اليوم العالمي للمحيطات (World Oceans Day)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 08 يونيو 2023
اليوم العالمي للمحيطات (World Oceans Day)

وجدت المحيطات على سطح كوكب الأرض منذ الأزل، حيث شكلت نسبة المياه 71% من سطح الأرض، في حين شكلت نسبة اليابسة 29% من مساحة الكرة الأرضية، وبعد تشكيل منظمة الأمم المتحدة اهتمت هذه المنظمة الدولية بكل ما يتعلق بالشأن العالمي والإنساني ومن بين المجالات التي حظيت باهتمامها المحيطات، فحددت يوماً عالمياً للاحتفال بهذا اليوم، فكيف حددت هذا اليوم ومتى؟ ما هي موضوعات الاحتفال به؟ ما أهمية المحيطات الاقتصادية؟ كل ذلك سنجيب عنه في هذا المقال.

الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات

يحتفل العالم باليوم العالمي للمحيطات في الثامن من شهر حزيران/ يونيو كل عام، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، حيث تحدد الحكومات والهيئات الدولية موضوعاً يتم تسليط الضوء عليه في جميع أنحاء العالم، وتتمحور حوله كل الأنشطة المتعلقة بهذا اليوم العالمي، ومن ضمن هذه الأنشطة ما يأتي: [1]

  • تنظيم مسابقات صور للمحيطات.
  • تنظيم رحلات للصيد في المحيطات.
  • إقامة الفعاليات والحفلات الموسيقية للتوعية بأهمية المحيطات.
  • إطلاق حملات ومبادرات جديدة تتعلق بالمحيطات كالاهتمام بأحواض السمك وحدائق الحيوان، وتنظيف المياه والشواطئ، والبرامج التعليمية، والمسابقات الفنية، ومهرجانات للأفلام، وتناول المأكولات البحرية.
  • اضطلاع الشباب بدور متزايد الأهمية منذ عام 2015، بما في ذلك وضع مجلس استشاري للشباب في اليوم العالمي للمحيطات في عام 2016.

الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات في عام 2022

احتفل العالم باليوم العالمي للمحيطات في عام 2022 تحت شعار "التنشيط: العمل الجماعي للمحيطات"، إذ تغطي المحيطات نحو ثلثي سطح الأرض، وهي أساس الحياة، فهي تولد معظم الأكسجين الذي نتنفسه، وتمتص نسبة كبيرة من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون، وتوفر الغذاء والمغذيات، وتنظم المناخ. [1]

كما أن المحيطات مهمة اقتصادياً بالنسبة للبلدان التي تعتمد على السياحة وصيد الأسماك والموارد البحرية الأخرى، من أجل الدخل وتكون بمثابة العمود الفقري للتجارة الدولية. [1]

لكن للأسف تشكل الضغوط البشرية، مثل: الإفراط في استغلال المحيطات، والصيد الجائر، والتلوث البحري، وتدمير الموائل (الأماكن التي تعيش فيها الحيوانات والنباتات البحرية)، وتغير المناخ، وتحمض المحيطات (أي امتصاص مياه المحيطات كميات زائدة من غاز ثنائي أكسيد الكربون). [1]

إن هذا يؤثر تأثيراً كبيراً على محيطات العالم وبحاره، فالسلم والأمن للمحيطات حاسمان أيضاً، كي نستطيع التمتع الكامل بالفوائد التي يمكن أن تستمد من هذه المحيطات، ومن أجل التنمية المستدامة. [1]

كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس: "لن تكون هناك تنمية دون أمن، ولا أمن دون تنمية"، أي كلما سادت المحيطات الأمن والسلم تتوافر الظروف للاستفادة من خيراتها. [1]

لماذا نحتفل باليوم العالمي للمحيطات

نحتفل باليوم العالمي للمحيطات لتحقيق الأهداف الآتية: [1]

  1. تذكير الجميع (شعوباً وأفراداً) بأهمية المحيطات، وأهمية الدور الذي تلعبه في الحياة اليومية، فالمحيطات هي بمثابة الرئتين بالنسبة لكوكبنا، تُوَفِّر معظم الأكسجين الذي نتنفس.
  2. إطلاع الرأي العام العالمي على أثر الأعمال البشرية على المحيطات (كالتلوث الناتج عن تسرب المحروقات من ناقلات النفط المتجهة من بلد إلى آخر).
  3. القيام بحملة عالمية لتشجيع الناس حول العالم، من أجل زيارة المحيطات والتعرف على فوائدها.
  4. تعبئة وحشد جميع المواطنين في كل أنحاء العالم للانخراط في مشروع للإدارة المستدامة للمحيطات في العالم، على اعتبار أن المحيطات هي مصدر رئيسي للأغذية والأدوية (التي يتم الحصول عليها من خلال الحيوانات البحرية مثل زيت السمك) وجزء مهم من الغلاف الحيوي (حيث تقوم مياه المحيطات بامتصاص أشعة الشمس الزائدة في فصل الصيف وتنقلها إلى المناطق القطبية، وبالتالي تقلل من خطر أشعة الشمس، كما تقوم أشعة الشمس بتبخير جزء من مياه المحيطات وتحولها إلى بخار ماء، ومن ثم يدخل الغلاف الجوي مشكلاً السحب التي تحمل الأمطار).
  5. إطلاع الناس أينما وجدوا في هذا العالم على مدى جمال المحيطات وأهميتها باعتبارها ثروة للبشرية.

اليوم العالمي للمحيطات وقمة الأرض

اقترحت فكرة تحديد يوم عالمي للمحيطات للمرة الأولى في عام 1992 في قمة الأرض في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، كطريقة للاحتفال بالمحيطات بيوم واحد في كل أنحاء العالم، إضافة لزيادة الوعي بالدور الحيوي والهام الذي تقوم به المحيطات في حياتنا والطرق المهمة التي يمكن أن تساعد في حمايتها. [2]

ولزيادة الوعي بالدور الذي يمكن أن تؤديه الأمم المتحدة والقانون الدولي في التنمية المستدامة واستخدام المحيطات ومواردها الحية وغير الحية، لأجل ذلك تقوم شعبة الأمم المتحدة لشؤون المحيطات وقانون البحار؛ بتنسيق أنشطة مختلفة للاحتفال باليوم العالمي للمحيطات. [2]

منظمة الأمم المتحدة تعترف باليوم العالمي للمحيطات

اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً باليوم العالمي للمحيطات بموجب القرار رقم 111/ 63 الصادر في الخامس من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2008، يعمل مشروع المحيطات (The Ocean Project) واختصارها (TOP) الذي تأسس في عام 2002. [1]

ويعمل بالشراكة مع الشبكة العالمية للمحيطات (World Ocean Network)، ورابطة حدائق الحيوان وأحواض السمك (Association of Zoos and Aquariums)، والعديد من الشركاء الآخرين في الشبكة المكونة من ألفي منظمة؛ على الترويج لليوم العالمي للمحيطات منذ عام 2002. [1]

وتقوم اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية (هيئة دولية تختص بالمسائل المتعلقة بالبحوث العلمية البحرية، وتتبع هذه الهيئة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (منظمة اليونسكو) برعاية اليوم العالمي للمحيطات، منذ عام 2002 كأداة فعالة في القيام بأنشطة للتوعية بالمحيطات في الثامن من شهر حزيران/ يونيو. [1]

موضوع اليوم العالمي للمحيطات

حددت منظمة الأمم المتحدة موضوعاً لكل عام لكي يتم تسليط الضوء عليه في اليوم العالمي للمحيطات: [2]

1. محيطات صحية وكوكب صحي (Healthy Oceans, Healthy Planet)، في عام 2016، تميز هذا اليوم بما يأتي:

  • شمل الاحتفال بهذا اليوم مئة بلد حول العالم.
  • تم إدخال وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناس أينما وجدوا حول العالم، من خلال تطبيق تويتر وتطبيق إنستغرام، حيث تم الوصول إلى أكثر من 65 مليون شخص فقط من خلال تويتر.
  • انضمت منظمات بارزة مثل: منظمة الأمم المتحدة، قناة CNN الأمريكية، وقناة ناشيونال جيوغرافيك، والبيت الأبيض، حيث نشروا رسائل تشجع على الحفاظ على المحيطات.
  • اهتم مشروع المحيطات بالشباب ودورهم في المحافظة على البيئة، وأتاح لهم فرصة للتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بالمحيطات والحفاظ عليها.
  • تأسيس المجلس الاستشاري للشباب في اليوم العالمي للمحيطات في عام 2016، ومن المتوقع أن يساعد المجلس الاستشاري الجديد في توسيع نطاق وأثر اليوم العالمي للمحيطات.

2. المحيطات الصحية تعني كوكباً صحياً (Healthy oceans, healthy planet)، في عام 2015، وتميز هذا اليوم بما يأتي:

  • تم تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات في أماكن وجود أحواض السمك، وحدائق الحيوان، والمتاحف، والمراكز الترفيهية، ونوادي الشباب، والمدارس، والشركات، حيث تم تنظيم حملة لاستخدام أكياس قابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من استخدام (أكياس بلاستيكية) يمكن التخلص منها لمدة عام للمساعدة في معالجة مشكلة الحطام البحري.
  • نظمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) برنامجاً، من أجل مناخ صحي في المحيطات، حيث جمع البرنامج بين العلماء وصانعي القرار السياسي والمجتمع المدني والشباب لوضع استراتيجيات للحد من تلوث المناخ.
  • أصدر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن اللدائن الدقيقة في مستحضرات التجميل دراسة بعنوان "البلاستيك في مستحضرات التجميل: هل نحن نلوث البيئة من خلال العناية الشخصية بأنفسنا"، إن المكونات البلاستيكية التي تسهم في تفاقم مشكلة القمامة الدقيقة البلاستيكية في البحار؛ هي من مخلفات مستحضرات التجميل وعبواتها الفارغة، وتسبب تلوث البلاستيك في المحيطات.
  • انعقدت القمة العالمية الثالثة للمحيطات في العاصمة البرتغالية لشبونة بهدف وضع جدول أعمال عالمي جديد لاقتصاد المحيطات، حيث أجري حوار بناء بين المشاركين لخلق "اقتصاد أزرق" بمعنى تحقيق التوازن بين الفرص الاقتصادية من خلال الاستثمار المسؤول والمستدام (أي الاستثمار مع الحفاظ على المحيطات من الأخطار كالتلوث وغيرها).

3. معاً لتعزيز القدرة على حماية المحيطات (Together we have the power to protect the ocean)، في عامي 2013 و2014، وذلك بهدف التركيز على زيادة الوعي وتشجيع العمل الشخصي والمجتمعي بطرق ممتعة وإيجابية، مما يؤدي إلى مجتمع أكثر وعياً ومشاركةً واستدامةً في الحفاظ على المحيطات.
4. الشباب: الموجة التالية من أجل التغيير (Youth: the Next Wave for Change)، في عامي 2011 و2012، حيث تم إنشاء موقع خاص لليوم العالمي للمحيطات في عام 2012 يروج لهذا اليوم، ويشرح الأنشطة والفعاليات الخاصة بهذا اليوم العالمي.
5. المحيطات: اختر الأفضل، احمي الأفضل (Oceans of Life: Pick your favorite Protect your favorite)، في عام 2010، حيث سجل مشروع المحيطات وشبكة المحيطات العالمية أكثر من 300 حدث في ذلك العام، بزيادة قدرها 26% عن عام 2009، كما زادت المشاركة في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 32% (بمشاركة 37 ولاية، مقارنة بـ25 ولاية في عام 2009)، إضافةُ لمشاركة 45 دولة في العالم في الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات 2010، بما في ذلك (بنغلاديش، بلجيكا، بولينيزيا الفرنسية، نيجيريا، غانا، كينيا، مالطا، ماليزيا، فنزويلا، البرتغال).

حقائق وأرقام حول اليوم العالمي للمحيطات

وضعت منظمة الأمم المتحدة حقائق وأرقام حول اليوم العالمي للمحيطات، منها ما يأتي: [1]

  1. تغطي المحيطات مساحة ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، أي 75% من مساحة الكرة الأرضية، كما تحتوي على 97% من مياه الأرض، وتمثل 99% من المساحة التي نعيش فيها على كوكب الأرض من حيث الحجم.
  2. يعتمد أكثر من 3 مليارات شخص على التنوع البيولوجي البحري والساحلي من أجل سبل عيشهم.
  3. تقدر القيمة السوقية للموارد والصناعات البحرية والساحلية على المستوى العالمي بنحو 3 تريليون دولار سنوياً أو نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
  4. تحتوي المحيطات على ما يقرب من مئتي ألف نوع من الكائنات البحرية، ولكن الأرقام الفعلية قد تقع في الملايين.
  5. تستوعب المحيطات نحو 30% من غاز ثنائي أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، مما يحمي من آثار الاحتباس الحراري العالمي.
  6. تعد المحيطات أكبر مصدر للبروتين في العالم، حيث يعتمد عليها أكثر من 2.6 بلايين نسمة على المحيطات كمصدر أساسي للبروتين.
  7. يستخدم المصائد البحرية بشكل مباشر أو غير مباشر أكثر من مئتي مليون شخص.
  8. تساهم الإعانات المقدمة لصيد الأسماك في الاستنفاد السريع لكثير من أنواع الأسماك وتحول دون بذل جهود لإنقاذ واستعادة مصائد الأسماك العالمية وما يتصل بها من فرص العمل؛ مما يؤدي إلى انخفاض مصائد الأسماك في المحيطات بمقدار 50 بليون دولار في السنة عما هو ممكن.
  9. يتأثر ما يصل إلى 40% من محيطات العالم تأثراً شديداً بالأنشطة البشرية، بما في ذلك التلوث، كمصائد الأسماك المستنفدة، فقدان الموائل الساحلية.

أسماء المحيطات وأصل التسمية

تعود كلمة المحيطات إلى الكلمة اليونانية (Okeanós)، تعبر عن مجموعة من المياه المالحة التي تشكل جزءاً كبيراً من الغلاف المائي لكوكب الأرض. [2]

المحيطات الموجودة في الكرة الأرضية

  1. المحيط الهادئ، يفصل بين قارات آسيا، وأوقيانوسيا، والأمريكيتين، تبلغ مساحته 165.246 مليون كيلومتر مربع.
  2. المحيط الأطلسي، يفصل بين قارتي لأمريكيتين من جهة، وقارة أوروبا وقارة إفريقيا من جهة أخرى)، تبلغ مساحته 82.4 مليون كيلومتر مربع.
  3. المحيط الهندي، يقع في جنوب آسيا ويفصل بين قارتي إفريقيا وأوقيانوسيا، تبلغ مساحته 73443 مليون كيلومتر مربع.
  4. المحيط المتجمد الشمالي، في بعض الأحيان، يعتبر بحراً أو مصب المحيط الأطلسي، يغطي الكثير من القطب الشمالي، يقع شمال قارة أمريكا الشمالية وقارة أوروبا وقارة آسيا، تبلغ مساحته 14 مليون كيلومتر مربع.
  5. المحيط المتجمد الجنوبي، يعتبر أحياناً امتداداً للمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والهندي، يقع جنوب الكرة الأرضية، ويحيط بالقارة القطبية الجنوبية، تبلغ مساحته 20 مليون كيلومتر مربع. [2]

في النهاية، بعد أن تعرفت على أهمية المحيطات وسبب الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات، من الضروري أن يعرف كل منا أن كل شيء على كوكبنا له فائدة، ويساعدنا على الاستمرار في الحياة، سواء كنا ندري أو لا ندري، وهذا الأمر ينطبق على المحيطات التي توفر الغذاء من أسماك وكائنات بحرية وغيرها، كما تمتص نسبة كبيرة من غاز ثنائي أكسيد الكربون السام، هذا ما أدركته منظمة الأمم المتحدة فكانت النتيجة يوماً عالمياً للمحيطات.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار