ما هي صفات الرجل الشرقي وكيف تتعاملين معه؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: السبت، 29 أكتوبر 2022

لا يمكن تعقب ظهور مصطلح الرجل الشرقي، كما لا يمكن تعقب من هم الرجال الذين يشملهم هذا الوصف، لكن في الأغلب أنَّ وصف (الرجل الشرقي) ظهر خلال القرنين الأخيرين، وأصبح أمراً واقعاً يستخدمه الأدباء، والشعراء، والناس العاديون، لكن ما معنى الرجل الشرقي؟ وما أبرز صفاته ومميزاته؟ وهل يعبر المصطلح عن العِرق أم عن مجموعة صفات فردية واجتماعية؟ تابع معنا قراءة هذا المقال لتعرف الإجابة.

صفات الرجل الشرقي

في ضوء ما ذكرناه، لا يمكن التعميم في الصفات، لكنَّنا سنحاول أنْ نذكر المواصفات التي تنطبق على غالبية الرجال الشرقيين، ومنها الصفات الإيجابية والسلبية للرجل الشرقي، ونود أن نؤكد على أننا نقصد بذلك الرجل العربي بشكل خاص: [1]

الالتزام عند الرجل الشرقي

يتميز الرجل الشرقي بدرجة عالية من الالتزام في حياته، سواء حياته المهنية أو الزوجية والأسرية، ويأتي هذا الالتزام من عدة عوامل اجتماعية وطبيعية، أبرزها صعوبة تأمين الحياة المستقرة مادياً في غالبية الدول التي يعيش فيها هذا الرجل، والتي تعتبر صعوبة تاريخية.

فهو في السابق، كان رجل الصحراء والرعي، كما أنَّه رجل الأرض والزراعة، وهذه الطبيعة والمهن طوّرت لديه إحساساً بالمسؤولية، يجعل من التزاماته المعيشية والاجتماعية تتصدر الاهتمامات الأخرى.

الغيرة عند الرجل الشرقي

الغيرة عند العرب تعتبر من دلالات الحبّ، ألم يقل شاعر الغزل الخليفة يزيد بن معاوية (أغارُ عليها مِن أبيها وأمِّها، ومِن خطوةِ المسواك إن دار في الفمِ، أغارُ على أعطافِها مِن ثيابها إذا لبسـتها فـوق جسـم منعم).

لكن هذه الغيرة قد تبلغ حدود المرض عند الرجال عامة، وعند الرجل الشرقي خاصة، وهي من الأمراض التي تستدعي زيارة الطبيب النفسي إن خرجت عن السيطرة.

أما عن منشأ الغيرة عند الرجل الشرقي، فهو منشؤها عند الرجال كلِّهم، من باب السيطرة الكاملة النابعة من الحبِّ المفرط، على الرغم من وجود الغيرة ضمن أبواب تختلف عن أبواب الحب.

والتي يصطلح المجتمع الشرقي على تسميتها الشرف والعِرض، وهي أيضاً من أهم دوافع الغيرة لدى الرجل الشرقي، والتي تتمثل في ارتباط كرامة الرجل بعفة الأنثى المحسوبة عليه اجتماعياً.

الترابط الاجتماعي في حياة الرجل الشرقي

تتميز العائلة العربية عموماً بمتانة الروابط الأسرية بين أفرادها، إذ تشكِّل العائلات وحدات اجتماعية كبيرة، تضم في داخلها فروعَ العائلة الرئيسية والعائلات الفرعية.

ويكتسب الرجل العربي ميله إلى الحياة ضمن أسرة مترابطة من هذا التقليد، إلا أن هذا الترابط قد يحمل الزوجة العربية بعض الأعباء، خاصة إذا كانت من أقارب الزوج.

ومن أبرز هذه الأعباء، أنها قد تخسر بعضاً من استقلاليتها وخصوصيتها، نتيجة انصهار عائلتها الصغيرة ضمن عائلة أخرى، كما قد تشهد حياتها الصراع الأزلي بين (الكنَّة والحماة)، نتيجة ارتباط الرجل العربي بأمِّه حتى بعد الزواج.

الرجل المُسيطر (الحِمش)

هناك العديد من الصفات التي يستخدمها المجتمع العربي، للتعبير عن سيطرة الرجل الشرقي الكاملة على المرأة، وأغلب هذه الصفات يستخدمها كل من الإناث والذكور على حد متقارب.

من ضمنها (الحِمش، الدَكر، الرجل)، حيث يعبر وصف (رجل) في حد ذاته عن السيطرة، ويكتسب الرجل سيطرته المطلقة، من خلال تحمُّله مسؤوليات العمل، وتأمين المال، إضافة إلى مسؤولية الحماية، إلا أن هذه المسؤوليات بدأت تتوزع بين الرجل والمرأة في المجتمع الحديث، بعد دخول المرأة في سوق العمل.

قسوة الرجل الشرقي

إنَّ الظروف المحيطة في المجتمع العربي عموماً، تخلق نمطاً من القسوة عند الرجل العربي، تتفاوت بين رجل وآخر، لكنها صفة غالبة على الرقة، حيث يتحمل الرجل كما ذكرنا أغلب أعباء الحياة اليومية.

فضلاً عن وجوده المباشر في الحروب وما ينتج عنها، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى الاستقرار في المجتمعات العربية في العموم، الأمر الذي يجعل الرجل العربي أكثر قسوة من الرجال في المجتمعات الأخرى، لكنَّ هذه القسوة أيضاً أخذت تلين تدريجياً مع التطور العام لأسلوب الحياة.

الاعتداد بالنفس عند الشرق

يتميز الشرق عموماً بالاعتداد بالنفس، رجاله ونساؤه، حيث يستندون إلى تاريخ طويل وحافل وحضارة عريقة، فضلاً عن الاعتداد الديني والافتخار بالصفات التي ذكرناها سابقاً، حتى السلبية منها.

يعتبر موضوع افتخار بالنسبة للرجل والمرأة، ومن هذه الصفة تتفرع صفاتٌ أخرى، مثل: عزَّة النفس، والكرم، والشجاعة، التي هي كلها صفات تناقلها الناطقون بالعربية عبر موروثهم الأدبي.

احترام المرأة عند الرجل الشرقي

ويعتبر احترام المرأة من أبرز الصفات الازدواجية لدى المجتمع الشرقي، فإن كان الرجل ميالاً لطمس هوية الأنثى بشكل شبه كامل، وتقزيم دورها إلى الحد الأقصى.

إلا أن الرجل العربي لديه صفات مناقضة في تقدير المرأة واحترامها، يمكن الاستدلال عليها من عدة سمات اجتماعية، أبرزها أنَّ الرجال العرب يتجنبون استخدام الشتائم النابية أمام النساء، ويعتبرون أن في ذلك أمراً معيباً.

كما أن الرجال العرب غالباً ما يساعدون النساء دون معرفة سابقة، في حمل الأغراض مثلاً، أو يفسحون لها المجال للجلوس في وسائل النقل العامة، والله من وراء القصد.

إلى جانب أنهم أيضاً يتجمهرون إذا ما تعرضت سيدة لمشكلة ما في الشارع، وغالباً ما تحظى المرأة بتسهيلات في الطوابير، والدوائر الحكومية، على اختلاف عمرها وجمالها.

فضلاً عن استخدام المرأة لتجييش المشاعر الذكورية لدى الرجال في الأزمات والحروب، لكن ذلك وإنْ كان يعبر عن ازدواجية في الشخصية الذكورية العربية، إلا أنه ينبع في الوقت نفسه من استضعاف المرأة، ونظرة الرجل إليها من موقع القوة وواجب الحماية.

مفاتيح الرجل الشرقي

طوَّرت الأنثى العربية آليات عديدة للتعامل مع الرجل الشرقي في مجتمعها، منها آليات مُعلنة ومعروفة، ومنها ما يُعتبر سراً وحكراً على النساء. [2]

لكن في العموم، يمكن القول إن مفاتيح التعامل مع الرجل الشرقي تكمن في فهم صفاته وفهم طبيعة تفكيره، فالرجل الشرقي وإنْ كان ميالاً إلى السيطرة والقسوة في كثير من الأحيان، إلا أن ميله إلى الاستقرار والسعادة الأسرية، سيجعله أكثر مرونة في التعامل مع المرأة. [2]

كما أن الدلال من الأشياء المحببة إلى قلب الرجل العربي، حيث يفقد العديد من صفاته السلبية أمام الاعتناء بأموره الشخصية، والتغزل في رجولته التي يعتد بها، وأغلب الظن أن معظم النساء في المجتمع العربي، استطعن فهم هذه التركيبة والتعامل معها، إلا أن الحالات الفردية تبقى أمراً قائماً دائماً. [2]

كما أن استخدام هذه الصفات لتطويع الرجل الشرقي شائع في المجتمع، كاستخدام الغيرة لدى الرجل لاستفزاز مشاعره حتى أقصى حدودها إذا كان كتوماً، أو استخدام اعتداده بشجاعته لتجنب أذاه، فكلما غضب هناك من يذكره أنَه رجلٌ، ولا يجب أنْ يصرخ في وجه امرأة أو يتطاول عليها. [2]

الربط بين مصطلح الرجل الشرقي والتعصب

يشير استخدام مصطلح الرجل الشرقي عموماً، إلى سمة التعصب الديني والتخلف الاجتماعي، علماً بأنه لا وجود لمصطلح مقابل يعبر عن الانفتاح الاجتماعي أو الاعتدال الديني لدى رجال الشرق (الشرق الأوسط خصوصاً)، لكن الأصل الحقيقي لغلبة الرجل على المرأة في المجتمع. [1]

يأتي هذا الربط بينهما من سيطرة ذكورية على المجتمع البشري كله، تتفاوت في حدتها وطبيعتها، لكن الثابت أن هذه السيطرة الذكورية أمر واقع على طول الأرض وعرضها. [1]

كما أن التاريخ يشير إلى عصور مظلمة من تسلط الرجل على المرأة في الدول الأوروبية والأمريكيتين، التي تعتبر الآن مثالاً للتحرر، منها لجم المرأة الثرثارة بقناع الحديد (وهو ما لم يعرفه الشرق)، ومنه الوسم القرمزي الشهير. [1]

حتى إننا إذا نظرنا في تاريخ أمريكا الحديث، لوجدنا أن المرأة ما زالت تعاني من العنف الأسري، والسيطرة الذكورية على مناحي الحياة، بنسبة متفاوتة مع الشرق، إلا أنها تنخرط ضمن مفهوم التخلف الاجتماعي. [1]

ومما سبق نستنتج أن الربط بين مصطلح الرجل الشرقي والتعصب والتخلف والسيطرة، يعتبر ظلماً لثقافة الشرق وتعظيماً لثقافات أخرى، دون وجود مسوغات منطقية، علماً بأن التمييز على أساس النوع ما زال حقيقةً قائمة في معظم دول العالم. [1]

لكن كل ذلك لن ينفي أي صفات سلبية يتسم بها الرجل الشرقي عن غيره، إنما يفيد في تعميم تلك السلبيات على الرجال الذين يتمتعون بتلك الصفات على مستوى العالم، إلا أننا مضطرون للتعامل مع المصطلح كما جرى استخدامه، وما تقدم كان من باب التنويه. [1]

هل الرجل الشرقي عِرق أم صفة

بشكلٍ أولي، ونتيجة البحث في المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت، باللغتين العربية والإنجليزية، لم يجد فريق العمل ما يدل على مصطلح علمي، يصنف الرجل الشرقي تصنيفاً دقيقاً، أو حتى يذكره بهذه الصفة. [2]

كل ما حصلنا عليه، بعض الدردشات عبر المنتديات التي تتحدث عن وصفات جاهزة للتعامل مع الرجل الشرقي، إضافة إلى وجود عشرات الصفحات التي تتحدث عن سحر الرجل الشرق أوسطي (بالإنجليزية: Middle Eastern Man) في أمريكا وأوروبا. [2]

لكن للأمانة العلمية لم نتوصل إلى المصطلح أو التعريف العلمي للرجل الشرقي، ونستطيع أنْ نقول من هذا المنطلق إن مصطلح الرجل الشرقي، قد تم إطلاقه ضمن بيئته العربية، ليعبِّر عن الفرق بين طبيعة الرجل الغربي، وطبيعة رجال الشرق بشكل عام، والعرب منهم بشكل خاص. [2]

مع الأخذ بعين الاعتبار وجود بعض الاختلافات الجذرية ضمن الثقافات الاجتماعية المتفرعة عن الثقافة العربية، علما بأن الرجل الشرق أوسطي، محصور في دول الشرق الأوسط، وهي: (سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، والعراق، ومصر، ودول الخليج العربي، واليمن، وإيران، وتركيا). [2]

لكننا سنتعامل مع المصطلح من باب الأمر الواقع، وحسب طريقة استخدامه، ولا بد أن نلفت الانتباه إلى عدم إمكانية التعميم على كل من سكن الشرق من الرجال، لا بالسلب، ولا بالإيجاب. [2]

في النهاية، لا بد من صفات مميزة لكل فئة اجتماعية، سواء في الشرق أو الغرب، لكن تبقى هذه الصفات أكثر خصوصية مما تبدو، وأكثر قابلية للتبدل مع مرور الزمن، واختلاف الظروف، والأهم من هذا وذاك، أن المجتمع بطبيعته قادرٌ على إيجاد الصيغ الملائمة للتعامل مع الصفات السلبية للذكورة المسيطرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار