تهدأ فورة غضبي وأعود الى طبيعتي الهادئة. قد يكون هذا الأمر مرتبطاً بصفات برجي الأسد، خصوصاً أنني من الأشخاص الذين يؤمنون بالأبراج في ما يتعلق فقط بالصفات التي يحملها كل برج،  هذا وأشعر أن شخصيتي قريبة جداً من صفات برج الأسد، فضلاً عن أنني أتأثر ببرج الشخص الآخر وأحب كثيراً برج الميزان.  
 
هل تختلف شخصيتك بين العمل والحياة الخاصة؟ 
أنا في طبيعتي إنسانة إيجابية الى أبعد الحدود، لذا تراني دوماً أتحدى المشكلة التي تعترضني لأنني بكل بساطة أرى الجانب المشرق منها فأتخطاها بسهولة. لا شك بأن حياتي المهنية ترخي بظلالها على حياتي الشخصية والإجتماعية في كثير من الأحيان ولكن هذا لا يعني أنني شخص غير اجتماعي ولا يحب حياة الترف. أعشق الموضة والتسوّق، لذا أحرص على تخصيص وقت كافٍ لهذا الأمر ولا أهتمّ كثيراً بالموضة الشائعة، لا بل أحياناً أنفر منها لأنها أصبحت مستهلكة بشكل كبير، لذا أحرص على اختيار كلّ ما هو متميّز وغير مستهلك. 
 
بما أنك تطرّقت الى الموضة إطلالة السيدة لها دور كبير بين أوساط المجتمع، كيف توفّقين بين الكم الهائل من الأعمال وإطلالتك الراقية دوماً؟
من المهم جداً أن تكون سيدة الأعمال أنيقة بصرف النظر عن الهوية التي تتمنى أن تعتمدها للتقرّب من الزبون، خصوصاً أن سيدة الأعمال ممكن أن تكون كلاسيكية ومعتدلة في اللوكات التي تعتمدها في مركز العمل أو خارجه، كما من الممكن أن تلجأ الى اللوك الإداري البحت. أنا شخصياً أعتبر نفسي كلاسيكية ومعتدلة خصوصاً في دائرة عملي، وبالتالي لا يمكن صرف النظر عن أن اللوك هو مهم أيضاً الى جانب الخلفية المهنية والاحتراف طبعاً، وهو مدخل أساسي لاكتساب الزبائن، ولكنه في المقابل لا ولن يشكّل يوماً الأساس في عمل سيدة الأعمال، وبالتالي لن يدوم وسيفشل اذا لم يكن مدعوماً بالبنية الأساسية. أعارض من وجهة نظري مقولة "المرأة الجميلة تبيع"، فهي إذا لم تمتلك جميع المواصفات المطلوبة والقدرة على الصمود، وإذا لم تكن امرأة مكافحة من دون أن تكون انتهازية طبعاً، وذلك بهدف جذب الزبائن، فكن على ثقة أنها ستواجه الفشل. في نهاية المطاف يبقى الإحتراف أو بالأحرى القدرة على إيجاد الحلّ المهني المناسب للزبون هي الأهمّ لضمان الإستمرارية والنجاح على المدى الطويل، وهذا هو الهدف الذي أخذناه على عاتقنا... زوجي يتذمّر دوماً من انهماكي في العمل ويسألني عن السبب الذي يدفعني الى تخصيص كل جهدي في العمل، علماً أنني أحب النشاطات الإجتماعية ولكن أين التحدّي في ذلك؟ 
 
كيف يمكن للمرأة أن تنافس الرجل في مهنة مماثلة خصوصاً أن المجتمع ينظر الى سيدة الأعمال نظرة غير عادية؟ 
لا أؤمن مئة بالمئة أننا نعيش في مجتمع ذكوري، ربما نحن كذلك ولكنني لست متأكدة، علماً أن هذه الظاهرة قد تكون موجودة فعلاً في المجال السياسي! شخصياً الناس يتفاجأون من كوني شابة وأتحمّل مسؤوليات أكبر منّي، ولكن غير ذلك لم أكن أواجه أي مشكلة أخرى. لم أحاول يوماً الدخول في متاهات المنافسة بين الرجل والمرأة، ولكن أعتقد أنَّ المحافظة على استقلاليتي كامرأة أمر يكفيني في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي أحرص جاهدة على المحافظة عليه.   
 
عندما يواجهك موقف صعب كيف تتعاملين معه؟
قد تكون الإيجابية التي أتمتع بها هي التي تساعدني على التعامل مع المشاكل التي نواجهها بطريقة صحيحة وبالتالي إيجاد الحلول لها بشكل سريع. أنا أبحث دوماً عن الجانب "الملوّن" من المشكلة، وانطلاقاً من هذا الأمر أجد الحلّ المناسب لها. أما فورة الغضب فهي موجودة ولكن لدقائق معدودة، ولكن في حال طالت هذه الفورة أتدارك الأمر بسرعة وأضحك على نفسي، وغالباً ما أقوم بانتقاد نفسي وأحاول في الوقت نفسه إيجاد التوازن الصحيح في شخصيتي. لا شك في أنَّ كل شركة تواجه مشاكل معيّنة ولكن قوّتها ونجاحها يكمنان في إيجاد الحلول المناسبة لها. 
 
سيدة أعمال، زوجة وأم كيف توفّقين بين حياتك العملية والمهنية وأي دور هو الأقرب اليك؟ 
الحمدلله  حياتي الشخصية أعيشها بشكل طبيعي، خصوصاً أن ابني زياد ليس صغيراً في السنّ، أما زوجي فمتصالح مع نفسه وهو شخص متساهل، فهو لا يغار من نجاحي ولم يحاول يوماً الحدّ من طموحاتي ودوري كسيدة أعمال، علماً أنه يغار عليّ كأيّ زوج طبعاً، إنما يقدّم لي الدعم المعنوي والمادي على حدّ سواء. لا أنكر أنه في بعض الأحيان أهمل عائلتي بسبب ضغوطات العمل ولكن زوجي وابني يتفهمان جداً طبيعة عملي. 
 
هل تلجأين الى زوجك في حال واجهت مشكلة معيّنة في العمل؟ 
أحياناً اضطر للجوء اليه، مع ذلك أحاول عدم الإقدام على خطوة مماثلة.  
 
إلى أين يأخذك طموحك خلال السنوات المقبلة؟
"حدودي هي السماء". صراحة أنا من الأشخاص الذين يعيشون كل يوم بيومه ولا يفكّرون بما سيحققونه في المستقبل، وهو الأمر الذي يبقيني على ما أظنّ على قيد الحياة، فأنا راضية الى المرحلة التي وصلت إليها اليوم، ولا شك في أنني سأرحب بكل ما ستقدّمه لي المرحلة المقبلة والذي سيشكّل لي إضافة مهنية.  
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار