تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي 2025

تألقت النجمة السورية منى واصف في افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان البحرين السينمائي، الذي أُقيم مساء الخميس 30 أكتوبر/تشرين الأول، وسط أجواء احتفالية مبهرة جمعت نخبة من نجوم السينما في الخليج والعالم العربي.

وجاء المهرجان هذا العام تحت شعار "أفلام قصيرة... قصص عظيمة" بتنظيم من نادي البحرين للسينما وبالشراكة مع وزارة الإعلام البحرينية، ليؤكد استمرار المملكة في دعم الإبداع السينمائي وتشجيع المواهب الشابة على المشاركة في صناعة مستقبل الفن السابع في المنطقة.

تكريم منى واصف في افتتاح مهرجان البحرين السينمائي

منذ لحظة انطلاق الحفل، لفتت منى واصف الأنظار بإطلالتها الأنيقة وحضورها الطاغي الذي يعكس تاريخًا طويلاً من العطاء الفني. فقد شكل تكريمها في المهرجان محطة مؤثرة في الأمسية، حيث عبر الحضور عن تقديرهم لمسيرتها الممتدة لأكثر من خمسة عقود، قدمت خلالها عشرات الأعمال التي حفرت اسمها بين أبرز نجمات الدراما والسينما العربية.

كلمة منى واصف

في كلمتها المؤثرة خلال حفل التكريم، عبرت منى واصف عن امتنانها لهذا التقدير البحريني، قائلة إن الفيلم المعروض في بداية الحفل أعادها إلى أحلامها الأولى، وإلى تلك الأيام التي كانت السينما فيها مساحة للحلم ولرؤية القمر من زاوية مختلفة.

وأضافت بأسلوبها الصادق والمحبب للجمهور: "راحت أيام السينما في بعض الأماكن، وصار لي زمان ما رحت عالسينما إلا لما سافرت لبرا، بس الفن بيضلّ أقوى من كل شيء، وما في حدا بيقدر يسرق الحلم منا". كلماتها الصادقة لامست قلوب الحاضرين، وذكّرتهم بقيمة الفن كرسالة خالدة تتجاوز الزمن.

حضور نجوم الخليج والعالم العربي

وشهدت السجادة الحمراء حضورًا مميزًا لأسماء لامعة من نجوم الخليج والعالم العربي، حيث تألقت شجون الهاجري وفاطمة الصفي بإطلالتين لافتتين، كما حضر محمد ممدوح وكريم الشناوي من مصر، إلى جانب شيكو ورامي إمام ومحمد ثروت وأحمد فتحي، إضافة إلى حضور لافت للنجوم الخليجيين عبدالله بوشهري وأضوى الفهد وشيماء سيف.

وقد أضفى هذا الحضور تنوعًا فنيًا يعكس عمق الروابط الثقافية بين السينما الخليجية والعربية.

تكريم رموز السينما البحرينية

ولم يقتصر المهرجان على تكريم النجوم العرب فحسب، بل حرص أيضًا على الاحتفاء برموز السينما البحرينية الذين أسسوا لانطلاقتها الأولى. فقد قام وزير الإعلام رمزان بن عبدالله النعيمي بتكريم المخرجين علي عباس ومجيد شمس تقديرًا لإسهاماتهما في صناعة السينما البحرينية منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال أعمال خالدة مثل الغريب وذكريات.

وفي كلمة ألقاها المخرج البحريني بسام الذوادي، أشار إلى أن السينما البحرينية وُلدت من رحم التحديات، وأن ما وصلت إليه اليوم هو ثمرة إصرار الرواد الذين صنعوا المجد رغم الصعاب، مؤكّدًا أن المهرجان يمثل امتدادًا لمسيرة العطاء والإبداع التي تواصل نقل رسالة الفن البحريني إلى العالم.

عرض فيلم الافتتاح "HOPE"

وقد افتتحت فعاليات المهرجان بعرض الفيلم القصير HOPE للمخرج الشاب أحمد الزياني، الذي تناول في عمله رؤية إنسانية معاصرة لاقت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.

هذا الاختيار جاء ليعكس توجه المهرجان في تسليط الضوء على الطاقات الجديدة ومنحها الفرصة للتعبير عن قضايا الإنسان والمجتمع بأسلوب فني راقٍ.

فعاليات وورش عمل لتعزيز الإبداع السينمائي

ويضم برنامج الدورة الحالية 51 فيلمًا قصيرًا تتنافس ضمن خمس فئات رئيسية هي: الفيلم البحريني القصير، الفيلم الروائي القصير، الفيلم الوثائقي، أفلام التحريك، وأفلام الطلبة.

كما يقدم المهرجان مجموعة من ورش العمل التدريبية والجلسات الحوارية التي يشرف عليها نخبة من المبدعين والنقاد العرب، في خطوة تهدف إلى تطوير مهارات صناع الأفلام الشباب وتعزيز التعاون الثقافي بين السينمائيين في المنطقة.

رسالة المهرجان وإرث منى واصف

بهذا المشهد المليء بالحيوية والتنوع، يؤكد مهرجان البحرين السينمائي مكانته كمنصة رائدة لعرض الإبداع العربي في أبهى صوره، جامعًا بين الخبرة والموهبة، وبين ذاكرة السينما وأحلام المستقبل.

أما منى واصف، فقد غادرت منصة التكريم وسط تصفيق طويل من الجمهور، لتبقى رمزًا لجيلٍ من الفنانين الذين منحوا السينما العربية بريقها الإنساني والفني، ولتؤكد أن الحلم بالفن لا يشيخ، بل يتجدّد كلما أُضيئت شاشة جديدة.