غاليري جوانا صيقلي: مفهوم جديد في عالم اللوحات الفنيّة

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 فبراير 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
غاليري جوانا صيقلي: مفهوم جديد في عالم اللوحات الفنيّة
تمكّنت الفنانة جوانا صيقلي من ترك بصمة استثنائية في الغاليري الذي أسّسته منذ خمس سنوات وحمل اسمها. يستقطب "غاليري جوانا صيقلي" سنوياً عدداً كبيراً من فناني الرسم والنحت والتصوير من لبنان ومختلف الدول العربية وأوروبا وأميركا الأمر الذي جعله واحداً من أهم الأماكن التي يزورها المرء بهدف استكشاف كل ما هو فريد من نوعه وعصري وبعيد عن الكلاسيكية. جوانا صيقلي التي حوّلت موهبتها وعشقها للرسم الى غاليري تعرض فيه إبداعات غيرها من الفنانين تحلّ ضيفة عزيزة على صفحات ليالينا في هذا اللقاء. 
بداية كيف تختصرين مفهوم الغاليري؟ 
هو مفهوم مميَّز واستثنائي، إذ يستقطب كل عام مجموعة من الفنانين اللبنانيين والعرب، وفنانين من عدد من الدول الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة وبعض دول أميركا اللاتينية. يتيح الغاليري للزائر اكتشاف مجموعة كبيرة ومنوَّعة من اللوحات الفنيَّة لرسّامين لبنانيين وعرب وعالميين كما سبق وذكرت، فضلاً عن معرض الصور الذي يستضيفه الغاليري  مرّتين في السنة، وهو معرض خاص بالمصوّرين المحترفين، ويتميَّر بالصور التي يضمّها  والتي تتأرجح بين صور خاصة بالموضة وصور تتعلق بلبنان. هذا ونستضيف كل عام معرضَين لرسّامين مختلفين من خارج لبنان. من بين المعارض التي يستضيفها الغاليري في الوقت الراهن معرض لتالين تاميزيان،  وهي فنانة لبنانية – أرمنية تستقر في لندن، وتتميز اللوحات التي رسمتها والمعروضة في الغاليري بأنها تصوّر قلب الإنسان بطريقة ملفتة لا تخلو من الإبداع. 
 
ما الذي دفعك الى دخول هذا المجال وإنشاء غاليري خاص لعرض اللوحات الفنيّة؟ 
لطالما رغبت بتأسيس غاليري خاص أعرض من خلاله إبداعات الفنانين اللبنانيين وغير اللبنانيين، خصوصاً أن هذا المجال غير بعيد عنّي كوني رسّامة محترفة وأحترف مهنة الرسم منذ 17 عاماً. هذا وبعدما أنهيت دراستي في واشنطن، دخلت مرحلة الإحتراف وأقمت معارض عدّة في عدد من المدن  من بينها نيويورك، ثم بيروت حيث قررت إنشاء الغاليري. اليوم وبعد مرور خمس سنوات على افتتاحه، أعتبر أنني خطوت خطوة مهمّة في حياتي المهنية، خصوصاً أنَّ الغاليري أتاح لي فرصة التعرّف على معظم الرسّامين اللبنانيين الأمر الذي أعتبره مهماً جداً. هذا وأعتزّ بتعاوني مع جميع الفنانين. أريد أن أشير الى أنَّ أبرز ما يميّز المعرض أنه يستضيف فنانين من ثقافات مختلفة، وبالتالي تحمل الأعمال التي يقدّمونها مفاهيم منوَّعة ولا تشبه بعضها البعض. 
 
هل تفرضين شروطاً معيّنة على الفنانين الذين يرغبون بعرض لوحاتهم في الغاليري؟ 
من الضروري أن تكون اللوحات عصرية، فالرسومات الكلاسيكية لا تتماشى مع المفهوم الذي وضعته للغاليري، هذا ويجب على الفنان أو الرسّام الذي يرغب بعرض لوحاته  أن يكون محترفاً، وسبق أن شارك في خمسة عشر معرضاً على الأقل. 
 
أفهم من ذلك أنه لا يوجد مكان للمواهب الجديدة في الغاليري. 
على العكس، المواهب الجديدة تشكّل محور اهتمامي أيضاً،  ولكن نادراً ما أستقبل في الغاليري هذه الفئة من الفنانين، بحيث أفضّل أن يكون الفنان الذي سيعرض رسوماته في الغاليري صاحب خبرة طويلة، ولكن هذا لا يمنعني من استقبال مواهب جديدة شرط أن تقدّم ما هو جديد، طبعاً مع الأخذ بعين الإعتبار عدم خروج هذا الجديد عن إطار الستيل الذي تحمله اللوحات التي تُعرض في الغاليري، خصوصاً أن زبائني يتوقّعون مسبقاً ما سيجدونه في الغاليري حين يقصدونه.  
 
 كيف تصفين الأشخاص الذين يقصدونك لشراء لوحة فنيّة ولمشاهدة المعرض؟
هم ينتمون الى ثقافات مختلفة ويبحثون عن التميّز وكل ما هو جديد، فضلاً عن الأنماط المختلفة التي يمكن أن يجدونها بسهولة في اللوحات المعروضة، وهم أشخاص يبدون اهتماماً بالأنماط المختلفة بصرف النظر عن هوية الفنان، في حال كان لبنانياً أو عربياً أو من أي دولة أخرى. هذا ولا بدّ من الإشارة الى أن الغاليري يفتح أبوابه للزائرين من الإثنين الى الجمعة من الساعة الثانية الى الساعة السادسة مساء، أما بالنسبة ليوم السبت فهو مخصَّص للمواعيد المسبقة فقط.  كما يمكن لأي شخص الاتصال بي مباشرة وطبعاً أنا أساعده على اختيار حجم اللوحة والنمط المناسبَين وغيرهما. 
 
هل تختلف أذواق الزبائن بين واحد وآخر؟ 
في ما يخصّ هذا الأمر بالذات، أعتقد أنَّ الأشخاص الذين يقصدونني، يفعلون ذلك لأنهم على دراية مسبقة أنهم سيجدون ما هو استثنائي وخارج عن المألوف، خصوصاً أن الغاليري عبارة عن نمط فريد وواحد ولكنَّ الأفكار تختلف بين لوحة وأخرى، وبالتالي فإن ذوقهم سيكون واحداً الى حدّ ما. 
 
ماذا عن النشاطات الخاصة التي تُقام في الغاليري؟ 
هي نشاطات روتينية، إذ أحرص كل شهر أو شهرين على استضافة فنان أو فنانين جدد وبالتالي تجديد محتوى المعرض وإضافة لوحات جديدة، فضلاً عن المعارض الفردية التي أقيمها في الغاليري والتي يتمّ تخصيصها لعرض أعمال  أحد الرسّامين أو المصوِّرين. هذا بالإضافة طبعاً الى المعارض الجماعية التي تتأرجح بين معارض خاصّة بالصور الفوتوغرافية، اللوحات والمنحوتات الفنيَّة. 
 
كونك فنانة ورسّامة وتملكين خبرة طويلة في هذا المجال الى أي حدّ يساعدك هذا الأمر على اختيار الفنانين المناسبين ليعرضوا أعمالهم في الغاليري الذي تملكينه؟ 
لا شك في أن الخبرة التي اكتسبتها على مدار 17 سنة ساعدتني على اختيار الفنانين المناسبين وبطريقة صحيحة، وبالتالي يكون اختياري بناءً على معايير مختلفة، كالستيل الذي يقدّمونه والألوان المعتمَدَة، فضلاً عن نظرتي الشخصية الى الشيء ودرجة إعجابي به. كل هذه الأمور وغيرها تساعدني بشكل كبير على الاختيار، واللوحات المعروضة الآن هي عيّنة عن الموهبة الكبيرة التي يملكها الفنانون الذين يعرضون أعمالهم في الغاليري.
 
من هم الفنانون الذين سيستضيفهم الغاليري خلال الأشهر القليلة المقبلة؟ 
كما سبق وذكرت أنني أحرص على استقدام فنانين جدد كل شهر أو شهرين، لذا يستضيف الغاليري خلال الشهر الحالي معرض صور لفنان فرنسي ذي أصول لبنانية. أما بالنسبة للشهرين المقبلين فمن المتوقَّع أن يشهد الغاليري معرضاً لفنان لبناني، إلا أنَّ المعرض قد يتم إرجاؤه الى موعد آخر نظراً للأوضاع الأمنية التي تمرّ بها البلاد، علماً أن مجموعة من المعارض لفنانين من الخارج ألغيت بسبب ذلك. 
 
برأيك الشخصي الى أي حدّ تعدّ اللوحة الفنيَّة اليوم جزءاً مهماً من الديكور الداخلي؟ 
 
لم تكن اللوحة الفنيّة يوماً جزءاً من الديكور الداخلي، إنما هي قطعة فنيّة وليست "بوستر" تزيّن به منزلك أو غرفة نومك. هذا ويجب على المرء اختيارها لأنه بكل بساطة أعجِب بها وبألوانها، وبالتالي يجب أن يكون اختيار المكان الذي سيضع فيه اللوحة التي اشتراها انطلاقاً من رغبة شخصية ويجب أن يكون مكاناً يُشعره بارتياح داخلي. لذا من الخطأ بالنسبة لي اعتبار اللوحة الفنيّة قطعة مكمِّلة للديكور، فهي قطعة تحمل في طيّاتها سحراً خاصاً وفخامة استثنائية. 
كيف تواجهين المنافسة في ظلّ وجود عدد كبير من الغاليرهات في لبنان؟ 
طبعاً من خلال تقديم كل ما هو مميَّز وجديد وعصري ومنوَّع. لا شك في أن المنافسة مهمة جداً، فهي تحضّني على المضي قدماً والتطوير في الغاليري أكثر وأكثر. ولكن يبقى الأمر الأهمّ في وجود أكثر من غاليري في لبنان هو أننا نتشارك جميعنا الفنانين اللبنانيين وندعمهم بشكل كبير. 
 
أخيراً ما هي طموحاتك التي تسعين الى تحقيقها؟
أتمنى افتتاح فروع أخرى لـ "غاليري جوانا صيقلي" في لبنان، فضلاً عن رغبتي الشديدة في أن أفتتح فروعاً في أوروبا وأميركا. 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار