تقوس الظهر عند الأطفال​: علامات الخطر

  • تاريخ النشر: الإثنين، 25 نوفمبر 2024
تقوس الظهر عند الأطفال​: علامات الخطر

تعتبر صحة العمود الفقري لدى الأطفال أمراً بالغ الأهمية لنموهم السليم وحياتهم المستقبلية. واحدة من المشكلات الشائعة التي قد تواجهها الأمهات هي تقوس الظهر عند الأطفال، وهو اضطراب قد يبدو طفيفاً في البداية، لكنه قد يتحول إلى مشكلة جدية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

في هذا المقال، نقدم لكِ دليلاً شاملاً حول تقوس الظهر عند الأطفال، بما في ذلك تعريفه، أسبابه، علامات الخطر المرتبطة به، وكيفية علاجه، مع التركيز على الجوانب التي تهم الأمهات بشكل خاص.

ما هو تقوس الظهر عند الأطفال؟

تقوس الظهر عند الأطفال يشير إلى أي انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، ويحدث هذا الانحناء نتيجة اضطراب في شكل العمود الفقري أو بسبب عوامل أخرى تؤثر على وضعية الطفل. في الحالة الطبيعية، يمتلك العمود الفقري انحناءات طبيعية عند النظر إليه من الجانب، ولكن عندما تكون هذه الانحناءات مفرطة، أو تظهر انحناءات غير طبيعية عند النظر إلى الطفل من الخلف، فإن ذلك يعتبر تقوساً.

أنواع تقوس الظهر

تقوس الظهر هو حالة شائعة قد تؤثر على الأطفال في مراحل مختلفة من نموهم، وقد تظهر بأشكال متعددة، وفهم أنواع تقوس الظهر عند الأطفال أمر مهم لتشخيص المشكلة في وقت مبكر وضمان التعامل الصحيح معها. في هذه الفقرة، سنستعرض أبرز أنواع تقوس الظهر التي قد يصاب بها الأطفال:

  1. الحداب (Kyphosis): هو انحناء مفرط في الجزء العلوي من الظهر، مما يجعل الطفل يبدو وكأنه يميل للأمام، وقد يتسبب هذا النوع في ظهور حدبة أو انحناء واضح في منطقة أعلى الظهر. قد يكون هذا الانحناء طبيعياً في بعض الأحيان، ولكن إذا كان مفرطاً أو مصحوباً بألم، فقد يشير إلى حالة طبية تستدعي التدخل.
  2. الجنف (Scoliosis): هو انحناء جانبي للعمود الفقري، حيث ينحني العمود الفقري بشكل غير طبيعي إلى أحد الجانبين. في بعض الحالات، قد يصاحب هذا الانحناء التواء للعمود الفقري، مما يؤدي إلى ظهور عدم تناسق في الكتفين أو الوركين. قد يتطلب الجنف علاجاً لتجنب تطوره إلى مشكلة أكبر تؤثر على صحة الطفل.
  3. القعس (Lordosis): هو انحناء مفرط في أسفل الظهر، مما يجعل البطن والأرداف تبدوان بارزتين. يعرف أحياناً بـ"الظهر السفلي المقوس" ويحدث عندما ينحني العمود الفقري بشكل مفرط إلى الداخل في منطقة أسفل الظهر. في بعض الحالات، يمكن أن يكون هذا نوعاً من التكيف الطبيعي في الجسم، ولكن إذا كان مفرطاً، فقد يؤدي إلى الألم أو مشاكل في الحركة.

يعد الجنف واحداً من أنواع تقوس الظهر عند الأطفال

أسباب تقوس الظهر عند الأطفال

تتنوع أسباب تقوس الظهر عند الأطفال بين عوامل وراثية، بيئية، وأخرى مكتسبة. ومن أبرز هذه الأسباب:

  • الأسباب الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بتقوس العمود الفقري، فقد يكون الطفل عرضة للإصابة.
  • وضعيات الجلوس الخاطئة: الجلوس المطول بوضعيات غير صحيحة أثناء الدراسة أو اللعب على الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات المحيطة بالعمود الفقري، مما يزيد من احتمالية حدوث التقوس.
  • إصابات العمود الفقري: التعرض لحوادث أو إصابات مباشرة يمكن أن يسبب تشوهات أو تقوساً في العمود الفقري.
  • أمراض العظام، والتي تشمل:
  1. الكساح: نتيجة نقص فيتامين "د"، يؤدي إلى ضعف العظام وتشوهات في العمود الفقري.
  2. هشاشة العظام: وهي نادرة عند الأطفال، لكنها قد تحدث نتيجة اضطرابات صحية معينة.
  • مشكلات النمو: اضطرابات في نمو العظام والعضلات قد تؤدي إلى تقوس الظهر، خاصة إذا حدث تفاوت في نمو أجزاء العمود الفقري.
  • أسباب أخرى، مثل:
  1. حمل الحقائب المدرسية الثقيلة بطريقة غير صحيحة.
  2. الأمراض العصبية والعضلية مثل الشلل الدماغي أو ضمور العضلات.

أعراض تقوس الظهر عند الأطفال: علامات الخطر

على الرغم من أن بعض تقوسات الظهر يمكن أن تكون طبيعية في مراحل معينة من نمو الطفل، إلا أن هناك علامات يجب أن تكوني على دراية بها لأنها قد تشير إلى وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الفوري. مع تطور نمو الطفل، من المهم مراقبة أي تغيرات قد تحدث في وضعية الجسم أو في مستوى الراحة العام للطفل. إليكِ أبرز أعراض تقوس الظهر عند الأطفال:

  1. التباين في الكتفين أو الوركين: إذا لاحظتِ أن كتفي طفلك أو وركيه غير متساويين عند النظر إليه من الخلف، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود الجنف، وهو انحناء جانبي للعمود الفقري. هذا التفاوت في مستوى الكتفين أو الوركين يستدعي اهتماماً فورياً من الطبيب لتحديد السبب بدقة.
  2. انحناء ملحوظ عند الوقوف: إذا كان ظهر طفلك يبدو منحنياً إلى الأمام بشكل غير طبيعي عند النظر إليه من الجانب، فقد يكون هذا دليلًا على الحداب، حيث يكون هناك انحناء مفرط في الجزء العلوي من الظهر. إذا لاحظتِ هذا التغيير في وضعية طفلك، يجب استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان التقوس يشير إلى مشكلة صحية أكبر.
  3. الألم المتكرر: شعور الطفل بألم مستمر أو متكرر في الظهر، خاصة بعد الجلوس لفترات طويلة أو ممارسة الأنشطة اليومية، يعد من الأعراض التي تستدعي القلق. الألم قد يكون نتيجة لضغط أو توتر على الأعصاب أو العضلات المحيطة بالعمود الفقري، مما يتطلب تقييماً دقيقاً.
  4. صعوبة في الحركة: إذا لاحظتِ أن طفلك يجد صعوبة في المشي أو الانحناء أو الوقوف بشكل مستقيم، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة في العمود الفقري، أو في العضلات المحيطة به. هذه الصعوبة قد تكون نتيجة لوجود تقوس مفرط أو جنف، مما يستدعي إجراء فحوصات طبية لتحديد السبب والعلاج المناسب.
  5. التأثير على التنفس أو الوظائف الحيوية: في الحالات الشديدة من تقوس الظهر، قد يتسبب الانحناء المفرط في ضغط على الأعضاء الداخلية مثل الرئتين، مما يسبب صعوبة في التنفس أو تعباً سريعاً. إذا لاحظتِ أن طفلك يعاني من ضيق في التنفس، أو من التعب السريع أثناء الأنشطة اليومية، يجب استشارة الطبيب فوراً لتفادي أي مضاعفات صحية.

كيفية تشخيص تقوس الظهر عند الأطفال

يتطلب تشخيص تقوس الظهر عند الأطفال تقييماً دقيقاً من قبل الطبيب، حيث يقوم بفحص الطفل بشكل شامل باستخدام مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد نوع التقوس ودرجة شدته. إليكِ أبرز طرق التشخيص المستخدمة:

  • الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص العمود الفقري للطفل أثناء الوقوف والانحناء لتحديد درجة التقوس وما إذا كان هناك عدم تناسق في الجسم.
  • التصوير الشعاعي (X-ray): يساعد في تحديد نوع التقوس ودرجة شدته.
  • اختبارات إضافية: في بعض الحالات، قد يتم طلب تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حالة الأعصاب أو العضلات.

علاج تقوس الظهر عند الأطفال

يختلف علاج تقوس الظهر عند الأطفال بناءً على نوع التقوس وسببه ودرجة شدته. يعتمد العلاج المناسب على تقييم الطبيب، ويهدف إلى تصحيح الوضعية بشكل فعال لتجنب تفاقم الحالة. إليكِ بعض أساليب العلاج المستخدمة:

  1. التدخل المبكر: العلاج المبكر يعد من العوامل الأساسية للحد من تطور تقوس الظهر، بحيث إذا تم اكتشاف التقوس في مراحله المبكرة، يمكن تصحيحه باستخدام علاجات غير جراحية. العلاج الطبيعي أو تقويم العمود الفقري يمكن أن يساعد في إعادة الوضع الطبيعي للعمود الفقري. في هذه المرحلة، تكون الفرصة لتصحيح الانحناء أكبر، ويستطيع الطفل العودة إلى نشاطاته اليومية بشكل طبيعي.
  2. تمارين تقوية العضلات: يعتبر العلاج الطبيعي جزءاً أساسياً من خطة العلاج، حيث يساعد على تقوية عضلات الظهر والبطن التي تدعم العمود الفقري. من خلال تمارين تقوية العضلات، يمكن تحسين الوضعية وتقليل الضغط على العمود الفقري، مما يساهم في تحسين توازن الجسم وتقليل الألم. قد تشمل التمارين بعض الأنشطة مثل تمارين الإطالة، أو تقوية العضلات المتوازية مع العمود الفقري.
  3. استخدام أجهزة تقويم العمود الفقري: في الحالات المتوسطة من تقوس الظهر، قد يوصي الطبيب باستخدام الدعامة (Brace) وهي جهاز تقويم خاص يرتديه الطفل لتثبيت العمود الفقري ومنع تفاقم التقوس. تساعد الدعامة في تحسين الوضعية وتوجيه العمود الفقري إلى الوضع الصحيح أثناء فترة النمو. يُستخدم هذا العلاج عادة عندما يكون التقوس قد وصل إلى درجة معينة، ولكنه لا يستدعي التدخل الجراحي.
  4. العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة من تقوس الظهر، أو عندما يبدأ التقوس في التأثير على وظائف الجسم مثل التنفس أو الحركة، قد يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأفضل. يتضمن العلاج الجراحي إجراء عمليات لتصحيح الانحناء وتحقيق استقامة العمود الفقري. يتم اللجوء إلى هذا الخيار عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعّالة، أو عندما يتسبب التقوس في مشاكل صحية خطيرة.

دور الوقاية في الحفاظ على صحة العمود الفقري

تلعب الوقاية دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة العمود الفقري للأطفال، خاصة في مراحل نموهم المبكرة، ومن خلال اتباع بعض العادات اليومية، يمكن تقليل فرص حدوث تقوس الظهر أو مشاكل العمود الفقري الأخرى. إليكِ بعض الخطوات الوقائية المهمة التي يمكن أن تساعد في الوقاية من تقوس الظهر عند الأطفال والحفاظ على صحة العمود الفقري لديهم:

  • تصحيح عادات الجلوس: تأكدي من أن طفلك يجلس على كرسي مريح مع استقامة الظهر وقدميه مستويتين على الأرض.
  • تشجيع النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة أو اليوغا تساعد في تقوية العضلات وتعزيز مرونة العمود الفقري.
  • اختيار الحقيبة المدرسية المناسبة: يجب أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن ومزودة بأحزمة مبطنة، مع التأكد من حملها على كلا الكتفين.
  • مراقبة نمو الطفل: متابعة نمو طفلك بانتظام مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مشكلات في العظام أو العضلات.

في الختام، تقوس الظهر عند الأطفال قد يكون مشكلة بسيطة إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكراً، لكنه قد يتحول إلى تحدٍ كبير إذا تم تجاهله. كأم، يعد دورك محورياً في مراقبة صحة طفلك، وضمان اتباعه العادات الصحية التي تساهم في الحفاظ على عموده الفقري سليماً. بالتشخيص المبكر والعناية المناسبة، يمكنكِ حماية طفلك من المشكلات المستقبلية المرتبطة بتقوس الظهر.

مواضيع ذات صلة

شاهدي أيضاً: تسمين الأطفال

  1. "5 حقائق عن الجنف يجب أن يعرفها كل والد" ، منشور على موقع Hopkinsmedicine.org
  2. "تقوس الظهر" ، منشور على موقع Childrenshospital.org
  3. "تقوس الظهر" ، منشور على موقع nhs.uk
  4. "علامات خفية: التعرف على الجنف في سن المراهقة" ، منشور على موقع Tscspine.com
  5. "حداب" ، منشور على موقع Kidshealth.org
  • الأسئلة الشائعة عن تقوس الظهر عند الأطفال

  1. هل تقوس الظهر خطير؟
    تقوس الظهر قد يكون خطيرًا إذا لم يتم علاجه مبكرًا، حيث يمكن أن يؤثر على وضعية الطفل، ويسبب ألمًا مزمنًا أو مشاكل في التنفس والأنشطة اليومية. في الحالات الشديدة، قد يتطلب العلاج الجراحي. لذا من المهم متابعة أي علامات تقوس بشكل منتظم.
  2. ما سبب انحناء العمود الفقري عند الأطفال؟
    انحناء العمود الفقري عند الأطفال قد يكون نتيجة عوامل وراثية، أو بسبب وضعيات الجلوس الخاطئة لفترات طويلة، أو ضعف عضلات الظهر. كما يمكن أن يحدث بسبب إصابات أو أمراض عظمية مثل الكساح أو الشلل الدماغي.
  3. كيف أعرف أن طفلي لديه تقوس في الظهر؟
    يمكنكِ ملاحظة تقوس الظهر عند طفلك إذا كان يعاني من ألم مستمر في الظهر، أو إذا كان يظهر انحناء غير طبيعي عند النظر إليه من الجانب أو الخلف. كما قد تلاحظين تفاوتًا في مستوى الكتفين أو الوركين.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار