اليوم الدولي للغابات (International Day of Forests)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 21 مارس 2024
اليوم الدولي للغابات

لطالما كانت الطبيعة مثار تركيز الإنسان منذ وُجد على سطح الأرض، فكثيراً ما يتأمل الإنسان المناظر الطبيعية وإبداعها كالجبال والهضاب والتلال، فهي ذات قيمة جمالية وفوائد متنوعة، وهذا ما ينطبق أيضاً على الغابات، لكن هذا الإدراك لأهمية الغابات لم يكن كافياً لمنع بعض الناس من قطع الأشجار في الغابات، وهو ما أدى إلى تراجعها، لذا كان من الضروري تنبيه الناس إلى خطورة هذه الممارسات فكان اليوم الدولي للغابات خير طريقة لتحقيق هذا الهدف.

الاحتفال باليوم الدولي للغابات

يحتفل العالم باليوم الدولي للغابات في الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس كل عام، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، إذ تعمل الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومات الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المحلي على التوعية بأهمية الغابات في حياتنا، من خلال تعزيز الأنشطة المحلية والعالمية لليوم الدولي للغابات، وتشمل ما يأتي: [1]

  • حملات زراعة الأشجار.
  • معارض الصور التي تبرز أهمية الغابات والأشجار.
  • تبادل الرسوم البيانية ومقاطع الفيديو والأخبار والرسائل عن أهمية الغابات واليوم الدولي للغابات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها باستخدام شعار (#IntForestDay).

احتفالات اليوم الدولي للغابات

بدأ الاحتفال باليوم الدولي للغابات للمرة الأولى في عام 2013، من خلال زراعة الأشجار وغيرها من الفعاليات على مستوى المجتمع المحلي، بما في ذلك الفن والتصوير والأفلام، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي عام 2014، ركز اليوم الدولي للغابات على "الصلة الشخصية والفريدة لكل فرد مع الغابات"، من خلال حملة بعنوان "غاباتي"، كما عقدت مناسبة خاصة في مقر الأمم المتحدة عن "المرأة بوصفها عاملاً من عوامل التغيير في الغابات والتنمية المستدامة".

وفي عام 2015، كان عنوان الاحتفال باليوم الدولي للغابات هو "الغابات وتغير المناخ"، وفي عام 2016، كان الموضوع المختار للاحتفال باليوم الدولي للغابات هو "الغابات والمياه: استدامة الحياة وسبل العيش"، على اعتبار أن الغابات عنصر أساسي في إمداد الكوكب بالمياه العذبة.

في عام 2017، تم الاحتفال باليوم الدولي للغابات تحت عنوان "الغابات والطاقة"، وفي عام 2018، كان عنوان الاحتفال باليوم الدولي للغابات هو "الغابات والمدن المستدامة".

وفي عام 2019، كان موضوع الاحتفال باليوم الدولي للغابات هو "تعلم أن تحب الغابات"، أما في عام 2020، فقد كان الاحتفال باليوم الدولي للغابات تحت عنوان "الغابات والتنوع الحيوي أثمن من أن نخسرهم".

وفي عام 2021، تم الاحتفال باليوم الدولي للغابات تحت شعار "استعادة الغابات سبيل للتعافي والرخاء"، وفي عام 2022، كان موضوع الاحتفال باليوم الدولي للغابات هو "الغابات والإنتاج والاستهلاك المستدامان". [2]

تحديد اليوم الدولي للغابات

بدأ السعي لتحديد يوم دولي للغابات منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث حددت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1971؛ اليوم الدولي للغابات في يوم الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس من كل عام.

وفي الفترة الواقعة بين عامي 2007 و2012، عقد مركز البحوث الحرجية الدولية سلسلة من 6 أيام للغابات، بالتزامن مع الاجتماعات السنوية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وحددت منظمة الأمم المتحدة سنة 2011 عاماً دولياً للغابات، وفي الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2012، تبنت الأمم المتحدة تحديد يوم الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس يوماً دولياً للغابات، ودعت الدول والمنظمات الدولية والعالم للاحتفال بهذا اليوم ابتداءً من عام 2013.

وبحسب موقع اليوم الدولي للغابات؛ يشجع القرار جميع الدول الأعضاء على تنظيم الأنشطة التي تتصل بجميع أنواع الغابات، كما تشمل الأنشطة المتوقعة في هذا اليوم؛ زرع الأشجار وغيرها من المناسبات على مستوى المجتمع المحلي، والاحتفالات الوطنية بما في ذلك الفن والتصوير والأفلام فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي.

كما طالب القرار أمانة منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات بأن تتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لتيسير تنفيذ اليوم الدولي للغابات بالتعاون مع الحكومات، والشراكة التعاونية في مجال الغابات، والمنظمات الإقليمية وغير الإقليمية، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني ذات الصلة. [1]

جذور كلمة الغابة

تعرف الغابات باللغة الإنجليزية باسم (Forest)، وتعود جذور هذه الكلمة إلى الكلمة اللاتينية فوريستا (Foresta)، وتعني "الخشب المفتوح"، وقد استخدم الكارولينجيين (سلالة حكمت أوروبا في القرن السابع الميلادي) هذه الكلمة للمرة الأولى في عهد كابيتولاريز شارلمان، للإشارة إلى ملك الصيد.

كما عرفّت العديد من القواميس الغابات، ومن بينها معجم أكسفورد البريطاني الذي عرّف الغابات بأنها: "مساحة كبيرة مغطاة بالأشجار".

ونشأت الغابات الأولى المعروفة على الأرض منذ نحو 380 مليون سنة، مع تطور أرتشيوبتريس (نبات يشبه الأشجار وينمو على ارتفاع قدره 10 أمتار)، وانتشرت الأرتشيوبتريس بسرعة في جميع أنحاء العالم، من خط الاستواء إلى خطوط العرض شبه القطبية.

وتتكون الغابة من: الأشجار، والشجيرات، والكروم، والأعشاب، والنباتات العشبية (غير الخشبية)، والطحالب، والفطريات، والحشرات، والثدييات، والطيور، والزواحف، والبرمائيات، والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على النباتات والحيوانات والتربة. [1]

أنواع الغابات

تصنف الغابات إلى 4 أنواع، تتمثل فيما يأتي: [2]

  • الغابات الاستوائية المطيرة (Tropical Rainforest)

توجد على طول خط الاستواء، بين درجتي عرض (23,5) درجة شمال خط الاستواء و(23,5) درجة جنوب خط الاستواء، وتتراوح درجات الحرارة في هذه الغابات ما بين 68 و77 درجة فهرنهايت على مدار السنة، وأمطارها شتوية تبلغ نسبة 100 بوصة سنوياً، (كل بوصة تساوي 25.4 ملم).

ومن أهم النباتات التي تنمو في هذه الغابات: السرخس، والكروم، والطحالب، والنخيل، أما الحيوانات التي تعيش في هذه الغابات، فهي: الطيور، والخفافيش، والقرود، والثعابين.

وتتعرض هذه الغابات للتهديد نتيجة قطع الأشجار لشق الطرق أو لأغراض الزراعة وغيرها من الأنشطة الإنمائية، إضافةً إلى تغير المناخ.

  • الغابات المعتدلة النفضية (Temperate Deciduous Forest)

تقع شرق الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأوروبا الغربية، وأجزاء من روسيا، والصين، واليابان، وتتناوب على هذه الغابات 4 فصول (الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء)، وتتساقط أمطارها على مدار العام.

ومن أهم النباتات التي تنمو في هذه الغابات: الطحالب، والسرخس، والزهور البرية، والقيقب، والبلوط، والصنوبر، أما الحيوانات التي تعيش في هذه الغابات فهي: الثعلب الأحمر، والصقور، ونقار الخشب.

وتتعرض هذه الغابات للتهديد نتيجة الأمطار الحمضية الناجمة عن الانبعاثات الصناعية والمركبات، فمع مرور الوقت، يضر المطر الحمضي أوراق الأشجار، مما يؤدي إلى إنتاج الأشجار بذور أقل عدداً وأقل مقاومة للأمراض.

  • الغابات الصنوبرية المعتدلة (Temperate Coniferous Forest)

توجد في المناطق الساحلية ذات الشتاء المعتدل والأمطار الغزيرة، أو في المناطق الجبلية البرية ذات المناخات الخفيفة، مثل: شمال غرب المحيط الهادئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وجنوب غرب أمريكا الجنوبية، وجنوب اليابان، ونيوزيلندا، وأجزاء صغيرة من شمال غرب أوروبا، وأيرلندا، واسكتلندا، وأيسلندا، والنرويج.

درجات الحرارة فيها معتدلة طوال السنة، ومن أهم أشجارها: الأرز، والسرو، والتنوب دوغلاس، والصنوبر، والتنوب والخشب الأحمر، والقيقب، ومن أشهر نباتاتها: الطحالب والسرخس.

أما الحيوانات التي تعيش في هذه الغابات، فهي: الغزلان، والمرموط، والأيائل، والدب الأسود، وسمك السلمون، والبومة، وتتعرض هذه الغابات للتهديد نتيجة حفر الطرق، وقطع الأشجار لزراعة أنواع أخرى من النباتات، لتكون بديلة عن هذه الأشجار.

  • الغابات الشمالية (التايغا) (Boreal (taiga) Forest)

تقع بين درجتي عرض (50-60) درجة شمال خط الاستواء، وتوجد الغابات الشمالية في كندا، وشمال آسيا، وسيبيريا، والدول الاسكندنافية (الدانمرك، والنرويج، والسويد، وفنلندا).

ويتميز مناخ هذه الغابات بشتاءٍ طويل وصيف قصير، وغالباً ما يكون هطول الأمطار فيها على شكل ثلوج، ومن أهم أشجارها: الراتينجية، والتنوب، والصنوبر، أما الحيوانات التي تعيش فيها، فهي: الغزلان، والموس، والأيائل، وكاريبو، والأرانب، والذئاب، والدببة.

أهمية الغابات في حياتنا

يعود الاهتمام الدولي بالغابات وفق منظمة الأمم المتحدة إلى الأسباب الآتية: [1]

  • الغابات تغطي ثلث اليابسة في الكرة الأرضية، وتؤدي وظائف حيوية في جميع أنحاء العالم.
  • يعتمد نحو 1.6 مليار شخص حول العالم، بما في ذلك الشعوب الأصلية، على الغابات لكسب عيشهم.
  • الغابات موطن لأكثر من 80% من الأنواع البرية للحيوانات والنباتات والحشرات.
  • توفر الغابات المأوى والوظائف والأمن للمجتمعات المعتمدة على الغابات.
  • توفر تجمعات المياه والأراضي الرطبة للغابات 75% من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها في العالم.
  • هناك نحو ثلث أكبر المدن في العالم تحصل على نسبة كبيرة من مياه الشرب الخاصة بها مباشرة من المناطق المحمية بالغابات.
  • ارتفاع معدلات إزالة الغابات في العالم، حيث يتم تدمير 13 مليون هكتار (130 ألفاً كم مربع) من الغابات سنوياً.
  • إزالة الغابات تسبب فيما يتراوح بين 12-20% من انبعاثات الغازات التي تساهم في تغير المناخ.
  • للغابات دور كبير في الموازنة بين الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة في الهواء.
  • حماية تجمعات المياه التي توفر المياه العذبة للأنهار.

حماية الغابات

هناك عدة طرق لحماية الغابات والحفاظ عليها، منها ما يأتي: [2]

  • القطع المخطط للأشجار

يعتبر قطع الأشجار غير المخطط للأغراض التجارية أحد الأسباب الرئيسية لإزالة الغابات، وعلى الرغم من أن الأشجار تعتبر مورداً دائماً، فإنه عندما يتم قطعها على نطاق واسع جداً، لا يمكن إحياؤها مرة أخرى.

لذلك، يجب أن ينظم قطع الأشجار من خلال اعتماد أساليب معينة، مثل: قطع أنواع الأشجار التي توجد بأعداد كبيرة، وزراعة أشجار من نوعيات أخرى، أو قطع الأشجار الناضجة بالتناوب، لإتاحة نمو هذه الأشجار في وقت لاحق.

وهذه الطرق في قطع الأشجار تضمن حصاد محصول الأخشاب إلى أجل غير مسمى عام بعد عام دون أن ينضب، وتسمى هذه التقنية طريقة "العائد المستدام" التي اعتمدتها العديد من بلدان العالم.

  • السيطرة على حرائق الغابات

يجب اعتماد أحدث تقنيات مكافحة الحرائق من أجل إنقاذ الغابات، مثل: استخدام رذاذ الماء، ورش المواد الكيميائية على الحرائق بالطائرات الهليوكوبتر، كما يجب أن يكون هناك طاقم مدرب من رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.

كما أنه من المهم إعادة التحريج والتشجير، فمفهوم الغلة المستدامة يتطلب منا أنه كلما تم إزالة الأشجار، إما عن طريق القطع الكامل أو الانتقائي، يجب إعادة تحريج المنطقة المجردة، ويمكن أن يتم ذلك بطرق طبيعية أو اصطناعية.

وبالمثل، ينبغي إعادة تحريج أي أرض حرجية دمرت بسبب الحرائق أو أنشطة التعدين، ومن الضروري التحقق من إزالة الغابات لأغراض الزراعة، والحرص على إقامة حزام أخضر حول المدن.

في الختام، لطالما شكلت الغابات كنزاً للبلدان التي توجد فيها، فهي معلم سياحي مهم، كما أنها تساهم في تحسين المناخ وجلب الأمطار، لكن هذه الفوائد لم تشفع للغابات، فهناك قطع لكميات كبيرة من أشجارها نتيجة التوسع العمراني وشق الطرق، أو زراعة مواسم ومحاصيل غذائية، وهو ما يهدد هذه الغابات بالانقراض، لذا كان اليوم الدولي للغابات بمثابة وسيلة لتذكير الحكومات والمواطنين في العالم بأهمية الغابات وضرورة حمايتها والحفاظ عليها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار