رائحة الكتب بعطر حروفها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 يوليو 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
 رائحة الكتب بعطر حروفها
للكتاب سحر ما بعده سحر ولاينافسه في ذلك شيء على الرغم من اننا قد نهجره لفترة من الزمن بسبب انشغالنا بالامور الحياتية او لمواكبتنا التطورات الحديثة في مجال التقنيات التي سهلت علينا الكثير من الامور في مجال القراءة وغيرها ولكننا نعود اليه متعطشين لنبحر في حروفه الظمأى لقراءتنا متوسلة لعدم تركها لتتوغل في عقلنا وتغذي روحنا غذاء روحيا. لنسمو فوق آهاتنا او نعزز فرحنا لانه خير جليس لنا فهو يغني وقتنا ويوسع آفاقنا ويفتح مجالا واسعا للحوار والمناقشة لما يورد فيه وربما نصل حد الجدال لنقتنع او لانقتنع. وعندها سنسبر اغوار حروفه التي تتجمع لتصبح كلمة ثم جملة لنتعلم منها الكثير الذي تخزنه ذاكرتنا.
 
لنجدها واضحة صريحة حين نحتاج اليها ولاننسى ان مصيرنا مرتبط بالكتاب دراسيا لنيل الشهادة وتحقيق ما نصبو اليه اضافة الى الكتب الاخرى المتنوعة التي نقرأها خلال سنوات تعليمنا وبعدها لاثراء معلوماتنا لاننا نريد ان نعرف شيئا عن كل شيء وهذا ما يجعلنا نتلهف لقراءة الكتاب لما فيه من جاذبية ساحرة لاتوجد في اي مصدر اخر وكم مرة اعدنا قراءة الكتب التي كنا قرأنها منذ وقت طويل وترانا ربما نؤيد قناعاتنا الاولى بما جاء فيها او نرفضها بحكم العمراو زيادة الخبرة لدينا.
 
او لاختلاف الظروف وربما تصدق نظريتها الفرضية او تدحض بنظريات جديدة حسب ما يتطلبه الواقع ومستجدات الحياة بمختلف اشكالها واحوالها ولكن ياالله على رائحة الكتب القديمة التي نشمها ونضمها الينا بحنان ونشكرها على كل ما اعطتنا اياه من علم ومعرفة ودللتنا وتحملت بصبر عزوفنا عنها وكأنها فرحة بعودتنا اليها لتقول بمودة وحب ، لن تستطيعوا الاستغناء عني لانني الاصل والاساس في كل ما يحدث في العالم من تطور واكتشافات واختراعات التي اعتمدت على امهات الكتب الغزيرة بالمعلومات التي توصف بانها كنز لايفنى لمن يعرف قدرها وقيمتها العلمية والادبية وتتنافس على امتلاكها مكتبات العالم الشهيرة التي تفتخر باقتنائها وكأنها جوهرة ثمينة لاتقدر بمال وعلى الرغم من منافسة الكومبيوتر للكتب فاننا نلاحظ وبشكل جلي المتعة في قراءة الكتب عنها في قراءتها من خلال تصفحنا للكتب نفسها في الكومبيوتر واقول تصفح لان سحر الكتب غير ولان اعيننا تعشقها وتذوب فيها فتنعس لننام بهدوء وطمأنينة..
 
وهنا اقول
بحروف الكتب الهمني
فكم كان رائعا زماني
وما احلى كتبه
تمحو رقتها احزاني
عشقت احداثها المرة الحلوة
وبها تعلقت شطآني
شممت عطرها المعتق بلهفة
ولخوفي عليها اسكنتها احضاني 
مع احترامي
 
بقلم: هناء الداغستاني
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار