فيروز

فيروز من عمالقة الفن اللبناني ولدت في بيروت عام 1935. اسمها الحقيقي نهاد حداد ترعرعت في كنف عائلة متواضعة وفقيرة، وفي المدرسة استطاع صوتها أن يجذب الانتباه فوراً بوصفه يتمتع بنوعية فريدة.

كانت انطلاقتها الجدّية عام 1952 في الثامنه عشر من عمرها عندما تعاونت مع الأخوين الرحباني عاصي ومنصور، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت.

كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني. وفي 1955 تزوجت من عاصي، وأنجبت منه زياد عام 1956.

في صيف عام 1957 كان أول لقاءاتها مع الجمهور ، في حفلة أقيمت في معبد "جوبيتر" الروماني في بعلبك.  وحصلت السيدة "فيروز" في نفس العام على وسام الاستحقاق من الرئيس كميل شمعون، وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان.

وفي عام 1958 أنجبت ابنها هالي وهو مقعد، ثم أنجبت ابنتها ليال عام 1960

وحازت السيدة فيروز على العديد من الأوسمه منها وسام الأرز،  رتبة فارس من لبنان 1962، ميدالية الكرامة التي قدمها لها الملك "حسين" 1963.

وفي عام 1965 أنجبت فيروز ابنتها ريما  التي تعد الأقرب إليها  وهي تدير أعمالها حالياً ، وفي عام 1975 تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورة السيدة فيروز.

قدم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وقدمت عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.

وقد غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة ، والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي.

وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.

توفي زوجها عاصي الرحباني عام 1986 وبعدها خاضت عدة تجارب مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فيلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته.

وفي عام 1988 توفيت ابنتها ليال وهي في ريعان شبابها مما أحزن السيدة فيروز كثيراً

جائزة القدس في فلسطين حازت عليها السيدة فيروز عام 1997، ووسام الثقافة الرفيعة- تونس وفي عام 1997 حصلت فيروز على ميدالية الفنون للمرة الثانية من فرنسا، وسنة 1998 ميدالية الإسهام الاستثنائي من الدرجة الأولى، وكانت تلك آخر ميدالية يقدمها الملك "حسين" قبيل رحيله.

وقد أصدرت خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك أنت"، "فيروز في بيت الدين 2000" ، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة، ثم أصدرت عام 2010 ألبوم " إيه في أمل" الذي حقق نسبة مبيعات ضخمة وحصد المرتبة الأولى من حيث المبيعات.

كما أنها غنّت في عدد من أشهر المسارح العالمية ما ساهم  في انطلاق شهرتها الدولية مثل "رويال ألبرت هول" في لندن و"كارنيغي هول" في نيويورك، و"أولمبيا"في باريس. وفي عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت فيه إلى متحف.

في السادس والعشرين من يوليو 2025، غيّب الموت الموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني ابن الفنانة فيروز الأكبر عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض. ووفقاً لمصادر مقربة، فقد واجه الراحل مشاكل صحية حادّة في الكبد، وكان بحاجة ماسة لعملية زراعة كبد لم تُكتب له.
وفي الثامن والعشرين من يوليو، ودّع الآلاف من اللبنانيين والعرب زياد الرحباني في جنازة مهيبة، ظهرت فيه والدته بجانب شقيقته ريما، حيث شيّع جثمانه وسط الورود في شوارع بيروت، وارتفعت أصوات البكاء والتصفيق، فيما ردّد الحاضرون كلمات من أغانيه الخالدة، في مشهد مؤثر عبّر عن حجم المحبة التي يكنّها له جمهوره، والإرث الفني الذي سيبقى حياً في ذاكرة الأجيال.