أعراض مرض الإيدز وعلاجه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022
أعراض مرض الإيدز وعلاجه

من المعروف أن مرض الإيدز يضعف قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات التي تهاجمه، نتيجة لتأثيره الشديد على الجهاز المناعي للمريض، ما يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض، وفي هذا المقال، نوضح لك أعراض مرض الإيدز وكيفية انتقاله ومضاعفاته وطرق علاجه والوقاية منه.

ما هو مرض الإيدز

تُعرف متلازمة العوز المناعي المكتسب (AIDS) التي يُطلق عليها أيضاً مرض الإيدز، بأنها حالة مرضية مزمنة مهددة للحياة، تحدث نتيجة التقاط عدوى بفيروس العوز المناعي البشري (HIV)، الذي يهاجم الجهاز المناعي للمريض ويعطل قدرته على مقاومة الفيروسات والجراثيم والفطريات. [1]

وتعتبر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) مرضاً منتقلاً بالجنس (STD)، وبذلك تعد ممارسة الجنس غير الآمن سبب مرض الإيدز الرئيسي، لكنه يمكن أن ينتقل عبر طرق عديدة أخرى، مثل: نقل الدم، وزرع الأعضاء، والوشم، والولادة بنوعيها، والإرضاع، وتعاطي المخدرات بالحقن. [1]

ويبقى الفيروس عدة سنوات في الجسم حتى يصل إلى مرحلة متلازمة العوز المناعي المكتسب (AIDS) التي تحدث بشكل متأخر نسبياً، وتعتبر المرحلة النهائية من الإصابة بهذا الفيروس. [1]

لا يوجد علاج فعّال قادر على شفاء الإصابة بهذا الفيروس حتى الآن، وتهدف جميع أنواع العلاج بشكل رئيسي إلى منع حدوث مضاعفات المرض وإبطاء عملية تطور العدوى إلى مرحلة متلازمة العوز المناعي. [1]

أعراض مرض الإيدز

تختلف أعراض مرض الإيدز بشكل كبير من شخص إلى آخر، حسب الفترة المنقضية على التقاط العدوى، بالإضافة إلى طبيعة جسم كل شخص من الناحية المناعية وعمره وحالته الصحية، وعادةً ما تمر أعراض مرض الإيدز عبر المراحل الآتية: [1] [3]

مرحلة الإصابة الحادة (الأولية)

يعاني معظم المصابين في هذه المرحلة من أعراض وهن عام وحمَّى مشابهة لتلك المرافقة للإنفلونزا، وهي تبدأ بعد التقاط العدوى بشهر أو شهرين وتستمر عدة أسابيع، ويمكن أن تتضمن الأعراض الآتية: [1]

بالرغم من أن الأعراض في هذه المرحلة تكون خفيفة وغير واضحة، حتى إنها قد تمر دون أن يلاحظها المريض أحياناً، إلا أن كمية الفيروسات أو الحمولة الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Load) تكون مرتفعة في الدورة الدموية، لذلك يكون المريض مُعدياً بشكل كبير. [1]

الإصابة السريرية المتأخرة (الـHIV المزمن)

يمكن في بعض الحالات أن يستمر انتفاخ العقد اللمفية في هذه المرحلة، ويمكن أن تمر دون ملاحظة أي أعراض على المريض، لكن الفيروس يبقى موجوداً ضمن الجسم، داخل كريات الدم البيضاء التي يهاجمها ويقضي عليها شيئاً فشيئاً. [1]

وإذا لم يخضع المريض لأي نوع من العلاج، تستمر هذه المرحلة 10 سنوات تقريباً، وفي حال خضوعه للعلاج المناسب قد تستمر عدة عقود دون أن تتطور إلى مراحل أخطر.

الإصابة العرضية المبكرة

تبدأ أعراض هذه المرحلة بالظهور مع تراجع كفاءة عمل الجهاز المناعي واستمرار الفيروس في تدمير الكريات البيضاء والتكاثر داخلها، وبالرغم من كون هذه المرحلة متوسطة الشدة أو خفيفة فإنها تشتمل على عدد كبير من الأعراض، منها ما يأتي: [1]

  • الإصابة بالحمى.
  • التعب العام.
  • انتفاخ العقد اللمفية، وهو علامة مبكرة في أغلب الحالات.
  • الإصابة بالإسهال.
  • نقص الوزن.
  • الإصابة الفطرية الفموية.

مرحلة متلازمة العوز المناعي المكتسب

إذا لم يتلقَّ المريض أي علاج، فإن المرض يحتاج إلى ما يقرب من 10 سنوات حتى يصل إلى المرحلة المتكاملة من متلازمة العوز المناعي المكتسب، فحينها يكون الجهاز المناعي قد أنهك وتم تثبيطه تماماً. [3]

الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف جسم المريض في وجه العوامل الممرضة الانتهازية (وهي التي لا تملك القدرة على إمراض الإنسان السليم وتصيب فقط المرضى المضعفين مناعياً)، ومن أبرز أعراض متلازمة العوز المناعي المكتسب ما يأتي: [3]

  • التعرق الليلي الغزير.
  • الإصابة بحُمى تظهر وتختفي دون أن تشفى تماماً.
  • الإسهال المزمن.
  • ظهور بقع بيضاء أو تقرحات على سطح اللسان أو الفم لا تزول بالعلاج.
  • إرهاق جسدي مستمر دون سبب واضح.
  • نقص الوزن.
  • الطفح الجلدي.

طريقة انتقال مرض الإيدز

لا ينتقل فيروس الإيدز بالملامسة البشرية المعتادة بين شخص مُصاب وآخر سليم، فهو يحتاج إلى دخول دم المصاب أو أحد سوائله الحيوية (السائل المنوي أو مفرزات المهبل مثلاً) إلى الدورة الدموية للشخص السليم، لذلك يمكن مصافحة مريض الإيدز وعناقه وتقبيله دون أي خطورة. [3]

كما أن فيروس العوز المناعي البشري لا ينتقل بالهواء أو الماء أو عبر لدغ الحشرات، وفيما يأتي أهم الطرق التي يمكن أن تنتقل بها عدوى الإيدز: [3]

  • ممارسة الجنس: هي الطريقة الأكثر شيوعاً لانتقال العدوى دون منازع، إذ ينتقل الفيروس عبر ممارسة الجنس بأنواعه المختلفة (المهبلي، والشرجي، والفموي) بين شخص مصاب وآخر سليم، ويعتبر الجنس الشرجي أخطر هذه النشاطات الجنسية وأكثرها احتمالاً لنقل الفيروس، ولعل هذا كان سبب انتشار هذا المرض بين المثليين جنسياً وما تبعه من انتشار الاعتقاد الذي يربط مرض الإيدز بالمثلية.
  • نقل الدم: أصبحت حالات العدوى عبر نقل الدم شديدة الندرة في السنوات الأخيرة، بسبب الاختبارات الروتينية التي تجرى على دم المتبرعين في مختلف المراكز الصحية حول العالم.
  • مشاركة إبر الحقن: وبشكل خاص بين مدمني المخدرات، وفي المستشفيات الميدانية التي لا تملك موارد كافية.
  • الحمل أو الولادة أو الإرضاع: يمكن للأمهات المُصابات بفيروس الإيدز نقل المرض إلى الجنين خلال الحمل، ولكن احتمال حدوث العدوى ينخفض بشكل كبير إذا خضعت الأم إلى علاج دوائي مكثف مضاد للفيروس خلال فترة الحمل.

ما أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالإيدز

يمكن أن يُصاب أي شخص بفيروس العوز المناعي البشري بغض النظر عن جنسه، أو عمره، أو عرقه، أو ميله الجنسي، لكن الظروف الآتية تزيد من خطورة الإصابة بمرض الإيدز: [2]

  • ممارسة الجنس دون حماية: هذا يعني عدم استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي خلال ممارسة العملية الجنسية، وهنا تكون الخطورة أكبر لدى الرجال المثليين أو حتى النساء اللواتي يمارسن الجنس الشرجي، إضافة إلى من يملكون شركاء جنسيين متعددين.
  • الإصابة بأمراض أخرى منتقلة جنسياً: لأن الكثير من الأمراض المنقولة جنسياً تُحدث تقرحات مفتوحة في المنطقة التناسلية، وهذه التقرحات تلعب دور ثغرات في الحاجز الجلدي، وتسمح للفيروسات الغازية بالدخول للجسم بمنتهى السهولة.
  • تعاطي المخدرات الوريدية: لأن متعاطي المخدرات غالباً ما يتشاركون إبر الحقن، ولا يطبقون شروط التعقيم المثالية عند استخدام هذه المخدرات.
  • كون الرجل غير مختون: إذ يبدو أن ختان الذكور يقلل من احتمالية إصابتهم بفيروس العوز المناعي البشري عند ممارسة الجنس مع أنثى مصابة به.

مضاعفات مرض الإيدز

يُضعف فيروس الإيدز الجهاز المناعي البشري، ويصبح المريض عُرضةً للعديد من الأمراض التي قليلاً ما تحدث لدى الأشخاص الأصحاء، كما تزداد احتمالية الإصابة بأنواع السرطان المختلفة؛ لأن الجهاز المناعي في حالته الطبيعية يقضي على الخلايا الشاذة التي قد تتحول إلى سرطان إذا بقيت دون رادع. [2]

مرض الإيدز وسهولة العدوى

من ضمن الأمراض الانتهازية التي تتمكن من مهاجمة الجهاز المناعي لدى المصاب بمرض الإيدز ما يأتي: [2]

  • السل (Tuberculosis): يعد مرض السل أكثر الإنتانات الانتهازية ارتباطاً بالإيدز وأحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً.
  • داء المبيضات (Candidiasis): هو إصابة فطرية شائعة عند مرضى الإيدز، ويسبب هذا الداء التهاباً جلدياً مع حدوث سماكة جلدية بيضاء على سطح الفم أو اللسان أو المهبل لدى المرأة.
  • الفيروس المضخم للخلايا (CMV): ينتقل هذا الفيروس عبر السوائل الجسدية، مثل: اللعاب، والدم، والبول، والسائل المنوي، وحليب الثدي، ويثبط الجهاز المناعي نشاطه بسهولة لدى الأشخاص الطبيعيين لكنه يبقى موجوداً بشكل خفي داخل الجسم، ويتفعّل عند حدوث انخفاض في وظيفة الجهاز المناعي، ليسبب تأذي العينين والجهاز الهضمي والرئتين، بالإضافة إلى أعضاء أخرى عديدة.
  • داء المقوسات (Toxoplasmosis): هو إصابة طفيلية خطيرة قد تكون مميتة عند المرضى المضعفين مناعياً، وينجم هذا المرض عن التقاط عدوى بطفيلي يدعى المقوسة القندية (بالإنجليزية: Toxoplasma Gondii) التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق القطط بشكل أساسي.

مرض الإيدز والسرطان

تزداد خطورة الإصابة بمختلف أنواع السرطان لدى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، إلا أن السرطانات الآتية يُعرف عنها الارتباط بهذا الفيروس بشكل خاص: [2]

  • غرن كابوسي (Kaposi’s Sarcoma): يصيب هذا الورم الخبيث جدران الأوعية الدموية، وهو نادر الحدوث بشكل عام إلا أنه من أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند المصابين بالإيدز، ويظهر هذا الورم بدايةً على شكل بقعة وردية اللون أو حمراء أو بنفسجية على سطح الجلد أو الفم، ويمكن أن تظهر بلون بني غامق أو أسود عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويصيب هذا الورم جدران الأوعية الدموية، وجدران الجهاز الهضمي والرئتين.
  • اللمفوما بأنواعها المختلفة: وهي عبارة عن ورم سرطاني يصيب كريات الدم البيضاء في إحدى العقد اللمفية، وفي بداية ظهوره لا يبدي أعراضاً سوى انتفاخ غير مؤلم وغير متراجع في عقدة لمفية في العنق أو تحت الإبط أو حول المنطقة التناسلية.

مضاعفات أخرى لمرض الإيدز

بخلاف الإنتانات الانتهازية والأورام السرطانية، تملك متلازمة العوز المناعي المكتسب عدداً لا يحصى من المضاعفات المتنوعة، وهذا هو السبب في تراجع الحالة العامة للمريض مع مرور الوقت. [2]

إذ يؤدي فيروس العوز المناعي البشري بعد فترة إلى الدنف المرضي أو متلازمة الاستنزاف، التي يخسر فيها المريض أكثر من 10% من وزنه خلال فترة وجيزة، وتترافق مع هذه الحالة الإصابة بالإسهال والضعف العام وتراجع وظائف الكبد. [2]

كما تؤثر الإصابة بفيروس الإيدز أيضاً على عمل الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى تراجع الوظائف العقلية كالذاكرة والتركيز، كما يحدث اضطراب في التوازن وتنسيق الحركات إضافة إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق. [2]

أما الإصابة الكلوية المرافقة فتحدث التهاباً في الأنابيب الدقيقة التي تصفي الدم وتخلصه من السوائل الإضافية والفضلات، وهكذا يحدث قصور كلوي بشكل تدريجي. [2]

علاج مرض الإيدز

كما نعلم جميعاً، لا يوجد علاج شافٍ من فيروس العوز المناعي البشري، لكن الأدوية التي تحد من تكاثر الفيروس قد تطورت، إذ يمكن أن يحيا المريض حياة طبيعية ويموت دون أن يدخل في مرحلة متلازمة العوز المناعي المكتسب. [4]

ويجب أن يخضع جميع المرضى للعلاج بغض النظر عن تعداد كريات الدم البيضاء أو وجود أعراض سريرية لدى المريض، وتهدف الأدوية إلى الحفاظ على عدد الفيروسات في حالة انخفاض من جهة، ومنع الإصابة بالأمراض الانتهازية والأورام السرطانية من جهة أخرى، وينبغي تكثيف العلاج في الحالات الآتية: [4]

  • عندما تكون الأعراض شديدة.
  • عند حدوث الإنتانات الانتهازية.
  • عندما ينخفض تعداد الكريات البيضاء (CD4) إلى أقل من 350.
  • عند النساء الحوامل.
  • عند حدوث مضاعفات كلوية.
  • عند المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي.

ملاحظة: يصيب فيروس العوز المناعي البشري نوعاً محدداً من الكريات البيضاء تدعى (CD4) التي يؤدي انخفاضها إلى أقل من 200 لحدوث متلازمة العوز المناعي المكتسب، لذا يعتبر تعداد هذه الكريات مؤشراً على تطور حالة المريض ويستخدم لتقدير خطورتها. [4]

الوقاية من مرض الإيدز

بالرغم من الأبحاث المستمرة في هذا المجال ونتائجها المبشرة بالنسبة للمستقبل لا يوجد لقاح ناجح للوقاية من هذا الفيروس، لذلك عليك اتباع القواعد الصحية الآتية: [4]

  • تجنب الممارسات الجنسية غير الآمنة: وهذا يعني عدم ممارسة الجنس (حتى الجنس الفموي أو الشرجي) دون وضع واقٍ ذكري أو أنثوي، وعدم ممارسة الجنس بشكل عشوائي مع أشخاص ذوي شركاء جنسيين عديدين.
  • تجنب تعاطي المخدرات الوريدية: المخدرات الممنوعة ضارة بمختلف أنواعها، لكن الوريدية منها هي التي تحمل خطورة نشر عدوى الإيدز.
  • استخدم إبر الحقن مرة واحدة: إذا كنت تحتاج أخذ حقنة من دواء ما أكثر من مرة تخلص من إبرة الحقن القديمة بعد استعمالها، ولا تستعمل أبداً إبرة حقن مستعملة من قبل شخص آخر مهما كانت الظروف.

وبعد أن تعرفت معنا على أعراض مرض الإيدز وكيفية انتقاله ومضاعفاته ومدى استعصاء فيروس العوز المناعي البشري على العلاج والوقاية منه في الوقت الحالي، نود أن نوضح أن الطب الحديث أثبت أنه لا يعجز عن محاربة هذا المرض، الذي أصبح تحت السيطرة في العديد من الدول المتطورة، ويظل الأمل كبيراً في اختفاء فيروس العوز المناعي من جميع بلدان العالم بالسرعة ذاتها التي ظهر بها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار