قصة سَرِيَّةِ الخَبَط

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 18 يناير 2023
قصة سَرِيَّةِ الخَبَط

قاد عامر بن عبدالله بن جراح الفهري القرشي ولقبه أبو عبيدة سرية الخبط، حيث عانى الصحابة من الجوع أن الزاد لديهم كان قد نفذ مما جعلهم يأكلون ورق الخبط، وسنتناول في هذا المقال قصة سرية الخبط.

قصة سَرِيَّةِ الخَبَط

سُمِّت هذه السَّرية بسرية الخَبَطِ لأن ذلك الجيش الذي كان فيها قد أكلوا الخَبَطَ من شِدَّة الجوع، والخَبَطُ هو ورق الشَّجَرِ الذي يجمعونه بعد ما أن يضربوا الشَّجرة بالعِصِيِّ حتى يسقط، حيث كانت تلك السنة سنة قحطٍ فلم يكن معهم الطعام الكافي.

أما أحداثها فكانت عجيبة، حيث أرسل النبي عليه الصلاة والسلام سريَّةً من 300 رجلٍ بإمارة أبي عبيدة عامر بن الجرَّاح رضي الله عنه، حتى يرصدوا قافلةً من قوافل قريشٍ، وما كان مع النبيِّ شيء يزودهم به إلا جِراباً من تمرٍ، فكان أبو عبيدة يعطي كلَّ رجلٍ في اليوم كُلِّه تمرةً واحدة، فكان الرجل يمتصُّ التمرة كالصبي، ثم يشرب عليها الماء، ثم انتهى التمر وصاروا يأكلون الخبط، والذي هو ورق الشَّجر حتى تَقَرَّحت شِفاهَهُم من هذا الورق، وكانت السرية في مسيرها محاذيةً لشاطئ البحر، فرأوا شيئاً عند الشاطئ يُشبه الكثيب الرَّملي من ضخامته، فلمَّا قدموا لعنده فإذا به حوتٌ ضخمٌ ميت اسمه العَنْبَر، فقال أبو عبيدة: إنه ميتة، ثم قال: لا، إنا نحن رُسُلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّا لمُضطرون، فأقاموا عليه شهراً كاملاً حتى سَمِنُوا، وكان الصحابة يصفون هذا الحوت وضخامته بأنهم كانوا يغرفون الدُّهنَ من تجويف عينه بالقِلال، أي بالجِرار، وكانوا يقتطعون منه القِطع بحجم الثور، حتى أن أبا عبيدةَ أقعد في تجويف عين هذا الحوت 13 رجلاً، وأقام ضلعاً من أضلاعه على شكل قوس، ثم أُتِيَ بأطول رجلٍ في الجيش يركب على أعلى جمل، فمرَّ الرجل الذي يركب الجمل من تحت هذا الضِّلع.

ثم تَزَوَّدوا من لحم هذا الحوت وجفَّفوه وأخذوه معهم إلى المدينة، فأخبروا النبيَّ عليه الصلاة والسلام بما حصل معهم، فقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام، هذا رزقٌ ساقه الله إليكم، فهل بقي معكم شيءٌ من لحم هذا الحوت فتُطْعِمونا؟ فأحضروا له منه وأكل الرسول صلى الله عليه وسلم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار