حوار خاص مع فاطمة غالي: ابنة عزة فهمي تكشف عن إرث المجوهرات

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 مايو 2025
حوار خاص مع فاطمة غالي: ابنة عزة فهمي تكشف عن إرث المجوهرات

في مقابلة حصرية مع ليالينا، تتحدث فاطمة غالي، الرئيسة التنفيذية لدار عزة فهمي للمجوهرات وابنة المصممة الشهيرة عزة فهمي، عن رحلتها في تحويل الإرث العائلي إلى علامة فاخرة عالمية، من شراكاتها الإبداعية مع دور أزياء عالمية مثل Balmain، إلى التوسّع في التصميم المكاني مع Ramla Beach Clubhouse، تكشف فاطمة عن رؤيتها المتجددة، وتحدياتها في عالم تقوده الحرفية والإرث الثقافي.

حوار: هدير سامي

  • كيف شكّل الإرث العائلي، بكونكِ ابنة عزة فهمي، رؤيتك في نقل العلامة إلى العالمية؟

نشأت وأنا أراقب والدتي وهي تحوّل القصص والشعر والتراث إلى فن يُرتدى، ما غرَس بداخلي احتراماً عميقاً لمنتَجنا، وإيماناً بأن ما نقدّمه يستحق أن يحتفل به العالم.

رحلتها، كامرأة كانت أول من يتدرّب في حيّ المجوهرات التقليدي في القاهرة، كانت مصدر إلهام حقيقي، وأسّست لعلامة تجارية تتمتع بالأصالة والهدف، رؤيتي كانت دائماً أن أبني على هذا الإرث، وأن أترجمه إلى لغة عالمية، مع الحفاظ على جوهر علامتنا. طالعوا العدد الجديد من مجلة ليالينا ولقاء ممتع مع النجمة شهد برمدا.

فاطمة غالي

كان عليَّ أن أثبت باستمرار أنني لا أكتفي بوراثة إرث، بل أبني واحدًا خاصًا بي

  • كيف توازنين بين الحفاظ على الهوية الثقافية للعلامة والتوسّع في الأسواق العالمية؟

التراث يشكّل منظورنا، وينمو معنا، ويقود لغتنا التصميمية بينما نظل متمسكين بهويتنا، عند دخول سوق جديد، نركّز على سرد قصّتنا بلغة تُلامس المشاعر عالميًا، سواء من خلال الخط العربي، أو الشعر القديم، أو الإلهام المعماري، نبحث عن خيوط عاطفية مشتركة تربط الثقافات، وهكذا نظل أوفياء لهويتنا ونبقى في الوقت نفسه على صلة بالعالم.

  • ما أبرز التحديات التي واجهتِها كامرأة تقود علامة فاخرة؟

لا أشعر أن التحديات التي واجهتها مرتبطة بجنسِي. أعتقد أن الرجال في مناصب قيادية مماثلة يواجهون العقبات نفسها، في البداية، كان عليَّ أن أثبت باستمرار أنني لا أكتفي بوراثة إرث، بل أبني واحدًا خاصًا بي.

العثور على الفريق المناسب والعمل مع شركاء تجزئة يؤمنون برؤيتنا كان أحد أبرز التحديات.

عزة فهمي وفاطمة غالي

  • التعاون مع Balmain كان لحظة مفصلية في ربط الثقافتين الشرقية والغربية، كيف نشأت هذه الشراكة، وما الرسالة التي أردتم إيصالها؟

ولدت هذه الشراكة من احترام متبادل، ضمن مجموعة بالمان Balmain الراقية المستوحاة من مصر، عملنا مع أوليفييه روستينغ Olivier Rousteing على توحيد الرؤية الإبداعية، فدمجنا بين جماليّاتهم الجريئة المعاصرة ولغتنا التصميمية الغنية بالتراث، كل تفصيلة كانت مدروسة، من رمزية الزخارف إلى تقنيات الحرف اليدوية المستخدمة، النتيجة كانت قطعة فنية تُجسّد التقاء الثقافات، وهي اليوم معروضة في متحف "Young V&A" في لندن – دليل على أن التعبير الأصيل عن التراث يتجاوز الحدود والأجيال.

نحن نركّز على سرد قصّتنا بلغة تُلامس المشاعر عالميًا

  • كيف يختلف التصميم لصالح دار عالمية عن التصميم لعلامتكم الخاصة؟

عندما نصمم لعلامتنا، ننطلق من الحكاية، نأخذ وقتنا في البحث، والتخطيط، وتحويل القصة إلى شكل، أما في الشراكات، فندمج صوتًا ورؤية إضافيين، ما يجعل العملية أكثر تعقيدًا، نعمل على توحيد الموضوع والوظيفة دون فقدان هويتنا، المهم هو وجود شريك يقدّر عمق عمليتنا وأهمية تراثنا، نحن نُقدّر العلاقات المستمرة لا اللحظات العابرة، ونسعى دائمًا إلى التوافق القِيَمي والإبداعي.

التعاون مع Balmain

  • هل هناك شراكات مستقبلية يمكنكِ التلميح إليها؟

رغم أنني لا أستطيع الكشف عن التفاصيل، نحن في محادثات مع شركاء مميزين في عالمَي الأزياء والتصميم للعامين المقبلين، نختار شراكاتنا بعناية، فلابد أن تعكس توافقًا جماليًا واحترامًا مشتركًا للحرفية وسرد القصص، نحن متحمسون لما هو قادم.

مجوهرات عزة فهمي

  • كيف تختارون المواضيع الثقافية أو الأدبية التي تتحول لاحقًا إلى مجوهرات أيقونية؟

العملية شخصية وعميقة قائمة على البحث. نستكشف الفترات التاريخية، والشعر، والزخارف المعمارية، والسرديات الأدبية التي تتماشى مع فلسفتنا، بمجرد اختيار الموضوع، يغوص فريق التصميم في كل تفاصيله، لفهم أبعاده الجمالية والثقافية، كل قطعة هي ترجمة مرئية لذلك السرد، تُحاكي المشاعر وتحمل معنى.

  • كيف تحافظون على الحرفية التقليدية في ظل صعود التكنولوجيا؟

نحن نؤمن أن روح المجوهرات تكمن في الأيدي التي تصنعها، في ورشتنا في القاهرة، يعمل الحرفيون على الحفاظ على تقنيات عمرها قرون، مع اعتماد التكنولوجيا بما يدعم العملية دون أن يستبدلها، التكنولوجيا تخدمنا في البحث والتطوير والدقة، لكن اللمسة البشرية تظل جوهرية، لأنها تُضفي على القطعة شعورًا وتاريخًا وأصالة.

حرفية غزة فهمي

  • هل ترين أن مجوهرات عزة فهمي وسيلة لحفظ الثقافة؟

بكل تأكيد، المجوهرات وسيلة قوية لحفظ الثقافة لأنها شخصية، وعاطفية، ودائمة. قطعنا تُجسد قصصًا، سواء كانت بيت شعر، أو زخرفة تاريخية، أو مثل شعبي، للشباب، نُعيد تقديم التراث بعدسة معاصرة، ليس الأمر حنينًا، بل فخرًا وهوية، ورغبة في الارتباط بشيء أوسع من الذات، وأرى أن هناك انجذابًا متزايدًا لدى الأجيال الجديدة للجماليات العربية التقليدية لأنها تمنحهم شعورًا بالانتماء.

  • كيف تسهم العلامات الفاخرة في تمكين المرأة؟ وهل لديكم مبادرات داخلية؟

العلامات الفاخرة تمتلك منبرًا، ومعه تأتي المسؤولية، نحن نؤمن بأهمية خلق مساحة للنساء، سواء من خلال فريق القيادة، أو المؤسسة، أو شراكاتنا، يضم فريقنا نساء في كل المستويات، من التصميم إلى الاستراتيجية، برامج التدريب لدينا تدعم المصممين والحرفيين على حد سواء، داخليًا، نُعزز ثقافة الإرشاد، والنمو، والتمثيل، لأن التمكين يبدأ من الداخل.

لتمكين يبدأ من الداخل، ونحن نؤمن بأهمية خلق مساحة للنساء داخل المؤسسة

  • بعد النجاح في افتتاح متاجر في عواصم عالمية، ما الأسواق الواعدة المقبلة؟

لطالما كانت لندن جزءًا من قصتنا، شخصيًا ومهنيًا، لذا كان افتتاح متجرنا الجديد هناك لحظة مهمّة، تعكس علاقتنا العميقة بالمدينة، وتلبية لرغبة متزايدة في تجارب تسوّق غامرة تعكس فلسفتنا التصميمية، رغم أهمية لندن، نحن منفتحون على فرص جديدة عالميًا، لكن دائمًا بنهج مدروس وقيمي لضمان أن يكون كل متجر امتدادًا حقيقيًا لعلامتنا.

  • ما الذي ألهم علامة عزة فهمي التوسّع من المجوهرات إلى التصميم المكاني عبر مشروع Ramla Beach Clubhouse؟

كان التوسع في مجال التصميم المكاني تطورًا طبيعيًا بالنسبة لنا، وبصفتنا دار تصميم، لطالما ركزت عزة فهمي على سرد القصص، سواءً من خلال المجوهرات أو غيرها من أشكال التصميم.

نهدف إلى تجسيد التاريخ والثقافة في شكل ملموس، يتيح لنا تصميم Ramla Beach Clubhouse فرصة إحياء روح علامتنا التجارية بطريقة جديدة، تعكس هذه الخطوة رحلتنا المستمرة نحو الابتكار مع الحفاظ على رسوخنا في هويتنا وإرثنا.

مشروع Ramla Beach Clubhouse

  • كيف يعكس التصميم المعماري والحسي لـRamla Beach Clubhouse الهوية المصرية عزة فهمي؟

صُمم Ramla Beach Clubhouse كامتداد لعلامة عزة فهمي التجارية تعبيرًا غامرًا عن التزامنا بالحرفية ورواية القصص، وكما تحمل قطع مجوهراتنا طبقات من المعاني، كذلك تحمل المساحة، سيعكس كل عنصر، من الزخارف المعقدة إلى الأجواء المنسقة، فلسفتنا التصميمية المميزة والسرد الغني للتراث المصري، سيمزج النادي بسلاسة بين التاريخ والثقافة والتصميم المعاصر، متفاعلًا مع جميع الحواس لخلق تجربة تُشعرك حقًا برحلة عزة فهمي".

"Ramla Beach Clubhouse هو امتداد بصري وحسي لفلسفتنا في التصميم وسرد القصص"

Ramla Beach Clubhouse

  • ماذا ينتظر الزوار في هذه الوجهة الصيفية؟ وهل هناك خطة لتوسيع الفكرة مستقبلًا؟

Ramla ليست مجرّد ملاذ على الشاطئ، بل رحلة حسية داخل عالم عزة فهمي. يمكن للزوار أن يتوقعوا تصاميم داخلية مدروسة تعكس تراثنا المصري، وتحتفي بالإبداع والمجتمع، ليست فقط مساحة للاسترخاء، بل وجهة للارتباط بالتراث الثقافي المصري من خلال الفن، والهندسة، والتجارب الغامرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار