زهرة لاري: أول متزلجة إماراتية تشارك في بطولات عالمية

  • تاريخ النشر: الخميس، 11 ديسمبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
زهرة لاري: أول متزلجة إماراتية تشارك في بطولات عالمية

في قصتها وقفة مع التحدي، والإرادة التي لا تعرف الهزيمة أو المستحيل، قد تسقط مرة ولكنها سرعان ما تقف وتبدأ بالدوران بكل خفة ورشاقة، لتعزف سينفونية تتوجها أميرة على عرش رياضة التزلج على الجليد. إنها زهرة لاري الإماراتية المحجبة، أول متزلجة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تخوض غمار المباريات العالمية. «ليالينا» التقتها وأجرت معها هذا الحوار.

ما السبب وراء توجهك لممارسة رياضة التزلج على الجليد؟
منذ أن شاهدت فيلم «ذا آيس برينسس»، أميرة الجليد، عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، ولد حبي للتزلج على الجليد كونه يجمع بين الفن والرياضة. حيث يحكي الفيلم قصة فتاة تقوم بدراسة التزلج على الجليد كجزء من مشروع فيزيائي، لتتعلق بهذه الرياضة وتهواها. وبالفعل بدأت على إثره بأول تدريباتي في حلبة مدينة زايد الرياضية، وبذلت جهوداً حثيثة في سبيل تحقيق النجاحات فيها، حتى توجت الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مشاركتي في المباريات العالمية بهذه الرياضة.

ما الإحساس الذي يحمله لك التزلج على الجليد؟
احساس في غاية الروعة والجمال، أشعر بأنني في عالم آخر أنسى فيه كل مايحيط بي، أنا والثلج فقط بعيداً عن تفاصيل وأعباء الحياة اليومية.

كيف بدأت التدريب على هذه الرياضة؟
هذه الرياضة عادة يبدأ التدريب عليها من سن الثالثة، وعند سن الثانية عشرة يكون المتدرب قد وصل إلى مرحلة الاحتراف تقريباً، إلا أن هذا الأمر لم يحدث معي ولم يقلل من عزيمتي، في البداية كنت أتمرن يوماً واحداً في الأسبوع، وبعدها صرت أتدرب أربع ساعات في اليوم حتى أتمكن من المنافسة في المسابقات العالمية، حيث كنت أواظب على التدريب يومياً منذ الرابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، على يد المدربة نويمي بيدو. ولكن الأمر اختلف بعد التحاقي بجامعة أبوظبي ودراستي لتخصص صحة وسلامة البيئة، أصبح لدي متسع من الوقت لتنسيق جدول التدريب مع جدول الدراسة بطريقة أكثر سهولة وراحة.

كون والدتك أمريكية هل ساعدك هذا الأمر في توفير الدعم وتشجيعك على خوض مجال جديد على المرأة الإماراتية؟
على العكس تماما،ً والدتي لم تشجعني في البداية على ممارسة رياضة التزلج على الجليد، خوفاً من تعرضي للمخاطر أو أن تؤثر على دراستي وتحصيلي العلمي. في حين أن والدي هو من قام بتسجيلي في دروس التزلّج بمدينة زايد الرياضية، ولأنه يحبني أدرك مدى شغفي له. ولكنها عندما لاحظت ارتفاعاً في تحصيلي العلمي، شجعتني على الاستمرار، وباتت هي من تصحبني بنفسها إلى التدريب.

هل تعرضت الانتقادات وكيف واجهتها؟
منذ أن قررت أن أنتمي لهذه الرياضة وكلمات التشجيع والثناء أكثر بكثير من الانتقادات ولله الحمد، ومهما كان العمل الذي سنقوم به، فإننا عادة نواجه كم من الانتقادات، وطالما أن ممارستي لهذه الرياضة لا تسيء إلى ثقافتي ومجتمعي وتنال على رضا والدي وتشجيع ومساندة الدولة وقيادتها، فلا ألتفت أبداً إلى مثل هذه الانتقادات المسيئة، أما البناءة منها والتي تساهم في تطوير قدراتي، فبالتأكيد مرحب بها. حيث حصلت مؤخراً على دعم من أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضات النسائية، ورعاية واهتمام الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان، ولهم مني كل الشكر والتقدير.

زهرة لاري: أول متزلجة إماراتية تشارك في بطولات عالمية

ما المقومات الواجب توافرها لممارسة رياضة التزلج على الجليد؟
تتطلب هذه الرياضة لياقة وقوة بدنية عالية ومرونة، وتجمع بين رياضة الجمباز ورفع الأثقال ورقص الباليه، وتفرض على ممارسها نظام غذائي صحي صارم.

ما أصعب الخطوات في هذه الرياضة؟
الصعوبة تكمن في القفز في الهواء ومن ثم الدوران 3 دورات والنزول على قدم واحدة فقط، ما يتطلب مني المحافظة على اتزاني وعدم السقوط.

كيف تختارين أزياءك للتزلج وأنت فتاة محجبة؟
جرت العادة أن ترتدي المتزلجات على الجليد ملابس خفيفة، إلا أنني استطعت التغلب على هذه العقبة من خلال أزيائي المبهرة بألونها وتصاميمها والتي تساعدني على تجسيد فكرة الاستعراض واللوحة الفنية التي سأقدمها بحيث تتناسب مع ارتدائي للحجاب وتعبر عن هويتي وثقافتي. وحالياً أستعين بتصميمات ماركة (لاغون) لملابس التزلج على الجليد وتقوم أيضاً سيدة إماراتية مقيمة بدبي بتصميم أزيائي الخاصة بهذه الرياضة.

في مشاركاتك الخارجية، هل أثار ارتدائك للحجاب العديد من التساؤلات حولك؟
في البداية نعم، كانت نظرات الجمهور والناس من حولي كلها دهشة وتعجب عن الحجاب الذي أضعه على رأسي، لكن مع مرور الوقت وكثرة مشاركاتي التي زادت من شهرتي أصبح الأمر عادياً وتعرف العالم إلى زهرة لاري الإماراتية المحجبة الملتزمة التي تمارس هذه الرياضة العالمية وهي متمسكة بهويتها العربية.

ما أهم البطولات التي شاركت فيها؟
شاركت في بطولات دولية في أوروبا بكانزاي، المجر، سلوفاكيا، كما شاركت في مسابقات محلية في دبي وأبوظبي، وحصلت على ميداليات ذهبية وفضية، وكنت أول لاعبة إماراتية تشارك في مباريات عالمية بعد انضمام الإمارات إلى عضوية الاتحاد الدولي للتزلج والتي أصبحت من خلالها أول دولة عربية تنال هذه العضوية، والتي تعتبر أساسية من أجل المشاركة في كل البطولات العالمية .

ما طموحاتك المستقبلية في ممارستك لرياضة التزلج على الجليد؟
أن أمثل دولتي الحبيبة الإمارات التي منحتني الكثير في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2018. أما في المستقبل البعيد أجد نفسي مدربة لهذه الرياضة، لا أستطيع أن أتخيل حياتي بعيداً عن حلبة التزلج.

ما نصيحتك للفتاة الإماراتية التي تجد فيك قدوة لها؟
أود أن أقول لها أن الدولة وفرت للمرأة الإماراتية كل الدعم والفرص لتبدع وتقوم بدورها في المجتمع، وهذا المناخ الجيد يسمح لك فتاة إماراتية لديها فكرة أو هدف أو عمل أن تبادر إلى تحقيقه وتقدم عليه طالما لا يتعارض مع تقافتها وعادات وتقاليد مجتمعها والمحافظة عليها.

سفيرة حملة الغاليريا
منحت المواطنة الشابة، زهرة لاري، أول متزلجة فنية على الجليد في الدولة، لقب سفيرة حملة الغاليريا على جزيرة المارية في أبوظبي، للمشاركة ضمن فعالياتها الخاصة بشهر التوعية حول سرطان الثدي، وتوعية جمهور الغاليريا بأهمية الفحوص المبكرة  للكشف عن المرض. مؤكدة على ضرورة أن يحظى الأفراد بحياة صحية سليمة خالية من الأمراض، الأمر الذي يتحقق من خلال الالتزام بالعادات الصحية والتغذية السليمة والرياضات المفيدة.
 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار