اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل

يعود الاهتمام بالعمل وبأهميته إلى عام 1919 عندما تم تأسيس منظمة العمل الدولية، وقامت هذه المنظمة بتنظيم العديد من الاتفاقيات التي تهتم بالعمال وحقوقهم، وكان تخصيص يوم عالمي للصحة والسلامة في مكان العمل أحد أهم إنجازات هذه المنظمة.. فما هو اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل؟ وفي أي يوم يتم الاحتفال به؟ وكيف تم تحديده؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

معاني اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل

يعرف اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل باللغة الإنجليزية باسم (World Health and Safety Day in the Workplace)، هو اليوم الذي حددته منظمة العمل الدولية لتذكير العالم بأهمية الحفاظ على الصحة والسلامة في مكان العمل، وحددته في يوم الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل كل عام.

الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل

يحيي العالم يوم للصحة والسلامة في مكان العمل في الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل من كل عام، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، وفي كل عام تختار منظمة العمل الدولية موضوعاً للاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل، ويكون الاحتفال من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة، منها:

  • الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا العمل.
  • عقد لقاءات بين الناس للحديث عن أهمية الصحة والسلامة في العمل.
  • تصميم ملصقات خاصة باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل.
  • المشاركة في الندوات التي تتحدث عن أهمية العمل في ظروف صحية.
  • حضور احتفال تذكاري لضحايا العمل في المناطق التي نعيش بها إن وجد.
  • تعزيز وسائل الإعلام المختلفة للاحتفال بهذا اليوم من خلال المقالات الإخبارية والبرامج الإذاعية.
  • زرع أكاليل الزهور، وزراعة الأشجار، وإطلاق البالونات.
  • وضع أحذية فارغة في بعض الساحات العامة لترمز إلى أولئك الذين ماتوا في العمل.

الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل في عام 2016

احتفل العالم بيوم الصحة والسلامة في مكان العمل في عام 2016 تحت شعار: "الإجهاد في مكان العمل: تحدياً جماعياً"، "Workplace Stress: a collective challenge"، حيث يواجه العديد من العمال ضغوطاً أكبر لتلبية مطالب الحياة العملية الحديثة.

وتساهم المخاطر النفسية الاجتماعية، مثل زيادة المنافسة، وارتفاع التوقعات بشأن الأداء، وساعات العمل الأطول؛ في جعل مكان العمل بيئة أكثر إرهاقاً، لقد أصبح الإجهاد المتصل بالعمل الآن معترفا به عموماً بوصفه قضية عالمية تؤثر في جميع البلدان وجميع المهن وجميع العاملين في البلدان المتقدمة والنامية على السواء.

وفي هذا السياق المعقد، يشكل مكان العمل في الوقت نفسه مصدراً أساسياً للمخاطر النفسية الاجتماعية والمكان المثالي لمعالجتها من أجل حماية صحة العمال ورفاههم، ففي كل عام يفقد نحو مليوني رجل وامرأة حياتهم من خلال حوادث وأمراض مرتبطة بعملهم.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك مئتين وسبعين مليون حادث مهني ومئة وستين مليون من الأمراض المهنية كل عام، وتكبد تكاليف فقدان وقت العمل ونفقات العلاج والتعويض وإعادة التأهيل 2.8 تريليون دولاراً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، فالحوادث، والأمراض في العمل يمكن الوقاية منها بدرجة كبيرة، ولدينا التزام بالعمل.

وهناك ثقافة وطنية للسلامة والصحة المهنيتين تحظى باحترام الحق في بيئة عمل آمنة وصحية على جميع المستويات حيث تشارك الحكومات وأرباب العمل والعمال في تأمين بيئة عمل آمنة وصحية من خلال وضع نظام الحقوق والمسؤوليات المحددة والواجبات.

وحيث تمنح الأولوية القصوى لمبدأ المنع، أي عدم السماح لأرباب العمل بأن يقوموا بالعمل في ظروف غير مناسبة (على سبيل المثال: كإجبار العمال على العمل في الشتاء من دون توفير التدفئة اللازمة للعمال، أو إجبار العمال على العمل في أماكن مغلقة لا توجد فيها تهوية كافية مما يؤثر سلباً على صحة العمال لاسيما الذين يعانون من الربو).

اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل في عام 2017

احتفلت منظمة العمل الدولية باليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل في عام 2017 تحت شعار "تحسين جمع واستخدام بيانات الصحة والسلامة المهنية"، " OPTIMIZE THE COLLECTION AND USE OF OSH DATA"، حيث تركز منظمة العمل الدولية في حملتها على الحاجة الماسة إلى قيام البلدان بتحسين قدرتها على جمع واستخدام بيانات السلامة والصحة المهنيتين الموثوقة.

وتتضمن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدت في الخامس والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015 خطة عمل عالمية ذات أهداف محددة للقضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان الرخاء للجميع، وباعتمادها أصبحت القدرة على جمع واستخدام بيانات موثوقة للسلامة والصحة المهنيتين أمراً لا غنى عنه لكي تفي البلدان بالتزامها بتنفيذ بعض أهداف التنمية المستدامة السبع عشرة والإبلاغ عنها.

وينص الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة بوجه خاص على تعزيز "النمو الاقتصادي الشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع" ويركز هذا الهدف على "حماية حقوق العمل وتعزيز بيئات عمل آمنة وآمنة لجميع العمال، بمن فيهم العمال المهاجرون، ولا سيما المهاجرات، وأولئك الذين يعملون في وظائف غير مستقرة ".

وبالنسبة إلى الغاية المستهدفة، يطلب من البلدان الإبلاغ عن المؤشر التالي: "معدلات تواتر الإصابات المهنية القاتلة وتلك غير المميتة، حسب نوع الجنس ووضع المهاجرين ".

وتقتضي اتفاقيات منظمة العمل الدولية المتعددة المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية أيضاً من الدول الأعضاء المصادقة عليها إنشاء آليات لجمع واستخدام بيانات موثوقة بشأن السلامة والصحة المهنيتين لأغراض الوقاية.

وتعترف صكوك منظمة العمل الدولية بأن جمع واستخدام بيانات موثوقة بشأن السلامة والصحة المهنيتين أمر لا غنى عنه للكشف عن الأخطار الجديدة والمخاطر الناشئة، وتحديد القطاعات الخطرة، ووضع تدابير وقائية، فضلاً عن تنفيذ السياسات والنظم والبرامج على الصعيد الدولي، والمستوى الوطني ومستوى المشاريع. وتوفر بيانات الصحة والسلامة المهنية الأساس لتحديد الأولويات وقياس التقدم المحرز.

وبحسب موقع اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل يموت كل يوم 6300 شخص نتيجة للحوادث المهنية أو الأمراض المرتبطة بالعمل أي ما يعادل: أكثر من 2.3 مليون حالة وفاة سنوياً، إضافةً إلى 317 مليون حادث أثناء العمل سنوياً، مما يؤدي إلى انقطاع العمال المصابين عن العمل لفترات طويلة، ويقدر العبء الاقتصادي المترتب على سوء ممارسات السلامة والصحة المهنيتين بنسبة 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كل عام.

خلفية اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل

يعود الاهتمام باليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل إلى القرن العشرين، وتحديداً في عام 1970، عندما أعلن أفل- سيو يوم الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل "يوماً تذكارياً للعمال" لتكريم مئات الآلاف من العمال الذين قتلوا وجرحوا في العمل كل عام، وبعد صدور قانون السلامة والصحة المهنيين من قبل الكونجرس الأمريكي في عام 1970، تم تشكيل إدارة السلامة والصحة المهنية في عام 1971.

وفي عام 1984 أعلن الاتحاد الكندي للموظفين العموميين (كوب) في مؤتمره الذي عقده في عام 1985 يوم الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل "يوماً تذكارياً للعمال" لتكريم مئات الآلاف من العمال الذين قتلوا وجرحوا خلال العمل كل عام، ذكرى سنوية في عام 1985، وهي الذكرى السنوية لقانون خاص بتعويض العمال الذي تم إقراره في عام 1914.

وفي عام 1991، اعترف البرلمان الكندي بقانون يحترم اليوم الوطني للحداد على الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا في مكان العمل، مما يجعل يوم 28 أبريل / نيسان يوماً رسمياً للحداد.

اليوم التذكاري للعمال ينتشر في العالم

من الولايات المتحدة الأمريكية إلى كندا انتشر اليوم التذكاري للعمال في أمريكا الشمالية، ومن ثم في جميع أنحاء العالم، فمنذ عام 1989، نظمت نقابات العمال في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا وأفريقيا احتفالات في الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل، واعترفت بريطانيا بهذا اليوم في عام 1992 كيوم ل "ذكرى الميت: الكفاح من أجل العيش"‘"Remember the Dead: Fight for the Living".

وفي المملكة المتحدة، نظمت النقابات العمالية حملة "الأخطار"، التي اعتمدتها رابطة اتحاد نقابات العمال (Trades Union Congress) توك اختصارها (TUC) في إسكتلندا في عام 1993، تلتها لجنة توك في عام 1999، ولجنة الصحة والسلامة، والإدارة التنفيذية للصحة والسلامة في عام 2000.

وفي عام 2001 اعترفت منظمة العمل الدولية (وهي جزء من الأمم المتحدة) باليوم التذكاري للعمال وأعلنت اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل، وفي عام 2002 أعلنت منظمة العمل الدولية أن الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل ينبغي أن يكون يوماً رسمياً في منظومة الأمم المتحدة، هكذا بدأت منظمة العمل الدولية الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل في الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 2003.

وتكرس منظمة العمل الدولية للنهوض بالفرص المتاحة للناس للحصول على عمل لائق ومنتج في ظروف من الحرية والإنصاف والأمن والكرامة الإنسانية، وهي تهدف إلى تعزيز الحقوق في العمل، وتشجيع فرص العمل اللائق، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتعزيز الحوار في المسائل المتصلة بالعمل.

يوم تذكاري للعمال معترف به في عدد من البلدان وأخرى تسعى للاعتراف به

يعد يوم الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل يوماً تذكارياً للعمال ويوماً وطنياً في العديد من البلدان بما في ذلك (أستراليا، الأرجنتين، بلجيكا، برمودا، البرازيل، كندا، جمهورية الدومينيكان، جبل طارق، إيرلندا، لوكسمبورغ، بنما، بيرو، البرتغال، إسبانيا، تايلند، تايوان، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا)، وتسعى النقابات العمالية في بلدان أخرى بما فيها بنين والجمهورية التشيكية وفنلندا وهنغاريا ومالطة ونيبال ونيوزيلندا ورومانيا وسنغافورة إلى الاعتراف الحكومي بهذا اليوم.

أهداف الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان الأعمال

تهدف منظمة العمل الدولية من الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • تعزيز الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية على الصعيد العالمي.
  • تركيز الاهتمام الدولي على حجم المشكلة وعلى كيفية تعزيز وإيجاد ثقافة السلامة والصحة، بحيث يمكن أن تساعد في الحد من عدد الوفيات والإصابات المتصلة بالعمل.
  • تركيز الاهتمام الدولي على الاتجاهات الناشئة في ميدان السلامة والصحة المهنيتين وعلى حجم الإصابات والأمراض والوفيات المتصلة بالعمل في جميع أنحاء العالم.
  • التشجيع على إنشاء ثقافة وقائية على الصعيد العالمي في مجال السلامة والصحة تشمل الهيئات المكونة لمنظمة العمل الدولية وجميع أصحاب المصلحة الرئيسيين في هذا الميدان. وتقر منظمة العمل الدولية بالمسؤولية المشتركة لأصحاب المصلحة الرئيسيين وتشجعهم على تعزيز ثقافة وقائية للصحة للوفاء بالتزاماتهم ومسؤولياتهم في منع الوفيات والإصابات والأمراض في مكان العمل، مما يسمح للعمال بالعودة بأمان إلى ديارهم في نهاية يوم عمل.
  • إحياء يوم ذكرى ضحايا الحوادث والأمراض المهنية بتنظيم حملات تعبئة وتثقيف عالمية في هذا التاريخ.

في الختام.. مثلما أن العمل مهم وقيمة للإنسان ويحقق فائدة لكل من العامل وصاحب العمل، كذلك تأمين ظروف صحية للعمل تبدو التزاماً أخلاقياً وعملياً، فمن شأن تأمين بيئة صحية أن تشجع العمال على العمل في هذا المكان أو ذاك وأن يقدموا أفضل ما عندهم على اعتبار أن صاحب العمل قدّم كل ما بوسعه لتأمين ظروف صحية ليكون العامل مرتاحاً أثناء قيامه بعمله، لذا يعد اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل فرصةً لتذكير أصحاب الشركات والمعامل الذين لا يطبقون قواعد السلامة في العمل لتأمينها لعمالهم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار