فيلم سولي Sully

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
فيلم سولي Sully

كن مستعداً لتشعر بالخوف والرهبة، لتعيش مشاعر القلق وأوهام الشيء الذي لم يحدث، وترافق حياة الشهرة والأضواء، لكن ابقى على يقين بأن المشاعر قد تتغير مع تغير الأحداث وتبدل الأشياء، عش حلمك في أن تكون يوماً ما شخصاً يحكى عنه في تسعين دقيقة، هل تتخيل الأمر؟ بإمكانك أن تقرأ المقال وتتخيل الفيلم أكثر.

تاريخ العرض والإيرادات

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تيلوريد السنوي الـ 43 في 2 أيلول/سبتمبر عام 2016، ثم نُشر الفيلم في 9 أيلول/ سبتمبر من قبل شركة وارنين بروس Warner Bros (الشركة الأمريكية التي يمتلكها تايم وارنر، مقرها في كاليفورنيا) على مسارح IMAX، تقرر في البداية عرض الفيلم في نهاية الأسبوع بعد عيد العمال، إلا أن يوم الافتتاح المقرر صادف مع ذكرى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، وستكون فترة باهتة لتحقيق الأرباح، لكن أيقنوا فيما بعد أن هذا الأمر يتعلق بنوعية الفيلم لا بالظروف المحيطة، فواجه المدراء التنفيذين في شركة بروس الكثير من الحذر والتفكير فيما إذا كانت هذه الذكرى ستؤثر على الفيلم، إلا أن الفيلم عُرض في 9 أيلول/ سبتمبر في غير موعده المحدد لقلة الدعم اللوجيستي لشباك التذاكر، وعدم تأمين شاشات IMAX.

عُرض الفيلم لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا في 3525 صالة عرض، كان من المتوقع أن يحصد مبلغ 25 مليون دولار إلا أنه تجاوز هذا المبلغ نظراً لعدد دور العرض الكبير، وافتتح في 39 بلداً خارج أمريكا، حيث حققت كل من دور العرض في روسيا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة كل واحدة منها مليون دولار، وفي أستراليا 2,4 مليون دولار حيث صادف عرضه في يوم عيد الأب، حصد الفيلم 22 مليون دولار خلال أسبوعه الأول، أما في أسبوعه الثاني وصلت قيمة الأرباح إلى 70 مليون دولار محلياً و93,9 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، ذلك بالرغم من أن تكلفة إنتاج الفيلم كانت 60 مليون دولار، محطماً بذلك الرقم القياسي الذي حققه فيلم 2D الذي وصلت أرباحه إلى 5 مليون دولار، وفيلم عداء المتاهة (Maze Runner) عام 2014 الذي حقق نسبة أرباح وصلت إلى 4,2 مليون دولار.

سولي بين الطائرة والتحقيق

يوم الخميس 15 يناير/ كانون الثاني عام 2009، شهد العالم ما يسمى بـ "معجزة هدسون"، عندما قام الكابتن شيسلي سولينبيرغ الملقب بـ "سولي" بإنزال الطائرة بعد تعطلها في الجو فوق مياه نهر هدسون المتجمدة، لينقذ بذلك حياة 155 شخصاً على متنها من الركاب وطاقم العمل، فينال عمله إعجاب جميع وسائل الإعلام، لكن التحقيقات حول الحادثة غيرت المعايير.

هذا ملخص قصة الفيلم، أما أحداث القصة فتدور كالتالي.. يخرج الكابتن سولي مع الضابط الأول جيفري سكيلس على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأمريكية الرحلة رقم 1549 من مطار لاغوارديا إلى مطار شارلوت دوغلاس الدولي، وبعد إقلاعها بحوالي 3 دقائق وارتفاعها قرابة 2800 متر، تصطدم بسرب من طيور الإوز الكندية التي تخترق كلا المحركين فتعطلهما عن العمل، يحاول الكابتن الهبوط اضطرارياً في نهر هدسون المتجمد في نيويورك على الرغم من أن مطار تتربور كان قريباً منه، لكن وسط حالة الخوف والذهول المسيطرة على جو الطائرة نتيجة ما حدث، يقرر سولي الهبوط للتخلص من الخوف ولإنقاذ الركاب فينجو بأعجوبة.

يصبح بعد ذلك بطلاً قومياً في نظر الجمهور ووسائل الإعلام، إلا أنه يواجه فيما بعد تحقيقاً يكاد أن يودي بسمعته المهنية، فالاختبارات التي أجريت في مجلس سلامة النقل الدولي NTSB، بينت أن المحرك الأيسر كان يعمل وبحالة جيدة، وكان بإمكانه أن يعود أو أن يهبط بالطائرة بسلام في مطار تتربور، إلا أن سولي أصر بأن كلا المحركين تعطلا عن العمل، وأدرك سولي حينها أن هيئة سلامة النقل الأمريكية اعتبرت سبب حدوث الحادث خلل من القيادة، أي أن طاقم الطيران هو المتسبب، ولإنقاذ سمعته، قام بإجراء جلسة استماع علنية بشأن الحادث، أوضح من خلالها أن العطل لم يكن بشري، والمحركين تعطلا عن العمل بسبب اختراقهما من الطيور، وبعد العديد من الإجراءات والجلسات، تبين أن المحرك الأيسر تعطل فعلاً، والطريق الذي سلكه سولي لإنقاذ الركاب كان لا مفر منه أبداً.

القصة الحقيقية.. تحولت إلى مشروع سينمائي ناجح

يستند الفيلم الدرامي إلى السيرة الذاتية للكابتن سولي، فكرة الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية من كتاب الواجب الأعلى (Highest Duty) لمؤلفه شيسلي سولينبيرغ (Chesley Sullenberger) وجيفري زاسلو (Jeffrey Zaslow)، كان الهدف منذ البداية أن يكون الفيلم تعبيراً عن الإنسانية، فقد راود فريق العمل تردداً في إنجاز الفيلم إن كان يعبر عن الطمع أو المصلحة الذاتية، لكن هذا التردد تبدد في النهاية وقام الجميع بعملهم على أكمل وجه وبشكل مستمر لإنجاح المشروع السينمائي.

الفيلم من إخراج كلينت ايستوود (Clint Eastwood)، كاتب السيناريو تود كومارنيكي (Todd Komarnicki)، بطولة توم هانكس (Tom Hanks)، آرون اكهارت (Aaron Eckhart)، لورا ليني (Laura Linney)، انا جان (Anna Gunn)، اوتامن ريسر (Autumn Reeser)، وهولت ماكلني (Holt McCallany).

بدء تصوير الفيلم

بدأ تصوير الفيلم في 28 أيلول/سبتمبر عام 2015 في نيويورك، وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر انتقل فريق العمل للتصوير في اطلنطا بعد تحويل مبنى في وسط المدينة إلى فندق، اُعتمد في تصوير الفيلم على العديد من الأماكن مثل لوس انجلوس، نيو مكسيكو، وشمال كارولينا، واختتم التصوير في 29 نيسان/أبريل 2016، حيث تم التصوير بالكامل مع كاميرات IMAX (اختصار لاسم imaged maximum، وهي شكل قياسي من أشكال ملفات الأفلام السينمائية والعروض التي صنعتها مؤسسة آيماكس الكندية، تملك الصيغة التقليدية للآيماكس القدرة على تسجيل وعرض الصور بشكل أكبر بكثير في الحجم والدقة من أنظمة السينما التقليدية، فمعيار شاشة الآيماكس بسعة 22متر وارتفاع 16,1 متر).

تقييم الفيلم وآراء المشاهدين

حصل الفيلم على رد فعل إيجابي بعد عرضه، ونسبة تأييد وصلت إلى 82% من الجمهور المتابع في 190 صالة عرض بتقدير 7,2/10، أبدوا إعجابهم ببطل الفيلم الذي أدى الدور ببراعة، كما حصل الفيلم على درجة 75% بناءً على رأي 43 ناقد، كما منحت الجماهير الفيلم درجة A+ حسب استطلاعات موقع CinemaScore (شركة أبحاث مقرها لاس فيغاس تستعرض آراء الجمهور لتقييم الأفلام، وتعطي التوقعات بناءً على البيانات).

بيتر ديبروغ (Peter Debruge) رئيس النقد السينمائي في مجلة Variety (موقع الكتروني ومجلة أمريكية أسبوعية ترفيهية) منح الفيلم نقداً إيجابياً، وأشاد بعمل البطل توم هانكس، فمن خلال أدائه للدور، نسي بأنه ممثل يقوم بدور شخصية مختلفة عنه، حيث كان واثقاً في قدراته ومتواضعاً في تصرفاته، كذلك الأمر بالنسبة للمخرج، أما ناقد الأفلام في مجلة INFLUX ستيف بولسكي (Steve Pulaski)، منح الفيلم درجة B+، حيث قال بأن مخرج الفيلم كان يركز ويعمل على إظهار التفاصيل وهذا نوع من البطولة ولا يمكن إنكار ذلك، خصوصاً أن الفيلم مبني على قصة حقيقية.

وبالنسبة للناقد سيمون طومسون (Simon Thompson) فقد منح الفيلم درجة 9/10 مبدياً رأيه بأن فيلم سولي متوازن بشكل جميل، فيه من الدقة ما يلزم، تجنب كل المطبات المبتذلة، فهو ليس مجرد فيلم عادي بل من أفضل الأفلام التي أخرجتها استديوهات هوليود لهذا العام، أما إذا انتقلنا إلى تود ماكارثي (Todd McCarthy) كاتب في مجلة Variety، فقد أكد لمراسل هوليود بأن الفيلم ارتفعت قيمته بعد أن ركز على الاستدعاء والمحاكمة، في حين بيتر ترافيرس (Peter Travers) صحفي في مجلة Rolling Stone (مجلة أمريكية نصف شهرية تركز على الثقافة الشعبية) منح الفيلم درجة 3,5 من 4 نجوم، وقال بأن الفيلم كسب قوته واهتمام الجمهور من خلال شخصية البطل الذي كان يواجه الخوف والشك الذاتي ويرفض اللقب بأن يكون بطلاً.

أما ريتشارد روبر (Richard Roeper) من صحيفة Chicago Sun-Times منح الفيلم 4/4 نجوم، قال بأن "الفيلم حقق انتصاراً مطلقاً"، بينما الآراء السلبية اقتصرت على الصحفي جون انديرسون (John Anderson) من صحيفة نيويورك تايمز، الذي قال بأن الفيلم لم يظهر مشاعر سولي بشكل جيد، ولا يمكن من خلال بضع ثواني أن نسمي الشخص بطلاً، كما أن مجلس الأمن الدولي كان يتحقق من ذلك الأمر.

قانون ولكن!

أثار الفيلم الكثير من الجدل من مجلس سلامة النقل الدولي (NTSB (National Transportation Safety Board، على الرغم من نشر فيديو ترويجي للفيلم قبل عرضه بأيام لتجنب أي أمور قانونية، حيث وصل المحققون في المجلس إلى أن الفيلم غير دقيق، والمشاهد غير واقعية، وأحداث الفيلم تدل على عدم كفاءة الحكومة الأمريكية، عن ذلك الموضوع كتبت صحيفة الجارديان بأن "تحقيق الحكومة تافه وغير واقعي، فالفيلم يوضح تحطم الطائرة على حساب سلامة الركاب، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يُصور ويُشرح بشكل جدي كما فعل المخرج"، بالإضافة إلى أن هذا الأمر سيؤثر على سمعة سولي الكاتب الحقيقي للرواية، وسيؤدي ذلك إلى تغيير اتجاهات الناس وصناع القرار حوله.

في النهاية.. كانت تلك أحداث الفيلم، قدمناها لكم باختصار، نرجو أن نكون وصلنا إلى قلوبكن ووصل الفيلم إلى عقولكن.. هذه العبارات تسمعها على شاشة التلفاز، أما على شاشة السينما ستسمع شيئاً مختلفاً، أو تسمع زوجة سولي تقول له: "offcourse you did it.." وأنت أيضاً "offcourse you"ll go to watch movie".