اليوم الدولي للمرأة (International Women's Day)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
اليوم الدولي للمرأة (International Women's Day)

تعرضت المرأة خلال مسيرتها عبر العصور لصور مختلفة من الغبن والظلم الاجتماعي، فبعد أن كانت الأساس في عهد الأمومة عندما كانت المرأة تمنح أبناءها اسمها، أصبحت المرأة تتبع الرجل في الكثير من الدول، لذلك أدركت منظمة الأمم المتحدة هذا الخلل وسعت لتجاوزه من خلال عدة أمور في مقدمتها تحديد يوم دولي للمرأة.. فما هو هذا اليوم؟ وكيف يتم الاحتفال به؟ وكيف تم إقراره؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

الاحتفال باليوم الدولي للمرأة

يحتفل العالم في الثامن من شهر آذار/ مارس كل عام باليوم الدولي للمرأة، حيث يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في الدول التالية: (أفغانستان، أنغولا، أرمينيا، أذربيجان، روسيا البيضاء، بوركينا فاسو، كمبوديا، كوبا، جورجيا، غينيا-بيساو، إريتريا، كازاخستان، قيرغيزستان، لاوس، مولدافيا، منغوليا، روسيا، طاجيكستان، تركمانستان، أوغندا، أوكرانيا، أوزبكستان، فيتنام، زامبيا).

في حين حصرت الدول التالية العطلة بالنساء فقط: (الصين، مقدونيا، مدغشقر، نيبال)، أما في بقية البلدان مثل: (الكاميرون، كرواتيا، رومانيا، الجبل الأسود، البوسنة والهرسك، صربيا، بلغاريا، شيلي) فاليوم الدولي للمرأة ليس عطلة رسمية، بل هو يوم للاحتفال حيث يقوم الرجال بتقديم الهدايا كالزهور وغيرها للنساء (أمهات، زوجات، أخوات، بنات، صديقات)، كما يتم تخصيص ساعات من البث التلفزيوني والإذاعي للحديث عن هذا اليوم، حيث تقام الندوات، المؤتمرات، التي تركز على الرسائل المقدمة في هذه الأحداث على مواضيع مختلفة مثل الابتكار، صورة المرأة في وسائل الإعلام، أو على أهمية الفرص التعليمية والوظيفية.

تعريف اليوم الدولي للمرأة

اليوم الدولي للمرأة هو يوم تحتفل به كل دول العالم بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة، وهذا اليوم هو الثامن من شهر آذار/ مارس، حيث يعد هذا اليوم بمثابة دعوة للعمل لتسريع تحقيق المساواة بين الجنسين.

البداية كانت بمظاهرة نسائية في مدينة نيويورك الأمريكية

يعود الاهتمام بالمرأة إلى أوائل القرن العشرين، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت المرأة تعاني من الاضطهاد وعدم المساواة مع الرجل، لاسيما في العمل والأجور، لذلك نظّمت خمسة عشر ألف امرأة مظاهرة في نيويورك في عام 1908 للمطالبة بساعات عمل أقل للمرأة، وبتحسين أجورها، إضافةً للمطالبة بحقوق منها حق التصويت في الانتخابات، وفي العام التالي أي في عام 1909 أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة (National Women"s Day) المعروف اختصاراً باسم (NWD) في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وحدد اليوم في الثامن والعشرين من شهر شباط/ فبراير، حيث بقيت الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل باليوم الوطني للمرأة في الأحد الأخير من شهر شباط/ فبراير حتى عام 1913.

مؤتمر المرأة العاملة يقر اليوم الدولي للمرأة

وفي عام 1910 انعقد مؤتمر للمرأة العاملة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ضم المؤتمر ممثلين عن سبع عشرة دولة، حيث طرحت زعيمة "مكتب المرأة" للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا كلارا زيتكن فكرة تحديد يوم دولي للمرأة، فوافق المؤتمرون عليه وبذلك خرج اليوم الدولي للمرأة إلى النور، وفي العام التالي، أي في عام 1911، احتفل باليوم الدولي للمرأة للمرة الأولى في كل من (النمسا، الدنمارك، ألمانيا، سويسرا)، حيث كان يوم الاحتفال في التاسع عشر من شهر آذار/ مارس.

أُقيم الاحتفال بمشاركة ما يزيد عن مليون امرأة ورجل من خلال مسيرات تناضل من أجل حقوق المرأة في العمل، التصويت، كي يتم تدريبهم لشغل الوظائف العامة ووضع حد للتمييز ضدهم، وبعد أقل من أسبوع أي في الخامس والعشرين من شهر آذار/ مارس حدثت حادثة مأساوية عرفت باسم "مثلث النار" في مدينة نيويورك الأمريكية حيث اندلع حريق في أحد مصانع الألبسة الجاهزة أودى بحياة مئة وأربعين امرأة عاملة معظمهن من المهاجرات الإيطاليات واليهود، وهو ما كان من الممكن تفاديه لو اتخذت إجراءات السلامة خلال العمل (مثل توفر مطافئ حرائق، وجود ملاجئ للاختباء بها في حال حصول أي حادثة حريق أو ما شابه)، الأمر الذي لفت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية لظروف العمل وقوانين العمل في الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت محط أحداث اليوم الدولي للمرأة.

اليوم الدولي للمرأة عشية الحرب العالمية الأولى

احتفلت المرأة الروسية باليوم الدولي الأول للمرأة في يوم الأحد الأخير من شهر شباط/ فبراير عام 1913، وفي العام التالي، أي في عام 1914، نظمت النساء مسيرات في جميع أنحاء أوروبا للوقوف ضد الحرب وللتعبير عن التضامن مع المرأة، فعلى سبيل المثال، نظمت النساء البريطانيات مسيرة في العاصمة البريطانية لندن امتدت من القوس إلى ميدان الطرف الأغر في دعم لحق المرأة في الانتخاب وذلك في الثامن من شهر آذار/ مارس عام 1914.

اليوم الدولي للمرأة في روسيا في عام 1917

نظمت النساء الروسيات بمناسبة اليوم الدولي للمرأة وفق التقويم الشرقي في الأحد الأخير من شهر شباط/ فبراير عام 1917 وصادف تحديداً الثالث والعشرين منه، إضراباً من أجل "الخبز والسلام" احتجاجاً على وفاة أكثر من مليوني جندي روسي في الحرب العالمية الأولى، واستمر الإضراب مدة أربعة أيام، بعدها أجبر القيصر الروسي على التنازل عن العرش واستلمت السلطة حكومة مؤقتة أعطت المرأة الروسية حق التصويت في الانتخابات، ويصادف ذلك اليوم بالتوقيت الغربي الثامن من شهر آذار/ مارس.

اليوم الدولي للمرأة في منظمة الأمم المتحدة

احتفلت منظمة الأمم المتحدة باليوم الدولي للمرأة للمرة الأولى في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1977، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإعلان يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي التي يجب مراعاتها في أي يوم من أيام السنة من قبل الدول الأعضاء وفقا للتقاليد التاريخية والوطنية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح لكل عام موضوع للمرأة يسلط عليه الضوء في اليوم الدولي للمرأة.

  • "الاحتفال في الماضي، التخطيط للمستقبل" " Celebrating the Past, Planning for the Future"، في عام 1996.
  • "المرأة على طاولة السلام" " Women and the Peace Table"، في عام 1997.
  • "المرأة وحقوق الإنسان" " Women and Human Rights"، في عام 1998.
  • "عالم خال من العنف ضد المرأة" " World Free of Violence Against Women"، في عام 1999.
  • "المرأة متحدون من أجل السلام" " Women Uniting for Peace"، في عام 2000.
  • "المرأة والسلام: المرأة إدارة الصراعات" " Women and Peace: Women Managing Conflicts"، في عام 2001.
  • "المرأة الأفغانية اليوم: الحقائق والفرص" " Afghan Women Today: Realities and Opportunities"، في عام 2002.
  • "المساواة بين الجنسين والأهداف الإنمائية للألفية" " Gender Equality and the Millennium Development Goals"، في عام 2003.
  • "المرأة وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز" "Women and HIV/AIDS "، في عام 2004.
  • "المساواة بين الجنسين فيما بعد 2005. بناء مستقبل أكثر أمناً" " Gender Equality Beyond 2005; Building a More Secure Future"، في عام 2005.
  • "المرأة في صنع القرار" " Women in Decision-making"، في عام 2006.
  • "إنهاء الإفلات من العقاب على العنف ضد النساء والفتيات" " Ending Impunity for Violence Against Women and Girls"، في عام 2007.
  • "الاستثمار في النساء والفتيات" " Investing in Women and Girls"، في عام 2008.
  • "النساء والرجال المتحدة لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات" " Women and Men United to End Violence Against Women and Girls"، في عام 2009.
  • "المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص: تقدم للجميع" " Equal Rights, Equal Opportunities: Progress for All"، في عام 2010.
  • "المساواة في الوصول إلى التعليم والتدريب، والعلوم والتكنولوجيا: الطريق إلى العمل اللائق للمرأة" " Equal Access to Education, Training, and Science and Technology: Pathway to Decent Work for Women"، في عام 2011.
  • "تمكين المرأة الريفية، نهاية الفقر والجوع" " Empower Rural Women, End Poverty and Hunger"، في عام 2012.
  • "وعد هو الوعد: حان وقت العمل لإنهاء العنف ضد المرأة" " A Promise is a Promise: Time for Action to End Violence Against Women"، في عام 2013.
  • "تحقيق المساواة للمرأة هو التقدم للجميع" " Equality for Women is Progress for All"، في عام2014.
  • "تمكين المرأة، وتمكين الإنسانية: هذه صورتي!" " !Empowering Women, Empowering Humanity: Picture it"، في عام 2015.
  • "كوكب 50- 50 بحلول عام 2030: خطوة للمساواة بين الجنسين" " Planet 50-50 by 2030: Step It Up for Gender Equality"، في عام 2016.
  • "المرأة في عالم متغير العمل: كوكب 50- 50 عام 2030" "Women in the Changing World of Work: Planet 50-50 by 2030"، في عام 2017.

الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في عام 2017

الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في عام 2017 تحت عنوان "المرأة في عالم متغير العمل: كوكب 50- 50 عام 2030" "Women in the Changing World of Work: Planet 50-50 by 2030"، ويهدف العنوان لتوجيه الناس والحكومات حول العالم في كيفية تسريع جدول أعمال عام 2030، وبناء الزخم الكافي من أجل التنفيذ الفعال لأهداف التنمية المستدامة الجديدة، وبخاصة الهدف رقم 5، المتضمن: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات؛ من خلال ضمان التعليم الشامل ذو الجودة العالية للجميع، وتشجيع التعلم مدى الحياة.

الأهداف الرئيسية لجدول الأعمال لعام 2030 حول المرأة

وضعت مجموعة من الأهداف تتعلق بالمرأة حول العالم للتنفيذ ضمن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وهذه الأهداف أقرها قادة العالم في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2015، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2016، وهي:

  • جميع الفتيات والفتيان يتعلمون مجاناً في كل دول العالم.
  • جميع الفتيات والفتيان سيتمكنون من الوصول إلى تنمية الطفولة المبكرة والرعاية والتعليم في دور الحضانة بحيث يكونون جاهزين للتعليم الابتدائي.
  • القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في كل مكان.
  • القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات في المجالين العام والخاص، بما في ذلك الاتجار والجنسية وغيرها من أنواع الاستغلال.
  • القضاء على جميع الممارسات الضارة، مثل الأطفال، والزواج المبكر والقسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

موقع اليوم الدولي للمرأة

أطلق موقع اليوم الدولي للمرأة في عام 2001، وذلك بهدف تنشيط هذا اليوم باعتباره منصة هامة للاحتفال بالإنجازات الناجحة للمرأة ومواصلة الاتصالات لتسريع تحقيق المساواة بين الجنسين، فكل عام يدخل الناس في اليوم العالمي للمرأة الموقع حيث يجري تبادل للمعلومات حول هذا اليوم، وما يقوم به الناس من أنشطة، كما ينشر هذا الموقع عنوان الاحتفالية كل عام كي يتم التفاعل معها وإقامة الأنشطة في كل دول العالم حول هذا العنوان.

المئوية الأولى للاحتفال باليوم الدولي للمرأة

احتفل العالم بالمئوية الأولى للاحتفال باليوم الدولي للمرأة في عام 2011، حيث انعقد مؤتمر المرأة العاملة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، كما أسلفنا في فقرة سابقة، وبهذه المناسبة دعا الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما لاعتبار شهر آذار/ مارس شهر تاريخ المرأة، ودعا الأمريكيين للاحتفال باليوم الدولي للمرأة من خلال التفكير في "الإنجازات غير العادية للمرأة" في تشكيل تاريخ البلاد.

كما أطلقت بعد ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "مبادرة المئة سيدة: تمكين النساء والفتيات من خلال التبادلات الدولية"، أما في بريطانيا فقد قام الناشط البريطاني آني لينوكس بقيادة مسيرة في أحد الجسور الشهيرة في لندن لدعم المرأة في كل دول العالم، بدورها دعت منظمة الصليب الأحمر الدول لبذل كل جهدها لمنع الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي تضر بحياة وكرامة المرأة والتي لا تعد ولا تحصى في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم كل عام.

في الختام.. تشكل المرأة نصف المجتمع في معظم دول العالم، تقع على عاتقها العديد من الالتزامات باعتبارها الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة والعاملة والرئيسة والمرؤوسة، وبما أن كل واجب يفترض حقاً مقابله، فإن من حق المرأة الحصول على حقوقها لاسيما حق التعليم، العمل، اختيار الزوج، التصويت في الانتخابات، الترشح للانتخابات سواء كانت لعضوية المجالس البرلمانية أو للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية.

وهو ما تحقق في العديد من البلدان حول العالم في حين ما تزال المرأة تعاني من الحرمان من بعض حقوقها في بلدان أخرى في هذا العالم، لذلك كان لزاماً على واضعي التنمية المستدامة أن يخصوا المرأة ببعض أهداف الألفية الثالثة على أمل الوصول إلى المساواة التامة بين الجنسين في كل دول العالم بحلول عام 2030.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار