رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!

  • تاريخ النشر: الإثنين، 29 فبراير 2016
رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!

أن تختار لها لقباً يحتوي كل ما تختزنه من موهبة وصفات، فذلك من أصعب المهمات التي قد تواجهك، ليس لأنك عاجز عن ذلك، بل لأنَّ للحديث عنها ومعها طعماً آخر!! فمهما قلت يبقى لديك المزيد، لذا تُقرر أن تكتفي باسمها فقط.


رولا حمادة، الرقم الصعب لبنانياً الذي لم تقوَ عليه كل محاولات الكسر المتعمَّد أو غير المتعمَّد، رُغم أنها بشكل أو بآخر تدفع ثمن ثباتها على مبادئها وعدم مساومتها على مهنيتها، في مجال تمثيلي خاصمت غالبيته المبادئ، إن لم نقل خانته.


عندما تسألها إن كان اكتفاؤها بعمل واحد في السنة سببه حرصها الشديد على أدوارها، أم أن هناك من يُقفل الأبواب في وجهها تجيبك بمرارة: "أصلاً وينيّ الأعمال اللي بتخلي حدا ياخدها من دربك؟"


تطل علينا مؤخراً في دور رئيسة العصابة ناديا كييف أو نادوشكا في مسلسل "سوا"، فماذا قالت عن هذه الشخصية وعن الأصداء التي يحصدها العمل؟ لِمَ تندم لكونها ممثلة في لبنان، وبماذا ردت عن حقها المهدور عربياً؟

ما قصة "حبيبي مش قاسمين" التي أعادتها إلى مراحل الإختبارات، وماذا قالت عن العرض المُعيب الذي تلقته، وغيرها الكثير في هذا اللقاء.. 

نتابعك في دور ناديا كييف الذي تؤدينه في مسلسل "سوا"، ما هي الأصداء التي تصلك؟

 الحمد لله من خلال الإتصالات التي أتلقاها، وما أقراه عبر مواقع التواصل الإجتماعي ألمس أصداء إيجابية، بأن الدور جميل جداً، يُظهر النضوج الفني الذي يختزنه، وهذا أمر يعني لي الكثير. كما أن المادة التي يتضمنها تسمح لك بأن تؤدي أحاسيس عدة في مشهد واحد. 


 ما الذي جذبك إلى دور "الشريرة رئيسة المافيا"، وبما اختلف عن الشخصيات التي أديتها سابقاً وتحديداً "نهلا راشد" في مسلسل "نساء في العاصفة"؟ 
ما جذبني أن الشخصية لا تقتصر على وجه واحد بل على عدة وجوه وكُلها ظاهرة وغير مخفية، وهذا شكّل الإضافة وكان دافعي لقبوله. في البداية تردَّدت وخفت أن يُذكِّر المُشاهد بـ "نهلا راشد" إذ كانت أيضاً تمتلك السلطة والمال والنفوذ... لكنني ارتكزت على نقاط جديدة تعتبر خيوطاً أساسية لتفريق الشخصيتين. فناديا أو نادوشكا ليست بريئة، أما نهلا فنظيفة لم تتبلَ أحداً أو تلوث يديها بالدم!! فقط ردت الأذية لمن تسبب لها بها... نهلا لم تبنِ ثروتها بنفسها، لكنها كانت واضحة ومستقيمة في عملها وتريد من الناس أن تعاملها بالمثل. أما ناديا فالقتل عندها مباح، بَنَت ثروتها بالدم والأخطاء والمافيا والمخدرات. حتى في محبتها لأولادها فرق من السماء للأرض!! تُحبهما على طريقتها وليس كما تحب كل أم أولادها. لذا أعتقد بإنني قدمت هذا الدور بطريقة مختلفة من حيث المضمون، كذلك لناحية الشكل... عدّلت على مظهري ولون شعري وأمور أخرى وهذا أمر أساسي ومهم جداً بالنسبة لي، فالشكل يوازي الحركة، في التعريف بالشخصية. 


 تركيبة العمل الدرامية "مافيا، تشويق، إثارة" تترك العديد من الأسئلة العالقة!هل هي ثغرات أم أن كل الإيجابات ستتضح لاحقاً؟
أعتقد بأنَّ الأسئلة التي تدور في رأسنا كمشاهدين أجوبتها ستكون واضحة مع مرور الحلقات، فالمخرج حريص على عمله وقريب جداً منه... بالطبع هذا لا يعني خلو المسلسل من بعض الهفوات الطفيفة غير الجوهرية، التي لا تخلو  منها أفلام هوليوود حتى. 


 تكررين التعاون للمرة الثانية مع يوسف الخال، إيميه الصياح، شارل شلال وغيرهم، كم  يعتبر هذا التعاون صحياً وكم يُسهِّل أو يصعب العمل على الممثل؟ 

 على العكس يُسهله ويضاعف من إيجابياته. نحن فريق عمل متجانس ومتناغم ومحب جداً جداً، "ما في حرتقات" في التصوير وهذا أمر أساسي... يوسف وإيميه قصة!! شهادتي مجروحة لأنهما " ثنائي بياخد العقل"، أديا دوريهما بطريقة جميلة، كذلك باقي الممثلين رودريغ سليمان، جوزيف بو نصار، الياس الزايك، شكران مرتجي، عبد المنعم عمايري وإيف شلالا... على الممثل أن يكون مرتاحاً وأن يشعر بأنَّ الممثل الذي أمامه يحبه ويريد له الأفضل، وأنَّ فريق الإنتاج والفنيين والتقنيين موجودون لخدمة العمل وليس لخدمة الشخص. فالمحبة والألفة أينما حلت تصنع العجائب... العمل "بيشرقط" والعالم تلتقط هذه "الشرقطة" ولا تعرف سببها. وهذا ما حصل في "سوا" و "وأشرقت الشمس"!! عندما تشعرين بأنَّ قصة المسلسل جميلة لكن هناك ما ينقصها، فاعلمي إين تكمن المشكلة، وهذا ألمسه من خبرتي. لا يمكنك تخيل الفضائح التي تظهرها الكاميرا!! ضعيها على وجه الشخص وتأمليه من دون أن ينطق بكلمة تكتشفين شخصيته. تحية كبيرة أوجِّهها للـ DOP كمال بو نصار الذي قدَّم هذه الصورة الجميلة، كذلك للمدير الفني والإنتاجي فادي الهبر تألق في اختيار الديكورات ومواقع التصوير ليجعل كل منزل يشبه شخصيات العمل... في أغلب الأحيان مدراء الإنتاج لا يقرأون النص، ويبحثون عن مواقع تصوير كيفما كان!! فادي كان متمعناً في العمل. 


كيف وجدت إيميه في تجربتها الثانية؟ 
إيميه عرفت كيف تصنع الفرق بين دور "جلنار" ودور "تارا".  بالطبع إن أرادت الاستمرار بالوتيرة التصاعدية للنجاح عليها أن تعمل على تطوير نفسها، وهذا أمر تقوم به. أعرفها جيداً وأشعر بإصرارها وألمس هذا القلق الجميل الذي يسكنها ويرافقها لتطوير قدراتها. لقد باتت نجمة مطلوبة للعمل، وكما نجحت وتفوَّقت في كافة تحديات حياتها ستتفوَّق في التمثيل أيضاً.


ما هي نصيحتك لها؟ 
قلتلها "ما توقف تشتغل على حالها كممثلة". كان يمكن أن أقول لها أيضاً التواضع ثم التواضع ثم التواضع، لكنها ليست بحاجة أبداً إلى هذه النصيحة.

 
ماذا عن التعاون الأول مع شكران مُرتجى وعبد المنعم عمايري!! 
شكران تمتلك شخصية رائعة جداً، وقد فاجأتني إيجاباً في الطريقة التي قدمت فيها دور "نور". عادة عندما تقرأين النص كاملاً تتخيلين الشخصيات، وعندما قرأت دورها لم أتخيل أبداً أن تقدّمه كما قدمته، وهذا أمر أحببته كثيراً. "كسرتلي الكليشيه اللي براسي عن هالشخصية" وبدّلت الصورة النمطية عن المُربية، وهذه قدرة تحتاج للجرأة والخيال لدى الممثل.أما عبد المنعم "مش أنا اللي بحكي عنو". ممثل رائع اجتمعنا في مشهدَين، لكن التقينا مرات عدة في موقع التصوير "إنسان غير شكل". 

رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!


تابعناك في العديد من الأدوار التي كنت فيها المرأة الحديدية لكن المثالية؟ كم ينطبق هذا على رولا حمادة الإنسانة؟ 
لست بمثالية!! أنا إنسانة عادية لديها لحظات قوتها وضعفها، لكن أعتقد أنَّ هاجس العمل على تطوير  نفسي أكثر بقليل من البعض حولي، وحياتي الداخلية النشطة جداً هي الأساس. في الحياة أمور كثيرة تضطرين إلى الإقدام عليها لكي يسير يومك، لكن ليس لأحد سُلطة على حياتك الداخلية التي تهمني جداً، لأن كل شيء في هذه الدنيا إلى زوال "حتى ولادك بيفلوا". 


كم تُصعّب هذه الحياة استمراريتك في المجال الفني؟ لا تساومين وتمتلكين كاركتيراً مغايراً عن مختلف نجوم ونجمات الساحة (تضعين اسمك آخر الأسماء، ولا تكترثين للكثير من المظاهر)!! 
لا أنكر بأنني أقدمت على فعل كل هذا في بداياتي. كانت الـ ego متضخمة جداً وكنت أريد أن يكون أسمي أول اسم يمر على الشاشة، لكن ما وصلت له اليوم من قناعات داخلية لا تسمح لي بأن أفكر إن كان هذا يؤثر علي عملي ويصعب علي الإستمرارية... اليوم أكثر من أي وقت مضى متمسكة بهذه القناعة التي اختبرتها مع ذاتي، وأدركت خلالها أنَّ كل ذلك مظاهر فارغة. أثبت نفسي كممثلة، فماذا يحصل إن ظهر إسمي في البداية أو النهاية؟! النتيجة نفسها. اسم ميريل ستريب يأتي في نهاية ترتيب الأسماء وهي لم تتذمر مرة.


لكن ألا يجعل ذلك البعض يعتقد بأنك تتخاذلين؟
لا أنكر أنَّ بعضم يفكر بهذه الطريقة لأنَّ رحلتهم الداخلية ما زالت في بدايتها.. أحدهم قالها لي أنت بذلك تتخاذلين، لكن على العكس هذا يجعلني أتأكد بأن الطريق الذي أسير فيه هو الصح... عندما تكسرين الأمور المعتادة والناس لا تتقبلها فهذا يعني بأنك تنجحين!! سيأتي يوم ويعرف من يتبع طريقتي بأنني كنت على حق. 


ألا تندمين وتقولين ليتني "غير هيك" لأستمر في الوسط الفني؟ 
(ضاحكة لكن بمرارة) لا أندم على أمر، بقدر ما أندم لكوني ممثلة في لبنان!! أندم لأنَّ ممثلين مثلي وأفضل مني لا يستطيعون أن يمارسوا مهنتهم بالطريقة التي تسعدهم. 


ماذا تقصدين؟ 
أن تقدمي الأعمال الجميلة وأن يكون عملك متواصلاً. فالتمثيل هو الأمر الوحيد الذي تتقنينه وتحبينه في هذه الدنيا، أقله أن تقدميه بطريقة جميلة مع أناس لديهم الإستعداد الدائم بأن يغوصوا معك وأن يطمحوا للأفضل. 


أين تتمنين أن تكوني كممثلة؟ 
لا أعرف!! في إنكلترا في فرنسا. مؤخراً اكتشف أن هناك ما يُسمى بـ " نوليوود" وهي نيجيريا التي تُعد ثاني أهم بلد في الإنتاجات السينمائية بعد الهند. تخيَّلي كيف نفكر نحن عن هذه البقعة من العالم، وكيف نعتبر نفسنا أهم منهم، لكنهم في الحقيقة سبقونا حتى في التمثيل، وهذا أمر يحز في قلبي. حتى محيطنا كبر ونحن بقينا متأخرين على كافة الأصعدة. 


لِمَ تقدمين عملاً واحداً في السنة؟ هل هو حرص مبالغ منك، أم هناك من يُقفل الأبواب في وجهك؟ 
أبداً على الإطلاق؟ "أصلاً وينيّ الأعمال اللي بتخلي حدا ياخدها من دربك؟" انتاجاتنا ليست كثيرة، إضافة إلى حرصي على تأدية أدوار أحبها وتعني لي.. أصدقائي الكُتاب كُثر ودائماً يخصصونني بأدوار لكن، أين، أو فلنقل "بدك المنتج يقدّر قيمة شغلك"!! إما أن تقبلي بالمبلغ الذي يعرضه عليك وإلا هناك 100 واحد غيرك. 


هل تُعد رولا أغلى اسم؟ 
لا أعرف غيري كم يتقاضى ولا تهمني هذه الأمور... بالتأكيد هناك ممثلات يتقاضين أكثر مني بكثير، وهذه ليست مسألتي. مسألتي هي غياب الإحترام في التعامل!! عندما تكونين صحافية مبتدئة تتقاضين مبلغاً معيناً، وعندما تتمرسين 20 عاماً في مهنة الصحافة فالمبلغ يختلف بالتأكيد، وذلك احتراماً لتاريخك وخبرتك وقيمتك الفنية "صح"؟ مؤخراً عرض علي عمل أقل ما يقال عنه "عيب!! في شي معقول وشي مش معقول". 


"أوف" لهذه الدرجة؟ 
نعم وأكثر.. 

رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!
ما رأيك في الإنتاجات اللبنانية والعربية التي تُعرض؟ 
لبنانياً لم يتسنَ لي المتابعة،  إذ أتابع مسلسلي "سوا" وغالبية الأعمال التي تٌقدم تًعرض في نفس توقيته. أما عربياً فكنت أنتظر وبشغف المسلسل الرمضاني "غداً نلتقي" لمكسيم خليل وكاريس بشار وعبد المنعم الذي أخرجه رامي حنا، لكن للأسف لم أستطع إكماله لأنني سافرت إلى كندا. 


لِمَ حق رولا مهدور عربياً؟ 
ليس لديّ أصدقاء أو علاقات أو كليكات، كما تسير عليه الأمور في هذا المجال. 


هل يعتبرونك في مكان آخر لا يمكنهم الوصول إليه؟
"مش مفروض" أنا ممثلة وحاضرة للعمل، من يحتاجني يستطيع التواصل معي "وبعدها بشوف إذ أنا بعيدة ولا لا". 


ما الذي تقولينه للمنتجين اليوم؟ 
"يعطيهن العافية"...


هل من رسالة توجهها رولا لهم؟ 
لا كلام في هذا الإطار!! كل منا يقوم بما يناسبه، والسهل دائماً يكون أقرب.. إن وجدت أمامك طريقين الأولى سهلة والثانية صعبة أي طريق تختارين؟ 


السهلة!! 
- طبعاً.. وهذا ما ينطبق هنا. 


لبنانياً من هي نجمة الدراما العربية اليوم؟ 
 أجد أن سيرين عبد النور هي الأكثر شهرة على الصعيد العربي. أما من الجيل الجديد فأعتقد أن نادين نجيم هي أكثر ممثلة محبوبة من جيلها، وإيميه الصياح "واصلة ع الطريق". 


ماذ عن أعمالك المقبلة، هل سنراك في الموسم الرمضاني؟  
تلفزيونياً لا شي في الوقت الحالي، لكنني أُحضّر لمسرحية في النصف الثاني من شهر أيلول المقبل.

 
أخبرينا عنها؟ 
هي من كتابتي، تحمل عنوان "حبيبي مش قاسمين". 


حول ماذا تدور قصتها؟
قصة ثنائي متزوج منذ 25 عاماً يقتحم حياتهما شخص غريب فيُفسد التوازن المزيَّف بينهما لتخرج الأزمة النائمة إلى العلن. 


تختبرين الكتابة للمرة الأولى ما الذي اكتشفته؟ 
"بدو يكون طالع معي شي منيح" لأن الملاحظات التي تلقيتها من الشخَصين المعنيَّين بالكتابة اللذين قرآ النص كانت قليلة جداً، ويمكن أن تُعدل في لعبة الإخراج. لكنني كُنت كمن يقدم أول فحص في حياته. 

رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!

رولا حمادة: أندم لكوني ممثلة في لبنان و"حبيبي مش قاسمين" أول اختبار في حياتي!!

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار