رسالة إنسانية من الملك تشارلز: الكشف المبكر ينقذ الأرواح

كشف الملك تشارلز الثالث عن تطورات حالته الصحية بعد الإعلان عن إصابته بالسرطان قبل نحو عام، مؤكداً أن التشخيص المبكر في المراحل الأولى من المرض سمح للأطباء بتقليص بروتوكول علاجه من السرطان بداية من العام القادم، مشجعاً الجميع على ضرورة الاستفادة من برامج الفحص الطبي المبكر لاكتشاف المرض في المراحل الأولى لكي يكون العلاج أسهل وأكثر فاعلية.

الملك تشارلز يعلن تقليص علاجه

وأوضح الملك تشارلز، البالغ من العمر 77 عاماً، في رسالة مسجلة بثت على شاشات التلفزيون البريطاني أن الكشف المبكر زاد من احتمالات نجاح علاجه، وذلك ضمن حملة تهدف إلى الترويج للفحص واكتشاف الأمراض قائلاً: "التشخيص المبكر ينقذ الأرواح بكل بساطة".

وأضاف: "وأدرك أيضًا مقدار الفارق الذي أحدثه ذلك في حالتي الشخصية، إذ أتاح لي الاستمرار في عيش حياة كاملة ونشطة حتى أثناء الخضوع للعلاج".

وقال الملك: "كما لاحظت من قبل، فإن أحلك لحظات المرض يمكن أن يضيئها أعظم قدر من التعاطف، لكن التعاطف يجب أن يقترن بالفعل. وفي هذا الشهر من ديسمبر، بينما نجتمع للتأمل في العام الذي مضى، أتمنى أن يتعهد كل منا، ضمن قراراته للعام المقبل، بأداء دوره في المساعدة على اكتشاف السرطان مبكرًا".

واختتم حديثه بالقول: "حياتك، أو حياة شخص تحبه، قد تعتمد على ذلك".

ومن جهته، أوضح قصر باكنغهام أن علاج الملك تشارلز انتقل إلى مرحلة توصف بأنها مرحلة احترازية حيث يستمر فيها مراقبة حالته الصحية لضمان الوصول إلى التعافي الكامل.

ومنذ إعلان الملك تشارلز إصابته بمرض السرطان في فبراير 2024، عمل على توظيف تجربته الشخصية في دعم التوعية بمرض السرطان والعلاج منه، حيث أفادت جمعيات خيرية معنية بالسرطان في بريطانيا بارتفاع عدد الأشخاص الذين سعوا للحصول على معلومات عن المرض عقب إعلان الملك خضوعه للعلاج.

تفاصيل الحالة الصحية للملك تشارلز

لم يكشف الملك تشارلز قط عن نوع السرطان الذي أصيب به أو العلاج الذي تلقاه، حيث أوضح القصر الملكي أنه قرار مقصود بهدف ضمان وصول رسالته إلى شريحة واسعة من الجمهور. أصدر القصر بياناً جاء نصه: "تنصح آراء خبراء السرطان، وفي إطار حرص جلالة الملك على دعم مجتمع مرضى السرطان بكافة فئاته، بألّا يتناول حالته الصحية الخاصة بشكل محدد، وإنما أن يوجّه حديثه إلى جميع المتأثرين بمختلف أشكال المرض".

تم تشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان خلال تلقيه علاجاً لتضخم البروستاتا. واستبعد الأطباء إصابته بسرطان البروستاتا، إلا أن الفحوصات كشفت مشكلة أخرى مثيرة للقلق، بحسب ما ذكره مسؤولو القصر العام الماضي.

وعقب التشخيص، أوقف تشارلز ظهوره العلني لمدة تقارب شهرين للتركيز على العلاج والتعافي، لكنه واصل أداء شؤون الدولة واحتفظ بدوره الدستوري رئيسًا للدولة.

وفي الوقت ذاته، أعلنت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، قبل أشهر إنهاء علاجها الكيميائي من السرطان. وعادت للظهور العلني من جديد وممارسة نشاطها العام، إلا أنها تغيب عن بعض الفعاليات لمتابعة حالتها الصحية من حين لآخر.

رسائل إنسانية من الملك تشارلز لمرضى السرطان

عاد الملك تشارلز إلى الظهور العلني في أبريل من العام الماضي، من خلال زيارة إلى مركز لعلاج السرطان في مستشفى «يونيفرسيتي كولدج» وسط لندن، حيث التقى بالعاملين وتبادل الحديث مع مرضى آخرين.

وقال متعاطفًا مع إحدى المريضات بينما كانت أدوية العلاج الكيميائي تتدفق إلى ذراعها: "الأمر يكون دائمًا صادمًا بعض الشيء، أليس كذلك، عندما يخبرونك".

اعتبر الكثيرون إعلان الملك تشارلز لمرضه خروجاً عن تقاليد العائلة المالكة البريطانية، التي اعتادت اعتبار شؤونها الصحية مسألة شخصية ونادرًا ما تشارك تفاصيلها مع الرأي العام.