انقراص فقرات العمود الفقري الأسباب والعلاج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 نوفمبر 2022
انقراص فقرات العمود الفقري الأسباب والعلاج

يلعب العمود الفقري دوراً لا غنى عنه في الهيكل العظمي، إذ يشكل الجذع الذي تستند إليه وترتبط به العظام الأخرى، كما يؤمن الحماية للنخاع الشوكي داخله، ولكنه أحياناً ما يُصاب ببعض الأمراض، وفي هذا المقال، سنتحدث عن مرض انقراص فقرات الظهر أو تنكس القرص الفقري.

فقرات العمود الفقري السليمة

ما هو انقراص فقرات الظهر

العمود الفقري هو سلسلة مكونة من 33 فقرة تمتد من الرقبة في الأعلى وحتى العصعص في نهايته السفلية، وهو يتمتع لدى الإنسان السليم بدرجة جيدة من المرونة تسمح لنا بالانحناء وتحريك الجذع مع الإبقاء على النخاع الشوكي داخله في وضع سليم. [1]

كما أنه يمتص الصدمات، خاصة لدى قفز الإنسان من مكان مرتفع، بسبب انحناءاته الطبيعية والأقراص الفاصلة بين الفقرات، وهكذا ينضغط العمود الفقري عند الحاجة ثم يتمدد بسهولة، إنما لا يحدث هذا في حالة انقراص فقرات الظهر. [1]

عندما تبدأ الأقراص الفاصلة بين فقرات العمود الفقري بفقدان مرونتها ومحتواها من السوائل مع التقدم في السن، فتبدأ الفقرات بالاقتراب من بعضها بشكل تدريجي، بسبب انكماش تلك الأقراص. [1]

وهذا ما ينتج عنه تضيق المخارج التي تخرج منها الأعصاب المرتبطة بالنخاع الشوكي، وتسمى أيضاً باسم الأعصاب الشوكية، كما ينتج عن ذلك تراجع دور العمود الفقري في امتصاص الصدمات الخفيفة الناتجة عن الحركات اليومية، مثل: الجري والقفز والهرولة. [1]

انقراص فقرات العمود الفقاري

ما سبب داء تنكس الأقراص الفقرية

عندما يتقدم الإنسان في العمر، تبدأ الأقراص الفقرية بالتآكل؛ مما يؤدي في النهاية إلى حدوث انقراص في فقرات الظهر، وتشمل التغيرات المتعلقة بالعمر في العمود الفقري ما يأتي: [2]

  • فقدان السائل: يملك القرص الفقري كمية من السائل ضمنه لذلك فهو يتمتع بالمرونة، أما عندما يتناقص السائل مع تقدم العمر، تتناقص قدرة هذه الأقراص على تحمل الصدمات، كما أن المسافة بين الفقرات تتناقص بشكل تدريجي نتيجة ذلك.
  • الرضوض الصغيرة: يمكن تشبيه القرص الفقري بكيس يحمل مادة هلامية ضمنه؛ لذلك تؤدي التشققات والخدوش البسيطة في الطبقة السطحية من هذا القرص إلى تمطط المحفظة وحدوث انتفاخ جانبي مكان الخدش، بسبب ترقق المحفظة، كما يمكن أن تخرج المادة الهلامية المخزنة ضمنه بشكل جزئي أو كلي.

بعكس غالبية الأنسجة الأخرى الموجودة في أجسامنا، لا يحصل القرص بين الفقرات على تروية دموية جيدة، لذلك لا يمكن تزويده بالموارد الكافية لإصلاح الخدوش والمساعدة في التئامها؛ وبالتالي تتراجع كفاءة هذه الأقراص الفقرية تدريجياً وتتآكل مع التقدم في السن. [2]

أعراض داء تنكس القرص الفقري

تعتمد طبيعة الأعراض على المكان من العمود الفقري الذي يحدث ضمنه الانقراص الفقري، وعادةً ما يحدث الانقراص في منطقة الرقبة والمنطقة القَطَنية (أسفل الظهر)، ويسبب ألماً منخفض الشدة بشكل عام، يمكن أن يشتد خلال نوبات تستمر عدة أيام، ثم يعود للانخفاض مرة أخرى. [2]

ويتمتع القرص الفقري بشكل عام بالخصائص الآتية: [2]

  • يتركز الألم في أسفل الظهر، ويمكن أن ينتشر إلى الوركين والفخذين.
  • يستمر الألم في أسفل الظهر مدة أكثر من 6 أسابيع.
  • يصف المريض الألم غالباً بكونه ألماً مزعجاً في أسفل الظهر، وليس ألماً حاداً وفظيعاً بشكل مفاجئ.
  • يزداد الألم سوءاً عند جلوس المريض، لأن الأقراص بين الفقرية تحمل وزناً كبيراً في هذه الحالة.
  • يمكن أن يزداد الألم بعد الوقوف لفترات طويلة أو الانحناء لالتقاط جسم معين عن الأرض.
  • يزداد الألم بعد القيام بحركات معينة، مثل: الانحناء نحو الأمام أو الجانب أو حمل شيء ما.
  • في الحالات الشديدة، يحدث خدر وتنميل في القدمين وصعوبة في المشي.
  • في حال ازداد الانضغاط إلى درجة تقاربت فيها الفقرتان بشكل يضغط على جذور الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي؛ تكون النتيجة ألماً في منطقة تعصيب هذا العصب، ويُعرف هذا الألم باسم عرق النِّسا (بالإنجليزية: Sciatica) وينتشر إلى الوركين والطرفين السفليين.
  • يحدث الألم عند القيام بحركات بسيطة، مثل: رفع اليد والتلويح لشخص ما، وينتج هذا عن تطور التنكس وضعف القرص بين الفقرات.
  • ألم أسفل الظهر الذي يرافق انقراص الفقرات يمكن أن يُحدث لدى المريض ألماً وتنميلاً وخدراً في الطرفين السفليين، حتى قبل أن يصل الانقراص إلى درجة الضغط على الجذور العصبية، وينتشر الألم من أسفل الظهر إلى الجهة الخلفية من الفخذين، ولا يتجاوز الركبة في العادة.
  • بالرغم من كون الأعراض السابقة مزعجة ومقلقة، لكنها نادراً ما تشير إلى أذية خطيرة في الأعصاب، أما الشعور بضعف العضلات في الطرفين السفليين فهو مؤشر مثير للقلق حول الأعصاب الشوكية.
  • يمكن أن يؤدي تنكس القرص الفقري فيما بعد إلى انفتاق النواة اللبية أو ما يعرف بمرض الديسك.

علاج داء تنكس القرص الفقري (انقراص الفقرات)

يتفق جميع الأطباء أن التمارين الرياضية أمر مهم ومحوري في علاج آلام الظهر مهما كان منشأها، لأن هذه التمارين تزيد من قوة ومرونة العضلات التي تحيط بالعمود الفقري وتدعمه. [3]

كما أن الرياضة تزيد من تدفق الدم إلى الظهر مما يفيد في تزويد المفاصل والعضلات بالأكسجين والمواد الغذائية الضرورية لعملها، كما ينقل الفضلات والمواد الناتجة عن الالتهاب والمحرضة له من منطقة المفصل إلى جهاز الإطراح. [3]

إضافة إلى النشاطات الرياضية يمكن أن تستخدم الأساليب العلاجية التالية في علاج داء تنكس القرص الفقري: [3]

  • العلاج الفيزيائي: خاصة في الحالات التي أدت إلى ضعف عضلي أو إعاقة.
  • الأدوية: الأدوية المسكنة من مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل: إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والمسكنات الشائعة، مثل: باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
  • العلاجات الحرارية: بتعريض المنطقة المصابة للحرارة أو البرودة لفترات مدروسة.

الحلول الجراحية لانقراص فقرات الظهر

يُحتفظ بالخيار الجراحي للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى بالرغم من المحاولة لمدة 3 أشهر، كما يمكن التفكير به في الحالات الآتية: [3]

  • ألم الظهر أو الطرفين السفليين، الذي يعيق المريض عن ممارسة نشاطات حياته الطبيعية.
  • الخدر والضعف في الساقين.
  • صعوبة الوقوف أو المشي.

قد يكون هدف العملية الجراحية هو تثبيت العمود الفقري عن طريق لحام فقرتين مع بعضهما، قد يخفف هذا من الألم لدى المرضى الذين لم يعد عمودهم الفقري قادراً على تحمل وزن الجسم في هذه المنطقة. [3]

كما يوجد خيار جراحي آخر هو إبعاد الفقرتين المتقاربتين عن بعضهما، عن طريق قطع جزء من إحدى هاتين الفقرتين، من أجل تخفيف الضغط عن الجذر العصبي المضغوط. [3]

العلاج بالخلايا الجذعية

لا يزال هذا النمط من العلاج يخطو خطواته الأولى على امتداد مختلف الاختصاصات الطبية، لكن النتائج مبشرة بالأمل بالنسبة للمستقبل. [3]

إذ تمكن مجموعة من الباحثين في جامعة كوينزلاند الأسترالية باستخدام الخلايا الجذعية من تجديد النسيج الغضروفي في منطقة الربط في الفقرات. [3]

وأشار هؤلاء الباحثون في الورقة البحثية التي نشروها إلى إمكانية تجديد القرص بين الفقري في المستقبل. [3]

نصائح للمصابين بانقراص فقرات الظهر

يمكن أن يساعد المريض نفسه في الشفاء بمجموعة من الوسائل التي قد تكون كافية بمفردها في حال كانت الأعراض خفيفة، ومنها ما يأتي: [1]

  • اختيار الوضعية المريحة: غالباً ما يشعر المريض بالراحة في وضعية ما دون الأخرى، إذ قد يكون جلوس القرفصاء لبعض الوقت مريحاً أكثر من الوقوف المطوّل.
  • تمارين رفع الأثقال: هذه التمارين مفيدة إلى أنها بحاجة إلى إشراف من شخص مختص يحرص على بقاء العمود الفقري مستقيماً ومشدوداً طوال فترة التمرين.
  • الدعائم الظهرية: مثل الأحزمة والمشدات المصممة لتثبيت العمود الفقري.

في الختام، يبقى أن نشير إلى وجوب ممارسة الرياضة المعتدلة بشكل منتظم لدى جميع الأشخاص، وبخاصة في المراحل المتقدمة من العمر، ولأن الرياضة تملك أثراً سحرياً في إبقاء الجسم في شبابه وتأخير أو استبعاد خطر الإصابة بالأمراض والاضطرابات المتعلقة بالشيخوخة، ومن ضمنها داء تنكس القرص الفقري.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار