المدارس والانماط الفنية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 22 يوليو 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
المدارس والانماط الفنية
الارت نوفو
ارت نوفو هي كلمة فرنسيه ومعناها الفن الحديث، ظهرهذا النوع من الفن في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، ولقد استمر حتى اندلاع الحرب العالمية الاولى التي قامت بالقضاء على عليه، وتعد هذه المدرسة من اخر المدارس الفنية العريقة التي شغلت اوروبا في ذلك الوقت قبل ان تتعدد الانماط والاتجاهات الفنيه بعد الحرب العالمية الاولى وكان الموطن  الاصلي للارت نوفو هو فرنسا وبلجيكا ثم منه انطلق الى النمسا وباقي اوروبا .
 
كان الهدف الاساسي لهذا الفن هو اظهار القيمة الحقيقية للمواد من خلال استخدام الخطوط المنحية والتوجه نحو الطبيعة بعناصرها المختلفة  كالنباتات والزهور بالاضافة الى استخدام الرموز الانثوية والاشكال المستوحاة من الطيور و الإكثار من استعمال درجات اللون الأحمر، والتركيز الخاص على اللونين الذهبي والأزرق في الرسم. 
 
لذلك غزا كل جوانب  الحياة في ذلك الوقت  فكان بالامكان ايجاده بالقطع الفنية والاواني  المنزلية وواجهات الابنية وقطع الاثاث  والاكسسوارات، كما لوحظ انه تمكن في دخول منازل الفقراء والاغنياء على حد سواء على عكس بعض انواع الفنون التي كانت فقط حكرا على طبقة الاغنياء نظرا لما تعكسه من ترف وبذخ وارتفاع في التكاليف .
 
النواحي المعمارية :
وصل الفن الحديث أبعادا مختلفة عن سابقتها في النواحي العمرانية، كاستعمال الاقواس والمنحنيات مستعيضا بها تماما عن الزوايا بجميع اشكالها، بالاضافة الى استعمال القباب البيضاوية الشكل التي لم تكن معهودة قبلا، والحرص التام على تزيين الواجهات المألفة من الفسيفساء والسيراميك .
في اواخر القرن التاسع عشر استعمل الأرت نوفو العديد من الاختراعات التقنية خصوصا استعمال الحديد المشغول والكبير وقطع الزجاج العشوائية التنسيق لذلك فقد صنفه البعض بأنه فن يهتم بالمظاهر والتزيين فقط متغاضيا عن الكفاءة والتكلفة ومن هنا كانت بداية التوجه نحو فن يغطي الجمال والكفاءة والتكلفة في ان واحد فكانت بدايات الارت ديكو .
 
الارت ديكو  art deco
جاء الارت ديكو بين عام 1920 و1939 وترك اثرا واضحا على العديد من الفنون كالعمارة والموضة والنحت والديكور والرسم محدثا بذلك نقلة نوعية في الفترة التي سبقت سنوات الكساد التي اجتاحت امريكا انذاك محققا اقبالا منقطع النظير من الناس نظرا لاتسامه بالبساطه والعصرية .
 
سمي هذا الفن باسم ارت ديكو نسبة الى المعارض التي كانت تنظم للديكورات والتصميم الداخلي والتي كان يشارك بها مشاهير المصممين والمبدعين في ذلك الوقت والتي كانت تقام في فرنسا رغبة بابراز الفن الفرنسي وتقديمه كعنوان للابداع والابتكار .
 
واستمد  خطوطه من عدة طرازات كالطراز الفرعوني والطراز الافريقي وكان من أبرز ما يميزه زهرة اللوتس الفرعونية و المنحنيات الهندسية  الشكل والخطوط المتكسرة، كما كان هناك ميل شديد الى استخدام المعادن كالفولاذ والالمينيوم والبرونز والفضة الى جانب الاخشاب والمرايا التي كانت تستعمل بكثرة .
 
وامتاز بثلاث امور رئيسية الاشكال الهندسية المتميزة، الالوان الزاهية التي تظهرها والنظرة الزخرفية، وعلى الرغم من انه زخرفي المبدىء الى انه بسيط لا يملك اي اشكال معقدة، كما ميزه مزيج من الالوان وهو الاحمر والاسود والفضي و شاع الى جانبها استعمال اللونين الاخضر والبرتقالي بغرض اضفاء الحيوية والبهجة عليه.
 
كان الهدف  من الأرت ديكو إنهاء الصراع القديم بين الفن والصناعة، وذلك عن طريق جعل الفنانين بارعين في ناحية الحرفية، و جعل تصميماتهم اكثر تكيفاً مع متطلبات الإنتاج الشامل، ورغم انه في البداية مثل الرفاهية ، إلا أن الشكل البسيط التي اتخذه هذا الطراز، والمواد المستعملة فيه، ساعدت على ازدهاره في سنوات الكساد التي أصابت أمريكا في ذلك الوقت، مما ادى الى انتشاره بسرعة مذهلة في جميع انحاء العالم من نيويورك الى شنغاهاي وتبنى كل من الإنتاج والآلات الحرفية والأشغال من الفن الرفيع بأسعار معقولة.
 
ثم مع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت موجة الارت ديكو بالتلاشي شيئا فشيئا وكانت الذريعة انه يمثل صورة زائفة للبذخ والترف التي كانت سائدة والتي كانت متمثلة بالاحتفالات والمناسبات في ذلك الوقت، ثم ما لبثت ان انتهت تزامنا مع نهاية الحرب العالمية بسبب تردي الاوضاع المعيشية وانتشار القلة والفقر .
 
النمط  الفيكتوري 
عرف عن النمط الفيكتوري بأن نمط يعكس الرقي والفخامة، وساد في بريطانيا خلال الحقبة التاريخية التي امتدت من اواسط القرن الثامن عشر حتى بدابات القرن التاسع عشر وتحديدا من 20-6-1837 حتى 22-1-1901 وسمي بالفيكتوري نسبة للملكة فيكتوريا التي تسلمت مقاليد الحكم انذاك، اذ ان هذا النوع من الطراز كان منتشرا في عهدها جدا، فهو لم يكن مقتصرا على منازلهم من الناحية المعمارية والديكورات الداخلية فقط بل ايضا شمل ملابسهم وتحفهم واوانيهم وحتى اداب حديثهم .
 
ثم امتد وانتشر انتشارا واسعا في انحاء العالم وحظي بشعبية واسعة ظلت رائجه حتى يومنا هذا نظرا لما يحويه من قيمة جمالية عالية واهتمام بالتفاصيل والسعي لاظهارها  باسلوب مميز وانيق، فمن اهم ما يميزه :
 
الاهتمام الشديد  بكل صغيرة وكبيرة والمبالغة في استخدام الاكسسوارات كالتحف والاباجورات والخزفيات وقطع الانتيك والمرايا التي تتسم بزخارف الكثيفة والساعات باختلاف احجامها الى جانب
ذلك الزهور المخففة  واللوحات التي يعرف بان لها النصيب الاكبر في التزيين .
 
اعتماد الألوان الأساسية والهادئة في ان واحد والتي تترك ايقاعا مريحا في النفس وعلى راسها اللون الأبيض .
 
التعددية باستخدام الأقمشة للستائر والتنجيد كالمخامل والساتان والحرير والدانتيل والديباج .
 
الارضيات تكون عادة خشبية وداكنة اللون ومغطاة من السجاد الذي يتم نسجه بتصاميم متنوعة من الزهور والطيور ومن اشهرها السجاد الذي يحوي نقوشا تعبرعن الطاووس حيث كان هذا الطائر الملون رمزا  للجمال خلال العصر الفيكتوري.
 
بالنسبة للاثاث والخشبيات  فالمعروف عنها انها مصنوعة بحرفية عالية وتكون عادة  محفورة الزخارف الى جانب خلط عدة تصاميم معا فعلى سبيل المثال يمكن دمج كراسي من طراز "كوين ان "مع طاولات من طراز" الركوكو" لينتج عنها في النهاية  تنسيق غاية في الاناقة .
 
اما عن الجدران فهناك تراوح بين استعمال قطع الرخام  متعددة الالوان والاحجام والالواح الخشبية التي تعلوها النقوشات  واللوحات الكثيرة، اضافة الى الاعمدة وورق الجدران في بعض اركان المكان  الذي يحوي رسومات بسيطة بالالوان زاهيه بعض الشيء .
 
يعرف عن النمط الفيكتوري اهتمامه الشديد بالاضاءة فهي تعد مكملا وداعما اساسيا لابراز جمال التصميم ونقوشه، فاسلوب الاضاءة عامة يعتمد على الثريات والشمعدانات الجدارية والفوانيس النحاسية التي تكون موزعة في ارجاء المكان .
 
اما عن الاسقف تكون عادة مغطاة بتفاصيل كثيرة مشغولة بمهارة عالية ودقة متناهية بالاضافة الى الكورنيش الذي يعد عنصرا اساسيا فيه ويدخل فيه  اما الجبس او الخشب تبعا للذوق الشخصي .
 
لذلك ف خلاصة القول بانه عند تاثيث البيت على النمط الفيكتوري يعني الحرص الشديد على الاهتمام بكل تفاصيله بدءا بالاسقف الى الجدران، والارضيات مرورا بالسئائر والاضاءة وحتى المفارش واغطية الاسرة والتحف بكافة انواعها، اخذين بعين الاعتبار انه يحتاج الى مساحات واسعة ليشغلها لان الضيقة منها ستفرض على المصمم الداخلي اختصار الكثير من تفاصيله حتى يخلق تناغما مع
مساحة المكان وتصميمه مما يؤدي الى الحد من جماله المتمثل في كثرة الزخارف التي بالاساس هي نواة هذا النمط .
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار