القرفة السيلانية

  • تاريخ النشر: الأحد، 14 نوفمبر 2021 آخر تحديث: السبت، 20 نوفمبر 2021
القرفة السيلانية

تعتبر القرفة من أقدم البهارات في العالم وكانت ذات أهمية كبيرة للناس في ذلك الوقت نظرًا لخصائصها العلاجية. ويُعتقد أن الزيوت الموجودة في القرفة السيلانية تعمل على تقليل التشنجات وتقليل الغازات وانتفاخ البطن ومحاربة البكتيريا والفطريات. قد تعمل المواد الكيميائية الموجودة في القرفة السيلانية بضبط نسبة الأنسولين في الجسم مما يساهم في خفض نسبة السكر في الدم. وخلال هذا المقال سنتعرف على القرفة السيلانية.

ما هي القرفة السيلانية؟

تعتبر القرفة من أشهر أنواع البهارات التي تستخدم بكثرة وخاصةً في فصل الشتاء. وتضاف إلى المعجنات لمنحها المذاق اللذيذ، وهناك أقلة من الناس يعرفون أن هناك عدة أنواع من القرفة وأبرزها والأكثر استخدامًا هما القرفة السيلانية والقرفة الصينية المعروفة باسم (أكاسيا).

تعتبر القرفة السيلانية من أكثر التوابل شعبية وتُستخرج القرفة السيلانية من لحاء أشجار القرفة المجففة التي نشأت في سريلانكا أو الصين أو بنغلاديش. في الطبيعة يمكن أن يصل ارتفاع هذه الأشجار إلى أكثر من اثني عشر مترًا في مزارع القرفة ولكن ارتفاع الشجيرات فقط. يتم الحصاد كل عام بعد موسم الأمطار الذي يقترب من أربعة أشهر، لأن لحاء الأشجار حينئذٍ يكون مرنًا بشكل خاص.

يُجفف اللحاء المنفصل في الشمس، حيث يتم لفه إلى شكل عود القرفة النموذجي. على الرغم من أن القرفة أصبحت الآن معروفة جيدًا. [1]

شكل القرفة السيلانية

تعرف القرفة السيلانية بأنها على عكس القرفة الصينية (أكاسيا)، فهي بالكاد تحتوي على مركب الكومارين، مما يجعلها غير ضارة. وتزرع القرفة السيلانية بشكل رئيسي في سريلانكا وجنوب الهند.

يتم استخراج القرفة السيلانية من اللحاء الداخلي لشجرة قرفة السيلان، وكلما كانت القشرة أرق كلما كان طعم القرفة أنعم وأكثر عطرية.

يتم وضع أعواد القرفة السيلانية معًا من لحاء رقيق فردي وتبدو مثل شرائح السيجار عندما تجف. تُقاس جودة عود القرفة بالاعتماد على قوام ولون العيدان. يعد طعم القرفة السيلانية أخف وأكثر عطرية وأقل مرارة من القرفة الصينية. وهذا يرجع أساسًا إلى حقيقة أن القرفة السيلانية تحتوي فقط على حوالي 50-60 في المائة من السينامالديهيد (cinnamaldehyde) في زيوتها.

تعتبر القرفة السيلانية من أجود أنواع القرفة في العالم وهي أغلى بعدة مرات من القرفة الصينية، إذ أن القرفة السيلانية هي القرفة ذات الجودة الأعلى والأكثر نعومة. لا تحتوي على أي نوع من الكومارين مما يجعلها آمنة للاستهلاك وبالمقارنة مع القرفة الصينية فهي أغلى بكثير. [2]

فوائد القرفة السيلانية

تعتبر القرفة من التوابل المفضلة خاصة في فصل الشتاء حيث أن هذا المسحوق البني ليس عطريًا فحسب، بل ثبت أيضًا أنه يساعد في علاج بعض الأمراض. تم العثور على نسبة عالية من مضادات الأكسدة في القرفة مما يجعل إدخالها في النظام الغذائي بالكمية المسموح بها من الخيارات الصحية، وفيما يلي سنذكر أبرز فوائد القرفة السيلانية:

القرفة السيلانية غنية بمضادات الأكسدة

يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في القرفة السيلانية في حماية خلايا الجسم من الجذور الحرة وثبت أن لها تأثيرًا إيجابيًا على جهاز المناعة

القرفة السيلانية تحارب السرطان

تحتوي القرفة السيلانية على إنزيمات مقاومة للسرطان كما أنها تحتوي على تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات. تعني هذه الخصائص أن القرفة السيلانية تدعم الصحة المناعية، وقد كانت القرفة السيلانية جزءًا من دراسة أظهرت أنها تعزز نشاط إنزيم مضادات الأكسدة. هذا يعني أنها قد تمنع أو تعالج أنواعًا معينة من السرطان. تعتبر القرفة السيلانية جيدة للأشخاص الذين يبحثون عن المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد في منع نمو السرطان لديهم، لكن لا يجب تجربة القرفة السيلانية لعلاج السرطان دون التحدث إلى طبيب الأورام أولًا.

القرفة السيلانية تنظم ضغط الدم

تحتوي جميع أنواع القرفة على حمض "سيناميك" وبالتالي فإن للقرفة السيلانية تأثيرات مضادة للالتهابات. تساعد الخاصية المضادة للالتهابات على زيادة تدفق الدم عبر الجسم وتجعل الضغط أقل على القلب. وقد لخصت البحوث إلى أن القرفة السيلانية يمكن أن تساعد في ضبط وإدارة مستوى ضغط الدم. وغالبًا ما يؤدي ضعف القلب بسبب مشاكل في الجهاز القلبي الوعائي إلى الإصابة بأمراض القلب. تدعم القرفة السيلانية وظيفة القلب والأوعية الدموية وتساهم في تحسين صحة القلب.

القرفة السيلانية تقي من مرض الزهايمر

ثبت أن القرفة السيلانية تعمل على تحسين استجابة الدماغ للأنسولين. كما أن التأثير الأيضي يجعل القرفة السيلانية مفيدة في الحالات العصبية، مثل مرض الزهايمر، وهناك دراسات أظهرت وجود صلة بين مرض السكري ومرض الزهايمر ودعمت هذه الدراسات فكرة أن القرفة السيلانية قد تساعد في وقف ظهور مرض الزهايمر.

القرفة السيلانية تضبط الجلوكوز في الدم

قد تساعد القرفة السيلانية في السيطرة على مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم وفي الدماغ. إذ تحدث نوبات ارتفاع السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. تساعد خصائص القرفة على ضمان عدم ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بسرعة كبيرة. [3]

الفرق بين القرفة السيلانية والقرفة الصينية

ذكرنا في السابق أن هناك نوعين من القرفة وهما القرفة السيلانية والقرفة الصينية وهما النوعين الأكثر شيوعًا، فما الفرق بين القرفة السيلانية والقرفة الصينية؟ هذا ما سنتطرق إلى ذكره خلال السطور الآتية:

القرفة الصينية

تعتبر القرفة كلها قرفة تقريبًا حيث تتشابه في فوائدها بنسبة تصل إلى 95٪، إلا أن هناك فرقًا بين القرفة السيلانية والقرفة الصينية، فالقرفة الصينية تزرع في الصين وإندونيسيا وفيتنام والهند. تحتوي القرفة الصينية على حوالي 5٪ من الكومارين وهي مادة ليست الأكثر فائدة للجسم. وبالتالي طعم ورائحة القرفة الصينية أقسى من القرفة السيلانية.

يتم حصاد القرفة الصينية المعروفة باسم "أكاسيا" من جذع وأغصان شجرة عمرها 7-10 سنوات. لن تتم إزالة الحصاد التالي منه إلا بعد مرور 8-10 سنوات، وهذه المرة ضرورية لاستعادة الشجرة. هذه القرفة لها مظهر شظايا خشنة مقعرة قليلًا وشرائح من اللحاء بطول 10-15 سم وسمك 2 مم.

في القرفة الصينية يتم استخدام طبقة اللحاء بالكامل على عكس القرفة السيلانية، حيث يتم إزالة الطبقة الداخلية فقط، لذلك يصعب طحن القرفة الصينية. تتميز أنابيب القرفة الصينية أيضًا باللون الأحمر والبني ولكنها أغمق. في بعض الأحيان على لحاء القرفة الصينية تكون البقع ذات الظل الفاتح والعيوب والمخالفات ملحوظة.

القرفة السيلانية

هي القرفة الحقيقية واسمها اللاتيني هو سيلان سينامون، تزرع القرفة السيلانية في جزيرة سيريلانكا. ومحتوى مادة الكومارين فيها يصل إلى 0.004٪ فقط. تعتبر هذه القرفة أكثر تكلفة بسبب العملية الشاقة للحصول عليها وتعقيد معالجتها. ومع ذلك نظرًا لقدرة القرفة السيلانية على إحداث تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان وبسبب رائحتها وطعمها اللذيذ والرائع فقد أصبحت أكثر شيوعًا. حيث تضفي الرائحة الناعمة والحساسة والرائعة على الأطباق كما يعتبر طعم القرفة السيلانية حلو قليلًا وهذه فائدة إضافية لهذه التوابل في عيون الأشخاص الذين يحاولون التخلي عن السكر. كما أنه من السهل طحن القرفة السيلانية في الهاون أو مطحنة القهوة لأنها مصنوعة من عيدان من أنحف من القرفة الصيني

تتم زراعة القرفة السيلانية لمدة عامين، وبعد ذلك يتم تقطيعها إلى الجذر للحصول على براعم جديدة. يتم استخدام القرفة السيلانية كمواد خام. يتم حصاد اللحاء من براعم تتراوح من عام إلى ثلاثة أعوام مرتين في السنة، ويتم استخدام طبقتها الداخلية الرقيقة فقط. ثم يتم تكديس شرائح مترية من لحاء القرفة يصل سمكها إلى 1 مم وعرضها من 1-2 سم إلى عدة قطع واحدة فوق الأخرى وتشكيلها بحيث تلتف في أنبوب متعدد الطبقات وتترك حتى تجف. وعندما تجف يتم تقطيع هذه الأنابيب الطويلة إلى قطع بطول 5-10 سم.

إن عيدان القرفة السيلانية رقيقة ولها لون بني محمر فاتح. يجب أن يكون اللون موحدًا وخاليًا من البقع وخاليًا من العيوب الظاهرة. من السهل كسر عصا القرفة الهشة والمتفتتة باليدين. [4]

القرفة السيلانية للسكري

تعتبر القرفة السيلانية علاج بديل لمرض السكري، إذ أكدت إحدى الدراسات تأثير القرفة السيلانية على نسبة الأنسولين بالدم، وقد تم إجراء العديد من التجارب حول فوائد القرفة السيلانية المزعومة للسكري وثبت أن القرفة السيلانية جعلت مستويات الأنسولين عند الأشخاص المصابين بداء السكري قريبة من المستويات الطبيعية، وآخر دراسة دعمت فكرة أن القرفة السيلانية مفيدة في علاج مرض السكري.

ثبت أن القرفة السيلانية تحفز النشاط الشبيه بالأنسولين مما يقلل من مقاومة الأنسولين في الجسم. هذا يساعد على استقلاب الجلوكوز في الكبد. وتعتبر القرفة السيلانية علاجًا واعدًا للأشخاص الذين يبحثون عن بدائل للعلاج بالأنسولين الاصطناعي. لاستخدام القرفة كمثبت للأنسولين يجب على الأقل استهلاك ما يقارب 120 ملليجرام يوميًا وليس أكثر من هذه الكمية.

تعتبر القرفة السيلانية علاج طبيعي فعال للغاية لمرض السكري، إذ يمكن أن تخفض القرفة السيلانية نسبة السكر في الدم ومستويات الكوليسترول، وعند استخدامها كتوابل دافئة فإنها تحفز عملية التمثيل الغذائي، مما قد يكون مفيدًا في إنقاص الوزن. كما أن القرفة غنية جدًا بالمواد النباتية الثانوية، بحيث يمكن استخدامها للوقاية من السرطان.

ثبت أن القرفة السيلانية تنظم مستويات السكر في الدم ومع ذلك فإن أكثر خصائص القرفة السيلانية شهرةً وروعةً هي خصائصها التي تعمل على  خفض نسبة السكر في الدم. يقال إن اكتشاف هذا التأثير الخاص للقرفة قد حدث على النحو التالي: أراد العلماء ذات مرة اختبار تأثير الأطعمة المختلفة على مستويات السكر في الدم. كان هناك أيضا فطيرة التفاح مع الكثير من القرفة، وكان الباحثون بالطبع على يقين من أن الفطيرة الحلوة سترفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير. ومع ذلك فإن مستوى السكر في الدم لم يرتفع بشكل كبير كما حدث بعد تناول فطيرة التفاح الخالية من القرفة. لذلك فقد أجريت دراسة أخرى على الفور ركزت على القرفة. ثم نُشرت نتيجة التحقيق في المجلة المتخصصة في رعاية مرضى السكري عام 2003 وكانت القرفة السيلانية ذات نتائج فعالة في تقليل مستوى السكر في الدم. [4]

أضرار القرفة السيلانية

تعتبر القرفة السيلانية آمنة على الأرجح عند استخدامها وإضافتها في كميات الطعام كتوابل أو نكهة. يمكن أن تكون آمنة أيضًا عندما تؤخذ عن طريق الفم كدواء. يمكن استخدام القرفة السيلانية بأمان بجرعات تتراوح من 0.5 إلى 3 جرامات يوميًا لمدة تصل إلى 6 أشهر. لكن القرفة السيلانية من المحتمل أن تكون غير آمنة عند تناولها بكميات أكبر أو عند استخدامها على المدى الطويل. من المحتمل أيضًا أن يكون تناول زيت القرفة عن طريق الفم غير آمن كذلك. ومن أبرز أضرار القرفة السيلانية نذكر ما يلي:

  • يمكن أن يكون الزيت مهيجًا للجلد والأغشية المخاطية.
  • يمكن أن يؤدي تناول القرفة السيلانية بكثرة إلى تهيج المعدة والأمعاء والمسالك البولية.
  • يمكن أن يسبب تناول القرفة السيلانية بكثرة آثارًا جانبية مثل الإسهال والقيء والدوخة والنعاس وغيرها. [5]

تعرفنا خلال هذا المقال على خصائص القرفة السيلانية العلاجية، ونذكر بضرورة استهلاكها بالكمية الموصى بها حتى لا تسبب مشاكل صحية مثل تلف الكبد والكلى وغيرها الكثير من المشاكل الصحية.

  1. "Health Benefits of Ceylon Cinnamon" ، منشور على موقع webmd
  2. "A pound of cinnamon quills can cost $27 — heres why its one of the most expensive spices" ، منشور على موقع businessinsider
  3. "What are the benefits of ceylon cinnamon?" ، منشور على موقع medicalnewstoday
  4. أ ب "Ceylon vs. Cassia — Not All Cinnamon Is Created Equal" ، منشور على موقع healthline
  5. "Ceylon Cinnamon" ، منشور على موقع webmd
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار