حساسية الجلوتين

  • تاريخ النشر: السبت، 29 يناير 2022
حساسية الجلوتين

هناك من يعاني من حساسية تجاه الأطعمة ومن أكثر انتشارًا حساسية الأسماك وحساسية اللبن وغيرها، والحساسية عبارة عن رد فعل الجسم تجاه مكوّن غذائي معين يسبب للشخص العديد من المشاكل وقد تعرّض حياته للخطر، وهناك من يعاني من حساسية الجلوتين الذي يُعرف بأنه بروتين غير ذائب في الماء ويتواجد في بعض أنواع النباتات مثل الشعير والقمح وغيرها، ويتكون الجلوتين من الغليادين والجلوتنين، وسنتعرف في هذا المقال على حساسية الجلوتين.

ما هي حساسية الجلوتين

حساسية الجلوتين هي مشكلة صحية تصيب الأمعاء الدقيقة وقد تلازم المريض طيلة حياته، فعند تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الجلوتين يقوم الجسم بتدمير الزغابات المعوية التي توجد في الأمعاء الدقيقة، وتكمن وظيفة الزغابات امتصاص الغذاء من الأطعمة المتناولة بشكل صحيح وتعرضها للمشاكل يسبب ظهور آثار جانبية إذ يحدث سوء امتصاص العناصر الغذائية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن حدوث سوء امتصاص العناصر الغذائية عند الأطفال يؤثر ذلك على نموهم نتيجة لقلة امتصاص العناصر التي يحتاجها الجسم.

أسباب حساسية الجلوتين

أسباب حساسية الجلوتين غير واضحة إذ أظهرت بعض الأبحاث أن الناس قد لا يكونوا مصابين بحساسية الجلوتين لكن بعض الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة قد تبقى في الأمعاء إذ لا يمتصها الجسم بالشكل الصحيح الأمر الذي يؤدي إلى تخمرها مسببة المرض.

في أبحاثٍ أخرى تم الإشارة على أن القمح يؤثر على بطانة الجهاز الهضمي عند بعض الناس، وهذه البطانة تمنع تسرب البكتيريا من الأمعاء، لكن الشخص المصاب بحساسية الجلوتين لا تعمل لديهم بطانة الرحم بالصورة الصحيحة الأمر الذي يسمح للبكتيريا بالدخول إلى الدم أو الكبد مسببة الالتهاب. [1]

أعراض حساسية الجلوتين

هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين وفيما يلي سنتعرف عليها:

الإمساك والإسهال ورائحة البراز

يعاني الأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين من التهاب في الأمعاء الدقيقة بعد تناول الجلوتين الأمر الذي يتسبب بإتلاف بطانة القناة الهضمية مما يؤدي إلى ضعف امتصاص العناصر الغذائية وعدم الراحة في الجهاز الهضمي والإصابة بالإمساك والإسهال المتكرر، وقد يسبب الإسهال المتكرر بعض المشاكل الصحية مثل الإرهاق والجفاف.

يعاني بعض الأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين من براز رائحته كريهة نتيجة سوء امتصاص العناصر الغذائية.

الشعور بالتعب والإرهاق

من الأعراض الشائعة للمصابين بالاضطرابات الهضمية الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة التعرض لما يلي:

  • الألم المزمن.
  • الحالات النفسية مثل الاكتئاب.
  • اضطرابات النوم.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وهي حالة تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة ومن آثار هذه الحالة الجانبية انخفاض مستويات الطاقة والتعب.

التفاعلات الجلدية

تؤثر حساسية الجلوتين على البشرة أيضًا وقد يظهر الطفح الجلدي والاحمرار.

الشعور بالقلق والاكتئاب

الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي ومنها حساسية الجلوتين هم الأكثر عرضة للاكتئاب والقلق.

فقدان الوزن دون سبب يُذكر

من الأعراض التي تصيب الشخص المصاب بحساسية الجلوتين فقدان الوزن نتيجة سوء امتصاص العناصر الغذائية.

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد

نقص الحديد من أبرز أسباب فقر الدم ويعرض الشخص المصاب للدوخة، وضيق في التنفس، والإعياء، وانخفاض حجم الدم، والصداع وشحوب البشرة، والضعف.

اضطرابات المناعة الذاتية

بعد تناول الجلوتين يهاجم الجهاز المناعي الجهاز الهضمي الأمر الذي يتسبب باضطرابات المناعة الذاتية التي تؤدي إلى مرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي وهو من عوامل خطر الإصابة بالاضطرابات العاطفية.

آلام العضلات والمفاصل

الشخص المصاب بحساسية الجلوتين لديه جهاز عصبي مفرط الاستثارة وشديد الحساسية مما يقلل من نشاط الخلايا العصبية الحسية التي تسبب الألم للعضلات والمفاصل.

الشعور بخدران في الساق أو الذراع

من أعراض حساسية الجلوتين الاعتلال العصبي الذي يسبب تنميل أو وخز في الذراعين والساقين، وهذه الحالة شائعة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري ونقص فيتامين ب12.

الانتفاخ

يصاب الشخص المصاب بانتفاخ في البطن ويشعر بأنه مليء بالغازات بعد تناول الطعام الأمر الذي يسبب عدم الشعور بالارتياح.

الشعور بآلام في المعدة

من أعراض حساسية الجلوتين الأكثر شيوعًا آلام البطن والمعدة وتشير التقارير بأن 83% من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين يصابون بآلام في البطن وعدم الراحة بعد تناول الجلوتين.

الشعور بالصداع

نوبات الصداع النصفي والصداع من حين لآخر من الأعراض التي يعاني الكثير من الأشخاص خاصة المصابين بحساسية الجلوتين إذ يكونون أكثر عرضة لنوبات الصداع النصفي أكثر من غيرهم. [2]

فحص حساسية الجلوتين

إذا تسبب تناول الجلوتين ظهور مشاكل صحية يجب على الشخص مراجعة الطبيب، ومن المحتمل أن يقوم الطبيب بإجراء اختبارات معملية لاستبعاد مرض الاضطرابات الهضمية وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى، وفي بعض الحالات يقدم الطبيب خطة لمراقبة النظام الغذائي، وعند إجراء تشخيص حساسية الجلوتين يتم استبعاد الخيارات الأخرى، إذ أن التفريق بين حساسية الجلوتين والداء البطني من الأمور الصعبة لذا اختبار الأجسام المضادة تساعد على إجراء الفحص بعد استبعاد مرض الاضطرابات الهضمية، ويطلب الطبيب ما يلي:

  • اختبارات الدم: في حال وجود بعض الأجسام المضادة في النتائج هنا يكون الشخص مصابًا بالاضطرابات الهضمية.
  • الخزعة: يتم أخذ عينة من نسيج بطانة الأمعاء وإذا ظهر في النتيجة وجود تلف في البطانة يكون المريض مصابًا بمرض الاضطرابات الهضمية.

عند استبعاد الطبيب مرض الاضطرابات الهضمية يبحث بعد ذلك عن علامات متلازمة القولون العصبي أو حساسية الجلوتين. [3]

علاج حساسية الجلوتين

لا يوجد علاج لحساسية الجلوتين لكن يشعر الشخص المريض بالراحة عند اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين، لذا من الأمور الهامة أن يذهب المريض إلى الطبيب وأخصائي التغذية لتحديد النظام الغذائي المناسب.

يمكن للمريض أن يطلب من الطبيب أو أخصائي التغذية إضافة البروبيوتيك إلى النظام الغذائي لأنه يساعد على زيادة البكتيريا الجيدة في الأمعاء وبالتالي التقليل من الأعراض التي تتمثل بالإمساك والغازات والانتفاخ.

بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول إنزيمات معينة تساعد على هضم الجلوتين لكن الخبراء ما زالوا يتحققون من إمكانية ذلك. [1]

نظام حياة مرضى حساسية الجلوتين

عادة ما يوصي الأطباء الأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية لاستعادة مستويات المعادن والفيتامينات، وفيما يلي سنتعرف على نظام حياة مرضى حساسية الجلوتين من خلال عرض بعض المصادر الخالية من الجلوتين:

  • لحم البقر غي المصنع، والفاصولياء البيضاء والسبانخ والتوفو والعدس والكاجو والحمص والشوكولاتة الداكنة.
  • منتجات الألبان المدعمة بفيتامين د مثل الحليب والزبادي وحليب الصويا وحليب اللوز إضافة إلى عصير البرتقال المدعم والبيض  والسردين.
  • الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل السلمون واللفت والسردين والتوفو المحضر بالكالسيوم والبرتقال والتين المجفف وعصير البرتقال المدعم.
  • الأغذية التي تحتوي على فيتامينات ب مثل العدس والفول وبذور عباد الشمس والدجاج والفطر والسبانخ والهليون والبروكلي.
  • الأغذية التي تحتوي على الزنك مثل جراد البحر والكاجو ولحم الدجاج وغيرها. [4]

حساسية الجلوتين عند الرضع

تعد الأمراض الهضمية لدى الأطفال من الأمور الشائعة وعدم علاج هذه الأمراض قد يسبب حدوث مضاعفات خطيرة مثل تأخر البلوغ ومشاكل في النمو وزيادة الوزن وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد وهشاشة العظام والتعب المزمن، وفيما يلي بعض الأعراض التي تصيب الطفل الذي يعاني من الحساسية:

حساسية الجلوتين والقولون العصبي

يسبب الجلوتين الموجود في الشعير والقمح والجاودار المشاكل لبعض الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي والذين يعانون من تفاعل مناعي خطير تجاه الجلوتين وقد يعاني البعض الآخر من حساسية الجلوتين والأعراض المشتركة لهذه الحالات الإسهال.

تعد حساسية الجلوتين من الاضطرابات الهضمية الذي يؤثر على خلايا الأمعاء ويسبب سوء امتصاص العناصر الغذائي، وتشير الأبحاث أن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين قد يحسن من أعراض القولون العصبي وذلك في دراسة أجريت عام 2015.

ينصح الأطباء الشخص المصاب بمرض القولون العصبي بتجنب تناول الجلوتين كي تتحسن أعراض القولون العصبي. [6]

يتعرض الصغار والكبار للإصابة بأنواع من الحساسية نتيجة رد فعل الجسم الذي يعامل المادة الداخلة إليه كجسم غريب، ومن الحساسية المنتشرة بكثرة هي حساسية الجلوتين التي تتطلب في بعض الأحيان زيادة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الأطعمة التي يجب تناولها والأطعمة التي يجب الابتعاد عنها من أجل تحسين الأعراض.

  1. أ ب "Gluten Intolerance" ، منشور على موقع clevelandclinic
  2. "The Most Common Signs of Gluten Intolerance" ، منشور على موقع healthline
  3. "What is gluten intolerance?" ، منشور على موقع medicalnewstoday
  4. "The Foods to Eat and Avoid if You’re Going Gluten Free for Celiac Disease" ، منشور على موقع everydayhealth
  5. "Coeliac disease in children" ، منشور على موقع coeliac
  6. "12 Foods to Avoid with IBS" ، منشور على موقع healthline
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار