السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 يناير 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..

ضمن أبوابنا الجديدة مع إطلالة العام الجديد الذي نأمل أن يكون عام فرح وسعادة على الجميع، حرصنا على أن يكون ضيفينا من باب «هو وهي» شخصيتين لهما تميزهما وسيرتهما حيث شقّا طريقهما بكل تحدٍ وإصرارٍ نحو النجاح وخدمة وطنهما بكل ما تحمله الأحلام والآمال، لنتناول معهما كثيراً من الأمور التي مرّا بها ونظرتهما فيها، سواء القاسي منها أو الجميل والسعيد، وكيف كوّنا لهما أسرة جميلة توسّعت لتضم 4 أبناء و 7 أحفاد، ولنتعرّف على حلمها الذي يتمنى كل منهما أن يتحقق .. وغيرها من الأمور .. إنهما السفير الفلسطيني في مملكة البحرين طه محمد عبدالقادر وعقيلته السيدة رحاب عبدالقادر .. فكان معهما هذا الحوار الشيق:


حدثنا بداية سعادة السفير، كيف بدأتْ خطواتك الأولى نحو العمل الوطني والدبلوماسي؟
منذ ريعان شبابي في مرحلة الستينات بدأت العمل الوطني وحينها لم أكن ملتزماً بشكل حزبي مع اي جهة سياسية فلسطينية مباشرة، حيث كانت الأجواء «وطنية عامة» في كل الوطن العربي، خصوصاً بعدما نزح الفلسطينيون بالآلاف لمختلف الدول وشُردوا من أرضهم وعانوا الكثير بعد النكبة عام 1948. وكانت عائلتي احدى تلك العوائل التي  لجأت إلى لبنان، حيث كانت بداية اللجوء صعبة جداً على المستوى النفسي والاقتصادي والاجتماعي والامني، خصوصاً في ظل الظروف التي كانت غير مستقرة في معظم الدول العربية، وكبر معي الهم الوطني شيئاً فشيئا، وبدأت أشعر – في ظل هذه المعاناة – معنى فقدان الوطن، وأتلمّس أن هناك قضية تحمل همي الأكبر إذ أنني أجبرتٌ وأهلي وعشيرتي على مغادرة وطني قسراً الى بلاد الشتات.لكننا استطعنا أن نتجاوز الكثير من المعاناة والهموم ،ومن هنا بدء جيل الشباب التفكير في البعد الوطني لقضيتنا الفلسطينية، وما أن انطلقت الثورة الفلسطينية في العام 1965، حتى التحقت بحركة فتح وقواتها العاصفة في العام 1967 مقاتلا في معسكر الهامه بسوريا، تاركاً مقاعد الدراسة الجامعية. وفي المعسكر، لأسباب أمنية ولخصوصية العمل السري، طُلب من كل فدائي ان يختار اسماً آخر غير اسمه الحقيقي، فاخترت اسماً مستعاراً وهو «خالد عارف» تيمناً باسم ابن جمال عبدالناصر «خالد» ومن اسم الرئيس العراقي عبدالسلام عارف «عارف». ومنذ عام 1967 حتى عام 2008 وانا استعمل الاسم الحركي حتى التحقت بالسلك الدبلوماسي في سفارة فلسطين ببيروت، و بدأت في استعمال الاسم الحقيقي عام 2010 عندما تم تعيني سفيراً لدولة فلسطين في مملكة البحرين.

السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..
هل ساهمت بيئتك الأسرية في الصغر أو في فترة الشباب في توجيهك وتحديد البوصلة لديك؟
في ظل الظروف الحياتية الصعبة والاقتصادية والنفسية التي عاشها الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء كان الجو الأسري حميماً جداً لدى كل العائلات الفلسطينية وكان للأم الفلسطينية دورٌ مميزٌ في رعاية الأولاد واعطائهم الحنان والدفء تعويضاً ولو جزئياً بسبب فقدان الوطن .وكان حرص الآباء منصباً على تنشئة الأولاد على حب الوطن وتعريفهم ببلدهم وقريتهم و»بياراتهم» وبيوتهم التي حرموا منها واضطروا لمغادرة القرية والبيارة التي كانت تزرع من العائلة مجتمعة. وكنا كأطفال نصغي باهتمام بالغ لحكايات الوالد والوالدة والجد والجدة ونتحسر معهم على فقداننا هذا الوطن الجميل. وكل العائلات الفلسطينية في الشتات رغم قسوة الحياة حرصتْ على تعليم أولادها في المدارس حيث وفّرتْ وكالة الأنوروا المدارس الابتدائية ومن ثم التكميلية لكل اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وتحديداً في دول الطوق «سوريا - لبنان - الأردن - مصر» وايضاً في قطاع غزة والضفة الغربية إلا أن طموح العائلات الفلسطينية أوصل الكثير من الابناء إلى الدراسات الجامعية والأكاديمية، حيث أن الكثير من الفلسطينيين هم من حملة الشهادات العالية واختصاصات متقدمة «تدريس - طب - الهندسة - اصحاب بنوك» وخبرات مميزة استفادت منها الدول التي لجأنا عليها وخاصة لبنان وكثير من الدول العربية. فالشاب الفلسطيني وبالفطرة أحب بلده ووطنه من خلال الجو العائلي وبسبب المعاناة اليومية، وفي نفس الوقت كان حريصاً على التحصيل العلمي رغم الظروف الصعبة المحيطة بشعبنا. وبتقديري أن الشعب الفلسطيني سيظل يعاني بنسب متفاوتة لحين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولكن عموماً على مستوى الأسرة أشعر انني وأخوتي وأخواتي حصلنا على رعاية وعناية من الوالد والوالدة رحمهم الله، مكنتنا من تجاوز الظروف القاسية حيث بذلا ما استطاعا لتربيتنا وتعليمنا ولنكمل مسيرة الصمود والتحدي التي زرعها الآباء والأجداد فينا وفي كل أبناء فلسطين. وانا وعقيلتي بدورنا أكملنا الطريق لأبنائنا الاربعة بالرعاية والتعليم الجامعي وقد تحملت عقيلتي الهم الأكبر بمتابعتهم ورعايتهم نظراً لعملي الوطني والفدائي آنذاك والنجاح الذي حققه ابناؤنا نفتخر ونعتز به رغم قسوة الظروف.

السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..
السيدة رحاب، في إطار عمل زوجك السفير، كيف استطعت التأقلم مع أجواء البلدان المختلفة، ومتطلبات الدبلوماسية التي يفرضها العمل؟
حيِنما كُنّا نسكن في لبنان «لأننا لا نستطيع الاقامة في فلسطين «كان زوارنا في منزلنا بصيدا كثيرين، فبيتنا كان مفتوحاً لكل الأهل والأصحاب، وبحكم طبيعة عمل زوجي في لبنان قياديا في حركة فتح، وفي منظمة التحرير الفلسطينية فقد اعتدت وتأقلمت مع هذه الأجواء سواء في لبنان أو أي بلد عربي آخر أقمت فيه حسب متطلبات عمل زوجي، الى ان عين في السلك الدبلوماسي ببيروت ومن ثم سفيراً لفلسطين لدى مملكة البحرين التي لم نزرها سابقاً. وقد اعتدنا على الحياة في هذا البلد الجميل فأحببنا أهلها الطيبين ولم أشعر وأولادي بالغربة فنحن نعتبرها بلدنا الثاني بعد فلسطين.

وماذا عن تربية الأبناء، في ظل تلك الأجواء في لبنان وأحداث فلسطين المتسارعة، ألم تمثل تلك الفترة صعوبة لك في التربية والرعاية؟
أنا في النهاية أم، والأم تستطيع أن يتحمل قلبها الكثير، فواجبها المحافظة علي عائلتها واولادها ورعايتهم، ولذلك هيأت نفسي لكل الظروف في رعاية أبنائي وتربيتهم متحديةً كل الظروف والمعاناة».  وهناك نقطة أخرى وهي أني أحببتُ زوجي قبل أن يكون سفيراً، وحينما كان «فدائياً» في أوج الظروف الصعبة، لأنني وبإرادتي اخترت هذه الحياة ووطنتُ نفسي لها،، فالمرأة حينما تحب زوجها فأنها لا تنظر لأي ظروف أو صعوبات تواجه الحياة التي يعيشونها.

على ذكر «الفدائي»، ألم تكوني تتخوفي من عمله الثوري، أم أنك كنت فدائية وثورية مثله؟
نعم، كنت مثله، رغم انني كنت أعمل مدرسة حين تعرفت عليه والعمل الوطني يشرّف كل إنسان، لأنها قضية وطن، وهي قضيتنا الأم، فحبنا لوطنا يجعلنا أقوياء لا نشعر بالخوف ولا نقصر عن خدمة وطننا وكرامة وعزة شعبنا، وكل شيء يهون من أجل الوطن، ولن يكون هناك من هو أحرص منا على وطننا وعلينا مواجهة التحدي.

السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..
وكيف وجدتِ - سيدة رحاب - المرأة البحرينية خلال إقامتك في البحرين؟
لم نشعر والأولاد بالغربة أبدا بعد قدومنا واقامتنا في مملكة البحرين رغم أننا سكنّا لسنوات عديدة في لبنان، وعلى الرغم أنها كانت المرة الأولى التي أزور البحرين، فقد وجدتُ أهل البحرين شعبا مثقفاً، متعلماً، مطلعاً وطيباً، محبوباً، متسامحاً، متواضعا وقريباً جداً من القضية الفلسطينية التي يعيشها الشعب البحريني واقعاً في حياته، وأجد منهم الترحيب الكبير حينما يعلموا أني عقيلة السفير الفلسطيني، وفيما يخص المرأة البحرينية فهي شكلت جزءاً اساسياً ومهماً من هذا الشعب المعطاء، فأنا احترم المرأة البحرينية واشيد بعطائها المميز في كافة المجالات وثقافتها المستنيرة، خاصة  بما توليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يولي المرأة اهتماماً كبيراً ومميزاً وما توليه سمو الأميرة سبيكة بن إبراهيم آل خليفة من دور بارزاً ومميزاً في اعلاء شأن المرأة لمستقبل، ولا أدل على ذلك تحديد سموها يوماً للاحتفال بالمرأة البحرينية في كل عام ورعاية سموها لكل الاحتفالات والفعاليات للمرأة البحرينية.

كيف تقضيان وقتكما خارج إطار العمل والدبلوماسية؟
السفير: أنا متعلق بعملي كثيراً لدرجة العشق وربما هذا الأمر لا يشكل ارتياحاً لزوجتي وأسرتي، حيث إنني أقضي معظم ساعات يومي في العمل، وسابقاً كنت أمارس بعض الهوايات كلما سنحت لي الفرصة والآن أعطي بعض الوقت للعائلة والاحفاد للخروج معهم والتنزه في مختلف المناطق والأماكن العامة وأحرص وزوجتي على تلبية كافة الدعوات في المناسبات الرسمية والاجتماعية ونقوم بزيارة الأصدقاء والأصحاب مع العائلة، حيث أصبح لنا العديد من العلاقات الاجتماعية والإنسانية في مملكة البحرين، وكذلك نحرص على التواصل مع الجالية الفلسطينية الرائعة المقيمة في البحرين. فالبحرين بلد جميل ومنفتح وتستطيع أن تقضي أوقات ممتعة ومفيدة فيه، حيث تتميز البحرين بمميزات ومقومات كثيرة تفوق الكثير من الدول « سواءً ثقافياً أو حضارياً أو فنياً أو اجتماعيا  وحتى على المستوى الجغرافي كونها جزيرة صغيرة في قلب الخليج العربي ولهذا سميت درة الخليج وما يحمله شعب البحرين من تواضع وكرم وطيب يسعدنا ويبهجنا كثيراً .

هل ثمة هوايات لديكما؟
الهوايات التي كنا نحبها ونتمنى أن نمارسها تختلف من بلد إلى آخر، فهي تختلف من فلسطين إلى لبنان إلى البحرين، فهنا في البحرين نسجل لدى النوادي سواءً الرياضية منها أو الاجتماعية، أحب رياضة المشي، وكذلك القراءة، فأنا قارئ جيد، لكن قراءتي غالباً ما تكون فترة الليل، وأعشق ركوب الخيل ، وكذلك أحب السباحة، وصيد الطيور أيضا، حيث كنا في لبنان نذهب منذ الصباح حتى المساء لكي نمارس هواية صيد الطيور في الغابات والمناطق المختلفة في بعض المواسم.ولكن الهواية الأساسية التي نجتمع عليها هي الجلوس والخروج مع أولادنا الأربعة وأحفادنا الذي يبلغ عددهم 7 أحفاد .

آخر كتاب قرأته سعادة السفير؟
مؤخراً كنت أقرأ كتاباً يؤرخ تاريخ فلسطين وما حدث في قراها ومدنها، فميولي دائما تميل للكتب الوطنية والمتعلقة بالتاريخ، وقد أنهيت قبل مدة قصيرة كتابا للاخ صائب عريقات عن أسلوب المفاوضات يحكي فيها تجربته، ويتناول فيه قضايا تتعلق بالجانب الفقهي والشرعي ويطابقها مع الجانب الوطني والسياسي ويحاول أن يعطي صورة عن التجربة التفاوضية، وكذلك قرأت كتابا قبل فترة للمفكر الإسلامي سماحة السيد هاني فحص رحمه الله. ومن ضمن الأمور التي أحبها أيضا مشاهدة التلفزيون سواء نشرات الأخبار أو المسلسلات والأفلام وحتى برنامج «آراب آيدول» وقراءة الصحف والمجلات السياسية والاجتماعية واحياناً الفنية.

هذا يقودنا لسؤال سيدة رحاب: هل معنى ذلك أن سعادة السفير يستحوذ على مشاهدة التلفزيون وربما يفرض عليكم مشاهدة الأخبار؟
السيدة رحاب «تبتسم» وتجيب: نحن نتركه يأخذ راحته بعد أن يأتي من السفارة لمشاهدة التلفزيون، ونحن في النهاية أصحاب قضية ووطن، ولابد أن نتابع ما يحدث من أحداث في فلسطين. وطبيعي من أننا نشاهد محطات ومجالات أخرى غير الأخبار من مسلسلات واخبار البلد الذي نقيم فيه « مملكة البحرين».

السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..
السيدة رحاب، هل لك تواصل دائماً مع سيدات المجتمع البحريني والمؤسسات المدنية النسائية؟ وما هي اهتماماتكِ العامة؟
أنا أحب العمل الاجتماعي والثقافي والتطوعي، ولدي صديقات من عضوات جمعية سيدات الأعمال البحرينية، وكذلك جمعية الرفاع الخيرية ،وجمعية المتقاعدين، والجمعية النسائية الدولية، وجمعية رعاية الطفل والأمومة ورئيستها الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، ولدي اهتمام كبير مع شرائح عديدة في المجتمع البحريني، والجانب الثقافي مع الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وكثيرا ما أكون من رواد مركز الشيخ إبراهيم الثقافي وفعالياته المختلفة كل يوم اثنين ، وفعاليات متحف البحرين الوطني واحرص على حضور كافة النشاطات الاجتماعية لكل الجمعيات البحرينية.

بحكم طبيعة عملك كسفير، ربما تكثر سفراتك مع عقيلتك لبلدان أخرى، ما هي أكثر البلدان القريبة إلى قلبيكما بعد بلدكما فلسطين؟
بيروت لها مكانه خاصة فكل من عاش في بيروت لا بد أن يعشقها، حتى إن الرئيس ياسر عرفات «أبو عمار» حينما غادر بيروت في عام 1982 قال «لم أكن أتمنى أن تكون بيروت مدينة فلسطينية كما تمنيتها اليوم»، والشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش تغنّى في مدينة بيروت، و من الدول التي أحببتها ايضاً مدينة بغداد، وتونس، والجزائر، والقاهرة والاسكندرية، وأبو ظبي، ولا أنسى كذلك مدينة الرياض وجده ، فكل الدول العربية فيها ذكريات لنا ، والعالم العربي كله يقر أن أجمل المدن عاصمة العواصم العربية مدينة القدس «العاصمة الابدية لدولة فلسطين التي تحتضن المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة فلسطين بلد جميل وكل المدن والقرى أجمل.

وماذا عن السيدة رحاب؟
أنا شخصياً أعشق مدينة القدس وأحب مدينة المحرق وباب البحرين وأحرص أن أزورهما كلما سنحت لي الفرصة لما تمثله من تاريخ البحرين وعراقته وحضارته.

ما أجمل حلم يتمناه كلُ منكما أن يتحقق؟
السفير: لدي حلمان، أحدهما يتعلق بالجانب الشخصي والعائلي، والآخر يتعلق بالجانب الوطني، فوطنياً: أسأل الله تعالى أن يمن عليَّ بطول العمر حتى أرى قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وهذا حلم كل عربي وكل أحرار العالم. أما على المستوى العائلي: فأتمنى أن أرى أولادي وأحفادي ، خصوصاً ابني الصغير «محمد» الذي لم يتزوج حتى الآن، وأطمأن عليهم وعلى مستقبلهم واستقرارهم لحين العودة الى فلسطين فكل الفلسطينيين خارج الوطن يعانون من عدم الاستقرار ويفتقدون للأمن والرعاية الاجتماعية والانسانية.
السيدة رحاب: أتمنى أن يمن الله على زوجي بطول العمر ويحقق له حلمه، لأنه أب حنون، وزوج مخلص، وهو يحبنا ويجمعنا كلنا تحت ظله، «ويظل فوق راسنا يارب».وأتمنى الاستقرار للعائلة والاولاد بعد كل هذه المعاناة التي مررنا بها، فأولادي  يتمنون الاستقرار في البحرين لحين العودة الى فلسطين، فهم أحبوا هذا البلد وتوسعت علاقاتهم وأصدقائهم فيه، والله يديم الأمن والأمان والاستقرار على مملكة البحرين وعلى وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم.

كيف أنتما والسياحة؟
السفير: أنا بطبيعتي أحب السفر والسياحة فقبل تعيني سفيراً في مملكة البحرين، زرت وعائلتي كثيراً من البلدان، وبعد اقامتنا في البحرين زرنا مدينة شرم الشيخ والاسكندرية والقاهرة، والإمارات وعمان عدة مرات والحبيبة فلسطين وخاصة مدينة القدس ورام الله وبيت لحم  وقمنا بواجباتنا الدينية وزيارة بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة عدة مرات، ولا نسى المدن البحرينية من ذلك فقد زرنا كافة المدن والمعالم ، حيث قمنا بزيارة المحرق وجبنا أحياءها المختلفة وشاهدنا بيوتها التراثية القديمة وجزيرة أمواج ودرة البحرين وقلعة عراد، وكذلك زرنا المنامة واتجهنا الى باب البحرين والسوق القديمة فيه والمتحف الوطني في المنامة وجبل الدخان ومقابر عالي واضطلعنا على ما تمثله هذه المناطق من تاريخ وحضارة دلمون العريقة، التي تحاكي الأصالة والحضارة العريقة في المجتمع البحريني  ناهيكم عن زيارة منطقة الرفاع الرفيعة الجمال بكل ما فيها .
 
هل ذهبتما مرة إلى إحدى دور السينما لمشاهدة أي فيلم؟
السفير: نعم ذهبنا الى السينما في مملكة البحرين اكثر من مرة فأنا كنت أعشق السينما منذ الصغر، لكن لم يكن لدي الكثير من الوقت أيام العمل الفدائي، وحتى زوجتي كانت تحب ذلك وكنا كما كل جيل الشباب ذلك الوقت حريص على حضور افلام عبد الحليم حافظ واسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وعمر الشريف وفاتن حمام ويوسف وهبي وام كلثوم وبشكل خاص الافلام الوطنية عن مصر وجمال عبد الناصر والجزائر.

ما هي أهم نصيحة توجهانها لأبنائكما؟
السفير: دائماً أنصح أولادي بمخافة الله، فالذي يخاف الله لا يقع في الأخطاء، والصدق في القول والامانة في العمل ، و نصيحتي دائماً لأولادي بالوقوف بجانب أي محتاج ويكون مع الناس في مختلف علاقاته ومنفتحين بعلاقاتهم في المجتمع الذي يعيشون فيه ويكونوا اولا وأخيراً صادقين مع انفسهم والناس.
رحاب: وأنا ايضا اؤكد على الأولاد أن يخافوا الله في كل ما يعملوا، فهي كلمتان فقط، لكن لهما المعنى العظيم، والاولاد مهما كبروا فهم يحتاجون منا توجيه النصائح لهم نظراً لخبرتنا الأكبر والأوسع منهم في الحياة، لذلك أنصحهم بمعاملة الناس بتواضع وعدم التكبر والغرور. ودائماً أكرر على أولادي وبناتي أن شهادتهم العلمية هي أهم سلاح لهم في المستقبل.

على المستوى الشخصي، هل للسيدة رحاب حضور في المطبخ، كما لها حضور في العمل كعقيلة رجل دبلوماسي؟
أكيد، فأنا «ست المطبخ»، وأنا «ست البيت «، وللعلم ليس لدينا طباخ في المنزل فأنا من اقوم بالإشراف والطبخ بنفسي.

ما رأي سعادة السفير في طبخ «أم العيال»؟!
تعجبني الطبخات التي تعلمتها زوجتي من والدتي ووالدتها، فالطريقة التي كان «ستات زمان» يطبخن فيها كانواّ يُتقِنَّ ويستمتعنَ بتحضير وجبات الطعام ، ولهن ذوق و«نفس» خاص في الطبخ، فهن حريصات على الطبخ على نار هادئة دون استعجال، وتأمين الحوائج الخاصة للطبخة لتعطي نكهة مميزة، وأستطيع أن أقول بأن زوجتي تتقن ذلك .. بصراحة.

أكثر الأكلات التي تحبها سعادة السفير من يد السيدة رحاب؟
المُولخية والمقلوبة والمسخن و»الفوارغ».

السفير الفلسطيني وعقيلته: لم نشعر بالغربة في البحرين منذ قدومنا ..

ما حكمة كلِّ واحدٍ منكما في الحياة؟
السفير: ما كان لك .. سيأتيك رغم ضعفك .. وما ليس لك .. لن تناله بقوتك .!!.
وكما قال الزعيم الهندي المعروف مهاتما غاندي «تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر» ..  
السيدة رحاب:  اتقِ شر من أحسنت إليه.

كلمة أخيرة؟
السفير: اتوجه بكلمة أخيرة لأهل البحرين ولهذا البلد الجميل الذي احببته كما يحبه كل المقيمين والزائرين واقول انني زرت العديد من البلدان العربية والأجنبية، ولم أكن أعرف الكثير عن البحرين وشعبها، فتعرفت على هذا الشعب الطيب العربي الأصيل والمتواضع .أسال الله أن يديم على البحرين الأمن والأمان والاستقرار لهذا البلد الطيب لأنه يستحق مزيداً من التقدم والازدهار في ظل العهد الزاهر والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

تعرفوا على سيدة الأعمال السعودية : نبيلة التونسي

أكرم مكناس ثالث أقوى شخصية في مجال الإعلام العربي:البحرين واحة أمن وأمان!

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار