قصة شعيب عليه السلام

ورد في القرآن الكريم أن نبي الله شعيب بعث إلى أصحاب الأيكة، فما قصة سيدنا شعيب مع أهل الأيكة؟ تابعونا في هذا المقال لتتعرفوا على قصة النبي شعيب عليه السلام.

قصة شعيب عليه السلام

كان شعيبٌ عليه السلام نبياً عربياً، ويرجع نسبه إلى مَدْيَنَ بن إبراهيم عليه السلام، وقد جاء في السُّنَّة النبوية أن شعيباً عليه السلام هو خطيب الأنبياء، وقد أرسله الله تعالى إلى أهل مَدْيَنَ، حيث أن مدين هي قريةٌ تقع بالقُرب من مدينة معان في الأردن، وأهل مدين هم الذين سمَّاهم الله تعالى بأهل الأيْكة، لأنهم كانوا يعبدون شجرة اسمها الأيكة، وكان أصحاب الأيكة يرتكبون المنكرات العظيمة، ومنها الشرك بالله، وقطع السبيل، ويسرقون الناس أموالهم، وكان الغشُّ والكذب عندهم في تجارتهم منتشراً كثيراً، فكانوا يتلاعبون بالميزان عند شرائهم أو بيعهم.

كانت دعوةُ شعيبٍ عليه السلام في البداية نصحاً لهم لينالوا الصلاح في دنياهم وآخرتهم، فكان ردُّهم عليه بالتساؤل، هل تريد منَّا أن نترك ما كان يَعبد الآباء ونتبعك، وهل تريد منَّا أن نفعل بأموالنا كما تأمرنا، فتكبَّروا على دعوته، واستهزؤوا بها عناداً وجحوداً، واتهموه بالكذب والسِّحر، بل ووصل بهم عنادهم أن طلبوا منه أن يُسقط عليهم السماء إن كان صادقاً فيما يقول.

ازداد أذى أهل مدين لشعيبٍ عليه السلام ولمن كان معه من المؤمنين، ولكنه لم يتوقف عن دعوته لهم، ووصل بهم الاستهزاء أنه لكما دعاهم، قالوا له أننا لم نفهم ما قلت لنا وأعد علينا قولك، ثم بدأوا بالتهديد وقالوا لشعيب، إن لم تتوقف عن دعوتك، فإننا سنطردك ومن كان معك من المؤمنين، بل وهددوه بالقتل.

عندما رأى شعيبٌ منهم التهديد بالطرد والقتل، توعدهم أيضاً بالعذاب الذي سيرسله الله عليهم، وعندها سيتبيَّن من الصادق ومن الكاذب، وقد بدأ العذاب ينزل على قوم مدين، فارتفعت درجات الحرارة، وكاد القوم يختنقون من شدتها، فأرسل الله عليهم غيمةً، واجتمعوا تحتها، فأتتهم الرجفةُ وزلزل الله الأرض من تحتهم وخُسفت بهم، ثم أتى جبريل فصاح بهم صيحةً لم تُبقِ أحداً على قيد الحياة، ونجَّى الله شعيباً ومن كان معه من المؤمنين، فنظر شعيبٌ إلى قومه بعد هلاكهم وقال، لقد أنذرتكم ونصحتكم ولم تتعظوا، فكيف آسى على القوم الكافرين.