أسباب قصر القامة عند الأطفال ونصائح لتجنبه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
أسباب قصر القامة عند الأطفال ونصائح لتجنبه

يعد النمو الجسدي للأطفال من أهم الأمور التي تشغل الأهل، حيث تراقب الأمُّ عن كثب جسم طفلها، وطوله، ووزنه، وتطور حركاته، ويعتبر الطول على وجه الخصوص من أبرز المخاوف التي يواجهها الأب والأم عندما يكون طفلهما صغيراً، إذ إن قصر القامة يشكل عبئاً اجتماعياً كبيراً على الطفل، فضلاً عن المشكلات الصحية التي قد تختبئ وراءه، لذلك نجد الأهل يراقبون طول قامة الطفل بقلق وحذر، وفي هذا المقال سنتعرف معاً على أبرز أسباب قصر القامة عند الأطفال وأهم النصائح لتجنبه.

أسباب قصر القامة عند الأطفال

يمكن تصنيف حالات قصر القامة إلى قسمين رئيسيين، هما: قصر القامة الطبيعي، وقصر القامة المرضي، فكيف يمكن اكتشاف كل منهما؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى قصر القامة في الحالتين؟ هذا ما سنتناوله فيما يأتي: [1]

أسباب قصر القامة الطبيعي

يمكن تعقب حالات قصر القامة الطبيعي ببساطة شديدة، من خلال السجل التاريخي للعائلة من جهة الأب والأم، فعندما يأتي المولود الجديد، سيقول الأب إن عينيه تشبهان عيني خالته، وتقول الأم إن شَعره مثل شَعر عمه. [1]

فهذه السلسلة الجينية تمتد إلى طول القامة أيضاً وتلعب دوراً رئيسياً فيها، حتى إنها تمتد إلى سرعة النمو، ومراحل النمو السريع، ومرحلة توقف النمو، إذ يمكن أن تجد أن هناك عائلة ما يحصل غالبية الأطفال فيها على الطول الكامل عند سن مبكرة، ربما في الثالثة عشرة، بينما لا يكتسبون طولاً في باقي مرحلة النمو التي تمتد حتى يبلغ الإنسان 21 عاماً. [1]

كما يمكن أن تجد أن أطفال عائلة أخرى يكتسبون طولهم الكامل فجأة في نهاية مرحلة النمو، في حين تتحكم الجينات في عائلتك، فتكسب طولها بالتدريج طوال مرحلة النمو، لذا تعد مقارنة نمو الأطفال بالتاريخ العائلي لكلا الوالدين أمراً بالغ الأهمية، لأنه يقطع الشك باليقين، كما يجعل المقارنة بين الطفل ومن هم في سنه عادلة ومنطقية. [1]

ولا بد من الإشارة إلى أن غالبية حالات قصر القامة ترتبط بشكل مباشر بالوراثة، كما تشير إحدى الدراسات إلى أن أغلب حالات قصر القامة عند الأطفال تعود لأسباب وراثية وجينية، ومع ذلك، لا ضرر من استشارة الطبيب في حال وجود شك بهذا الخصوص. [1]

كما لا بد من استشارته في حال وجود فرق بين نمو الطفل والسجل العائلي، خاصة في حالات زواج الأقارب، إذ قد يكتشف الطبيب إن كان الأمر يتعلق بتأخر النمو البنيوي (بالإنجليزية: Constitutional Growth Delay)، وهو أيضاً طبيعي مثل قصر القامة العائلي، ويتجاوزه الطفل بعد سن البلوغ، أو أن المشكلة مرضيّة وتحتاج إلى العلاج والمتابعة. [1]

أسباب قصر القامة المرضي

هناك العديد من العوامل الصحية والبيئية التي تؤدي إلى قصر القامة المرضيَّ، لكن المفارقة أن غالبية الأهالي يرجعون قصر القامة إلى أسباب هرمونية، تتعلق باضطراب الغدد الصماء، إلا أن قصر القامة الناتج عن الأسباب الهرمونية لا يشكل إلا نسبة ضئيلة من حالات قصر القامة المرضي، في حين تتصدر أسباب أخرى قائمة العوامل التي تؤدي إلى قصر القامة المرضي، والتي تتمثل فيما يأتي: [1]

سوء التغذية

يتصدر سوء التغذية قائمة الأسباب غير الوراثية التي تؤدي إلى قصر القامة، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن سوء التغذية يؤثر على معظم أجهزة الجسم وأعضائه، مثل: القلب، والكلى، ويتسبب بخلل في الهرمونات، كما يسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن، والعناصر المهمة لنمو الأطفال، إذ يؤدي نقص التغذية بشكل مباشر إلى فشل النمو (GF)، ويعتبر السبب الرئيسي لقصر القامة حول العالم.

الاضطرابات الهرمونية

تعتبر الاضطرابات الهرمونية (اضطرابات الغدد الصماء) كما ذكرنا من أكثر الأسباب شهرة لقصر القامة، وهي 3 اضطرابات رئيسية، لكن يجب تحذير الأهل من استخدام أي أدوية قبل التأكد الكامل من التشخيص، لتجنب خطورة هذه الأدوية على الأطفال، وهي كما يأتي:

  1. نقص إفراز هرمون النمو (GHD)، نتيجة اضطراب الغدَّة النخامية.
  2. متلازمة كوشينج (بالإنجليزية: Cushing"s Syndrome)، التي تنتج عن فرط إفراز الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids) من الغدة الكظرية، وينتج عن ذلك عدة تشوهات منها قصر القامة.
  3. قصور الغدة الدرقية، الذي يؤثر على نمو العظام.

بعض الحالات المرضية

  • أمراض العظام والغضاريف والتشوهات التي تصيب الهيكل العظمي للطفل، خلال فترة الحمل أو بعد الولادة، إضافة إلى الأمراض العظمية الوراثية، ومن بينها التقزم.
  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم، حيث يلاحظ الطبيب ذلك إذا وُلد الطفل بوزن وطول أقل من المعتاد.
  • بعض الأمراض التي تنتج عن خلل صبغي، مثل متلازمة داون (بالإنجليزية: Down"s Syndrome) وغيرها.
  • الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، وأمراض فقر الدم، التي قد تسبب قصر القامة عند الأطفال، نتيجة الأدوية التي يتناولونها.
  • الحالة النفسية، وهي أكثر الحالات ندرةً، لكن الأمراض النفسية قد تسبب تأخراً عاماً في النمو العقلي والنطق والتفكير قد يؤدي إلى البلاهة، وكذلك تؤثر على النمو البدني للطفل.

أهمية مراقبة نمو الأطفال

في كل زيارة إلى طبيب الأطفال، ستلاحظ أنه يضع طفلك على الميزان، ويسجل في ملفه الخاص وزنه، ويقارنه بوزنه السابق، كما يسجل محيط جمجمته، وأطوال أطرافه وتناسبها، والعلامات الحيوية لجسمه. [2]

وبمجرد أن تنتصب قامة الطفل، ويصبح قادراً على الوقوف، تكون هناك خانة خاصة في سجله الطبي، لمراقبة طوله القائم بشكل دوري على مدار سنوات عمره. [2]

ومن المهم أن يحتفظ الأهل بسجل مماثل، ليراقبوا من خلاله تطور طول الطفل عبر المراحل العمرية، ويُنصح بمقارنة طول الطفل بطول من هم في سنه، إذ يكون للأطفال أطوال متقاربة في معظم الأعمار. [2]

وذلك مع حدوث بعض الطفرات الواضحة لدى مجموعة من الأطفال، إما بالطول الزائد في عمر صغير، أو بقصر القامة مقارنة مع الأقران الذين يكونون في مثل عمر الطفل. [2]

الفرق بين قصر القامة وفشل النمو

غالباً ما يكون قصر القامة (بالإنجليزية: Short Stature) أمراً طبيعياً يرتبط بعوامل طبيعية، على الرغم من التأثيرات البيئية الكثيرة، إلا أن هناك ما يقرب من 80% من حالات قصر القامة تحدث لأسباب جينية. [2]

أما فشل النمو (بالإنجليزية: Growth failure)، فهو حالة مرضية تؤدي إلى معدلات نمو منخفضة، غالباً ما ترتبط بالجسم كله بشكل عام، ولا تقتصر على الطول فقط. [2]

وتتعدد أسباب هذه الحالة بين ما هو وراثي كما في حالات الأقزام، وما هو ناتج عن مشاكل صحية أخرى، وأعراض بيئية تؤثر على نمو الأطفال، ويدخل اضطراب الغدد الصماء ضمن الأسباب المرضية لقصر القامة، لكنه ليس المسبب الرئيسي كما يظن كثير من الآباء والأمهات. [2]

نصائح مهمة لتجنب قصر القامة عند الأطفال

من أهم النصائح التي يمكن أن نقدمها لك هي زيارة الطبيب المختص في حال وجود أي شكوك حول نمو الطفل، وذلك قبل إخضاع الأطفال لأي نوع من أنواع العلاج الدوائي أو العشبي التي تتردد على ألسنة الكثيرين، وفيما يأتي أبرز النصائح التي تساعد الطفل على النمو بشكل طبيعي وتجنب قصر القامة: [3]

  • مراقبة نمو الطفل بقياس طوله بشكل دقيق ودوري.
  • مراقبة نسب الفيتامينات والكالسيوم في جسم الطفل، والتأكد من حصوله على اللقاحات اللازمة للوقاية من شلل الأطفال,
  • تغذية الطفل لها أولوية كبيرة، والاهتمام بنوع الغذاء وليس كميته، ويفضل تعريضه لأشعة الشمس بشكل دائم.
  • تقديم عناية خاصة للأطفال الخدَّج وحديثي الولادة، كما يجب تجنيبهم التنقل بين الأيدي، لتفادي خطر الخلوع والتشوهات العظمية، خاصة إذا كان هناك أطفال صغار حول المولود الجديد.
  • عدم استخدام الأدوية التي تعالج اضطراب الهرمونات دون استشارة طبية، إذ إن هناك مجموعة من الفحوصات التي يطلبها الطبيب المختص، قبل أن يصف الدواء ويحدد الجرعة، وقد تؤدي هذه الأدوية إلى أضرار مزمنة لا يمكن علاجها إذا استخدمت عشوائياً.
  • عدم السماح للطفل بحمل الأوزان الزائدة قبل اكتمال نموه، فقد يؤدي ذلك إلى تشوهات خطيرة في فقرات العمود الفقري.
  • هناك بعض الأدوية التي لها آثار جانبية خطيرة، لذا يجب سؤال الطبيب دائماً عن الآثار الجانبية لأي دواء.
  • الحفاظ على صحة الطفل النفسية وتعزيز ثقته بنفسه، لأن هناك علاجاً لغالبية حالات اضطرابات النمو، خاصة الهرمونية.

وبعد أن تعرفت معنا على أسباب قصر القامة عند الأطفال وأهم النصائح لتجنبه، لا بد أن يكون لدى الأب والأم الوعي التام بأن زيارة الطبيب أمر مفروغٌ منه، قبل التعامل مع أي عقاقير طبية، خاصة أن جسم البالغين قد يحتمل بعض الأخطاء الدوائية، لكن الأخطاء الدوائية مع الأطفال قد تؤدي إلى نتائج كارثية، لذلك يرجى عدم إعطاء الطفل أي نوع من الأدوية قبل استشارة الطبيب المختص.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار