عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية

  • تاريخ النشر: الخميس، 16 أكتوبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
عبدالكريم الجاسر
صحافي بارع، بدأ حياته المهنية في بلاط صاحبة الجلالة مراسلاً لصحيفة الجزيرة بالدمام ثم محرراً للأخبار في مكتب صحيفة اليوم بالرياض قبل الإنتقال للعمل في جريدة الرياض ومن بعدها الإنتقال لمجلة اليمامة أعقبها بالعودة للجزيرة مرة أخرى حتى تبوء منصب نائب رئيس القسم الرياضي فيها، تحول بعد ذلك للعمل في أروقة نادي الهلال مديرا للمركز الإعلامي ومتحدثا رسميا للنادي وعضوا في مجلس الإدارة ، هو قبل ذلك كله وبعده أحد قياديي العمل الصحي المملكة إذ يعمل في الحقل الصحي منذ أكثر من 28 عاما حتى وصل إلى منصب نائب مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء ، أبو يزيد يعد أحد الوجوه الرياضية المعروفة على نطاق واسع في الخليج العربي، نتعرف عليه ونعرفه أكثر من خلال هذا اللقاء الذي أجرته مجلة ليالينا مع عبدالكريم الجاسر :
 
عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية
 
البدايات متى كانت وأين بعد التخرج من الجامعة ؟ 
الحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن أصبح إعلاميا في يوم من الأيام ولم يدر في خلدي مطلقا على الرغم أنني تخرجت منتصف الثمانينات الميلادية من كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، لم أكن أفكر في هذا الأمر ولكن بعد التخرج لم يكن متاحا الحصول على المرتبة السابعة في الخدمة المدينة لتخصصنا سوى في المنطقة الشرقية عبر مديرية الشؤون الصحية التابعة لوزارة الصحة وذهبت إلى هناك أخصائيا للعلاقات العامة في المديرية. 
 
العلاقات العامة كانت بوابة العمل الحكومي بالنسبة لك .. كيف تصف لنا تلك المرحلة عبر عملك في المديرية ؟
كانت مرحلة مفعمة بالحماس والطموح ، بعد تعييني بشهرين كانت بشارة قدوم إبني يزيد إلى الدنيا، أمضيت ستة أشهر في العمل كأخصائي للعلاقات العامة قبل أن أتولى إدارة العلاقات العامة لمدة سنتين ونصف تحت قيادة الدكتور «سامي الصقير» الذي تعلمت منه الكثير في علوم الإدارة وكان بحق قائدا وملهما في كثير من أمور العمل، كانت هنالك لجنة للإعلام الصحي وكنت عضوا فيها وكان هنالك عمل كبير في تنظيم المؤتمرات والندوات الطبية والمنطقة الشرقية عموما بيئة ممتازة للعمل نظرا لترابطها وتمسكها وقرب مدنها من بعض ثم كانت العودة للرياض بعد الترقية للمرتبة الثامنة.
 
العودة للرياض والمواصلة في نفس القطاع أم تحولت لقطاع آخر ؟
بعد عودتي للرياض إلتحقت بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء وحصلت على ترقية للمرتبة التاسعة ثم كلفت بالعمل في مكتب معالي وزير الصحة الأسبق الدكتور أسامة شبكشي لمدة سنة ونصف وكانت تجربة للأمانة ثرية جدا إذ كنت محظوظا بالعمل مع قامة تضيف لك الكثير حتى على البعد الأدبي والتحريري فضلا عن الأداء الفني رغم كونها تجربة مرهقة إلا أنها مفيدة جدا، قبل ذلك كان المشرف على مركز زراعة الأعضاء الدكتور عبدالرحمن السويلم وهو أيضا قامة أدبية كبيرة ومن رواد العمل الصحي والخيري في البلد، لأعود بعد ذلك نائبا لمدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء بعد الترقية على المرتبة العاشرة والإنضمام للكادر الصحي عبر بوابة الإدارة الصحية وإدارة المستشفيات بعد إستيفاء كافة الشروط الفنية والقانونية. 
 
عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية
 
التعامل مع قيادات كبيرة في مجال الصحة ماذا أضاف لك ؟ 
الجميل في الأمر أنهم ليسوا قادة في مجالهم فقط ، بدءاً بالدكتور سامي الصقير ومرورا بمعالي الدكتور عبدالرحمن السويلم وليس إنتهاءا بمعالي الدكتور أسامة شبكشي هم جميعا متمكنين من اللغة والأدب، استفدت منها الكثير في الدقة والإنضباطية والحرص على العمل وكنت مشرفا في أحيايين كثيرة على المخاطبات والمكاتبات التي ترفع للمقام السامي ومجلس الوزراء وصياغتها وتحريرها بإشراف مباشر من الدكتور أسامة ، أكسبتني تلك الفترة الكثير ولاشك .
 
بحكم عملك في قطاع العلاقات العامة كان نقطة إنطلاقك في عالم الصحافة ، كيف تصف تلك اللحظات وهل كانت بتخطيط مسبق منك ؟ 
بطبيعة عملي تلك الفترة كان يقع تحت يدي الكثير من الأخبار التي أوزعها وأتابع نشرها في الصحافة المحلية فكان من الطبيعي أن أكون في تماس مع الصحافة فإلتحقت بجريدة الجزيرة مراسلا لهم من مدينة الدمام لقسم المحليات إلا أن التجربة لم تدم طويلا قبل الإنتقال لمدينة الرياض.
 
بعد الإنتقال للرياض تحولت للرياضة ، لماذا ؟
أنا متابع  جيد للحركة الرياضية ومهتم بها منذ صغري وبحكم العلاقة مع جريدة اليوم وحنيني للمنطقة الشرقية إلتحقت بالقسم الرياضي بجريدة اليوم وتصادف إلتحاقي بتصفيات البطولة العربية للأندية عام 1989 والتي ضمت أنديةعربية كثيرة وشهدت ولادة جيل هلالي كامل ضم بين صفوفه سامي الجابر وصفوق التمياط وخالد التيماوي وغيرهم مع المدرب الشهير كاندينو ، استمريت سنة كاملة ثم انتقلت لجريدة الرياض لمدة ثلاث سنوات ومن ثم تحولت لمجلة اليمامة في تجربة لم تستمر أكثر من ستة أشهر بعدها كان الإنتقال لجريدة الجزيرة . 
 
الجزيرة أبرز وأطول محطات عملك الصحافي كاتبا وصحافيا حتى وصلت نائبا لرئاسة القسم الرياضي فيها .. كيف كانت ظروف الإنتقال ؟ 
بالفعل ، كان للزميل والصديق خالد الدلاك رئيس القسم الرياضي آنذاك الجهد الأكبر والفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إنضمامي حيث أصر على إنتقالي للعمل في الجزيرة قبل أسابيع قليلة من إنطلاقة كأس العالم عام 1994 إذا بمجرد إنضمامي للقسم الرياضي فيها ، غادر هو إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية وحضور النهائيات ، ثم أتى بعد ذلك الأستاذ محمد العبدي مدير لتحرير الشؤون الرياضية وأصبح الأستاذ عبدالعزيز الهدلق رئيسا للقسم الرياضي وأنا نائبا لرئيس القسم . 
 
عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية
 
يتهمك البعض أبو يزيد بالإنتقاد الحاد لإدارة عبدالرحمن بن مساعد وأن هذا ماقادك لعضوية مجلس إدارة النادي وللعمل مديرا للمركز الغعلامي فيه ؟
على العكس تماما ، أنا أتيت للهلال في فترة زاهية من فتراته وهي أثناء تولي المدرب «جيرتس» إدارة الشؤون الفنية وهي فترة متوهجة للهلال وربما كانت فترة أقرب للمديح وكيل الثناء للعمل والبناء في نادي الهلال أكثر من الإنتقاد ، بالمجمل وكما هو معروف عني أنا أميل للتحليل الفني وتوضيح الرؤية والمدارس التدريبية والحكم على عمل المدربين أكثر من أي شيء آخر ، لا أتطرق للأشخاص مطلقا وتركيزي دائما على العمل .
 
استمريت لمدة سنة تقريبا في الكتابة بعد إلتحاقك  بإدارة نادي الهلال ، لماذا الإستمرار ولماذا التوقف لاحقا ؟
أنا أحب توصيل ما أفكر فيه للناس دائما ، وأميل للتخصص في التحليل الفني ولكن وجدت استهداف وترصد لما أكتبه بعد إنضمامي لمجلس إدارة نادي الهلال ، استمريت لمدة سنة قبل أن أتوقف بعد ما ضاق بي المدى من تأويل كل حرف أكتبه وإسقاطه على حسب ميول وأهواء البعض وإتجهت لبدائل أخرى مثل الظهور في بعض البرامج التلفزيونية الرياضية وهي بديل جيد لطرح وتوصيل وجهة النظر بالإضافة إلى ضيق الوقت والمعاناة في الإلتزام بكتابة عمود أسبوعي يستنزف جهدا ووقتا لإعداده للظهور بشكل يليق بتطلعات القراء من فكرة وصياغتها وعرضها بشكل ممتاز.
 
العمل في نادي جماهيري ، بماذا يختلف عن جميع محطاتك السابقة ؟ 
فترة العمل في نادي كالهلال توافقت وترافقت مع إنفتاح وإنفجار رهيب في وسائل التواصل الإجتماعي فأصبح كل شيء تحت المجهر وأصبح هنالك مليون رأي غير رأي المسؤول، أصبح الكل يفتي في جميع أمور النادي وهذا وضع صعب جدا ، الضغوط زادت بشكل كبير وهذا يشتت الإنتباه ، أنا على خلاف جميع مدراء مراكزالإعلام في الأندية عضو مجلس إدارة في النادي وهذا له جانبين ، الجانب الإيجابي أنني قريب من مركز صناعة القرار وبإستطاعتي الإجابة على أي استفسار ، الجانب السلبي طغيان عملي كعضو مجلس إدارة على مهامي كمديرللمركز الإعلامي بالنادي ما اضطرني لتفويض الصلاحيات للزملاء في المركز في ظل وجود طاقات وكفاءات محترفة من الزملاء في المركز ، أصبحت آخر سنتين مهتما بأمور أخرى من صميم عملي كعضو مجلس إدارة أكثر من عملي كمدير للمركز الإعلامي . 
 
عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية
 
صحيفةالجزيرة مرحلة مهمة من حياتك المهنية .. هل انقطعت الصلة بها تماما وأصبحت تتابعها كمتلقي أم أن التواصل لايزال بينك وبين منسوبيها ؟
أستطيع أن أقول أن الخيارين صحيحين ، أتابع الجزيرة كمتلقي ولاتربطني مهنيا بها أي صلة ، ولكن لايزال الود موجود مع جميع الزملاء هناك وهناك إتصالات من وقت لآخر مع جميع الزملاء الأعزاء ، منذ أن دخلت بوابة الهلال كعمل رسمي وأنا أعمل لمصلحة الهلال فقط ، ما أستطيع أن أميز أي صحيفة به فالمركز الإعلامي بالنادي أولى به  حتى لو غضب مني بعض الزملاء ، المركز الإعلامي منصة إعلامية منافسة لجميع الصحف وتقدم خدمات لهم كذلك .
 
هل نفهم من هذا أنك لاتميز الصحيفة بأي خبر أو إنفرادات من تعاقدات جديدة وغيره ؟ 
مطلقا ، أستطيع أن أقول لك أن أولادي وأهل بيتي لايعرفون عن مايدور في النادي ، أنا مؤتمن على مصلحة النادي وأسراره وكما أسلفت لك كل جديد نضع مصلحة المركز الإعلامي في النادي قبل جميع الصحف . 
 
ربط البعض تولي سامي الجابر قيادة تدريب النادي بغيابك او تواريك عن الظهوروالصمت الموسم الماضي ؟
لم يكن غيابا ، كنا قد أعلننا قبل بداية الموسم الماضي أنه موسم عمل وليس موسم للحديث وأن الفترة تتطلب عملا جدا ولن نسمح لأحد بجرنا خارج حدود الملعب ، ظهرت في الحالات التي كانت تستوجب الظهور وكسبنا عدة قضايا وأصدرنا عدة بيانات ، لكن البعض لايدرك أن الحديث في بعض القضايا المنظورة ممنوع قانونا ، أنا أنظر لها من جانب محبة والإندفاع والحماس من قبل الجماهير. 
 
ألمس العديد من محاولات الإيقاع بينك وبين الجماهير الهلالية .. هل يزعجك هذا الأمر ؟
ليس لدي أي مشكلة في الإنتقاد ، مايزعجني هو مشاركة بعض الجماهير الهلالية في الموضوع لأن ظلم ذوي القربى أشد وأمضى ، أتفهم هذا الهجوم والإفتئات من قبل جماهير أخرى ولكن يؤلمني كثيرا عندما يحدث من جماهير هلالية وحتى قبل التثبت والتحقق من صحة الإتهامات ومصدرها ، لهم الحق أن يحاسبونني عن ما أقول ولكن ماذا عن عن الأمور المختلقة والمصنوعة والمغلوطة، أطالبهم فقط بالرجوع لمواقفي في الدفاع عن النادي وكل هذا مثبت في يوتيوب  !! 
 
عبدالكريم الجاسر: الشرقية ملهمتي الأولى في حياتي المهنية
 
بعيدا عن الرياضة .. هل أثرت على توجه ابنك الاكبر يزيد في التوجه للعمل الإعلامي الأكاديمي لاسيما وهو يحمل الآن درجة الماجستير في الإعلام ويعمل محاضرا في إحدى الجامعات ؟
لم يكن تأثيرا بقدر ماكان توجيها ، أنا أشرت عليه بالعمل الأكاديمي في الإعلام، جميل أن تبدأ من القمة وليس من القاع ، العمل الحكومي أو الإعلامي سواءا في الرياضة أو خارجه مرهق جدا ويحولك من قيادي إلى تنفيذي ، في العمل الأكاديمي الإرتهان دائما للمؤهلات العلمية والبحثية فقط وهذا أجمل وأفضل له من وجهة نظري وهو محب للإعلام منذ صغره عموما . 
 
بحكم كونك أحد قياديي العمل الصحي في المملكة العربية السعودية ، كيف تقيم الوضع الصحي الراهن في المملكة ، وفي تطبيق التأمين الصحي هل أنت معه أم ضد تطبيقه ؟
الوضع العام جيد وهناك جهود مبذولة  ولكن نحتاج للقفز قفزا بدلا من المشي في جادة العمل لمسايرة التطور العالمي من حولنا ، القطاع الصحي الخاص تحديدا يحتاج للتطوير بالتوازي مع التطور الطفيف للقطاع الصحي الحكومي ، القطاع الصحي كغيره يحتاج للإدارة ، مشكلته الأولى والثانية والثالثة هي الإدارة وضعف وسوء الإدارة هو ماخلق معظم المشاكل الصحية الراهنة ، التأمين لا أرى جدوى حقيقية من تطبيقه ، لو فعل نظام الرعاية الصحية الأولية بشكل حقيقي لكنا في وضع صحي ممتاز ، التأمين الصحي بوضعه الراهن هو تجارة ووسيلة لدفع الفاتورة فقط .
 
ثلاث رسائل مفتوحة لمن تقدمها وماذا تقول من خلالها  ؟ 
الأولى : لسمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز : ماقدمته لنادي الهلال سيذكره التاريخ وسيبقى للأجيال القادمة ونأمل أن تكلل جهودك بالحصول على كأس آسيا بإذن الله .
الثانية : لجمهور الهلال : نحن بدونكم  لا شيء ، أنتم وقودنا الحقيقي بعد الله وتوفيقه وأقول لبعضهم : تثبتوا من المصادر دائما ولاتنساقوا خلف الإشاعات وإنتقادكم لي محل تقديري واهتمامي دائما .
الثالثة للوالدة : أطال الله عمرك وأمد في بقاءك وأدامك ذخرا لنا وبركة نستظل في ظلها .
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار