حب قاتل: مهندسة تهدد الهند بـ21 قنبلة بعد زواج حبيبها بأخرى

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 يونيو 2025
حب قاتل: مهندسة تهدد الهند بـ21 قنبلة بعد زواج حبيبها بأخرى

من خارج قاعات الاجتماعات وفي كواليس مشاريع الذكاء الاصطناعي، كانت بداية القصة في بنغالورو، المدينة التي تُوصف بأنها وادي السيليكون الهندي. هناك، لم تكن "ريني جوشيلدا"، مهندسة الروبوتات الثلاثينية، تتخيل أن أيامها المهنية ستصطدم بقصة حب تتجاوز المنطق.

تعرفت إلى زميلها "ديفيج برابهكار" خلال تعاون مهني عابر، لكنه كان كافيًا ليوقظ فيها مشاعر قوية، ربما كانت مؤجلة أو مكبوتة. لم يكن الأمر مجرد إعجاب عابر، بل مشاعر تصاعدت تدريجيًا، وأخذت حيزًا كبيرًا من وجدانها، حتى تحوّلت إلى هوس عاطفي صامت.

ريني التي أحبت وحدها

رغم أنها كانت سيدة ناجحة، تعمل كمستشارة أولى في شركة عالمية في تشيناي، فإن قلبها لم يكن محصّنًا أمام الرفض. فريني أحبت من دون مقابل. لم يُبادلها "ديفيج" المشاعر، بل سار في طريق حياته الشخصية وتزوّج بأخرى.

كان ذلك بمثابة الزلزال العاطفي بالنسبة لها. لم تكن النهاية بالنسبة لريني مجرد خسارة علاقة، بل خيانة لواقعها العاطفي الذي رسمته داخليًا دون مشاركة الطرف الآخر.

هندية تنتقم

انتقام من الحبيب.. لكنه خطير

لم تصرخ، لم تكتب منشورًا غاضبًا، لم تبكِ أمام صديقاتها. بدلًا من ذلك، اختارت أن ترد على خيبة الأمل بطريقة لا تخطر على بال. استغلت خلفيتها التقنية، ومهاراتها في التكنولوجيا، وصمّمت خطة دقيقة ومظلمة: تلغيم حياة من أحبّته ببلاغات وهمية تهدد أمن البلاد، فقط لتراه خلف القضبان.

أنشأت عناوين بريدية مزيفة، واستخدمت برامج تخفي متطورة، ودخلت عوالم الإنترنت المظلمة لتُرسل 21 رسالة إلكترونية تهدد بوجود قنابل في مواقع استراتيجية في 12 ولاية هندية، بينها مدارس ومستشفيات وملاعب، وصولًا إلى ملعب "ناريندرا مودي" الشهير، وبالطبع كانت كل تلك الرسائل موقعة باسم "ديفيج"، لتحمّله المسؤولية كاملة.

حب من طرف واحد

رسائل مرعبة هزّت الهند

لم تكن التهديدات مجرد مزحة، بل اختير توقيتها بعناية ليتزامن مع مناسبات دينية أو زيارات رفيعة المستوى.

في إحدى الرسائل كتبت: "قنبلة مزروعة في ملعب ناريندرا مودي.. أنقذوا من تستطيعون".

وفي رسالة أخرى بعد كارثة سقوط طائرة Air India التي راح ضحيتها أكثر من 270 شخصًا، كتبت بكل برود: "نحن من أسقط الطائرة برئيس وزرائكم السابق. نحن لا نلعب".

لم تكن تدرك أن ذلك سيجعلها تتجاوز حدود الانتقام الشخصي إلى خانة الجرائم الكبرى.

تفوق تكنولوجي.. وغلطة قاتلة

على مدى أسابيع، حيّرت الشرطة. فكل خطوة قامت بها كانت محسوبة: استخدمت متصفّح "Tor"، لجأت لأرقام هواتف افتراضية، ولم تترك خلفها أثرًا واضحًا.

لكن كأي خطة مبنية على الغضب، لم تصمد أمام لحظة تسرّع واحدة، حيث ارتكبت ما وصفته الشرطة بأنه "غلطة تقنية بدائية": فتحت بريدها الشخصي، ثم دخلت على بريد التهديدات المزيف من نفس الجهاز. تلك اللحظة ربطت عنوان الـ IP الخاص بها بسلسلة الرسائل، وكشفت المستور.

القبض على امرأة

القبض عليها في منزلها.. ودهشة الشرطة

بعد تحقيق مشترك بين أجهزة الأمن السيبراني في أكثر من ولاية، داهمت الشرطة منزل "ريني" في تشيناي، واعتقلتها.

ما وجدوه على حاسوبها الشخصي كان صادمًا: أرشيف كامل من الرسائل، حسابات مزيفة، تفاصيل دقيقة عن كل موقع أُرسل إليه تهديد، بل وجدوا جداول بمواعيد المناسبات الدينية والسياسية.

قال مفوض شرطة الجريمة في أحمد أباد، شيراد سينغال: "نحن أمام حالة نادرة من الانتقام العاطفي السيبراني عالي التخطيط. لم تكن هاوية، بل عقل مدبر يخطط وكأنه يبرمج نظام روبوتي للقتل البارد".

حين يتحوّل الذكاء إلى سلاح عاطفي

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا تزال ريني قيد الحبس الاحتياطي، وسط توسّع دائرة التحقيقات. ولا تزال تساؤلات عديدة عالقة: هل كانت تعاني من اضطرابات نفسية؟ هل كانت تخطّط لشيء أكبر؟ هل شعرت في لحظة ما أنها فقدت نفسها تمامًا؟

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار