شروط الأضحية للمرأة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 يوليو 2021 آخر تحديث: الأحد، 18 يوليو 2021
شروط الأضحية للمرأة

ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، هذا العيد المرتبط بذبح الأضحية في يوم العيد، ولكن قد يتبادر إلى أذهننا أن الأضاحي مرتبطة بالرجال، إلا أن الأمر غير مشروط بالرجال عن النساء، فيحق لكل مسلم ذلك سواء كان رجل أو امرأة، ولكن ما هي شروط الأضحية للمرأة؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

حكم الأضحية للمرأة:

قد ترغب بعض السيدات بذبح أضحية لها في عيد الأضحى المبارك، وبالطبع سيكون أول ما يتبادر إلى ذهنها هو ماذا عن حكم ذلك في الشرع الأسلامي؟ والإجابة ببساطة أنه من حيث الحكم فالأضحية مشروعة للمرأة كما الرجل، لذا فالحكم لها بذلك جائز ولا حرج فيه، فإذا كانت للمرأة القدرة على الأضحية وميسورة الحال استحب لها ذلك، وعليها أن تجعل هذه الأضحية عن نفسها وعن أهل بيتها.

قد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله: الأضحية هل هي للأسرة ككل أم لكل فرد فيها بالغ، ومتى يكون ذبحها؟ وهل يشترط لصاحبها عدم أخذ شيء من أظافره وشعره قبل ذبحها؟ وإذا كانت لامرأة وهي حائض ما العمل ؟ وما الفرق بين الأضحية والصدقة في مثل هذا الأمر؟
فأجاب: "الأضحية سنة مؤكدة، تشرع للرجل والمرأة، وتجزئ عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عنه وعن أهل بيته، والثاني عمن وحد الله من أمته. ووقتها يوم النحر وأيام التشريق في كل سنة، والسنة للمضحي أن يأكل منها، ويهدي لأقاربه وجيرانه منها، ويتصدق منها. ولا يجوز لمن أراد أن يضحي أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئا، بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يضحي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئا حتى يضحي) رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن أم سلمة رضي الله عنها. أما الوكيل على الضحية، أو على الوقف الذي فيه أضاحي، فإنه لا يلزمه ترك شعره ولا ظفره ولا بشرته؛ لأنه ليس بمضح، وإنما هذا على المضحي الذي وكله في ذلك، وهكذا الواقف هو المضحي. والناظر على الوقف وكيل منفذ وليس بمضح، والله ولي التوفيق " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (18/38). [1]

شروط الأضحية للمرأة:

لا يوجد اختلاف في شروط الأضحية للمرأة عنها للرجل، ولكن يجب أن تستوفي المرأة كافة الشروط التالية ليحتسب أجرها عند الله عز وجل:

  • أن تكون ملكاً لها (للمضحي): يُشترط في الأضحية أن تكون ملكاً للمرأة التي تريد أن تضحي، ولا تقبل إذا كانت مسروقة أو مغصوبة أو تم شراؤها بمال حرام أو بعقد فاسد، لأن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً ولتكون حلال وبمال حلال.
  • أن تكون من الأنعام: يجب أن تكون الأضحية من البقر أو الغنم أو الإبل حتى تكون صحيحة.
  • أن تكون قد بلغت السن المعتبرة: من الضروري أن تبلغ السن المحددة لها في الشرع، وهي خمس سنوات للإبل وسنتان للبقر، وسنة للمعز وستة أشهر للضأن.
  • السلامة من العيوب: قد يكون هناك بعض العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، فيجب أن لا تكون عرجاء بين عرجها ولا بالعوراء بين عورها ولا تكون مريضة بين مرضها ولا أن تكون عجفاء لا تنقي.
  • النية عند ذبحها: تجب النية عند ذبح الأضحية، وتشترط لذلك لأن النية هي التي تميز الذبيحة العادية عن القربان أو الأضحية، ولأن الأعمال بالنيات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ذبحها في وقت الأضحية: يجب أن يتم الذبح في وقتها المخصص من بعد صلاة عيد الأضحى حتى عصر رابع أيام العيد، وإذا ذبحت خارج هذا الوقت تكون ذبيحة عادية ولا تعد أضحية.

شروط الأضحية للمرأة الحائض:

يقول الشيخ هشام محمود الصوفي، وهو واعظ عام في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مصر، حيث يقول في إجابته على سؤال شروط الأضحية للمرأة إن كانت حائضاً ( المرأة في فترة الدورة الشهرية):

المرأة كالرجل فى أحكام الذبح، والحائض كغير الحائض فى ذلك، فإذا ذبحت المرأة ولو كانت حائضاً واستوفت الشروط المعتبرة فى الذبح فذبيحتها حلال، ولا يجب أن تكون طاهراً من حيضها حتى تذبح.

شروط ذبح الأضحية للمرأة:

كما هو الحال في شروط الأضحية هو أيضاً في شروط ذبحها، إذ لا تختلف شروط الذبح للنساء عن غيرها من الرجال، وقد أشارت دار الإفتاء المصرية بذلك في نص قولها "لا حرج في ذبح المرأة ولا فرق بينها وبين الرجل، وهما في الأمر سواء"، حيث تشمل شروط المضحي من النساء ما يلي:

  • أن يكون ذابح الأضحية عاقل بالغ ومسلم.
  • أن يذبح باسم الله عز وجل.
  • ينبغي استقبال الذابح القبلة، وتوجيه الذبيحة إليها، وذلك في الهدي والأضحية أشد استحباباً؛ لأن الاستقبال مستحب في القربات، وكيفية توجيهها 3 أوجه، وأصحها: يوجه مذبحها إلى القبلة، ولا يوجه وجهها، ليمكنه هو أيضاً الاستقبال، وأن يوجهها بجميع بدنها ويوجه قوائمها، كما أن التسمية مستحبة عند الذبح. [2]

الآن وقد عرفنا حكم الأضحية للمرأة وهي جائزة كالرجل، أما عن شروط الأضحية للمرأة فهي تندرج بذات الشروط للأضحية عامة ولا تختلف عن الرجل، لذا يمكنكِ عزيزتي أن تضحي عن نفسكِ وعن أهل بيتكِ، سواء كان ذلك من خلال شراء الأضحية فقط، أو رغبتِ في ذبحها بيدكِ، شريطة أن تستوفي كافة الشروط التي أشرنا لكِ بها.